على قدر عال من التعليم ما فوق الجامعي ولها إخوة ولكنهم مستقلون وتعيش مع والدتها المريضة بمفردها.
لديها عيب خلقي يتطلب علاجاً كثيراً بعد الزواج، ولابد من أن تتزوج كي تعالج منه ولذلك أخذت على عاتقها أن تصارح من يتقدم لها بذلك، فكلما صارحت أحداً من خطابها يهرب هروباً ليس بعده عودة!
تقدم إليها نوعان من الرجال:
نوع فقير يتمناها زوجة له، فتقبل به، ولكنه يهرب بمجرد دخول المنزل خوفاً من الفارق الاجتماعي الكبير وخوفاً من الماديات رغم تنازلها عنها.
والنوع الثاني متزوجون، ويتمنون العبث بمشاعر من قاربت الأربعين فترفض ذلك محافظة على دينها ونفسها وعقلها.
وفي ختام الرسالة تقول الفتاة : بالله عليكم ماذا أفعل .. لا ذنب لي كوني سمينة.. ولا ذنب لي كوني صادقة وصريحة .. أريد الستر وأرفض الاستجابة لنداء الذئاب.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
وجاء رد الأستاذ خيري رمضان يضع أعينها على الآتي:
هل يمكن اختصار أسباب عدم زواجك حتى الآن في بدانتك؟ .. لو كان هذا صحيحاً فما سبب عدم زواج ملايين البنات ممن هن في سن الزواج الآن، وبينهن النحيفة ، القصيرة ، الجميلة ، الثرية والفقيرة ؟!
الحقيقة أننا نعيش أزمة تأخر سن الزواج لدى الشباب لأسباب اقتصادية واجتماعية وأخلاقية، قد تكون السمنة أحد الأسباب الظاهرية ولكنها لن تكون السبب الرئيسي.
من حقك ـ مثل أي بنت ـ أن تحلمي بالزواج، مع التسليم بأن الزواج قد لا يكون مصدرا حقيقيا للسعادة ، بل ربما يكون مصدرا لمزيد من الشقاء!
وإذا سلمنا بأن الزواج رزق من الله تعالى وإذا كنا ممن حرمهم الله من هذا الرزق فهل تنتهي الحياة ونستسلم للوحدة؟ هل خلقنا الله لهذا الغرض أم أن لوجودنا حكمة وغاية أخرى؟
سيدتي.. لماذا كل خياراتك مرهونة بالزواج.. فإذا لم يأت فإما الاستجابة لنداء الذئاب، أو تعيشين لمبادئك وكأن المبادئ سجن يحاصرك، مع أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بشرنا : " كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج" فلم اليأس؟
عليك أولاً أن تحبي نفسك وجسدك كما هو، فإذا كان لا يعجبك، فعليك باللجوء إلى طبيب متخصص والالتزام ببرنامج غذائي صارم حتى تكوني على الصورة التي تحبين، فإذا كنت أضعف من ذلك أو لا يمكن الاستجابة للعلاج، فليس أمامك إلا قبولك لنفسك كما هي، اكتشفي مواطن جمالك أابرزيها أمام عينيك، فلن يراك الآخرون جميلة إلا إذا رأيت نفسك كذلك.. غذي عقلك ومشاعرك بالجمال والحب وتأملي قول شاعرنا الفرزدق:
ولا خير في حسن الجسوم وطولها . . . إذا لم يزن حسن الجسوم عقول
لا تضعي كل أحزانك في سلة عقلك، اتركي التفكير في مشكلة الانجاب لوقتها، وجنبي هاجس الزواج، وارسمي صورة لحياتك كما تحبين بوضعك الحالي وتكيفي معه واعتصمي بالله فهو خير عاصم.
اهلا منورة
منورة