فى نجران بأرض اليمن كان يعيش ملك ظالم اسمه ذو نواس يوسف بن ثنا أسعد أبي كريب .. وكان له ساحر يساعده
علي ظلمه وكان هذا الملك يدعي الألوهية ..ويجبر الناس علي عبادته .. كما كان منتشر فى أهل نجران الشرك ..
وكان كثير منهم يعبدون الأوثان وكان هذا الملك يستولي علي أموال الناس ولا يحكم بينهم بالعدل وكان فاسقاً فاجراً جباراً
متكبراً ..
ومرت السنوات وكبر ساحر الملك ولم يعد قادراً علي ممارسة أعمال السحر والشعوذة فذهب إلي الملك ذات يوم وقال له :
أيها الملك إني قد كبرت سني وأري أنني سأموت قريباً فأحضر لي غلاماً أعلمه السحر حتي يقوم مكاني ويكون مساعداً لك
فقال الملك : وهل يستطيع أحد أن يقوم بما تقوم به إنك بسحرك تفعل أشياء خارقة وتقنع الناس إني إلههم الذي يستحق
العبادة فمن ذا الذي يستطيع أن يفعل ما تفعله ؟ فقال الساحر : ياسيدي إذا أتيتني بغلام صغير ذكي أستطيع أن أعلمه
ماأقوم به تماماً فيفعل لك ماأفعله تماماً فأصدر الملك أمراً بالبحث عن غلام صغير يتصف بالنبوغ والذكاء فانتشر جنود
الملك وأعوانه فى اليمن كلها يبحثون عن غلام صغير يتصف بالفطنة والذكاء والنبوغ ..
الغلام الذكي
أحضر أعوان الملك مجموعة كبيرة من الغلمان ليختار منهم الساحر غلاماً يعلمه السحر فاستعرض الساحر الغلمان وراح
يسألهم بعض الأسئلة .. ويختبرهم ويمتحنهم حتي وقع اختياره علي أذكي غلام فيهم ..وكان غلاماً صغيراً إلا أن عقله
كبير يتصف بالفطنة وظهر من كلامه النبوغ وشدة الذكاء .. وكان اسمه عبدالله بن التامر من أهل نجران باليمن فأخبر
الساحر بأنه اختار هذا الغلام فأصدر الملك امره أن يقيم هذا الغلام فى القصر الملكي تحت رعاية الملك وأمام عينيه وأن
يذهب كل يوم إلي بيت الساحر يتعلم منه السحر ثم يعود إلي القصر وان تكاليف حياة الغلام علي الملك .. فله أن
يعيش فى القصر يأكل ويشرب ويلبس مايريد علي نفقة الملك فسوف يكون هذا الغلام بعد ذلك هو ساحر الملك وساعده الأول
فى المملكة ..
تعلم السحر
عاش الغلام عبدالله بن التامر فى قصر الملك أياماً قبل أن يذهب إلي الساحر وقد تعمد الملك أن يفعل ذلك حتي يضمن
ولاء الغلام له ..ويطلعه علي الحياة الملكية التي سيكون هو المحرك لها بعد ذلك ..وفى هذه الأيام تعرف الغلام علي
مايدور داخل القصر وعلي مايقوم به الملك من أعمال شريرة وأعال خبيثة حتي يوهم الناس أنه إله .. ودارت فى هذه
الأيام حوارات ومناقشات بين الملك والغلام حاول فيها الملك دائما أن يبرر مايقوم به من أعمال ويقنع الغلام بأن يساعده فى
ذلك ويغريه بالمال والطعام والحياه المترفه..وذات يوم قال يابني إنك ستكون وزيري ومساعدي الأول فى الحياة فبسحرك
سوف يخضع الناس لي ويسمعون اوامري ويتقربون إلي خاضعين أذلاء لذلك لابد أن تتقن السحر جيداً وتتعلم كل مايعرفه
الساحر الكبير ولا تنس فضلي وكرمي عليك ولا تنس أنك ستكون فى مكانة عالية ومنزلة عظيمة .. يحسدك الناس عليها
فتذكر دائماً أنك ستكون مساعد الملك ووزيره الأول ..فقال الغلام: سمعاً وطاعة ياسيدي أنا في خدمتك ورهن إشارتك فلما
إطمأن الملك إلي الغلام وتأكد من أنه هرة بالملك والمال .. بدأ يرسله إلي الساحر ليتعلم منه السحر .. فتعلم الغلام
السحر وفنونه ونبغ فيه نبوغاً كبيراً حتي صار أقدر من الساحر الكبير ..
الراهب والغلام
كان الغلام عبدالله بن التامر رغم تعلمه السحر وبراعته فيه إلا أنه يري أن ذلك ضلال وكذب وافتراء وتضليل ولكنه لا
يري طريقاً غيره ولا يعرف بديلاً خيراً منه ويري أنه سوف يحصل علي المال الكثير إلي جانب مكانته الكبيرة فى القصر
الملكي .. وذات يوم مر الغلام علي خيمه فى بطن الجبل تقع فى الطريق بين قصر الملك وبيت الساحر فدفعه الفضول
وحب الاستطلاع أن يدخل إلي تلك الخيمة ويري ما بها .. فدخل فإذا به يري رجلاً عجوزاً لحيته بيضاء كبيرة وأمامه
كتاب يقرأ فيه ووجه الرجل كأنه قطعة من البدر يتلألأ نوراً .. فوقف الغلام يتأمل ويسمع مايقوله الرجل فوجده يسبح
الله ويذكره فتعجب الغلام مما سمع وقال للرجل : من أنت ؟ ولماذا تعيش هنا وحدك؟وما هذا الكلام الذي أسمعه منك
وماسمعت مثله قط ؟ فالتفت إليه الرجل وقال له : أقبل يابني أقبل لا تخف .. فدخل الغلام ووقف بجانب الرجل
فقال له: اجلس بأمان فجلس الغلام ، فقال له الرجل : أنا راهب أعبد الله وحده وهذا الكتاب فيه كلام الله واوامره
فسأله الغلام :و من الله الذي تعبده ..؟ .. فقال الراهب :الله سبحانه وتعالي خالق هذا الكون بما فيه من أرض
وسماء وجبال وبحار…هو خالقنا ورازقنا وهو الذي أحيانا ثم يميتنا ثم يحاسبنا يوم القيامة ..هو الله المستحق للعبادة
وحده لا شريك له ..فقال الغلام :الله! أو لهذا الكون إله غير الملك الذي يحكمنا ونعبده..؟
فقال الراهب : يابني إن الملك يدعي أنه إله وهو فى الحقيقة بشر مثلنا ولد طفلاً ثم كبر وسيموت يوماً ما وهو كذلك
ياكل ويشرب ويمرض وينام .. أما الله سبحانه وتعالي فهو الأول بلا بداية وهو الأخر بلا نهاية هو الحي القيوم لاتأخذه
سنه ولا نوم..المدبر لهذا الكون بما فيه يعلم عدد حبات الرمال وعدد قطرات البحار والأنهار .. وعدد أوراق الأشجار
كل شئ فى الكون بأمره..هو القادر علي كل شئ ولا يقدر غيره علي أي شئ يحب لعباده الخير والعدل ويكره لهم
الشر والظلم .. فقال الغلام:حديثك عجبني وأري فيه الصدق والحق ولكني .. فقال الراهب : ولكنك ماذا يابني ؟؟
فقال: ولكني أعمل مع الملك لقد أتي بي وأرسلني إلي الساحر لأتعلم منه السحر وقد تعلمته وبرعت فيه ..
فقال الراهب: يابني إن السحر باطل وهو من أعمال الشيطان يستعين به الظالمون حتي يوهموا الناس بالضلال فهو كفر بالله
عز وجل ..فقال الغلام :ولكن الملك إذا قلت له ذلك ربما عذبني أو قتلني ..فقال الراهب:لذلك أنصحك أن تكتم الخبر
وتظل مع الساحر والملك وتأتيني كل يوم تسمع مني حتي تظهر لك الحقيقة التي يطمئن لها قلبك ..فوافق الغلام علي ذلك
وكان كل يوم يمر علي الراهب ويجلس معه ويسمع منه فكان يتاخر علي الساحر فيضربه فاشتكي الغلام إلي الراهب فدله
الراهب علي حيلة ذكية وهي أن يخبر الساحر بأن أهله هم الذين يؤخرونه ويخبر أهله بأن الساحر هو الذي يؤخره ففعل
الغلام ذلك ..وظل يتردد علي الراهب كل يوم ويسمع منه حتي اطمأن قلبه إلي كلام الراهب وشعر أن ذلك هو طريق
الحق وصراط الله المستقيم وأن ماعليه الساحر والملك كذب وكفر وضلال ولكن الغلام كان يحتاج إلي مايؤكد له صدق هذا
الشعور وذلك الاحساس ..
الحجر ..والدابة
ذات يوم..سمع الغلام بأن دابة كبيرة عظيمة وقفت علي مدخل الطريق الرئيسي إلي المدينة ومنعت الناس من الخروج من
المدينة أو الدخول إليها ..ولا أحد يستطيع أن يتعرض لهذه الدابة القوية..فذهب الغلام إلي مدخل المدينة فرأي بالفعل هذه
الدابة واقفة وقد فتحت فمها تريد إبتلاع أى انسان يقترب منها .. فقال الغلام فى نفسه: اليوم أعلم أمر الساحر أحب
إلي الله أم أمر الراهب..؟ ثم اخذ حجراً من الأرض وقال اللهم أن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضي من أمر
الساحر فاقتل هذه الدابة حتي يعبر الناس . ثم رمي الدابة بالحجر فأصابها الحجر فى رأسها فقتلها في الحال،وعبر الناس
داخل المدينة وخارجها وهم يشكرون الغلام ويشيدون بشجاعته ..
أسرع الغلام إلي الراهب وأخبره بما قال وقد تأكد أن الراهب علي حق وصدق واطمأن قلبه إلي الإيمان بالله الواحد الأحد
فلما علم الراهب بذلك قال له:يابني أنت اليوم أفضل مني واعلم أن الله سيختبرك ويبتليك فإذا ابتليت فلا تدل علي ولا
تخبر عني فإني أخشي علي نفسي من ذلك الملك الظالم فوافق الغلام علي ذلك وترك الراهب وخرج وهو يشكر الله ويحمده
علي نعمة الإيمان به..
أحس الغلام عبدالله أن عليه واجباً عظيماً وهو أن ينشر دين الله فى الأرض ويدعو الناس إلي عبادة الله الواحد الأحد حتي
ينقذهم من الكفر والشرك وظلم الملك الذي يدعي أنه إله.. فبني الغلام لنفسه خيمة وراح يدعو الناس إلي زيارته خاصة
المرضي وأصحاب العاهات حتي يدعو الله لهم بالشفاء فسمع الناس بأمره فكانوا يذهبون إليه فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص
وسائر الأدواء ويشفيهم الله عليه يديه .. وكان يقول للناس : أنا لا أشفي إنما يشفي الله فإن آمنتم بالله دعوته أن
يشفيكم فإذا آمنوا بالله الواحد دعا لعم الغلام فيشفيهم الله تعالي..وانتشر هذا الخبر فى المدينة كلها حتي سمع به أحد
جلساء الملك وكان كفيفاً لا يبصر فجمع هدايا عظيمة وذهب إلي الغلام وقال له:كل هذه الهدايا لك إن أنت شفيتني ..
فقال الغلام: أنا لاأشفي أحداً إنما يشفي الله تعالي فإن آمنت بالله دعوت الله شفاك فآمن الرجل بالله الواحد فدعا له
الغلام فشفاه الله تعالي فخرج من عنده وهو يبصر.. وفى اليوم التالي ذهب جليس الملك إلي الملك فلما رآه الملك تعجب
وسأله: من رد إليك بصرك؟ فقال الرجل: ربي .. فقال الملك: أنا ؟؟
فقال الرجل :لا بل ربي الله .. فقال الملك : أو لك رب غيري ..؟ قال الرجل : نعم ربي وربك الله ..
فسأله الملك :من علمك ذلك..؟ فلم يجبه ، فأمر الملك بتعذيبه ، فعذبوه عذاباً شديداً حتي أخبرهم بأمر الغلام ، فأرسل
الملك بجنوده ليأتوه بالغلام فقبضوا غليع وأتوا به إلي الملك ..
مؤمرات فاشله
وقف الغلام أمام الملك الظالم ، فقال له الملك: أي بني لقد بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه والأبرص وتداوي الناس
فقال الغلام: أنا لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالي .. فقال له الملك : أو لك إله غيري ..؟
قال الغلام:إلهي وإلهك واحد ، رب الكون الله عز وجل .. فغضب الملك ، وقال للغلام: من علمك هذا ..؟
فلم يجب الغلام ، فأمر الملك بتعذيبه عذاباً شديداً فلم يستطع الغلام أن يتحمل ذلك العذاب الأليم فاعترف علي الراهب
ودل علي مكانه فأمر الملك بإحضار الراهب ، فذهب الجنود إلي صومعة الراهب ، وقبضوا عليه وأتوا به إلي الملك
فقال له الملك: ارجع عن دينك فرفض الراهب ، وتمسك بعبادة الله الواحد الأحد فأمر الملك بحفر حفرة ووضع الراهب
فيها وجاء بمنشار ووضعه فى منتصف رأس الراهب وظل متمسكاً بدين الله ، فأمر الملك جنوده أن يشقوه نصفين ، فشقوه
أمام جليس الملك والغلام ، ثم قال الملك لجليسه الذي كان أعمي : ارجع عن دينك وإلا فعلنا بك كما فعلنا بالراهب
فرفض جليس الملك أن يرجع عن دينه وتمسك بدين الله الحق فأمر الملك جنوده فشقوه نصفين بالمنشار أمام الغلام .. ثم
قال الملك للغلام: ارجع عن دينك ، فرفض الغلام ذلك فأمر الملك بعض جنوده أن يأخذوه إلي الجبل ويلقوا به من أعلي
الجبل فأخذوه فلما صعدوا به أعلي الجبل رفع الغلام يديه إلي السماء وقال: اللهم أكفيتيهم بما شئت فاهتز الجبل فسقط
الجنود جميعاً من الجبل ، فقتلوا ، بينما نجا الغلام بقدرة الله ، فعاد إلي الملك ماشياً .. فلما دخل عليه تعجب الملك
وسأله: ماذا حدث للجنود ..؟ فقال الغلام:كفانيهم الله تعالي.. فأمر الملك مجموعه أخري من الجنود أن يأخذوا الغلام
فى مركب وينزلوا به البحر فإذا وصلوا وسط البحر يقذونه فيه فأخذوه ووضعوه فى مركب وساروا به حتي منتصف البحر
فرفع الغلام يديه وقال: اللهم أكفينيهم بما شئت.. فانقلب المركب وغرق الجنود جميعاً ونجا الغلام بقدرة الله .. فعاد
إلي الملك فزاد تعجب الملك ودهشته ، وبدأ الخوف يدخل قلبه وزاد رعبه من هذا الغلام ، وسأله : ماذا حدث للجنود؟
فقال الغلام: كفانيهم الله تعالي .. فوضع الملك يديه علي رأسه وراح يفكر ماذا يفعل حتي يتخلص من ذلك الغلام ..
وقد فشلت كل المحاولات التي قام بها ..
استشهاد الغلام
لما رأي الغلام أن الملك قد وقع فى حيرة ويريد أن يتخلص منه بأية وسيلة ، قال له الغلام:أيها الملك إنك لست بقاتلي
حتي تفعل ماآمرك به ، فإن أنت فعلت ماآمرك به قتلتني ، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي .. فقال الملك: وماهو ..؟
قال الغلام:تجمع الناس فى مكان واحد كبير ، ثم تصلبني علي جذع شجرة وتأخذ سهماً من كنانتي ،
ثم تقول بصوت عال: بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ..
لم يفهم الملك أن الغلام يريد بذلك نشر الدين بين الناس وليعلم الجميع أن الملك لا ينفع ولا يضر ولا يحيي ولا يميت
وأن الغلام مات بأمر الله عز وجل وليس بأمر ذلك الملك الظالم الجاهل وكان هذا ذكاء كبير من ذلك الغلام الصغير ،
ففعل الملك كما قال له الغلام ، وصلب الغلام علي جذع الشجرة وأخذ سهماً من كنانة الغلام ، ووضع السهم فى القوس
وقال بصوت عال أمام الناس جميعاً : بسم الله رب الغلام ثم رماه بالسهم فأصاب السهم صدغ الغلام فوضع الغلام يده
علي صدغه فمات..فلما رأي الناس ذلك قالوا جميعاً:آمنا بالله رب الغلام ، آمنا بالله رب الغلام..
أخاديد النار
أسلم أهل نجران جميعاً ووقع الملك فى حيرة شديدة لقد كان يحارب مؤمناً واحداً وهو الآن أصبح أمام أعداد لا حصر لها
من المؤمنين وانتشر الإيمان بالله الواحد الأحد فى المدينة كلها وقال أعوان الملك له: أرأيت ماكنت تحذر فقد والله نزل بك
حذرك ..قد آمن الناس كلهم فجن جنون الملك ، وزاد غضبه فأمر بحفر الأخاديد وأضرمت فيها النيران وقال لأعوانه كل
من آمن بالله إما أن يرجع عن دينه وإلا فأقمحوه فيها فأحرق يومئذ من المؤمنين عشرين ألفاً حتي جاءت امرأه معها طفل
رضيع فخافت علي نفسها وعلي رضيعها فأنطق الله الرضيع فتكلم الطفل وهو فى المهد ، وقال لأمه : ياأماه ، أصبري
فإنك علي الحق . فألقوها وابنها فى أخاديد النيران ، وقد ذكر الله عز وجل فى القرآن قصة أصحاب الأخدود ، وما فعله
ذلك الملك الظالم بالمؤمنين ….
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ .. سورة البروج 4-10