——————————————————————————–
الحمدلله الذي قدر فهدى ، وأخرجا المرعى ، وخلق الإنسان من زوجين ذكرٍ وأنثى ، والحمدلله الذي هدانا للإسلام ، ووقانا شر السير على طريق عُباد الأوثان، والحمدلله الذي فضلنا على كثير من خلقه ، وجملنا بحُسن خَلّقه، ومنَّ علينا بوافر فضله، والحمدلله الذي علمنا مالم نعلم ، وفقهنا بما بُعثَ به محمد –صلى الله عليه وسلم- والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين
أما بعد:
أعود إليكم لأ قطف لكم من البساتين أجمل الزهور وأروعهاااا وأنقلكم معي إلى كُتبي ودُررها .
اتمنى أن يحوز ماقطفت على رضاكم.
&&&
# ورد في القرآن الكريم كلمتي"يعلمون، ويشعرون" فما الفرق بينهما؟
في الأمور التي يرجع العقل وحده في الفصل فيها نجد كلمة: ((يعلمون)). مثل:
قال تعالى: ((أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ))
وقوله تعالى: ((أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ))
أما الأمور التي يكون للحواس مدخل في شأنها نجد كلمة: ((يشعرون)). مثل:
قال تعالى: ((قَالَتْ نَمْلَةٌ يٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ))
وقوله تعالى: ((وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ))
&&&
# قال تعالى: ((فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ))
قال ابن كثير: فكان أول من أبصر مافيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يُقال لها"مهد"، فلما تبينت مافيها صاحت ثم صُعقت.فلما أفاقت ، قالوا : مارأيتِ يامهد؟ قالت: رأيت ريحاً فيها شبه النار أمامها رجال يقودونها. فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك.
&&&
# عن أبي الدرداء-رضي الله عنه- قال: ((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسمعناه يقول " أعوذ بالله منك " ثم قال " ألعنك بلعنة الله " ثلاثا . وبسط يده كأنه يتناول شيئا . فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله ! قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك . ورأيناك بسطت يدك . قال " إن عدو الله ، إبليس ، جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي . فقلت : أعوذ بالله منك . ثلاث مرات . ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة . فلم يستأخر . ثلاث مرات . ثم أردت أخذه . والله ! لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة " .))
&&&
# وقف أعرابي بين يدي عمربن الخطاب-رضي الله عنه- وقال:
ياعمر الخير جزيت الجنة………. أكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا في ذا الزمان جُنّة……….أقسم بالله لتفعلنه
فقال الفاروق: وإن لم أفعل يكون ماذا؟
قال الأعرابي: إذا اباحفص لأمضينه
قال الفاروق: فإن مضيت يكون ماذا؟
قال الأعرابي:
والله عنهن لتسألنه………. يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسؤول بينهنه………. إما إلى نار وإما إلى جنة
فبكى عمر حتى ابتلت لحيته ،ثم قال لغلامه :يا غلام أعطه قميصي هذا لذالك اليوم لا لشعره ،والله لا أملك غيره.
&&&
# قال علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-:
صفة المؤمن قوة في دينه، وجرأة في لينه، وإيمانٌ في يقينه، وخوضٌ في فقه، وبرٌ في استقامة، وعملٌ في علم، ونشاطٌ في هدى، وكيسٌ في رفق. لا يغلبه فرجه، ولا يفضحه بطنه، نفسه منه في عناء، والناس منه في إعفاء، لا يغتاب ولا يتكبر.
&&&
# قال علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-:
الكفر على أربع دعائم: على التعمق ، والتنازع ، والزيغ ، والشقاق.
فمن تعمق لم يُنب إلى الحق.
ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق.
ومن زاغ ساءت عنده الحسنة؛وحسنت عنده السئية، وسَكِرَ سُكر الضلالة.
ومن شاق وعُرت عليه الطرق ، وأعضل عليه الأمر، وضاق عليه المخرج.
&&&
# قال عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-:
من كان على الحق فهو جماعة وإن كان وحده.
تكلموا بالحق تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله.
&&&
# كان للحارث بن صعصعة ندماء لا يُفارقهم وكان شديد المحبة لهم، فخرج في بعض منتزهاته ومعه ندماؤه فتخلف منهم واحد فدخل على زوجة صعصعة فأكلا وشربا ثم اضطجعا فوثب كلب صعصعة عليهما فقتلهما، فلما رجع الحارث إلى منزله وجدهما قتيلين فعرف الأمر فقال:
وما زال يرعى ذمتي ويحوطني ……. ويحفظ عرسي والخليل يخونُ
فيا عجبا للخلِ يهتك حرمتي ……. ويا عجبا للكلبِ كيف يصونُ
&&&
# هناك مثل دارج على السنة الناس وهو: وافق شنٌ طبقه.
كان شن من دُهاة العرب فقال: والله لأ طوفن حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها ، فسار حتى لقي رجلاً يريد قرية يُريدها شن فصحبه، فلما انطلقا قال شن: أتحملني أم أحملك؟
فقال الرجل: ياجاهل كيف يحمل الراكب الراكب!؟
فسارا حتى رأيا زرعاً قد استُحصدَ فقال شن: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟
فقال الرجل: ياجاهل أما تراه قائماً؟!
فمرا بجنازة فقال شن: أترى صاحبها حياً أم ميت؟
فقال الرجل: ما رأيت أجهل منك ، أتراه حمل إلى قبره حياً؟!
ثم سار الرجل بشن إلى منزله وكانت له ابنة تُسمى (طبقة) فقص والدها عليها القصة.
فقالت طبقة: أما قوله: أتحملني أم أحملك؟ أراد أتحدثني أم أُحدثك حتى نقطع طريقنا، وأما قوله: أترى الزرع قد أُكل أم لا؟ فأراد أباعه أهلهُ فأكلوا ثمنه أم لا، وأما قوله: في الميت، فإنه أراد أترك عقِباً وأولاداً يحيا به ذكره أم لا.
فخرج الرجل وأخبر شن بما قالت ابنته فخطبها شن فزوجهُ ولما عاد إلى أهله وأخبرهم خبرها قالوا: وافق شنٌ طبقة.
&&&
# أختم هذه المقتطفات بهذه الأبيات الرائعة للخليفة عمر بن عبدالعزيز-رضي الله عنه-:
نظر عمر بن عبدالعزيز وهو في جنازة إلى قومٍ تلثموا من الغبار والشمس وانحازوا إلى الظل، فبكى وأنشد:
من كان حين تُصيب الشمس جبهته…….. أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته …….. فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا
في قعر مظلمة غبراء موحشة …….. يطيلُ في قعرها تحت الثر اللبثا
تجهزي بجهاز تبلغين به …….. يانفس قبل الردى لم تُخلقي عبثا
&&&
وترقبوا موضوعي القادم بعنوان "ضياعة الأمانة من علامات الساعة"؟؟؟؟؟
وتقبلوا تحياتي