القاهرة: سناء الجمل
استطاع علماء النفس أن يحددوا نبرات الإنسان ونوعية صوته، ووضعوا كل نوعية في خانة محددة، وكل خانة تعكس شخصية معينة هي التي يحملها صاحب هذه النبرة أو النوعية، موضحين أننا نتكلم في المفيد وغير المفيد، وكلنا نتحكم بنبرات أصواتنا، حتى تكون كل نبرة رسالة للمستمع، والمتلقي يفهم من خلالها المقصود من الكلام الذي يسمعه، فنبرة التهديد والوعيد للعدو على سبيل المثال تختلف عن تلك التي نستخدمها عندما نتحدث مع صديق، وهكذا في مختلف المناسبات والظروف.
لذا تناولت الدراسات النفسية في علم الصوتيات تحليل الشخصية من خلال نبرات الصوت، الذي يعبر غالباً عن شخصية صاحبه، لذلك عليكِ قبل التحدث معرفة أن صوتك العالي أو الهامس أو حتى المتقطع سيكشفك أمام من يستمع لكِ.
صوتك وقلوب الآخرين
في هذا الإطار يقدم لك الدكتور محمد سيد خليل، عميد كلية الآداب وأستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، تفسيراً واضحاً يشرح لكِ نوعية بعض الأصوات ومدلولها على بعض الشخصيات من خلال دراساته عن التواصل مع الآخرين، حيث أوضح أن الصوت هو «تيرمومتر» حقيقي للمشاعر والانفعالات الداخلية، وأن الأصوات التي تحمل نبرة صدق أو مشاعر دافئة، يمكنها أن تنفذ سريعاً إلى قلوب الآخرين، كما يمكنها التأثير في المتلقي بدرجة كبيرة قد تفوق أحياناً التواصل بالعين أو بالاتصال المباشر، كما أشار الدكتور خليل إلى أن لكل نبرة صوت مدلولاً خاصاً يعبر عن صاحبها كالتالي:
> السريع: إذا كنتِ تتكلمين بسرعة، فأنت عديمة الصبر، وتفتقدين الشعور بالأمان والثقة بالنفس.
> الطفولي: إذا كنتِ تتميزين بحدة النبرات فهذا يدل على أن شخصيتك غير ناضجة، وما زلت تحتفظين بالكثير من صفات البراءة التي تلازمك منذ الطفولة.
> الحاد: يعبّر عن شخصية تتميز بالحدة وعدم الارتياح للتعامل مع الآخرين وعدم تحمل المسؤولية.
> الناعم السلس: من تملك صوتاً ناعماً، فهي شخصية قادرة على التعبير عن نفسها بصوت يألفه الآخرون، كما أنها تنعم براحة نفسية، لكنها عصبية أحياناً.
> العالي: هذا الصوت يؤكد أن صاحبته تسمع جيداً، لكنها لا تملك القدرة على التركيز ولا تعي ما تسمعه، لأنها تعاني من مشكلة نفسية أو اهتزازات في بناء الشخصية قد تتمثل في الغرور أو محاولة لجذب انتباه الآخرين.
> الممل بنبرة واحدة: هذا الصوت يشير إلى أن صاحبته، شخصية تعاني من الرتابة والملل وضيق الحياة أو تعاني من مشكلة ما.
> الصوت الأجش: الشخصية صاحبة النبرة الخشنة تجد صعوبة في الاختلاط مع الناس.
ما يجذب الرجل
يؤكد الدكتور محمد خليل، أن للصوت مدلولات خاصة تظهر من خلالها ما تخفيه الشخصية الحقيقية، كما أن له تأثيراً كبيراً وخاصاً في مَن يسمعه، وكما يقال «الأذن تعشق قبل العين أحياناً»، لذلك فهو من أسلحة المرأة الجذابة، التي تستطيع من خلاله أن تجذب إليها كل من تحب، وأكبر دليل على ذلك انجذاب بعض الرجال للمرأة من خلال سماع صوتها الجميل في التليفون، كما أنه سبب أساسي وأكيد في نجاح العلاقات الزوجية، فنبرة الصوت الهادئة تحرك مشاعر الرجل القوية وتجعلها سيلاً من الحنان والعاطفة، والمرأة الذكية هي التي تحسن استخدام أسلحتها الأنثوية، فصوتها وروعة إيقاعه وقدرتها على الحديث من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير في مشاعر الرجل، لأنها عندما تنتقي كلماتها، وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت، وتعلم مواطن الضحك والتهكم وغيرها من الأصوات، لأنها تملك أهم عامل من عوامل الجذب، لاهتمام الرجل وتوثيق علاقات الألفة والمودة والتجاوب معه.
ما يحبه زوجك فيكِ
الصوت يعبر عن مدى تمتع المرأة بالإتيكيت بين الناس عامة، ومع الزوج خاصة، فجربي أن تتعاملي مع زوجك بالإتيكيت، وسوف تجدينه رجلاً آخر مليئاً بالذوق.
فعلى سبيل المثال عند الحديث مع الزوج لا داعي للثرثرة التي تلجأ لها بعض الزوجات، وعليك أن تعرفي متى تتكلمين باختيار الوقت المناسب، وكيف تتكلمين، فقد أثبت بحث تم أخيراً أن من الأشياء التي يحبها الرجل في زوجته الحديث بصوت هادئ، لذلك يفضل أن تتحدث إليه بصوت هادئ، ولا ترفع صوتها حتى عندما يحتدم النقاش بينهما.
مفاتيح سعادتك وفرض شخصيتك
شخصيتك الجذابة وطريقة كلامك ونبرة صوتك وثقتك بنفسك، مفاتيح سعادتك وفرض شخصيتك على مَن حولك، لذا تدربي على أن يكون حديثك جذاباً بالإضافة إلى ثقتك بنفسك، لتحقيق أهدافك بسهولة على النطاق الاجتماعي والعملي أيضاً، وإليكِ بعض الخطوات البسيطة:
> نبرة صوتك: ضعي لنفسك نبرة صوت معينة وهادئة، تجذبين من خلالها كل مَن يستمع لكِ.
> حددي أفكارك: اتبعي أسلوب ترتيب الأفكار، ووضعها في نقاط معدودة في ذهنك، ثم ابدئي بتناول الأفكار واحدة تلو الأخرى.
> جددي عباراتك: لا تعتمدي على أسلوب الأمر أو الطلب أو الاستفهام أو غيرها بطريقة مكررة، فإن ذلك ينفر المستمعين، ويجعلهم ينصرفون عن حديثك إلى أفكار أخرى، ربما تدور في خلدهم أو إلى الأحاديث الجانبية مع الآخرين.
> سحر التكرار: إن استخدام أسلوب التكرار بذكاء له تأثير السحر في جذب أذن المستمعين، وليكن ذلك في أضيق الحدود أثناء كلامك، فاستخدميه فقط في الجمل المهمة التي تعبر عن الأفكار الرئيسة.
> جاذبية التناقض: أسلوب التناقض من الأساليب الجاذبة جداً، فهو يخلق تأثيراً لدى مستمعيكِ فلا تترددي في استخدامه.
> لا تترددي في الأسلوب القصصي: إن سرد قصة أو عبارة يدعم فكرتك، ويساعدك على إيصالها بكل تلقائية، خاصة أننا في جميع الدول العربية تربينا على حكايات الجدات والأمهات.
> لا تنسي الثقة: تكلمي لو كان المستمع ينتظر حديثك من أشهر، وكوني على ثقة أن الجميع سيصغون إليكِ، لو كنت على درجة كبيرة من الإيمان بما تقولينه، فانظري إلى الجميع، ولا تركزي بصرك على بعضهم تاركة الآخرين.
> الأفضل أن توزعي التفاتاتك وإشاراتك على الكل، وأن تكوني واثقة من أنك صاحبة الحديث الأكثر جاذبية.
على الموضوع الاكثر
من رائع