يقترب طفلك الآن من المشي براعةٍ عالية. في سنّه، يمكنه على الأرجح أن يحبو أو يزحف على الدرج ويتجوّل متمسكاً بالأثاث. كما يستطيع قلّة من الأطفال البالغين تسعة أشهر، المشي بضعة خطواتٍ بمساعدة أحد. بالإضافة إلى ذلك، يتعلّم طفلك الآن كيفية ثني ركبتيه والجلوس عندما يكون واقفاً (هي مهمّة أصعب بكثير ممّا تبدو عليه!).
يمكنك مساعدة طفلك عبر الوقوف أو الركوع أمامه ومدّ يديك لتشجيعه ممسكة بيديه كي يسير نحوك، أو شراء لعبة يستطيع جرّها بنفسه ودفعها إلى الأمام أو ما شابه (احرصي على أن تكون ثابتة وذات قاعدة عريضة للاستناد عليها).
أصبحت مسألة جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل من الضروريات في الوقت الحالي، لذا يمكنك البدء بوضع الأقفال على الأبواب المؤدية إلى مسالك لا يُسمح لطفلك بالذهاب إليها، فالصغار يحبّون التوجّه مباشرةً إلى تلك الأماكن.
انتعال الأحذية؟ لم يحن الوقت بعد
عندما يبدأ الأطفال بالوقوف والتجوّل، يتساءل العديد من الأهل إذا كان الوقت قد حان لتلبيسهم الأحذية. في الحقيقة أنّ العديد من الخبراء في هذا الموضوع لا يعتقدون أن على الطفل ارتداء الحذاء قبل البدء بالمشي خارج البيت باستمرار. فالمشي حافي القدمين لا يساعده على تقوية عضلات قوسيه ورجليه فحسب بل، وفقاً ل"بينيلوبي ليتش" في كتابها طفلك ولدك يساعده ذلك في الحفاظ على توازنه وهو يشعر بكلّ أقمشة وتراكيب الأشياء التي يسير عليها.
اللعب والتعلّم
بمقدور طفلك الآن وضع الأشياء في صندوق ثم إخراجها. أعطيه مثلاً دلواً من البلاستيك وبعض القوالب الملوّنة (احرصي على ألا تكون صغيرة إلى درجة تسمح له بابتلاعها) ليمارس هذه المهارة الجديدة. كما يحبّ الألعاب التي يمكن تحريك أجزائها كالدواليب والرافعات والأبواب التي يمكن فتحها وإغلاقها. لذا، فالسيارات الكبيرة التي يمكن لطفلك تسيرها على الأرض هي ألعاب محبة لدى البنات والصبيان على حدّ سواء.
لو انتزعت لعبةً ما من طفلك الذي أصبح صارماً الآن، لا بدّ له أن يعترض كونه قادراً على إظهار احتياجاته وطلباته بطريقة أفضل.
يبدأ نصف الأطفال البالغين تسعة أشهرٍ تقريباً بالمشاركة في ألعاب رمي الأشياء، ويعطون الألعاب لغيرهم ثم يستعيدونها، لذلك كوني شريكته في اللعب. حاولي دحرجة طابة أو كرة نحو طفلك على الأرض مثلاً، وراقبي كيف سيدحرجها بدوره نحوك، أو أعطيه لعبة ترتيب الأشياء أو تكديس الحلقات لتري ما إذا كان سيرتّب القطع أو يكدّسها بنفسه أو يعطيك إيّاها.
التكيّف مع الابتعاد عنك
من الآن وحتى الأشهر القليلة المقبلة، ستلاحظين أن قلق الافتراق عند طفلك قد بلغ ذروته. مع أنّه من الطبيعي أن يظهر الطفل البالغ تسعة أشهر تعلّقه الشديد بوالديه وخوفه من الآخرين، غير أنه مسألة صعبة بالنسبة للأجدا والمربّين المعنيّين به. يمكنك تسهيل الفترة الانتقالية هذه عبر الطلب من الآخرين الاقتراب بطء لكي يقوم الطفل بالخطوة الأولى.
ليس من الخطأ أن يستخدم طفلك إبهامه أو دمية ما لتهدئة نفسه فيما يحاول التكيّف مع قلقه، ومصّ إصبعه هي إحدى الطرق التي يلجأ إليها لتهدئة نفسه.
السفر مع طفلك
إنها فترة صعبة للسفر برفقة طفلك، فالأطفال يحبون ما هو متوقّع والسفر يعكّر روتينهم وطقوسهم. إذا قرّرت السفر، تحضّري للتعامل مع طفلٍ مشاكس وملتصق بك طيلة الوقت. لذلك عليك التفكير مسبقاً في وسائل متعددة لإلهائه مثل الكتب المصوّرة، والألعاب التي تصدر أصواتاً وبالأخص دميته المفضّلة.
فهم اللّغة
بدأ وابل الكلمات التي ما انفكّ طفلك يسمعها منذ ولادته يؤتي ثماره. يفوق فهمه الكلمات قدرته على استخدامها، كما صارت ثرثرته تبدو كأنّها كلمات حقيقية بما فيها "ما" و"با". (لا تبالغي كثيراً في حماستك الآن، فهي على الأرجح كلمات لا معنى لها، أي مجموعة أصوات متتالية يردّدها باستمرار).
يفهم طفلك في هذه المرحلة ما تطلبينه منه من خلال نبرتك وليس عبر الكلمات التي تستخدمينها. كلّما كثّفت من حديثك معه أثناء تحضير العشاء أو قيادة السيارة أو ارتداء ملابسك، ازداد فهمه لعملية التواصل. لقد بيّنت إحدى الدراسات أن المؤشر الأكبر لنسبة ذكاء الطفل عندما يكبر هو عدد الكلمات التي يسمعها يوميّاً. بالتأكيد، لا تحتسب الأحاديث الجانبية التي يسمعها ومشاهدته التلفزيون، لكي ينمو فهمه، عليه سماع كلماتٍ ولغاتٍ متداولة باستمرار وبشكلٍ تفاعليّ.
من ناحيةٍ أخرى، ومع بلوغه التسعة أشهر، يبدأ الطفل بفهم معنى كلمة "لا" ومن المحتمل ألا يطيع الأمر الآن، إلاّ أنه سوف يبدأ بالتجاوب لدى سماع اسمه عبر النظر حوله أو التوقّف عمّا يفعله ليرى من ناداه، لذا عزّزي تصرّفه هذا عبر الترديد الدائم لاسمه.