بسم الله الرحمن الرحيم
اخي المسلم اختي المسلمة
هل بكيت يوما من خشية الله؟
هل تأملت جميل ستر الله عليك فأطلقت البكاء ؟ هل تأملت عظيم جنايتك فأشكرت بالعبرات؟
لماذا جفت عيونا عن البكاء فلم تسمح بدمعة واحدة؟ لماذا قست قلوبنا
، وضاقت صدرونا، وساءت أحوالنا؟ هل تأملت عناية الله بك، وإمهاله لك، مع إعراضك عنه، وفرارك منه؟ فسكبت الدموع مع الآهات؟
فالبكاء من خشية الله دليل الإيمان واستشعار حلاوته، ولذلك فإن الله تعالى أنكر على من استمع آياته وهو يضحك ولا يبكي،
لماذا ثقلت جوارحنا عن الطاعات، ونشطت عند الملاهي والمنكرات؟
فقال تعالى
(( أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ))
البكــاء في السـنـة:
ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل البكاء
من خشية الله،
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن
في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم))
رواه الترمذي وصححه الألباني
فهذا دليل على أن البكاء من خشية الله عبادة،
وهو من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار.
نعم أخي الحبيب، لحظة واحدة، تذرف فيها دمعه صادقة،
يمكن أن تكون فكاكك من النار، فأين هذه اللحظة وأين تلك العبرة؟
أنـــواع البكـــاء
المحبة والشوق بكاء الخوف والخشية بكاء الرحمة والرقة
بكاء الحزن : بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله بكاء الفرح والسرور.
بكاء الخور والضعف
بكاء المواقة، وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر خاص بهم، فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون فيبكي معهم البكاء المستعار والمستأجر عليه
كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: "تبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها))". بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس فيُظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلباً
فهو التباكي، وهو نوعان فالمحمود:
أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله، لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق((الناس))
وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله، فإن لم تبكوا فتباكوا.
اللهم ارزقنا عين تدمع من خشيه الله
و ترحمنا بها،
ولا تحرمنا دمعةَ صادقة تسقط من خشيتك،
جزاك الله كل خير
اسعدني مرورك