تمر جميع الأمهات بمرحلة من اليأس بعد أن تضيق بها الحيل في معالجة سلوك طفلها السيئ. في هذا الوقت عليك فقط أن تتذكري أن طفلك لا يقصد مضايقتك وأنه ثمة أسباب تمكن وراء هذه السلوكيات ويمكن تجنبها.
من أكثر الأسباب شيوعاً لسوء السلوك:
١- حاجات الطفل الأولية لم تحقق: قد يكون متعباً أو جائعاً وهذا يضخم من مشاعره ويجعل حتى أسهل المشاكل تبدو أمامه صعبة الحل.
الحل: تأكدي أن طفلك شبعاناً وتناول القسط المناسب من الراحة قبل أن تخرجا. احرصي على عدم تفويت وجبة من الوجبات أو تفويت وقت النوم أو القيلولة. قد يحتاج الأمر لبعض المجهود منك لتمكني طفلك من القيلولة التي يحتاجها وأنت خارج المنزل إلا أن ذلك سيعود عليكما بالنفع على المدى الطويل.
٢- محاولة جذب الإنتباه: قد يكون طفلك يحاول لفت إنتباهك وأدرك من التجربة أن السلوك السئ أكثر فاعلية وسهولة في لفت إنتباهك.
الحل: تجاهلي السلوك الذي يحاول من خلاله جذب إنتباهك طالما أن طفلك لا يؤذي نفسه أو يؤذي غيره. احرصي على مدح السلوك الإيجابي الذي يظهره الطفل حتى يدرك أنه توجد طرق أخرى لجذب إنتباهك، ومع التكرار سيتعلم طفلك اتباع السلوك الإيجابي بدلاً من السلوك السئ لجذب إنتباهك.
٣- ضعف الثقة بالذات: فالطفل الذي لا يشعر بالثقة في نفسه وقدراته يرفض تجربة الأشياء الجديدة ويمل بسرعة.
الحل: شجعي طفلك باستمرار عندما يبدأ في مهمة ما، واستخدمي العبارات الإيجابية مثل:”أنت تستطيع فعل ذلك” وغيرها. وفري لطفلك اللعب والأنشطة التي تناسب عمره وقدراته مع بعض التحدي الذي يساعده على التعلّم بدون أن تسبب له الإحباط. اتركي له المجال والإستقلالية ليعتمد على نفسه ولكن كوني بالقرب منه إذا طلب المساعدة.
٤- حب التحكم: لا يتحمل الأطفال الذين لديهم حب التحكم الأوامر المباشرة ويسبب لهم العتاب والتوجيهات المستمرة الغضب.
الحل: لا تدخلي في صراع سلطة مع الطفل، وفقط اذكري التوقعات والعواقب مقدماً. إذا لم ينفذ طفلك المتوقع (تنظيم لعبة) فسيتحمل العاقبة (لن يلعب في الخارج)، ومع التكرار سيتعلم طفلك أن يتجنب العواقب بأقل قدر من النزاع. ومن جانبك تعلمي ألا تصري على كل شئ، ومن الأفضل أن تقللي من القواعد الحازمة واقصريها على تلك المتعلقة بالسلامة مثل عبور الشارع أو لمس الفرن. وبذلك تتوفر لديك المساحة للتنازل؛ ويمكنك فيما بعد تعليم الطفل قواعد أخرى مع مرور الوقت وبما يناسب احتياجات طفلك في النمو وقدراته.
٥- السلوك الإنتقامي: قد يسلك الطفل سلوك سئ يشعرك بالإنتقام مثل أن يقول لك: “أنا لا أحبك” أو يكسر لعبة طفل آخر. يعكس هذا السلوك شعور الطفل بعدم القيمة.
الحل: ثمة أسباب تكمن دائماً وراء انفجار الطفل على هذا النحو وتلفظه بعبارات جارحة. قد تبدو بعض الأحداث البسيطة مثل مغادرة حفل عيد ميلاد قبل مشاهدة الأراجوز كأنها نهاية العالم للطفل. من أفضل الطرق للتعامل مع هذا الموقف هو تجنب اتباع سلوك انتقامي، ولكن اجعليه يعالج الموقف مثل أن تطلبي منه أن يصلح لعبة صديقه أو وضحي له سبب مغادرة حفل عيد الميلاد مبكراً وأقري مشاعر طفلك. والأهم من ذلك أن تذكري طفلك دائماً أنك تحبيه حتى عندما يظهر سلوكيات سيئة. قد يبدو ذلك صعباً ولكنه يساعده على عدم اتباع السلوك الإنتقامي.