لكن بعيداً عن هذه الخلافات، هناك من يزعمون بنجاح العلاقة الزوجية إلى حد خلوّها حتى من الجدال. الأمر بالطبع من سابع المستحيلات، فالخلاف الزوجي وارد ويُعدّ سنّة الحياة، إلا أنّ المهارة تكمن في كيفية التعامل مع هذا الخلاف وتحويله إلى نغمات متكاملة.
الأسلوب في المعاملة
يؤكد خبراء علم النفس والإجتماع أنّ الأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلاف يقضي على العلاقة أو يوسّع الشرخ بين الزوج وزوجته. من هذا المنطلق نقدّم بعض الإرشادات والنصائح التي لا بدّ من توافرها ليس لاستمرار الزواج فقط بل لإنجاحه أيضاً:
1- فهم حقيقة ما يجري
عند الشعور بأنّ المعركة على وشك الاندلاع بين الزوجين، لا بدّ من التفكير في الأسباب الكامنة وراء الخلاف.
هل الخلاف مجرد تنفيس عن حالة مزعجة خارجة عن السبب الحقيقي؟
الحل: البرودة في التعامل وعدم الدخول في المهاترات من أفضل أساليب الحوار لإنهاء حالة الهيجان التي قد يمر بها أحد الزوجين.
هل الكلمات الحادة والعبارات المستخدمة تحمل في طيّاتها ما هو أبعد من الخلاف؟
الحل: الوعي بأثر الكلمات الجارحة وشدة وطأتها على النفس ولو بعد إنتهاء الخلاف، ما قد يشكّل بداية للعُقد النفسية إذا لم يتم تدارك الأمر بسرعة.
2- المصارحة
تتّجه بعض العلاقات إلى سدّ باب الحوار من خلال فرض الرأي ومن دون المصارحة عمّا يكنّه الشخص من الداخل.
الحل: عند بدء الحوار، من المهم المُبَاشَرة في ذكر العنوان الرئيسي للنقاش ثم نقاط الاتّفاق والإيجابيات قبل السلبيات مّما يقرّب وجهات النظر. فالتعبير عمّا يضايق كل فرد بشكل واضح ومباشر يساعد في إزالة سوء الفهم، سيما أنّ الكثير من الخلافات تنبع من سوء الفهم وليس من نزاع حقيقي.
3- إختيار الوقت
من المهم جداً أن لا يبادر الطرفان إلى حل الخلاف وقت الغضب لأنّ الحل في هذه الحالات يكون متشنجاً وبعيداً عن الصواب.
4- عدم الهروب بالصراخ
تتطلّب بعض الخلافات الزوجية المواجهة حتى يتم حسمها في لحظاتها الأولى. إلا أنّ بعض الأزواج يختارون الهروب من المشكلة عبر الإنسحاب أو رفع الصوت وقد يصل الأمر الى تكسير بعض الأثاث.
الحل: من الضروري حصر الخلاف في مسألة واحدة والسيطرة على أي نقاش قد يتجاوز حدود الإحترام المتبادل.
5- الإبتعاد عن نقاط الضعف
عندما تصل بعض النقاشات الزوجية الى ذروة لهيبها، يسعى البعض وعادةً الزوج إلى تذكير الزوجة بنقاط ضعفها أو سلبياتها كعدم ترتيب المنزل وحتى الحديث عن المسائل المادية.
الحل: من المهم الإبتعاد عن هذه التصرفات لما تتركه من آثار سلبية جمة في نفسية المرأة وكرامتها. فأخطر العلاقات تكمُن في المطالبة بحقوق ليست واجبة والمطالبة بالواجبات وتناسي الحقوق.