التصنيفات
منوعات

هي العهد

هي العهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

السؤال: ماذا يفعل الرجل إذا أمر أهله بالصلاة ولكنهم لم يستمعوا إليه . هل يسكن معهم ويخالطهم أم يخرج من البيت؟
إذا كان هؤلاء الأهل لا يصلون أبداً فإنهم كفار، مرتدون، خارجون عن الإسلام ولا يجوز أن يسكن معهم ولكن يجب عليه أن يدعوهم ويلح ويكرر لعل الله يهديهم لأن تارك الصلاة كافر – والعياذ بالله – بدليل الكتاب والسنة، وقول الصحابه، والنظر الصحيح .

أما من القرآن فقوله تعالى عن المشركين : (فإن تابوا وأقامو الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون ) (التوبه- 11) مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا – ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي وإن عظُمت، ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام.

أما من السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) ثابت في صحيح مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث بريده رضي الله عنه في السن : ( العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر ).

أما أقوال الصحابة قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : ( لاحظَ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) – والحظ : النصيب. وهو هنا نكرة في سياق النفي فيكون عاماً لانصيب لا قليل ولا كثير – وقال عبدالله بن شقيق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.

أما من جهة النظر الصحيح فيقال: هل يُعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها؟ .. هذا شيء لايمكن وقد تأملت الأدلة التي استدل بها من يقول أنه لا يكفر، فوجدتها لاتخرج عن أحوال خمس :

إما أنها لا دليل فيها أصلاً.
أو أنها قيدت بحال أو وصف يمتنع معه ترك الصلاة.
أو أنها قُيدت بحال يُعذر فيها من ترك هذه الصلاة.
أو أنها عامة فتُخصص بأحاديث كفر تارك الصلاة.
أو أنها ضعيفة لا تقوم بها حجة.

وإذا تبين أن تارك الصلاة كافر، فإنه يترتب عليه أحكام المرتدين – وليس في النصوص أن تارك الصلاة مؤمن أو أنه يدخل الجنة أو ينجو من النار ونحو ذلك مما يحوجنا إلى تأويل الكفر الذي حكم به على تارك الصلاة بأنه كفر نعمة أو كفر دون كفر – ومنها :

1) أنه لا يصح أن يتزوج ، فإن عقد له وهو يصلي فالنكاح باطل، ولا تحل له الزوجة به، لقوله تعالى عن المهاجرات : ( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن ) ( الممتحنة – 10 ) .
2) إنه إذا ترك الصلاة بعد أن عُقد له فإن نكاحه ينفسخ ، ولا تحل له الزوجة، للآية التي ذكرناها سابقاً، على حسب التفصيل المعروف عند أهل العلم بين أن يكون ذلك قبل الدخول أو بعده .
3) أنه هذا الرجل الذي لايصلي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته لماذا؟ .. لأنها حرام ، ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحل لنا أن نأكلها فيكون – والعياذ بالله – ذبحه أخبث من ذبح اليهود والنصارى .
4) أنه لايحل له أن يدخل مكة أو حدود حرمها، لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) ( التوبه -28 ) .
5) أنه لو مات أحد من أقاربه فلا حق له في الميراث، فلو مات رجل عن ابن له لايصلي (الرجل مسلم يصلي و الابن لايصلي) وعن ابن عم له بعيد (عاصب) ، من الذي يرثه؟ ابن عمه البعيد دون ابنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة : ( لايرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر ) متفق عليه، وهذا مثال ( ينطبق على جميع الورثه ).
6) أنه إذا مات لايغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه ولا يدفن مع المسلمين ، إذاً ماذا نصنع به؟ .. نخرج به إلى الصحراء ونحفر له وندفنه بثيابه لأنه لاحرمة له وعلى هذا فلا يحل لأحد مات عنده ميت وهو يعلم أنه لا يصلي أن يقدمه للمسلين يصلون عليه.
7) أنه يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ، أئمة الكفر – والعياذ بالله – ولا يدخل الجنة، ولا يحل لأحد من أهله أن يدعو له بالرحمة والمغفرة، لأنه كافر لايستحقها لقوله تعالى : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قُربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) ( التوبة – 113 ).

فالمسألة يا أخواني خطيرة جداً … ومع الأسف فإن بعض الناس يتهاونون في الأمر، ويقرون بالبيت من لايصلي وهذا لايجوز. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- كتاب فتاوى علماء البلد الحرام- ص146-149

فهذا حكم من ترك الصلاة رجل أو امرأة، يامن تركت الصلاة أو تساهلت بها تدارك بقية العمر بالعمل الصالح فلا تدري كم بقى من عمرك هل بقى شهور أو أيام أو ساعات العلم إلى الله وتذكر دائماً قوله تعالى ( إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ) ( طه – 74 ) وقوله : ( فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى ) ( النازعات 37- 39 ) .

وفقك الله لكل خير وفلاح وجعل الله أيامك سعادة وهناء في ظل شريعة الله علماً وعملا ودعوة




بارك الله فيك



وفيك بارك الله
وشكرا على المرور الطيب




بارك الله فيكى اختى



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.