1-أولا بربط الناس بالقرآن الكريم الذي هو الشفاء من كل داء ، وأمة القرآن قد هجرت القرآن في هذا الزمان، لا تحفظه ولا تفهم معناه وربما لا تقرؤه، لا يفتح أحدهم المصحف إلا في رمضان يقرأ فيه بعض السور، ثم بعد ذلك يقول إني قلق أحتاج إلى رقية أو علاج .
2-ومن وسائل مكافحة السحر تصحيح العقائد والتحذير من مظاهر الشرك، وبعض الناس يختزل العقيدة في كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويجهلون أن لهذه الكلمة شروطا وحقوقا ونواقض شرحها العلماء في مجلدات .
3-ومن وسائل مكافحة السحر علاج الأمراض الأخلاقية والقلبية المنتشرة كالحسد والحقد وحب الانتقام، بتكثيف الدروس الخاصة بالرقائق والزهد والتذكير بالله واليوم الآخر ونشر هذه الدروس المسجلة عبر الوسائل المتاحة .
4-ومن وسائل مكافحة السحر الترويج للرقية الشرعية مع ضوابطها الشرعية ، وليس من شرط الرقية أن يتخصص فيها أناس معينون يقصدون من جميع الناس ، بل كل واحد من المؤمنين يستطيع أن يرقي نفسه أو زوجه أو أبناءه ، أذكار الصباح والمساء رقية وفيها أدعية تحصن المؤمن وتحفظه بإذن الله تعالى ، فلابد للناس أن يعلموا ذلك حتى ينصرفوا عن هؤلاء الناس المتشبهين بالرقاة ورقاهم الشركية.
5-ومن الوسائل أيضا التحذير من أعيان السحرة وكشف طرقهم، وفضح من يدعي منهم ممارسة الرقية الشرعية، فمن واجب كل مسلم علم بأحد من هؤلاء أن يحذر الناس الذين انخدعوا به ، وعلينا أن نوزع في محلاتهم مطويات تدعو إلى التوحيد وتحذر من الشرك ومن السحر والكهانة ، وهذا من تغيير المنكر ومن النصيحة الواجبة .
6-وكذلك علينا أن نفضح الناس الذين يذهبون إلى السحرة –بعد نصحهم-وأن نظهر صورتهم المشوهة، ونحمد الله تعالى أن من الآفات التي لا يزال الناس يحتقرون أهلها: السحر ، فعلينا أن نغتنم هذا من أجل التنفير من السحر والسحرة ومن يذهب إليهم ، لأنه لولا هؤلاء الجهلة لما بقي ساحر على الأرض ، ولأنه إذا لم نفضحهم لم نكن من الناصحين للمؤمنين الذين يمكن أن يكونوا ضحية لهؤلاء الأشرار.
7-وكذلك من طرق مكافحة السحر : الحث على تطبيق الشرع في حق السحرة المفسدين، ومطاردتهم والتلبيغ عنهم . فمن رأى منكرا فعليه أن يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، ومن التغيير باللسان أن نحث ولاة الأمور على سن القوانين الزاجرة في حق السحرة والكهنة –ولا أزجر من العقوبة الشرعية التي هي القتل – وأن نبلغ عنهم الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن، لأن هؤلاء السحرة أول من يخل بأمن الأفراد والمجتمعات، ولا يقولن إنسان لا حياة لمن تنادي ، لأنه مأمور بأن يؤدي واجبه استجيب له أم لا ، ولأنه لا يدري لعله يجد فيمن يخاطبه ويشتكي إليه دينا وغيرة أو وطنية وصلاحا أو حبا للخير وبغضا للشر فيوفقه الله تعالى لأداء واجبه .
هذا آخر ما أردنا ذكره في بيان خطر السحر وأسباب انتشاره ووسائل مكافحته ، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأن يهدينا ويهدي ولاة أمورنا ، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة والإيمان ويذل فيه أهل الفجور والعصيان ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.