يومٌ لا أظن أنه يومُ عيد ، يومٌ لا أعتقد أني فيه سعيد
يومٌ كسابقِ الأيام ، يومٌ يبشرُ بأوهام ، يومٌ قد لا تتحق فيه الأحلام
يومٌ يحمل أعنف الكوابيس
يومٌ يُترجم بأنواع الهواجيس
يومٌ قد تتلاشى فيه الأحاسيس
يومٌ قد يقسى فيه قلب عاشقٍ ولهان
يومٌ قد تعزف فيه أوجع الألحان
يومٌ قد يكفنُ فيه عبداً للرحمن
كنتُ هائماً بالتفكير في خيالها ، غارقاً في حل قضية غيابها
فلم أجد حلاً يفسر صدها ونسيانها
ولم ألقى عذراً يبرر بعدها وهجرانها
فسألت سؤالاً لنفسي سألت مؤنباً ضميري
سألت عن صدقي تجاه مشاعر حبيبتي
لم تثمر شيئاً صراحتي فلربما قد لا يجدي
سوى خيانةِ ميثاقي وحرقِ كامل أوراقي
وتقطيع كل دفاتري التي تضم بنود اتفاقي
فلم أجد حلاً يشفيني وليس لي غيره يكفيني
فما حال عهودٍ سابقةٍ بيننا ؟
ماحال وعودٍ أحافظُ عليها أنا ؟
هل هذا حالنا في الدنيا ؟
أنا وحدي من لا ينقض أيماننا ؟
فأين هي عني ؟ وأين أنا عنها ؟
تمر الأيام وانتظاري يحرق شراييني
فنبضات قلبي كساعةٍ تدق بالثواني
ولا أستطيع التميز بين أصدقائي
فبالي مشغولٌ بسؤالٍ يغتالني
هل رحلت ؟ وانسحبت من حياتي !
هل ذهبت ؟ وتركتني أنا وآلامي !
هل يهون عليها أن أنزف من أحزاني ؟
لا أصدق نفسي أنها رحلت بدون وداعي !
أين حبيبتي ؟ … أين معشوقتي ؟
أينها يا أيها الملأ … أرجوكم آتوني بنبأ …
فقد ضاق صدري من الانتظار
وانحل جسمي من طولة البال
أين هي ؟ ماذا جرى لها ؟
لماذا لم تودعني قبل الرحيل ؟
وكيف تنساني وقد كنت لها الدليل ؟
فقصتي غريبة ، وحياتي في حيرة
علامات استفهامٍ كثيرة ، وعلامات تعجبٍ عجيبة
فهذا اليوم هو أول يومٍ أتحرر فيه من احتلالها ..
وهذه اللحظه أول لحظةٍ أشعر فيها أني لست لها ..