التصنيفات
منوعات

أبتاه أما طال الفراق ؟؟؟

أبتاه أما طال الفراق ؟؟

أبتاه : ها أنت قد انتقلت إلى مثواك الأخير هناك في دار الخلود , وأنا بعيدة عنك في ديار الغربة التي لاتعرف قواميسها سوى المعاناة وامتطاء المجول , فوا أسفاه أنا التي لم احظ برؤية وجهك الطاهر الحنون قبل أن ينسدل الستار الأخير من حياتك العامرة . أما الآن فقد فهمت واستوعبت تماما ما كنت تقوله لي منذ سنين خلت , بأن حياتنا هذه ماهي إلا مسرح واسع الفناء يؤدي كل واحدمنا دوره على طريقته ثم يمضي مخلفا من ورائه ذكرى تعشش في ذاكرة التاريخ ومخيلته فكلما أدى دوره بتفان وإخلاص كلما ظلت ذكراه علما خفاقا رفرف على مدى الدهور والأجيال ينظر الناس إليه نظرة إجلال واعتزاز.

أبتاه: عندما أسترجع شريط ذكراي معك ,فإن كل وتر في مخيلتي سرعان ما يثير في نفسي لواعج الحزن والأسى لفراقك وفقدك الجلل ,ذكراي معك عندما كنت في ورد أيامي,أتبعك في ترحالك الذي ماكاد لينتهي في ذكرى مواقفي الطفولية البريئة وتصرفاتي الساذجة التي كانت تثير فيك الضحك حتى تبين نواجذك وتهتز لها جوارحك فرحا . وأذكر يا أبتاه أنك كنت تستمرئ تصرفاتي الصبيانية تلك لانها كانت تخفف عن كاهلك ثقل الحياة وتزيل عنك هموم الحياة وعثاء السفر,ولكم كنت شقية معك يا أبي , فهل ياترى غفرت ليتلك الهفوات أم دفنتها في دواخلك وحملتها إلى قبرك الطاهر ؟؟ لقد كنت أرافقك في حلك وترحالك ,وها أنا ذا اليوم صريعة الوحدة والآلام ,أمضغ حسرتي وأتجرع كؤوس حرماني ومأساتتي ,وأتوسد إخفاقي وفشلي .بل أغرق في مستنقع الضياع وأمد يدي استنجادا واستغاثة فلا تقبض يداي سوى السراب والعدم.
برحيلك يا أبي لم تتوقف عجلة الحياة عن المسير , نعم , لم تتوقف . فالشمس مازالت تشرق كل صباح ومازال القمر يزين كبد السماء ,ويرسل ضوءه ليحيي به قلوب العاشقين ,وكذا الورود والأزهار ماانفكت تعبق فلا وياسمينا ,صباح مساء, ومازالت العصافير تغرد على أفنانها وتملك الجو علينا بحركاتها ونشاطها الدؤوبين . عجلة الحياة مازالت تمضي قدما يا أبي . إلا أن ذلك كله في غيابك أيها الوالد العزيز . فما أمر حياتي وما أقساها إذا وما أظلمها ؟؟ لانك أنت الذي علمتني أن أستمد من شروق الشمس تفاؤلي بالحياة وتبثي بحبال الأمل والرجاء ,ولانك عودتني يا أبي أن أنسج من خيوط ضوء القمر معطف الحب وثوب الحنان ولانك أنت الذي علمتني أن أستمد من الورود والزهور حب الجمال والإبتسام , ومن عطرها الرقة ورهافة الحس, ومن تغاريد الطيور علمتني أبتاه أن أكون أغنية من أجل الغلابة والبائسين , علمنتي أبتاه أن أكون شمعة تذوب ,وعصفورا يشدوا, وقمرا يشبع الضوء في دروب التائهين . علمتني أن أكون إنسانة في زمن غابت فيه الإنسانية وانزوت فيه المروءة في ركن قصي ,وانتحرت فيه القيم والأخلاق السامية .

أبتاه: دعني أبكيك بقلمي بعدما نفذت أدمعي فإن نفذت كلماتي فسأظل أجتر شريط ذكرياتك الذي لاينقطع ,لانه سلواي وخليلي وأنسي, فإلى جنات الخلد أيها الراحل المقيم بإذن المولى عزوجل .




يعطيــــــــج العافيــــــة



مبدعه دائماً في إختياراتك ونزفك الراقي والعذب
لامس هذا النص مشاعري وعزف على أوتار قلبي فعلاً نص راقي
ويدل على ذائقه راقيه ومتألقه
كلمات لها أبعاد نفسيه تصل إلى أعماق النفوس وتبحر في دماء الشرايين
نعيشها لحظات ونسكنها أمكان وأوقات هذه هي أبعد مراحل الإندماج
في كل مرّه اقرى لك من نبض قلمك الرااقي احد نفسي
اعيش جماال الحرف وروعة الطرح وانتقاء المفرده
بكل احسااس رااقي وشعور طاااغي وجاااذبيه
لاتقااااوم،،



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.