لم تعد الخيانة الزوجية على الإنترنت مقتصرة على غرفة محادثة أو كاميرا تنقل لك صوتا وصورة من تتحدث معه أو حتى الاتفاق على مقابلة غرامية تتم على أرض الواقع.. فقد تخطت الخيانة الزوجية عبر الإنترنت هذه المرحلة ووصلت إلى ما هو أخطر.. حيث مواقع تم تأسيسها من أجل تسهيل مهمة الخيانة الزوجية.. وتقديم خيانة زوجية آمنة لمن يريد، كما تمثل لمن لا يريد دافعا رئيسيا للخيانة.
ربما يعتقد البعض أن حديثنا عن هذه المواقع أو تعريفنا بها فيه مضرة للحياة الزوجية وقد يظن آخرون أن من لديه استعداد للخيانة الزوجية سيستفيد من هذا الموضوع، لكن العكس هو الصحيح تماما، فحديثنا عنها يأتى من قبيل التركيز على الأسباب التى ساقها الأزواج الذين خانوا زوجاتهم عبر الإنترنت، والتى تشكل فى مجملها ملخصا عصريا وواقعيا لأسباب الخيانة، وفى معرفتها رفع لدرجة الوعى لدى الزوجين حتى لا يصابا بهذا المرض الأسرى.
فكرة مغرية
بداية لن نذكر أيا من أسماء هذه المواقع التى تقول مجلة "جلامور" البريطانية بأنها كثيرة جدا وفى تزايد مستمر، وأن القائمين عليها يبذلون اقصى جهدهم للإيقاع بالأزواج فى وكر الخيان الزوجية، حيث يستقبل أحد هذه المواقع راوده بجملة "إنها فكرة مغرية أن تظل على نفس طبيعتك فى بيتك وتحافظ على علاقتك الزوجية وتحصل فى نفس الوقت على الحب الذى تريده مع امرأة أخرى لن يضايقها أنك متزوج ولن تحاول الوصول إلى زوجتك وإبلاغها بحقيقتك لأنها هى الأخرى فى نفس الوقت امرأة متزوجة وسعيدة فى حياتها الزوجية".
مقومات الخيانة
ويقول صاحب هذا الموقع ويدعى "ديفيد ميللر" إن من يبحث عن الخيانة الزوجية لابد أن تتوافر لدية ثلاثة مقومات أساسية وهى بطاقة ائتمان لا تعرف زوجته شيئا عنها، وتليفون محمول يبقية دائما بعيدا عنها، وألا يتحدث مع أى امرأة بطريقة لطيفة أمامها حتى لا تنكشف أمامها ميوله للخيانة، ويضيف ميللر بأنه عندما تتوافر هذه المقومات فلن يكون هناك أى احتمال لأن تكشف الزوجة المخدوعة خيانة زوجها، ثم تأتى الخطوة التالية وهى أن يقوم زائر الموقع بتسجيل بياناته بشكل مستعار ويدلى بمواصفاته ومواصفات من يريدها وجنسيتها، ويضغط على خانة البحث الموجودة على الموقع، بعدها سيعرض الموقع له قائمة بأسماء وعناوين من تنطبق عليهن المواصفات، وبعد أن يقع اختياره على واحدة منهن سيتولى الموقع تنظيم الاتصال بينهما وإعداد البيئة المناسبة للخيانة.
أسباب جديدة
أول الدروس المستفادة من هذه المواقع أن الخلافات الزوجية ليست وحدها سبب للخيانة الزوجية بل إن السعادة الزوجية باتت تشكل أحد الأسباب المشجعة عليها والدليل حكايات هؤلاء الأزواج الموجودة على هذه المواقع، والذين يقولون بأنهم سعداء جدا فى حياتهم الزوجية، لكن دافعهم للخيانة هو البحث عن التغيير والتجديد.
أما المفاجأة الثانية التى نستخلصها من قراءة هذه المواقع هى أن المتزوجين حديثا باتوا يشكلون نسبة أكبر من الأزواج الذى يقعون فى شرك الخيانة، وهو ما ينفى الفكرة السائدة التى تقول بأن المتزوجين حديثا هم الفئة الأقل خيانة لزوجاتهم.
وعن طريق إحصاء عدد المشتركين على أحد هذه الموقع تم العثور على 37 زوجا تتراوح أعمارهم ما بين 24 و 30 عاما يبحثون عن الخيانة الزوجية، وهؤلاء أزواج لا يفتقرون إلى حب الزوجية بل يعيشون فى رومانسية وجو ملئ بالعواطف الجياشة، ولكنهم يبحثون عن المغامرات النسائية فقط.
وهذا السبب للخيانة بات عاملا مشتركا بين كل المسجلين على مواقع الخيانة، فحسبما تقول سارة سميث مديرة احد أكبر المواقع البريطانية للخيانة الزوجية والذى يبلغ عدد أعضائه المسجلين عليه 20 ألف عضو، إن معظم من يقعون فى الخيانة ليسوا بالضرورة غير سعداء فى حياتهم الزوجية، بل هناك الكثير ممن يقبلون على الخيانة يعيشون فى قمة السعادة الأسرية، ولكنهم يبحثون فقط عن التغيير.
البحث عن التغيير
البحث عن التغيير كان السبب الرئيسى الذى دفع البريطانى جيمس"31 عاما" للتسجيل على موقع الخيانة الزوجية التابع لسارة سميث، ويقول فى أسباب بحثه عن الخيانة الزوجية بأنه يعيش حياة زوجية سعيدة منذ أربع سنوات مع زوجته ولا يتخيل العيش بدونها، ولكنه فى نفس الوقت لا يستطيع العيش بدون أن تكون له مغامرات نسائية، وقد أقام خلال سنوات زواجه الناجحة العديد من المغامرات مع كثيرات ممن قابلهن عبر هذا الموقع، وذلك بحثا عما يسميه بالإثارة والتجديد، التى لا تعرف زوجته شيئا حتى الآن.
وفى طلب خيانة زوجية تقدم به شخص يسمى نفسه مات "26 عاما" والذى وصف نفسه على الموقع بالوسيم والفاتن ومتعلم تعليما جيدا، بأنه متزوج حديثا وسعيد جدا مع زوجته، ولكنه يبحث عن المزيد من المغامرات العاطفية مع امرأة أخرى.
ويأتى التفاخر والتباهى بإقامة علاقة زوجية خارج إطارها الشرعى كأحد أسباب الخيانة الزوجية، فحسبما يقول توم "31 عاما" فإن الدافع الرئيسى لإقباله على الخيانة الزوجية هو التباهى أمام أصدقائه بأن لديه الكثير من المغامرات العاطفية، هذا بالإضافة إلى أنه يستمتع بفكرة أن تكون هناك أكثر من امرأة فى انتظاره ويفكرون فيه دائما، وهذا مايشعره بأنه شخص جذاب ومرغوب من قبل الكثيرات وهذا الشعور بالطبع يرضى إحساس رجولته.
علامات الخيانة
وترى عالمة النفس الدكتورة ليلى كولنز فى وجود هذه المواقع عاملا مشجعا على الخيانة الزوجية، حيث إنها تروج لمفاهيم خاطئة تحث على الخيانة الزوجية، وترى أن هذه المواقع قد نجحت بالفعل فى مهمتها حيث زادت نسبة الخيانة الزوجية عبرها.
وتقدم الدكتورة ليلى للزوجات هنا بعض النصائح والعلامات التى يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان زوجها يخونها أم لا، حتى فى ظل امتلاكه لبطاقة ائتمانية أو خط تليفون محمول آخر لا تعرف عنهما شيئا، فقط كل ما على الزوجة أن تراقب تصرفات وسلوك زوجها، فإذا وجدته يقوم بأشياء جديدة فى علاقتهما، أو لاحظت اهتماما مفاجئا منه بمشاهدة الأفلام العاطفية والرومانسية، أو بدا يتفنن فى إقامة مشاجرة معها، أو أصبح يتناول طعاما لم يكن مفضلا إليه من قبل، أو أنه لا يريد أن يظهر أمامها فاتورة حسابه البنكى التى توضح خط بشكل مباشر بأن هناك امرأة أخرى فى حياة الزوج بدأ يظهر تأثيرها على سلوكه.
نسبة كبيرة
تشير الإحصائيات البريطانية إلى أن 60% من الرجال المتزوجين بشكل عام يخونون زوجاتهم، وأن نسبة انتشار الخيانة الزوجية بين المتزوجين حديثا زادت بنسبة 25% خلال العام الماضى.
وهذه الأرقام تعكس حقيقتها مواقع الخيانة، حيث يقول ميللر صاحب مواقع للخيانة إنه لاحظ زيادة كبيرة فى إقبال الفئة العمرية أقل من 35 سنة على الخيانة الزوجية عبر موقعه الذى أسسه منذ 11 عاما، ويقول بأنه كان يتوقع أن يكون رواده من هم فوق الأربعين عاما فقط، وبشكل عام فإن عدد الأزواج الخائنين المسجلين على موقعه فى تزايد مستمر، فبعد أن كان لا يتعدى عدد أعضائه بضع مئات حصل عليهم بعد فترة طويلة، أصبح يوجد الآن 8000 زوج وزوجة خائنين.
والمفارقة الغريبة كما يقول ميللر أن فئة المتزوجين حديثا هم أكثر المشتركين تزايدا والأكثر إقبالا على الخيانة الزوجية وإنه بدأ يلحظ زيادة أعدادهم خلال السنوات الخمس الماضية.
القرار الصائب عند اكتشاف خيانة الزوج
اكتشاف خيانة الزوج كما تقول خبيرة العلاقات الزوجية اليزابيث لاندرز لا يعنى أن تفكر الزوجة فى الانفصال عنه، لأن خيانته ليست جزءا من نهاية العالم، ولكنها حتما سيغير حياتك ومشاعرك تجاهه، وقرار البقاء معه أو الانفصال عنه أحد القرارات الصعبة جدا، ولأخذ القرار السليم عليك قراءة الأسئلة التالية وإجاباتها جيدا.
السؤال الأول: ما هو رد فعله على خيانته؟
الطريقة التى يتعامل بها معك بعد خيانته هى مؤشر جيد على قياس مدى إحساسه أو ندمه بما فعله.
هل يلقى باللوم على المرأة الأخرى؟ هل هو دائم الاعتذار لك عما بدر منه؟ تذكرى أن الزوج الذى يرفض تحمل مسئولية ما وقع فيه ولا يبدى لك كلمة أسف واحدة، هو زوج لا يراعى مشاعرك وسيكرر خيانته.
السؤال الثانى: اين مكان المرأة الأخرى فى حياته؟
هل تشعرين أن صورة المرأة التى خانك معها لاتزال فى ذاكرته؟ لو كان الأمر كذلك فإن زوجك يعرف يعرف كيف يؤلمك، ولو كان لا يتذكرها فهذا أمر طيب ويعنى حرصه وندمه على فعلته ولديك فرصة كبيرة لتغييره ولكن لابد أن يأتى القرار منه أولا.
السؤال الثالث: ما مدى استعدادك لمسامحته؟
قبل أن تفكرى فى إعطاء زوجك فرصة ثانية ليثبت فيها ندمه وعزمه على ألا يقع فى الخيانة مرة أخرى اسألى نفسك أولا عن مدى استعدادك لمسامحته، حيث إن هذا الاستعداد يختلف من شخص لأخر.
فوجود قدر كبير من الاستعداد لمسامحته يعنى استمرار الحياة الزوجية، وإذا لم تكونى على استعداد لمسامحته فلن تسير الأمور حتى ولو اتفقتما مبدئيا على استمرار الحياة من أجل أطفالكما.
السؤال الرابع: هل تستطيعين العودة إليه مع وجود تغيير جذرى فى مشاعركما؟
لو قررت العودة عليك أن تتذكرى أن العلاقة بينكما لن تعود مثلما كانت عليه قبل معرفتك بخيانته، حيث ستصبح أركان مؤسستكما الزوجية مهزوزة وستحتاج إلى وقت طويل حتى تعود لوضع الثبات الذى كانت عليه من قبل، ولذا عليك ألا تتوقعين عودة الثقة من أول يوم سماح تم بينكما، ولكن عليك أن تحاولى نسيان الماضى، وتبدين نظرة تفاؤلية جديدة لعلاقتكما.
• السعادة الزوجية باتت تشكل أحد عوامل الخيانة..
• والمتزوجون حديثا أكثر إقبالا على الخيانة
• مقومات الخيانة الزوجية عبر الإنترنت: بطاقة ائتمان وموبيل لا تعرف الزوجة رقمه وعدم التحدث مع أى امرأة أمامه
• تناول الزوج طعاما لم يكن يحبه وإخفاؤه فاتورة حسابه البنكى علامات تشير إلى وجود امرأة أخرى فى حياته
في الروعة
لكي حبي