التصنيفات
منوعات

السلسله الخاصه بعالم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من طبيعة البشر عموماً حاجتهم للإرشاد والتوجيه في شؤونهم العامة والخاصة ، فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة منهم ، هذا وقد جعله جل وعلا العالم بشؤون خلقه ، سنة في الكون، فما من مرحلة من الزمن إلا وفيها رسول ، أو نبي ، أو مصلح ، وهي خطوة طبيعية في التربية فما من إنسان إلا ويتعرض للضغوطات النفسية والعملية والاجتماعية ، فيحتاج الشخص منا لمن يرشده ويوجهه للأفضل والأصلح من التصرف والعمل .
لقد خلق الله الإنسان في أحسن صورة وعلى أكمل وجه .. ولكن يحدث بين الحين والآخر أن تصاب أسرة سيئة الحظ في أعز ما لديها.. أحد أطفالها .. الذي يصاب في أحد حواسه أو قدراته بما يشوه هذه الصورة الجميلة .. ومع هذه المأساة التي تحول الطفل إلى طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يستحق المساعدة .. فإن واجب الأسرة والمؤسسات والجمعيات والمراكز المتخصصة في هذا المجال ( التربية الخاصة ) هو الوقوف بجانب هذا الطفل أي كانت نوع إعاقته – باذلين له كل أنواع المساعدة والعون سواء المادي أو المعنوي حتى يستطيع أن يتغلب على إعاقته أو يتعايش معها ويصبح شخصية سوية منتجة نافعة لنفسه ولمجتمعه رغم إصابته .

وغالباً ما تواجه أسر ذوي الاحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها للتكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وفي الوقت ذاته فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة وغالباً ما يفتقر الاختصاصي الذي يحاول مساعدة هذه الأسر إلى المعرفة اللازمة حول هذا الموضوع .. ولعل من المهم أن نقول إن والدي الطفل ذوي الاحتياج الخاص أيضاً لهما حق في المساندة والمساعدة المادية وأهم من ذلك المعنوية .. فكثير من الأسر ينتابهم شعور عميق بالإحساس بالذنب والخجل لإنجابهم طفل من ذوي الاحتياج الخاص .. ويكاد الأمر يصل بهم حدَ إخفائه عن المجتمع بأي وسيلة ومحاولة تناسي وجوده وهذا ما يطلق عليه للأسف ( الخجل الاجتماعي ) .. وقبول المجتمع للطفل من ذوي الاحتياج الخاص بكل مؤسساته وهيئاته ومن الأسرة أولاً ، دون تعال أو شفقة زائفة عليه ، هو الخطوة الأولى في المساعدة والمساندة الحقيقية لهذا الطفل ولا بد أن نعمل معاً وبيد متكاتفة نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو النظر إلى هؤلاء نظرة عالية جداً ودون خجل ولا نفرق بينهم وبين الأفراد الآخرين من الأسوياء .. ونسعى معاً لتحقيق ( مبدأ الدمج ) بكل أشكاله وأنواعه تحقيقاً لمبدأ المساواة التي نادى بها الله سبحانه وتعالى ..

قال تعالى : " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

ما هي الإعاقة ؟
تختلف التسميات التي يتم إطلاقها على الأطفال المعوقين تبعاً لمتغيرات عديدة . وبوجه عام ، لعل التسمية التي أصبحت الأكثر قبولاً في السنوات القليلة الماضية هي (( الأطفال ذوو الحاجات الخاصة )) ، ذلك لأن استخدام كلمة (( معوق )) تبدو وكأنها تبرز مواطن الضعف وتلغي الخصائص الأخرى للإنسان الذي يعاني من الإعاقة … على أن ذلك لا يعني عدم استخدام الناس لمصطلحات أخرى مثل الأطفال غير العاديين ، والعاجزين وما إلى ذلك. وبصرف النظر عن التسميات ، فهي عموماً تشير إلى الأطفال الذين يعانون من حالات ضعف معينة تزيد من مستوى الاعتمادية لديهم ، وتحد من قدرتهم أو تمنعهم من القيام بالوظائف المتوقعة ممن هم في عمرهم بشكل مستقل .
والإعاقة ليست مرضاً ولكنها حالة انحراف أو تأخر ملحوظ في النمو الذي يعتبر عادياً من الناحية الجسمية ، أو الحسية أو العقلية أو السلوكية أو اللغوية أو التعليمية ، مما ينجم عنه صعوبات وحاجات خاصة ، لا توجد لدى الأطفال الآخرين. وهذه الصعوبات والحاجات تستدعي توفير فرص خاصة للنمو والتعلم ، واستخدام أدوات وأساليب مكيفة يتم تنفيذها فردياً وباللغة التربوية ، فالإعاقة هي وضع يفرض قيوداً على الأداء الأكاديمي الأمر الذي يجعل التعلم في الصف العادي بالطرق التربوية العادية أملاً يصعب أو يستحيل تحقيقه لبعض الإعاقات .
وتعرف الإعاقة بصفة عامة على أنها إصابة بدنية أو عقلية أو نفسية تسبب ضرراً لنمو الطفل البدني أو العقلي أو كلاهما ، وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه وبذلك يصبح الطفل من ذوي الأحتياجات الخاصة وهو أقل من رفقائه في نفس العمر سواء في الوظائف البدنية أو الإدراك أو كلاهما .
والإعاقة قد تكون عاهة واحدة أو عدة عاهات مختلفة في نفس الطفل وقد تسبب عجزاً كاملاً أو جزئياً . وهناك تعريف آخر وهو ( هم الأطفال الذين يعانون من حالات ضعف معينة تزيد من مستوى الإعتماد لديهم ، وتحد من قدراتهم أو تمنعهم من القيام بالوظائف المتوقعة ممن هم في عمرهم بشكل مستقل … ) .
كما يمكن أن تكون الإعاقة ثانوية بمعنى أن تصيب الإنسان بعد إكتمال نمو المخ والجسم كما هو معروف في حوادث الطرق … كما أن هناك حالات من تعدد الإعاقة ( أي وجود أكثر من إعاقة في الشخص ) وهذا راجع بدرجة كبيرة إلى ما يسمى " بزواج الأقارب " .
تصنيف الإعاقات:
ويمكن تصنيف الإعاقات إلى الفئات التالية:
o التخلف العقلي : إنخفاض ملحوظ في مستوى القدرات العامة درجة الذكاء تقل عن ( 70 ) وعجز في السلوك التكيفي وعدم القدرة على الأداء المستقل أو تحمل المسئولية المتوقعة ممن هم في نفس العمر والمجموعة الثقافية .. النسبة التقريبية لحدوثها : 2-3%.
o صعوبات التعلم: إضطراب في العمليات النفسية الأساسية ( الانتباه ، التذكر ، التفكير ، الإدراك ) اللازمة لإستخدام اللغة أو فهمها أو تعلم القراءة والكتابة والحساب أو التعلم من خلال الأساليب التربوية العادية – النسبة التقريبية لحدوثها : 3-5%.
o الإعاقة السمعية: فقدان سمعي يؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الفرد لاستخدام حاسة السمع للتواصل مع الآخرين وللتعلم من خلال الأساليب التربوية العادية .. النسبة التقريبية لحدوثها : 6,.%
o الإعاقة البصرية: ضعف بصري شديد حتى بعد تصحيح الوضع جراحياً أو بالعدسات مما يحد من قدرة الفرد على التعلم عبر حاسة البصر بالأساليب التعليمية الاعتيادية – النسبة التقريبية لحدوثها : 1,.%
o الإعاقة الجسمية: إضطرابات شديدة عصبية أو عضلية أو عظمية أو أمراض مزمنة تفرض قيوداً على إمكانية تعلم الطفل – النسبة التقريبية لحدوثها : 5,.%.
o إضطرابات الكلام واللغة: إضطراب ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطلاقة أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الإستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية وتربوية خاصة – النسبة التقريبية لحدوثها : 3- 3,5%.
o الإضطرابات السلوكية: إنحراف السلوك من حيث تكراره أو مدته أو شدته أو شكله عما يعتبر سلوكاً عادياً مما يجعل الطفل بحاجة إلى أساليب تربوية خاصة – النسبة التقريبية لحدوثها : 2%.
o المجموع الكلى : 12،2 -14,7%
يتبع




التعريفات المختلفة:
يبين العرض السابق فئات الإعاقة السبع الرئيسية ، من حيث تعريفها ونسبة انتشارها وهناك حاجة لتوضيح بعض المعلومات الواردة في هذا العرض:
o أولاً : أن التعريفات التي وردت هي تعريفات تربوية ، والتعريفات التربوية ليست إلا نوعاً واحداً من التعريفات المتداولة
o تعريفات طبية ( وهي تعريفات تستخدم معايير دقيقة عموماً لتوضيح طبيعة العجز الحسي أو الجسمي الذي يعاني منه الطفل كما هو الحال بالنسبة لحدة البصر أو الفقدان السمعي ، وما إلى ذلك ) ..
o تعريفات اجتماعية ( تركز على القيود التي تفرضها حالة الإعاقة على قابلية الإنسان للقيام بأدواره كفرد في المجتمع )..
o تعريفات مهنية ( ينصب الاهتمام فيها على تحديد التأثيرات المحتملة ، للإعاقة على أداء الإنسان في عالم العمل ) ..
o ثانيا ً: أن تصنيف الإعاقات إلى الفئات السبع المذكورة في العرض ، إنما هو نظام تصنيف يعتمده معظم الاختصاصين ، ولكن ذلك لا يعني أنه نظام التصنيف الوحيد الموجود ، فثمة من يصنف الإعاقات إلى فئات أكثر ( فالبعض يتحدث عن فئة الإعاقات المتعددة أو عن فئة الإعاقات الشديدة وغير ذلك ) ..
o ثالثاً : أن التسميات التي استخدمت في العرض للإشارة إلى الإعاقات هي التسميات الأكثر استخداما ، فهناك تسميات أخرى عديدة لكل فئة ولكنها أقل تداولاً.
o رابعاً : لا بد من كلمة عن نسبة انتشار الإعاقات في المجتمعات البشرية ، فالنسب المشار إليها في العرض هي نسب تقديرية ، حيث أن النسب تختلف باختلاف التعريفات المعتمدة وباختلاف أدوات التشخيص المستخدمة والفئات المجتمعية التي تشملها الدراسات المرتبطة بالإحصائيات من هذا النوع على أي حال

المعوقون والخدمات المقدمة :
إذا ما أخذنا بالنسب التقديرية الموجودة في العرض السابق ، وليس هناك ما يبرر عدم الاعتقاد بصحتها ، فمعنى ذلك هو أن هناك ما يزيد على خمسة عشر مليون إنسان معوق في الدول العربية.
إذا كانت هذه الحقيقة مرة فالحقيقة الأكثر مرارة منها أن ما يقل عن 5 % من هؤلاء الناس تقدم لهم خدمات تربوية وتأهيلية مناسبة.
أين هم هؤلاء ؟
وما ظروفهم ؟
إنهم موجودون حولنا في كل مكان – بعضهم أبناء أو بنات الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران – انظر جيداً قد تراهم ، وإن كانت معظم أسرهم تحاول إخفاءهم عن الأنظار ، ظناً منها بأن الإعاقة شيء مخجل أو محرج وما إلى ذلك. ولكن المطلوب عكس ذلك تماماً المطلوب هو إبراز مشكلة الإعاقة لكي يدرك المجتمع حجمها الحقيقي ، فبدون ذلك لن يحظى الإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام الذي يستحقه ..
يتبع




أسباب الإعاقة :
إن للمعرفة العلمية ذات العلاقة بأسباب الإعاقة أهمية بالغة، فهذه المعرفة تلعب دورا حيوياً في تصميم الإجراءات الوقائية من حالات الإعاقة، وهي تسهم في تحديد المجموعات التي ينبغي أن تستهدفها البرامج والخدمات بوجه خاص ، وهي كذلك تساعد في توفير المعلومات اللازمة لتشخيص حالة الإعاقة و التنبؤ بتأثيراتها المحتملة على النمو و التعليم و السلوك.
وعلى الرغم من أن نسبة غير قليلة من حالات الإعاقة لا يعرف لها سبب محدد أو ظاهر وأن الأسباب تختلف من إعاقة إلى أخرى ، هناك المئات من الأسباب العامة المحتملة والتي يعرف أن بعضاً منها أكثر انتشاراً من البعض الآخر، ويمكن تقسيمها لفئتين :
الفئة الأولى من الأسباب :
وهي الأسباب الأكثر شيوعاً .. يوجد سببان للإعاقة وهما :
1 ) أسباب وراثية :
وهي التي تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الجينات كما هو موجود في بعض الأسر مثل التخلف العقلي ، النقص الوراثي في إفراز الغدة النخامية ، ومن أهم أسبابه زواج الأقارب .
2 ) أسباب بيئية : وهي التي تلعب دورها من الحمل حتى الوفاة وهي مؤشرات ما قبل الولادة وأثنائها وبعدها .

أ ــ مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة ( الحمل ) :
قد تتعرض الأم الحامل أو الجنين الذي تحمله لجملة من العوامل التي يحتمل أن تنتهي بضعف أو عجز أو إعاقة مستقبلية لدى الطفل ومن أهم هذه العوامل :
o إصابة الأم أو تعرضها للأمراض الخطيرة مثل الحصبة الألمانية (حيث يرتبط هذا المرض بالعديد من الإعاقات) واضطرابات القلب والكلى والغدد والربو الشديد وتسمم الحمل والأمراض الجنسية . مما يؤدي إلى احتمال تعرض الجنين لإصابات العين والقلب والمخ والكلى والغدد والربو الشديد .
o إستخدام بعض الأدوية الضارة بالجنين دون إستشارة الطبيب .
o تعرض الأم للأشعة السينية لذلك يجب على الطبيب التأكد ما إذا كانت المريضة حامل أم لا قبل إجراء الفحوصات بالأشعة السينية .
o تعرض الأم الحامل لعوامل ضارة مثل : التدخين والكحول والمخدرات وسوء التغذية. ( ضار بالجنين والأم معاً ) .
o تسمم الحمل ( إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ـ تورم الجسم ) .
o الخداج : والذي يعني ولادة الطفل قبل الموعد الطبيعي أو انخفاض وزنه لحظة الولادة بشكل ملحوظ .
o عدم توافق العامل الريزيسي (عدم وجود العامل الريزيسي لدى الأم ووجوده لدى الجنين) ..
o نقص الأكسجين لسبب أو لآخر مثل: الأنيميا وتعرض الأم الحامل للاختناق أو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين.
o العوامل الوراثية، حيث أن كثيرا من الإعاقات تنتقل وراثيا من الآباء إلى الأبناء من خلال الجينات السائدة أو المتنحية أو المحمولة على الكروموسوم الجنسي.
o الاضطرابات الكروموسومية (كما في حالة المنغولية – متلازمة داون – مثلاً ) ..

ب ـ مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة الولادة :
بوجه عام تتضمن هذه المجموعة من الأسباب جملة العوامل التي قد تطرأ منذ بداية المخاض وحتى الولادة الفعلية للطفل والتي قد تؤثر على النحو المستقبلي للطفل ومن أهم هذه العوامل :
o حدوث الولادة قبل موعدها المحدد وقد يؤدي هذا إلى نزيف أثناء الولادة .
o إصابة دماغ الجنين أثناء الولادة .
o اختناق الجنين أثناء الولادة المتعسرة يؤدي إلى قلة الأكسجين الواصل لمخ الجنين بسبب إنفصال المشيمة قبل موعدها أو إصابة الطفل بالأمراض الرئوية الحادة .
o عدم الاهتمام بنظافة الجنين مباشرة بعد الولادة مما يؤدي إلى الإصابة بالرمد الصديدي والذي قد يؤدي إلى فقد البصر .
o صعوبات الولادة كما في الولادة المقعدية أو الولادة بالملقط أو بالشفط .
o النزيف أثناء الولادة ..
o الولادة باستخدام أساليب خاصة ..
o إرتفاع نسبة المادة الصفراء ( البلريوبين ) ..
o نقص الأكسجين بسبب انفصال المشيمة قبل موعدها أو إصابة الطفل بالأمراض الرئوية الحادة أو الاختناق وغير ذلك.
o استخدام العقاقير وغير ذلك.
يتبع




ج – مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة :
ما تشير إليه هذه المجموعة من الأسباب هو جملة المتغيرات الطبية أو البيئية التي إذا ما تعرض لها طفل ولد طبيعيا قد تنتهي بإعاقة ما وهذه المتغيرات هي :
o تعرض الطفل إلى الإصابة بالأمراض ( كمرض الحَمى الشوكية ، شلل الأطفال ، التهاب السحايا ، التهاب الأذن الوسطى ) .
o الارتفاع الشديد في درجة الحرارة وعدم علاجها في الوقت المناسب .
o الإصابات المختلفة وبخاصة إصابات الرأس نتيجة السقوط من مكان مرتفع سواء داخل البيت وخارجه أو حوادث السيارات .
o الأمراض الخطيرة المزمنة .
o إساءة إستخدام العقاقير الطبية .
o الظروف الأسرية المضطربة والحرمان البيئي الشديد .
o التسمم بالرصاص أو بغاز أول أكسيد الكربون وغير ذلك .

ما هي ردود فعل الوالدين النفسية نحو إعاقة طفلهما ؟
إن أغلى ما في الوجود هم الأبناء " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " وأن وجود الطفل في الأسرة يعتبر حدث مهم تتم على أثره الكثير من التغيرات والاستعدادات … لكن عندما يكون هذا الحدث السعيد طفل يعاني من صعوبات تتطلب الكثير من الرعاية الطبية والأسرية والتعليمية فبالطبع يترتب على مثل هذا الأمر الكثير من الصعوبات … وتحدث الإعاقة في العادة ردود أفعال متنوعة ومختلفة لدى الوالدين الأمر الذي يحد من قدرتهما على تربية الطفل ذوي الاحتياج الخاص والعناية به ، وعلى الرغم من إن ردود الفعل تختلف بمراحل إنفعالية ونفسية متشابهة وينبغي التأكيد على أن هذه الانفعالات ليست مرضية بل هي طبيعية … أم ردة الفعل

ردود الفعل – الإجراء المطلوب من الأخصائيين:
ويمكن تلخيصها في ما يلي:
o " الصدمة "
عدم تصديق حقيقة أن الطفل غير عادي وتعتبر الصدمة أول ردة فعل تنجم من جراء ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة للأسرة حيث يعاني الأهل من الإرباك ، وأنهم واقعون في مشكلة ، ويبدؤون بطرح الأسئلة التي تعبر عن الصدمة مثل : أنا لا أصدق ذلك ماذا أفعل ، أنا أعرف بأن ابني يعاني من مشكلة لكن ليست بهذه الجدية … ؟ ضرورة دعم الوالدين وإرشادهم وتشجيعهم على تقبل الإعاقة والرضا بقضاء الله وقدره .
o " النكران "
عدم الاعتراف بأن الطفل يعاني من إعاقة . لا توجه الوالدين بالحقائق بشكل مباشر بل أتح لهما الفرصة ليقارنا أداء طفلهم بأداء الأطفال الآخرين من نفس عمره ، ساعدهم على تقييم الوضع بموضوعية حتى لا يحرم الطفل من الحصول على الخدمات الطبية اللازمة له .
o " الحداد "
تعيش الأسرة فترة حداد أو عزاء على الحلم الجميل الذي لم يتحقق ( الطفل العادي ) . قدم المساعدة العملية للوالدين ، وعبر عن تعاطفك معهم ، وقدر شعورهما بالألم وخيبة الأمل ، وادعهم للانخراط بالمجتمع والتكيف مع الإعاقة .
o " الخجل والخوف "
تخوف الأسرة من عدم مقدرتها على التعايش مع حالة الإعاقة . كن بجانب الوالدين الذين يعبرون عن خجلهم وخوفهم ، وزودهم بالمعلومات الحقيقية عن الإعاقة ، وقد تكون مجموعات الآباء ذات فائدة كبيرة .
o " اليأس والاكتئاب "
لجوء الوالدين إلى الانطواء على الذات والامتناع عن مخالطة الناس لفقدان الأمل والثقة بالأطباء وعدم قدرتهما على التحمل . شجع الوالدين على حضور الندوات والبرامج والأنشطة المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة ، وتقبل انفعالاتهما دون أن تطلق الأحكام عليهما .
o " الغضب والشعور بالذنب "
وهي محصلة طبيعية لخيبة الأمل والإحبلط ، ويظهر الغضب والشعور بالذنب عند الأهل ، فقد يوجه الغضب الى الخارج مثل :
1. انتقاد تجهيزات المستشفى : بحيث لم تكن كافية وبمستوى مناسب وقت الولادة .
2. الأطباء : بأنهم حديثو العهد في مجال الطب ومهاراتهم ليست عالية .
3. انتقاد المعلمين : وخبراتهم ومؤهلاتهم واتجاهاتهم وأنهم لم يقدموا التدريب والتعليم المناسب لأبنهم .
4. النقد نحو الذات : بحيث يلوم الأب نفسه أوزوجته ، وقد تلقي الزوجة باللوم على نفسها أوعلى زوجها ، وأنهم لم يتخذوا الإجراءات المناسبة أثناء الحمل .
تقبل تعبير الوالدين عن الغضب— ووجه غضبهما بطريقة صحيحة — ودعهما يعبران عما في داخلهما ، تفهم شعورهم بالإحباط .
o " التمني والآمال غير الواقعية "
انهماك الوالدين بالبحث عن كل الطرق العلمية وغير العلمية لمساعدة طفلهما . إن الوالدين في هذه المرحلة بحاجة إلى الحماية والدعم ولكن دون تشجيعهما على تبني الآمال الكاذبة والتوقعات غير المنطقية
o " الرفض أو الحماية الزائدة "
تكون مشاعر سلبية نحو الطفل أو المغالاة في العناية به ، مما يحد من استقلالية الطفل ونموه وتكون نتائجه النفسية على المدى البعيد مدمرة وتزرع فيه روح الاتكالية وهناك نوعان للرفض : ــ
1. الرفض العلني : يظهر عند الآباء بعدة أنماط سلوكية منها الامتعاض من الطفل والاستياء منه ونقده وتجريحه وإيذائه وحرمانه من إشباع رغباته وعزله عن الآخرين وتهديده وإهماله وهذه الأنماط تؤدي إلى حدوث نوع من الهوة في العلاقة بين الأسرة والفرد من ذوي الاختياج الخاص .
2. الرفض الضمني : ويتمثل بالحماية الزائدة والقلق الزائد والعناية والرعاية المفرطة والدلال الزائد بحيث يحصل الطفل على أشياء لا يستطيع أن يحصل عليها أخوته ويمكن أن يستحوذ الطفل على اهتمام الوالدين فنجدهما يعملان كل ما بوسعهما للطفل حتى لو كان قادراً على ذلك ، ويهمل الأهل بقية الأخوة مما يؤثرعلى شخصيته وعلى تكيف أخوته وشخصياتهم ومدى تقبلهم… وجه الوالدين وقدم لهما الاستشارات المناسبة ، ولعل أفضل الطرق هو أن تتعامل مع الطفل إيجابياً وتركزعلى التحسن في أدائه.
o " التكيف والتقبل "
يتمثل تكيف وتقبل الوالدان في القدرة على التحمل وتفهم الحاجات الخاصة للطفل ومحاولة البحث عن الخدمات المتوفرة في المجتمع والتي من شأنها تلبية تلك الحاجات . دع الوالدين يشاركان في تقديم الخدمات لطفلهما وزودهما بالمعلومات التي يحتاجان إليها للتعامل مع طفلهما بطريقة مناسبة .
o " التسوق الطبي والاجتماعي "
مراجعة العديد من الأطباءوالمراكز الاجتماعية لكي يسمع الوالدين أن طفلهم من ذوي الاحتياج الخاص . مساعدة الآباء على تقبل حقيقة إعاقة أبنهم والتكيف لها والتعايش معها . فمن الطبيعي أن مرور الأسرة بكل ما سبق من مراحل وحتى البدء بالبحث عن المساعدة تكون قد مرت بالعديد من المشاكل والضغوط .

هذا بالإضافة إلى أنه عند البدء بالبحث عن المساعدة تظهر هناك مشاكل أخرى مع بقية الأبناء وهي الشعور بالغيرة أوالخجل منه خاصة أمام أصدقائهم وكذلك الانشغال عنهم وخاصة الأم بتوفير المزيد من الرعاية لهذا الطفل ، بالإضافة إلى الابتعاد عن المشاركة بالمناسبات الاجتماعية لما يتطلبه هذا الطفل من تفرغ وملاحظة مستمرة ، وأحياناً لما يسببه هذا الطفل من إحراج للأهل عند الاختلاط مع الغير أوفي المجتمع الخارجي نظراً لظهور بعض التصرفات أوالسلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً ( إن أخي مختلف ) ، هذا بالإضافة إلى الخوف من إنجاب طفل آخر تكون له نفس الصعوبة ، ناهيك عن إستنزاف الطاقة الجسدية والفكرية ووقت الفراغ للأسرة حيث يكون كله موجه للطفل المصاب .
يتبع




خطوات الحث عن المساعدة :
1) أذكر ربك :
" أعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك " كلام عظيم قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا تنسى وأنت في المحنة أن تذكر ربك وتسأله العون فبقدرته أن يدفع عنك كل مكروه فألجأ إلى ربك قبل الطبيب والصديق ..
2) خذ كل يوم على حده :
يمكن أن يشل الخوف من المستقبل تفكير الشخص لذلك قد يكون من المستحسن على الأقل في البداية ، التفكير في كل يوم على حده فلا نشغل أنفسنا مثلاً بكلمات مثل ماذا سيحدث بعد ذلك ..
3) أجعل روتين يومك كالمعتاد :
إذا ظهرت المشاكل ولا تعرف ماذا تفعل ، حاول القيام بالأشياء التي بها روتينياً كل يوم .. ويبدو أن اتباع هذه العادة تعيدك إلى حالتك المعتادة والسوية .. وخاصة عندما تصبح الحياة مغلقة ..
4) تجنب الشعور بالأسف :
فرثاء النفس والاحساس باشفاق الناس أو الأسف على ماحدث لطفلك تعد من أهم أسباب الأحساس بالعجز فالرثاء ليس هو الحل ..
5) تذكر أن هذا طفلك :
بغض النظر عن أي شئ آخر هو طفلك ، فقد يكون نموه يختلف عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لايجعل أبنك أقل قيمة وأقل إنسانية ، لذا أحب طفلك وتمتع به ، فالطفل يأتي أولاً ثم تأتي حالة الإعاقة ثانياً ..
6) إعتمد على مصادر إيجابية في حياتك :
قد يكون إحدى هذه المصادر أحد المشايخ أو طلاب العلم الشرعي أو قد يكون صديقاً حميماً ، أذهب إلى هؤلاء الذين كان لهم تأثير في حياتك واطلب الدعم والتوجيه الذي تحتاجه منهم ..
7) تحدث مع صديقك أو زوجتك :
إن كثيراً من الآباء لا يتحدثون عن مشاعرهم المتعلقة بمشكلات أطفالهم ، وقد يغلق أحد الزوجين من دون أن يحدث زوجه عن إحساسه ، إن الأوقات الصعبة كهذه كلما تعززت قوتكم الجماعية ستسهم بالراحة النفسية ..
8) تحدث مع أسرة أخرى :
أبحث عن عائلة لديها طفل مصاب بنفس المرض ، حاول الاتصال بها قد تكسب بعض الخبرات منها أو قد تجد بعض الراحة النفسية من محادثتهم ، يمكن أن يساعدك الطبيب في الاتصال ببعض العائلات ..
9) ابحث عن المزيد من المعلومات :
بعض الآباء في الحقيقة يبحثون عن " أطنان من المعلومات " وآخرون ليس لديهم الإصرار للبحث ولو عن القليل. ولكن الشيء المهم هو البحث عن المعلومة الدقيقة والصحيحة . ويجب أن لا تستحي من أن تسأل . فالسؤال هو خطواتك الأولى لفهم ما يحدث لطفلك .
10) تعلم المصطلحات الفنية :
فعندما تصادف مصطلحاً جديداً لا تترد في السؤال عن معناه ، كلما استخدم المختصون كلمة لا تفهمها بإمكانك أن تطلب منهم بلطف شرح معنى هذا المصطلح .
11) لا تكن خائفاً :
يشعر كثير من الآباء بالنقص عند حضور ذوي المؤهلات العالية في المهن الطبية والعلمية . فلا تتخوف من هؤلاء الذين يشاركون في معالجة طفلك . لا داعي أن تتردد في إظهار رغبتك في معرفة ما يحدث أو ما يراد القيام به .
12) اتخذ موقفاً يتسم بالشكر والامتنان :
من الصعب أن يكون الشخص شكوراً عندما يكون غاضباً . إذا حدثت أمور ليست في الحسبان أو ليست بالشكل المتوقع من دون تقصير من الكادر الطبي . فلا تجعل الغضب من ما حدث ينسيك تقديرك وشكرك لهم ، ودائماً اجعل المشاعر الإيجابية تطغى على الأحاسيس السلبية .
13) حافظ على النظرة الإيجابية :
هناك دائماً جانب إيجابي لكل قضية . فعلى سبيل المثال قد تكون صحة طفلك المعاق بشكل عام جيدة مقارنة بغيره من المعاقين. ولا يحتاج مثلاً إلى إجراء عملية جراحية معقدة لا تخف من إظهار مشاعرك .. يكتم كثير من الأباء ، وخاصة الرجال منهم ، مشاعرهم ويعتقدون بأنها علامة ضعف حين يعرف الآخرون مدى شدة شعورهم وتألمهم . إن الأباء الأقوياء للأطفال المعاقين لا يخافون من إظهار أحاسيسهم ومشاعرهم .
14) تجنب إصدار الأحكام على الناس :
لا تضيع جهدك وتزداد ضغوطك النفسية باهتمامك بما يردده بعض الأشخاص غير القادرين على احترام مشاعر الآخرين وليس لديهم القدرة على حسن الكلام .
15) تعلم كيف تتعامل مع الشعور بالغضب :
إن الشعور بالمرارة والغضب في النهاية قد يؤثر عليك أكثر من تأثيره على الذين وجهت إليهم غضبك . أهتم بالطرق المساعدة على التحكم بنوبات الغضب فالحياة تكون دائماً افضل عندما تتوقف الأسباب التي تستنزف الطاقة .
16) الإقرار بأنك لست وحدك :
يحس الكثير من الأباء بالانزواء خاصة في المراحل الأولى لتشخيص المرض . وبإمكانك التخلص من هذه المشاعر عندما تعرف أن هذا إحساس شائع . يحس به الكثير، فهناك آخرين قد عانى قبلك ، ثم أعلم كما إن المساعدة والعلاج متوفر لطفلك وان الكادر الطبي متفهم لمشاعرك وأحاسيسك .
17) احصل على برامج لطفلك :
إن كثير من الحلول متوفرة مهما كانت مشكلة أبنك ، فأحرص على البحث عن البرامج الجيدة والمفيدة لطفلك . وأعلم أن الطب دائماً يتجدد .
18) كن على صلة بالواقع : لكي تبقى على صلة بالواقع عليك قبول الحياة كما هي عليه وأن هناك بعض الأشياء التي يمكننا تغييرها وأخرى ليس بمقدورنا تغييرها .
19) تذكر أن الوقت بجانبك :
إن الوقت يشفي كثيراً من الجروح . وهذا ليس معناه أن الحياة ستكون سهله مع تربية الأطفال ذوي الحاجات الخاصة . ولكن من العدل القول بأنه مع مرور الوقت سيكون هناك الكثير مما يمكنك عمله للتخفيف من المشكلة . لذلك لا تحاول من تقليل تأثير الضغوط النفسية عليك خاصة في بداية اكتشاف المرض .
20) واخيراً لا تنسى نفسك واهتم بها :
ففي وقت الإجهاد قد ينسى الشخص نفسه لذلك خذ قسطاً من الراحة الكافية وتغذى جيداً وخصص وقتاً لنفسك ، أتصل بالآخرين من أجل المساعدة . إذا لم تستطع الحصول على نوماً هادئ لا تتردد في طلب المساعدة من طبيبك .

وخلاصة القول في ردود الأفعال:
1) أن وجود مثل هذا الطفل في الأسرة يتطلب تعامل خاص يتناسب مع حالته.
2) يفضل التعامل مع الوالدين في مثل هذه الحالات بنوع من الشفافية الصادقة والممزوجة بالابتسامة الصادقة الخارجة من القلب إلى القلب … حتى يمكن القضاء على ردود الفعل السالفة الذكر …
يتبع




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.