إملاء أوامر مقتضبة وواضحة تعد الطريقة الأفضل لوضع حدود في التعامل مع الطفل، حيث تؤكد أخصائية علم النفس "إمكه هيردس" بأنه إذا قام الطفل مثلاً بإلقاء لعبته في أحد أرجاء الغرفة، ينبغي على الأب أو الأم حينئذٍ نهيه عن تكرار فعل ذلك بأن يقولا له مثلا: "لا تلق باللعبة مرة ثانية".
أما إذا عاود الطفل إلقاء اللعبة بعد مطالبة الآباء بالامتناع عن ذلك للمرة الثانية، أكدت هيردس أنه ينبغي على الآباء حينئذٍ التدخل على الفور وأخذ اللعبة من طفلهم، موضحين له موقفهم بأن يقولوا له مثلا: "قد أمرتك مسبقاً بألا تلق باللعبة، سأخذها منك الآن وسأعيدها لك ثانيةً بعد بضع دقائق".
ومن صفحة الاجتهاد في تربية الأطفال تشدد هيردس على أهمية أن يكون العقاب نتيجة منطقية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الخاطئ، الذي ارتكبه الطفل، وأوضحت ذلك بأنه إذا قام الآباء مثلاً بتهديد الطفل في المثال السابق بمنعه عن مشاهدة التلفزيون، بدلاً من أخذ اللعبة منه، فغالباً لن يمكن للطفل فهم هذه العلاقة والربط بين الخطأ الذي ارتكبه بتكرار إلقاء اللعبة، وبين معاقبته بعدم مشاهدة التلفزيون، ومن ثم لن تجدي هذه العقوبة في هذا الوقت نفعاً.