الحمد لله معز الإسلام بنصره ، ومذل الشرك بقهره ، ومصرف الأمور بأمره ، ومستدرج الكافرين بمكره ،الذي قدر الأيام دولاً بعدله ، والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه محمد بن عبدالله إمام المرسلين و قائد المجاهدين صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه الذين قضوا بالحق و به كانوا يعدلون
و بعد
إن ما يجري في غزة هذه الأيام من قتل و اضطهاد ، تيتيم للأطفال و ترميل للنساء مئات الشهداء و آلاف الجرحى لهو وصمة عارٍ في جبين الأمة الإسلامية ، إذ لم يحصل في تاريخ المسلمين أن أعتدي على بلد من البلدان و وقف المسلمون في البلاد المجاورة وقفة المتفرج …. و الله المستعان
و إن ما حصل قبل هذا القصف الجوي الأثيم من حصار غاشم على قطاع غزة لهو ظلم و جرم لا يقل جرماً عن هذا القصف الأثيم
و من الذي حاصر غزة ؟؟ أ هم اليهود ؟؟
لا و الله بل هم الخونة عليهم من الله ما يستحقون
و أثناء هذا الحصار الغاشم كان الزعماء مشغولون جداً بقضايا في نظرهم القاصر أهمُ من قضية فلسطين و الأقصى .. , و إن كلفوا على أنفسهم عقدوا قمة عربية لدغدغة مشاعر الشعوب .. ماذا قدمت لنا القمم العربية ؟؟ سوى العار و الشنار
و أما عامة الناس الناس منشغلين بقنوات الفساد فمن ( شاعر المليون ) إلى ( مهند ) و ( لميس ) و غيرها من البرامج التافهه الساقطة .
نحــنُ ساعدنا الأعـــــادي *** بالتوانــــــي والرقــــــــادِ
لو رأوا صفا قويــــــــــــاً *** مستعـــــــــداً للجهـــــــاد
لأنابُـــــوا واستجابـــــــوا *** ثمَّ ثابـــــوا للرشــــــــــادِ
غيرَ أن الضـعف يُغـــــري *** كلَّ عــادٍ بالتمــــــــــادي
في وقتٍ أحوج ما تكون أمتهم بحاجة لجهادهم و وقفتهم من إخوانهم في العقيدة في فلسطين و العراق و الشيشان و أفغانستان و الصومال و غيرها من بلاد الله اللتي يضطهد فيها المسلمون
و عندما أنظر إلى هذا الواقع المرير أتذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)
فعلاً هذا واقع المسلمين اليوم فالربا يضرب أطنابه في كل بلاد المسلمين ، و الركون الى الدنيا و الانشغال بها في زمنٍ تعين فيه الجهاد ، و تركٌ للجهاد في سبيل الله بل و محاربة أهله و رميهم بالتهم الباطلة و الله المستعان . فماذا حصل لنا بعد هذا ؟؟ سلط الله علينا الذل الذي نعيشه هذه الأيام ، و لو رجعنا إلى ديننا و عدنا إليه عودةً صادقة و قمنا بالجهاد في سبيل الله لعزنا الله عز و جل .
إن مصطلح الجهاد مصطلحٌ إسلامي لا مثيل له في اللغات و الثقافات الأخرى .. إنه قتالٌ في سبيل الله .. إنه تحريرٌ للبشر من العبودية للمخلوق إلى العبودية للخالق .. إنه تطهيرٌ للأرض من الفساد و الطغيان .. إنه ذروة سنام الإسلام ، و هو الذي يعطي المجتمع المسلم الحيوية و الحركة و التحرر من الطاغين والظالمين.
إن هذا الدين لا يقوم إلا كما قام أول مرة ( كتابٌ يهدي و سيف ينصر و كفى بربك هادياً و نصيرا )
دعى المصطفى دهراً بمكة لم يجب *** و قد لان منه جانبٌ و خطابُ
فلما دعى و السيفُ صلتٌ بكفه *** له أسلموا و استسلموا و أنابوا
إن على المسلمين واجب عظيم تجاه غزة يتمثل في الآتي :
1/ المحاولة الجادة و بذل كافة الجهود على جميع الأصعدة في فك الحصار عنها فإذا رفع الحصار ما بعده أيسر بإذن الله
2/ الجهاد المادي و دفع الزكوات لهم و إيصال التبرعات المادية و العينية … و قد قُدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في القرآن الكريم إلا في موضع واحد
3/ تصعيد القضية إعلامياً و بذل الجهود في تبيين حقيقة الوضع داخل القطاع
4/ على العلماء واجب تجاه القضية يتمثل في إصدار البيانات و تبيين الموقف الشرعي تجاه القضية و عدم عزل الناس عن قضاياهم المهمة لا سيما قضية فلسطين و الأقصى
5/ على الخطباء و أئمة المساجد الصدع بالحق في الخطب و القنوت في الصلوات الخمس
6/ على كافة المسلمين و عامة الناس الدعاء لإخوانهم و الشعور بمحنتهم
و مع هذا إلا أننا متفائلون بإذن الله و إننا على يقين أن ظلمة الليل ستنجلي و سيليها الصبح المشرق بإذن الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهبيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز اللهبه الإسلام وذلاً يذل به الكفر" وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله زوى لي الأرضفرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوي لي منها". وعن أبي هريرة رضيالله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقولالحجر أوالشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه منشجر اليهود" . ونقرأ هذه الأحاديث تحقيقاً لوعد الله ووعد نبينا صلى الله عليه وسلمونحن بانتظار الشمس أن تشرق وهذا الليل أن ينجلي وذلكم الصبح أن يتنفس ..
صبح تنفس بالضياء وأشرقا *** والصحوة الكبرى تهز البيرقا
وشبيبة الإسلام هذا فيلق *** في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا
وقوافل الإيمان تتخذ المدى *** دربا وتصنع للمحيط الزورقا
ما أمر هذي الصحوة الكبرى*** سوى وعد من الله الجليل تحققا
هي نخلة طاب الثرى فنما*** لها جذع قوي في التراب وأعذقا
هي في رياض قلوبنا زيتونة*** في جذعها غصن الكرامة أورقا
فجر تدفق من سيحبس نوره*** أرني يدا سدت علينا المشرقا
إن الثقة بنصر الله ،وعونه ووعده الحق لمن جاهد في سبيله ، هي زاد الطريق ،ومفتاح الأمل ، ونور الأجيال الإسلامية التي تبصر بها آفاق الرحلة وتبقى لحظة النصروبشارة التمكين حية شاخصة في رؤى المجاهدين ومشاعرهم وإن من فقد هذه الثقة باللهونصره ، فقد خسر خسراناً مبيناً ، ومن تشكك فيها لحظة ، فقد تأخر عليه النصر علىقدرها (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِفَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْيُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آياتٍ بَيِّنَاتٍوَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ) .
من كان يشك في نصر الله لأوليائه فليقرأقول الله تعالى : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) من كان يشك في نصر الله لأوليائه فليقرأقوله سبحانه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْفَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَحَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) من كان يشك في نصر الله لأوليائه فليقرأقوله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍتُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَفِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْكُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌقَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ) من كان يشك في نصر الله لأوليائه فليقرأ قولهتعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِلَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) .
إن نصر الله جل وعز متحقق لمن يستحقونهوهم المؤمنون الذين يثبتون حتى النهاية ، الذين يثبتون علىالبأساء والضراء ، الذين يصمدون للزلزلة الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة ، الذينيستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله ، وعندما يشاء الله ، وحتى حين تبلغ المحنة ذروتهافهم يتطلعون فحسب إلى نصر الله لا إلى أي حل آخر ، ولا إلى نصر لا يجيء من عند الله،ولا نصر إلا من عند الله
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون
أزمراي
1/1/1430هـ
اللهم انا نسالك عون غزة واهل غزة
اللهم انا بدونك ضعفاء وبغيرك اذلاء
اللهم في فلسطين تتقاطر الدماء
وتتناثر الاشلاء .. ويقتل الابرياء
اللهم يا رب العرش المجيد
نسالك يا الله يا الله
انصر شعبنا في فلسطين
وارفع الحصار عنهم مكرمين
وانصرهم على اعدائك اعداء الدين
اللهم انا مظلومون فانتصر
اللهم انا مظلومون فانتصر
اللهم انا مظلومون فانتصر
اللهم يا منجي ابراهيم من النار
نجي اهلنا في غزة يا رب العالمين
…..
وصلى اللهم وسلم على سيد المرسلين
….
آميـــــــــــــــــــــــن
ارواحنا
فداكي يا جرح العرب