التصنيفات
منوعات

بعض المعاني الإيمانية في رحلة الحج الربانية

إعداد / محمد عبدالله الشيخ


بسم الله الرحمن الرحيم


يحن القلب للبيت العتيق، ويطير فرحًا على طول الطريق، لبيت الله الذي هو أغلى من العقيق، مستجيبًا لندآء نبي الله إبراهيم ذي القلب الرقيق، ومحبةً لرسول الله الذي هدانا الله به إلى خير طريق.

(1) في الحج إظهار لتوحيد الله تعالى :
فبيت الله الحرام الذي يحج الناس إليه ، بُني أول ما بُني على التوحيد، من أجل ذلك قال عزوجل: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (الحج/26)
= اذكر- أيها النبي الكريم- إذ بَيَّنا لإبراهيم – عليه السلام- مكان البيت، وهيَّأناه له وقد كان غير معروف، وأمرناه ببنائه على تقوى من الله وتوحيده وتطهيره من الكفر والبدع والنجاسات ؛ ليكون رحابًا للطائفين به, والقائمين المصلين عنده.
= من أجل ذلك يُعلن الحجاج من أول لحظة في مناسك الحج ، يُعلنون التوحيد، لله المجيد خالق العبيد، الذي يبدأ ويعيد. حيث يقولون جميعًا في ترديد: "لبيكَ اللهمَّ لبيكَ .. لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ .. إنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملك .. لا شريكَ لك "

(2) في الحج إظهار العبودية لله تعالى:
= فعندما يقول الحاج: "لبيك اللهم لبيك" أي استجبت لك يارب إجابة ثم إجابة، وسأظل مستجيبًا لك دائمًا، ومنقادٌ لك أبدًا وسأظل مقيمًا على طاعتك ملازمٌ لها.
= وفي التلبية استجابة لأمر الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (آل عمران/97).
= من أجل ذلك تجد الحجاج، يؤدون المناسك في ابتهاج، فهم على ربهم مقبلون، ولطاعته فاعلون، فالحجر يُقبلون، وإن لم يستطيعوا فإنهم يُشيرون، ومن عرفات إلى منىً يَنتقلون، وعند الجمرات يَرمون، لأنهم لرحمة الله يرجون.
= وإن لم يقفوا على الحِكَم من هذه الأفعال، حيث يؤدونها عبودية للواحد المتعال، واتباعًا لسنة سيد الرجال، الذي قال خير مقال، (خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا) ( صحيح ) (أحمد/14793) (أرواء الغليل/1119). على مثل هذا الحال، فصلى الله وسلم وبارك على من علم الأجيال.
= وعن عمر (رضي الله عنه) أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: ((إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)). (البخاري/ 1520) (مسلم/ 3126)
الحجرُ الأسـودُ قبّلتُـهُ بشفَتَيْ قلبيْ، وكُلّي وَلَـهْ
لا لاعتِقادي أنّه نافـعٌ بل لِهُيامي بالّـذي قَبّلَـهْ
محمدٌ أطهرُ أنفاسـهِ كانت على صفْحاتهِ مُرسَلَةْ
قبّلتُه والنورُ من ثغـرهِ يُشرقُ آياتِ هدىً مُنزَلَةْ
قبّلتُ ما قبّلهُ ثغرهُ النَّا طِقُ بالوَحيِ ابتِغاءَ الصِّلَةْ

(3) في الحج إظهار ارتباط جميع الأنبياء (عليهم جميعًا السلام):
= فهذا البيت هو الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)، لينشروا دين الملك العلام، وليمهدوا لبعثة محمد عليه الصلاة والسلام … {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (البقرة/127).
= وهما يرفعان القواعد من البيت بأن يبنيانه ويظهرانه ويطهرانه ، كانت يلهج ألسنتهما يدعوان لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ولأمته {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } (البقرة/129).
= فيتذكر الحاج أن هذا البيت الذي بناه الملائكة لأدم (عليه السلام) وظل لأبنائه من بعده، ثم رفع قواعده إبراهيم (عليه السلام) ومعه نبي الله إسماعيل (عليه السلام) وحج إليه كل الأنبياء والمرسلين والصالحين من الصحابة والتابعين وتابعيهم عبر العصور وكر الدهور.
هنا يحس المسلم الحاج، بلذة الابتهاج، حيث خياله هاج، فهو الثاج والعاج، من غير رفث ولا لجاج. فعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) سُئِلَ أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ. قَالَ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ" (صحيح) (الترمذي/ 827) (ابن ماجة/2924)

(4) في الحج إعلان بهدم الجاهلية وإلغاء حميتها:
قال تعالى : {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (التوبة/3)
= وهذا إعلام من الله ورسوله وإنذار إلى الناس يوم النحر(يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ) أن الله بريء من المشركين, ورسوله بريء منهم كذلك. فإن رجعتم -أيها المشركون- إلى الحق وتركتم شرككم فهو خير لكم, وإن أعرضتم عن قَبول الحق وأبيتم الدخول في دين الله فاعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من عذاب الله. ثم أَنذر وحَذر -أيها الرسول- هؤلاء المعرضين عن الإسلام عذاب الله الموجع.
= هذا الإعلان أَرسلَ به رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم)، علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في إثر أبي بكرالصديق (رضي الله عنه) في العام التاسع من الهجرة، عندما حج أبي بكر بالناس – هذا الإعلان – هو إعلان البراءة من المشركين، براءة الله ورسوله والمؤمنين من المشركين.
= فإن تاب المشركون من شركهم وأسلموا فهو خير لهم وإن لم يتوبوا وظلوا على كفرهم فلسوف يقع عليهم العقاب في الدنيا والعذاب في الآخرة.
= وأكد ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه في العام الذي بعده في حجة الوداع حيث خطب الناس فقال: {… أَلَا وَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ …} (صحيح) (سنن البيهقي/18751) (ابن ماجة/3074).
= فلم يكن المشركون يفيضون من حيث أفاض الناس، وكانوا يسمون أنفسهم الحُمس، فلا يخرجون من الحرم إلى الحل، فلا يخرجون من منى إلى عرفات (لأنها حل)، فأبطل الله تعالى ورسوله ذلك، حيث قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (البقرة/199)
5= في الحج تظهر وحدة الأمة من خلال توحيد مصدر التلقي:
= فلقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: {خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ} ( صحيح ) (أحمد/14793) (أرواء الغليل/1119).
= فلذلك تجد كل المسلمين يطوفون ويسعون وهم يلبسون زيًا واحدًا، وهذا يدل على وحدة الأمة وعدم التفريق بينهم، وتجدهم في وقت واحد على صعيد واحد (صعيد عرفات).
= وكلهم يُصَلُّون خلف إمام واحدٍ صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وكلهم يَنفرون بعد المغرب من عرفات إلى مزدلفة، وكلهم يَنفرون بعد ذلك من مزدلفة إلى منىٍ.
= ولا تجد خلافًا بين العلماء والفقهاء في شيء من ذلك.
= والكل يلهجُ لسانُهُ بذكر واحدٍ حيث يقولون جميعًا : "لبيكَ اللهمَّ لبيكَ .. لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ .. إنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملك .. لا شريكَ لك "

إلهنا ما أعــدلكْ ………..مَليكَ كلَّ منْ مَلَكْ
لبيكَ قـد لبيتُ لكْ ………..لبيك إن الحمد لكْ
والملكُ لا شريك لكْ ………ما خاب عبدٌ سألكْ
أنتَ له حيثُ سلكْ ………..لولاكَ ياربي هَلكْ
لبيكَ إن الحمدَ لكْ ……….والملك لا شريك لكْ
كل نـبي ومَلَـكْ ……….وكل من أهـلَّ لكْ
وكل ّعبدٍ سألكْ ……………سبّح أو لبّى فلكْ
لبيك إن الحمد لكْ …………والملك لا شريك لكْ
والليلُ لمّا أن حَلكْ ………..والسابحات في الفلكْ
لبيك إن الحمد لكْ ……….والملك لا شريك لكْ
يا مخطئًا ما أغفلك ……….. عَجِّل وبادر أجلك
واختم بخيرٍ عملكْ………… لبيك إن الحمد لكْ
والملك لاشريك لكْ……….والحمد والنعمة لك


(6) في الحج لا فرق بين الناس فالكل واحد:
= فلا فرق بين غني وفقير، ولا قريب وبعيد، ومقيم ومسافر، ولا أبيض ولا أسود، الكل بزيٍ واحدٍ والكلُ يشعر بشعور واحدٍ، ويسلكُ مسلك واحدٍ، إلى هدف واحد، وهو إرضاء الكريم الواحد، فلا عنصرية ولا إقليمية ولا عصبية ولا طبقية.
= فالناس كل الناس من آدم، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): { إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بالآباء، مُؤْمِنٌ تَقِىٌّ وَفَاجِرٌ شَقِىٌّ، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو لَيَكُونُنَّ أهون على الله من الْجِعْلاَنِ التى تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتْنَ } (حسن) (أحمد/ 8970) (الترمذي/ 3956)
وقال الله تعالى من قبل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } (الأنبياء/92) .

(7) في الحج تربية على الأمن والأمان والسلامة والإسلام:
= فلا يجوز الصيد البري في الحرم والإحرام، فلا ينفر طير، ولا تكسر شجرة، ولا أقوال قبيحة، ولا أفعال سيئة، ولا تلتقط اللقطة، فيحس الجميع بالأمن والأمان.
قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (المائدة/96) .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ:إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يُنَفَّرُ(1) صَيْدُهَا وَلا يُعْضَدُ(2) شَجَرُهَا، وَلا يُخْتَلَى(3) خَلاهَا(4)، وَلا يَحِلُّ لُقَطَتُهَا(5) إِلا لِمُنْشِدٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِلا الإِذْخِرَ(6) يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لا بُدَّ لِلْقَيْنِ وَالْبُيُوتِ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، فَقَالَ:إِلا الإِذْخِرَ إِنَّهُ حَلالٌ.
(1) يُخْتَلى : يُقْطَع
(2) الخَلا مَقْصُور : النَّبات الرَّطْب الرَّقيق ما دَام رَطْباً
(3) يعضد : يقطع
(4) ينفر : يُهيج ويُروع ويُفزع
(5) اللقطة : الشيء الذي تعثر عليه من غير قصد أو طلب ولا تعرف صاحبه
(6) الإذخِر : حشيشة طيبة الرائِحة تُسَقَّفُ بها البُيُوت فوق الخشبِ ، وتستخدم في تطييب الموتي
(البخاري/1284، 1736) (مسلم/3368) (النسائي/2892).

(8) في الحج انسلاخ من الدنيا وإقبال على الآخرة :
حيث يرتدي المسلم ملابس تشبه ملابس الأموات، فهو مقبل على رب الأرض والسموات – إزار ورداء أبيضين كملابس الخروج من الدنيا – ثم إنه يتجرد من ملابس الدنيا،التي بها يتزين وبها يتجمل، لأنه مقبل على الآخرة العليا، وكذلك يتخلى عن ترجيل شعره، فيقبل على الله أشعث أغبر، لأنه إلى الله أفقر، وعلى طاعته أصبر، ثم يخرج من بيته تاركًا أمواله وأولاده، كأنه مودع للدنيا، مقبل على الله تعالى.

(9) في الحج تأدب بآداب الإسلام السامية:
= قال تعالى : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ } (البقرة/197) .
= وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ».(مسلم/3357، 3358).
= ففي الحج لا أقوال قبيحة ولا أفعال شنيعة، بل تأدب سامي، وتخلق عالى.
= فلا اقتراب من الزوجة الحلال، فغيرها أولى وأولى، ولاجدال ولا نقاش يوغر النفوس، ويولد الأحقاد، بل لين في النقاش، ومطاوعة في الكلام، فالكل متأدب بآداب الإسلام، ملتزم بمعانيه العظام.

(10) في الحج تذكر ليوم القيامة:
= حيث يجتمع العدد الكبير في صعيد واحد يوم عرفات وفي المزدلفة وفي باقي المناسك، فيتذكر الناس الزحام الرهيب يوم القيامة يوم يجمع الله الأولين والآخرين ليوم عظيم.
= وكذلك يتذكر الناس حرارة الموقف يوم القيامة، من شدة حرارة مكة المكرمة، وما يبلغ الناس من التعب والنصب والعرق المتصبب من الأجساد.
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام مرات عديدة، وأعوام مديدة، ويسر اللهم الحج لمن يحج هذا العام، وارزقهم الكمال والتمام، والعودة لبلادهم في أمن وأمان، وسكينة واطمئنان.

وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد الذي علمنا المناسك، وكان هو خير ناسك، صلى الله عليه وعلى من اتبعه وعمل بنهجه ما عبد الله عابد وتنسك لله ناسك.




يعطيك العافية

تقبلي مروري و ردي




التصنيفات
منوعات

القواعد الربانية للمرأة العصرية

أيها المسلمون : ومن القضايا التي أولاها الإسلام عناية كبرى ، ومنحها مزيةً عظمى قضية ، نعم قضية التي لم يستطع أي دين أن ينصفها أو يسعدها غير دين الإسلام ، بل إننى أقول إن الإسلام جعل –بشريعته الخالدة – سرَّ نجاحٍ، وعامل بناء، وعنوان أمة رائدة، وصمام أمان ، فالإسلام لم يقتصر على سعادتها بل جعلها سببَ إسعادِ المجتمعِ كلِّه ،فقد قص الله لنا في كتابه المقدس- المبُرَّإِ من كل عيبٍ ونقص كيف لا يكون كذلك وكلامه أحسن كلام في الوجود وهو صفته التي اتصف بها سبحانه- قص لنا قصص نساء رائدات في عصرهن للعفة والطهر وداعيات للخير والبر ، فمريم عليها السلام قال سبحانه عنها : إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين آل عمران [42] ، وجاء في الحديث الصحيح كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد) قال الحافظ [في الفتح6/543]:"خير نسائها مريم أي نساء أهل الدنيا في زمانها"أ.هـ ، وخذ مثالاً آخر وهي آسية امرأة فرعون المؤمنة الصابرة العاقلة الفطنة التي قدمت الباقي على الفاني فرحمها الله ورضي عنها التي ابتليت بالطاغية فرعون وضربت أروع الأمثلة في الجهاد والصبر على الأذى والثبات على المبدأ قال سبحانه عنها : {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين [التحريم:11]، وجاء في الصحيحين -واللفظ للبخاري- قال صلى الله عليه وسلم : (كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ،وإن فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ، ويسطر لنا الكتاب العزيز عفةَ امرأةٍ ثالثة ما عرف التاريخ أعفَّ ولا أطهرَ منها إنها الصديقة بنت الصديق زوجُ أحبِّ الخلق إلى الله أمُّ المؤمنين الحصان الرزان زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها يقول سبحانه ذاكراً أخصَّ صفاتها وهي الطهر والعفاف فقال سبحانه : إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم إلى أن قال أولئك مبرأون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم [النور:23-26]، قال الحافظ ابن كثير عند هذه الآية : "هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات –خرج مخرج الغالب – المؤمنات ، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ، ولا سيما التي كانت سبب النزول ، وهي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما ، وقد أجمع العلماء-رحمهم الله- قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به الذين ذكروا في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن"أ.هـ .
وأما السنة المطهرة فطافحة بالأمثلة والنماذج من النساء اللاتي قدمن للمجتمع والأمة مشروعات ناجحة وأعمال جليلة ويكفي أن نشير إلى مثالين لم يهملا في سنة المصطفى ولا في تاريخنا الإسلامي فهاهي خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ضربت أروع الأمثلة في التي كانت عوناً لزوجها على أداء رسالته ونجاحه في مهمته وسبباً في ثباته على مبادئه وقالت له قولتها المشهورة لما جاءها خائفاً ترعد فرائصه لما بدأ نزول الوحي عليه فقال لها –كما في البخاري : (لقد خشيت على نفسي ) فقالت : " كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصلُ الرحم ، وتحملُ الكل ، وتكسبُ المعدوم ، وتَقْري الضيفَ، وتعينُ على نوائب الحق " الحديث ، والمثال الثاني : أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين –رضي الله عنها وعن أبيها – التي ضربت المثال في البذل والجهد في نصرة الدين ونصرة رسوله الكريم ،جاء في البخاري عن عائشة رضي الله عنها في حديث الهجرة الطويل : (فجهزناهما –تعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر رضي الله عنه –أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاق وفي رواية ذات النطاقين) وتاريخ المسلمين حافل بذكر النماذج النسائية الناجحة اللاتي كن قدوات لغيرهن في شتى المجالات الحياتية والتي نفخر بها على مر التاريخ.
وكذلك اعتنى الإسلام ب في كل تشريعاته ،وجعل النساء شقائق الرجال في غالب أحكامه ، فانتظم عقد المجتمع المسلم في سامق بنيانه ، وتوطد البيت المسلم في ثابت أركانه ، وافتخر المسلمون بين الأمم بجميل حلله وهباته .

أيها المسلمون :لاينقضي عجب المسلم لما يعيش في مجتمع مسلم يؤمن بالقرآن وأنه كلام الله المنزل على رسوله الكريم ، وبالنبي الكريم وأن سنته تشريع للأمة ومصدر من مصادر التلقي لدى أبناءها رجالاً ونساءً ، ووهو يسمع بين الحين والآخر من يتهم المسلمة بأنها لم تأخذ حقها ، أو أنها مظلومة ، أو أن القيود التي فرضت عليها سبب تخلفها ، ويعنون بذلك ما من الله به عليها من الضوابط الشرعية ، والأحكام السماوية ،وهنا لا بد أن نقول إن قضية هي من القضايا الأصيلة والمعتبرة والتي يجب علينا كمسلمين أن نهتم بها كما اهتم بها سلفنا الصالح ونعطيها حقها الذي أعطاها الله كاملاً ولا نبخسها شيئاً من ذلك ، ونراعي تغير الزمان والمكان الذي كفلته لها الشريعة بما يحفظها من الضرر ويحفظ المجتمع من الزلل ولا يعلم ذلك إلا أهل العلم الراسخون في العلم وليس لكل أحد ،فهم-أي العلماء- ممن ولاهم الله شؤون المسلمين ، ومرجعهم فيما يشكل عليهم من نوازلهم وشؤونهم ، وسوف نتكلم في خطبة مستقلة –إن شاء الله – عن قضية مهمة لطالما سمعناها أو شاهدناها أو قرأناها في وسائل الإعلام المتنوعة من المطالبات التي يمكن أن نسميها مغالطات مكشوفة ، ومزايدات مزيوفة ، وشبهات للغِرِّ مفضوحة ، وقبل أن نتحدث عن هذه المغالطات وتلكم المزايدات يحسن بنا في هذه الخطبة أن نذكر بقواعد مهمة هي من الثوابت التي جاء بها القرآن صريحاً وتواترت في سنة نبينا الكريم ، والتي كفلت للمرأة السعادة في نفسها والإسعاد للمجتمع فلا يحق لعالم ولاغيره ممن ينتسب إلى العلم والدعوة فضلاً عن أن يكون صُحُفياً مشهوراً أو إعلامياً بارزاً أن يشكك فيها بلْه أن يطعن في نصوصها فهؤلاء –أعني بعض الإعلاميين- لا ناقة لهم ولا جمل في العلم وأصوله وقواعده ومقاصده، فهم أبعد ما يكونون عن العلم فكما أن أهل الشريعة لا يتكلمون في الفنون الصحفية وطرقها وأساليبها فعليهم أن يحترموا تخصصاتهم ولا يخوضوا بحر الشريعة وهم لا يجيدون السباحة فيه فيغرَقون ويُغرقون غيرهم ، ومن هذه القواعد الثابتة والمسائل المسلمة التي لا يجوز التشكيك ولا التلبيس فيها:
أولاً : أن الإسلام قد وفَّى وكفَّى بكل ما تحتاجه إما تصريحاً بنص قاطع أو جعل قاعدة عامة تندرج تحتها كلَّ المستجدات المعاصرة فلا تحتاج بعدها إلا من يعلمها كيف تعيش في عصر العولمة والله سبحانه يقول وهو العليم الخبير : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً [المائدة:3]، قال ابن عباس-رضي الله عنه وعن أبيه -: "أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبداً ، وقد رضيه فلا يسخطه أبداً"أ.هـ،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) وقال ذلكم الصحابي الجليل : "توفي رسول الله وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً " بل علمهم كل شيء صلى الله عليه وسلم .
أيها المسلمون : لابد أن نعيش على هذه القناعة ولتكن عقيدة مترسخة نحيا عليها فلا تهزنا إرجافات المرجفين ولا تأويلات المبطلين فالخير كل الخير فيما شرع الله وسنَّهُ للمرأة لا فيما تدعوا إليه الشرائع الأرضية، ومع هذا لا يمنع أن تستفيد من كل مشروع يهدف إلى تعزيز هويتها ويحافظ على كرامتها ويجعلها عنصراً فعالاً في المجتمع في إطار المسموح به في الشرع ولا يكون في ذلك ذريعة ووسيلة إلى شر عظيم يعود على المجتمع بالويل والثبور في العاجل والآجل .

ثانياً: أن الله عزوجل شرع أموراً تخص ، لايجوز لكائنٍ من كان أن يُشكِّكَ فيها ، أويطعنَ في نصوصها، أو يجرحَ مشاعرَ المسلمين بالدعوة إلى ما يناقضها ،وخاصةً في بلدٍ الشريعةُ فيه ظاهرة ودين الله فيه مهيمن كالحجاب وتحريم تبرجها وسفورها ، والله سبحانه يقول عن أطهر نساء الدنيا وهن نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين يقول عنهن : {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن[الأحزاب:53] ، فإذا كان هذا في حق أطهر نساء العالمين فما الظن بمن أتى بعدهن فهذا أصل لا يجوز التخلي عنه ألا وهو الاحتجاب والفصل بين الرجل و حتى لا يقع الفساد ولا الإفساد، ويقول سبحانه بلفظٍ أشدَّ وضوحاً وأكثرَ صراحة : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين [الأحزاب59]، قال ابن عباس –كما جاء عند الطبري- في تفسير هذه الآية :"أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب ، ويبدين عيناً واحدة"أ.هـ ، ولما فرَّطت في حجابها تعرضت للأذية من السفهاء والغوغاء جزاءً لتركها أمر ربها وسبب سعادتها وهو حجابها ، وقل مثل ذلك في خصوصيتها وانفصالها عن الرجال في الأعمال والدراسة ونحو ذلك فهذا أمر مجمع على عدم جواز الدعوة إلى ما يضاده كالدعوة إلى الاختلاط مثلاً فضلاً عن السعي إلى هدمه-أي الفصل بين الجنسين- ونقضه وتزيين التنصل منه وهتكه .

ثالثاً : أن غير الرجل في طبيعتها وسلوكها وخلقتها ولا يستطيع أحد أن يدعي خلاف ذلك من الكفار فضلاً عن المسلمين ، والله سبحانه قد بين ذلك وهو الذي خلق الذكر والأنثى فقال عز من قائل : وليس الذكر كالأنثى ، وعليه فالمسؤوليات التي سوف تطالب بها يجب أن تتوافق مع طبيعتها وخلقتها وهذا قد تكفل به دين الإسلام في شرعه وأحكامه ، فلم يفرض عليها السعي لطلب الرزق ولا الاختلاط بالرجال وتولي المسؤوليات العظام مراعاةً لطبيعتها ففيه إرهاق لها ، فالحكمة وضع الشيء في موضعه و الظلم أن يوضع الشيء في غير موضعه ، فليس من سعادتها الزجُّ بها في المصانع ولا يصلح لها ولا من الفخر لها أن تكون تاجرة تجوب البلاد شرقاً وغرباً وتخالط الرجال الأجانب بدعوى هزيلة واهية أوهى من بيت العنكبوت فأطلقوا عليها (سيدة أعمال) تغريراً وجراً لها إلى ميدان لايوافق طبيعتها ، بل يتكفل بتجارتها ومالها وكيلها الذي توكله من الرجال فهو أقدر على ذلك لأنه أليق بفطرته وفطرتها .

رابعاً: أن الإسلام قد شرع التدابير الواقية لكل ما يكون سبباً في الوقوع في الرذائل ، أو يكون سبباً في ضياع المجتمع أو تفككه وانهياره فحرم الإسلام الزنا والفواحش وكل ما يؤدي إليه من الخلوة ب الأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) أو ظهورها سافرة متبرجة كما قال جل وعلا : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى أو خضوعها بالقول كما قال سبحانه : ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً قال الحافظ ابن كثير : "هذه آداب أدب الله بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الأمة تبع لهن في ذلك …ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم أي :لاتخاطب الأجانب كما تخاطب زوجها" ،فأين هذا الأدب مما يحصل الآن من الكلام اللين والتكسر والتغنج في المقابلات المسموعة والمرئية عبر وسائل الإعلام والأمر لم يقتصر على الخضوع بالقول بل إلى الكلام الذي لايليق أن تقوله إلا مع زوجها في بيتها كعبارات الغزل والغرام التي عمت وطمت ولا حول ولاقوة إلا بالله وسائل الإعلام في بلاد المسلمين،وكذلك أمر سبحانه بغض الأبصار حتى لا تحصل الفتنة بالنساء الأجنبيات فقال سبحانه : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم وقال للنساء : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن قال الحافظ ابن كثير : "أي : ولا يُظْهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، وقال ابن مسعود : كالرداء والثياب، يعني على ماكان يتعاناه نساء العرب من المَقْنَعة التي تُجَلِّلُ ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لايمكن إخفاؤه "أ.هـ وكذلك حرم الإسلام غير ما ذكر من الأسباب المؤدية إلى الرذيلة مما يجد في عصر التقدم والحضارة فيلحق الفرع بأصله ويصبح الحكم واحداً ،ولهذا لما حرم الزنا لم يقل سبحانه ولا تفعلوا الزنا بل قال : ولا تقربوا الزنا فسبحان الحكيم الخبير أي لا تفعلوا كل ما يقربكم ويؤدي بكم إلى الزنا ، والهداية للحق منة وفضل من الله يؤتيه من يشاء سبحانه وتعالى .

خامساً : أن الإسلام كفل لها كاملَ حقوقِها فحرم ظلمَها والبغيَ عليها والتعدي على حقها، وحرم عضلها ومنعها من الزواج وكفل لها حق المطالبة بأن تتزوج بالرجل الكفء الذي يصلح لمثلها إن منعها وظلمها ولي أمرها قال تعالى : فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ، وأمر بإعطائها جميع حقوقها العاطفية من الرحمة والشفقة والحنان والمحبة من زوجها والإحسان إليها وإشباع غريزتها وحرم هجرها من غير ذنب ولا جريرة ، ولهذا أعلن صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع للعالم كله حقوق التي كفلها الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء خيراً ) وقال أيضاً : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وأمر الإسلام بحسن عشرة والرفق بها ، وأوجب النفقة عليها في كل مراحل حياتها صغيرة أو كبيرة متزوجة أو غير متزوجة ولم يأمرها ولم يوجب عليها العمل والكدح لأن ذلك خلاف طبيعتها التي خلقت من أجلها يبينه :

سادساً : أن الإسلام قد وجه إلى ما فيه صلاحها وبين لها الصالح من الطالح والفاضل من المفضول ، فأمرها وحثها على القرار في بيتها فهو أوفق لفطرتها وأسعد لحياتها وأنقى لبشرتها ، فقال عز من قائل حكيم : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ،فهذا هو الأصل وجعل تربية أطفالها والعناية بهم من أسمى وظائفها وأشرف أعمالها فهي التي تنتج الرجال وتصنع الأبطال ، وكل دعوة تناقض هذا الأصل وتحرف عنه يجب علينا كمسلمين أن نقف في وجه هذه الدعوات رحمة وشفقة ب المسلمة من الذين لا يريدون بها خيراً ، وسوف نتحدث في خطب قادمة عن قضايا أخرى تهم المسلمة تأصيلاً وبياناً وتوضيحاً لكل ما يشكل من همومها وآمالها وطموحاتها والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
منقوووووووووووووووووووووووول:3 _3_3v[1]:




خليجية
لا تنسون التقييم بالميزان



تسلمى
جزاك الله خير



الملكة ايمو
نورتينى
خليجية



خليجية