التصنيفات
منوعات

فوائد صحية

فوائد صحيه

1. ابتعد عن السموم البيضاء الثلاثة:
السموم البيضاء هي الملح والسكر والدقيق الأبيض تجنبها قدر الإمكان فهي مضره بالتأكيد قل من الملح قدر الإمكان واستعض عن السكر بالعسل واستخدم الدقيق الأسمر بدل الأبيض.

2. مضغ الخضار جيدا :
إن مضغ الطعام جيدا يزيد من نسبة المواد الكيماوية المكافحة للسرطان التي تطلقها الخضراوات مثل البر وكلي والملفوف والقرنبيط

3. المشي يوميا :
المشي اليومي لمدة نصف ساعة او ساعة يقل من إمكانية الإصابة بمرض السرطان بنسبة % ويساعد على التخلص من 3 كيلو غرامات تقريبا في السنة ويحافظ على قوام الجسم.

4. الإكثار من تناول الوز :
يفضل تناول الوز بين الوجبات اليومية وعند الشعور بالجوع فهي غنية بالعناصر المغذية التي قد يفتقر الها النظام الغذائي اليومي

5. إضافة القرفة على القهوة :
ضع نصف ملعقة صغيرة من القرفة في فنجان القهوة اليومي حيث يسهم في خفض مستويات الكولسترول في الدم ويساعد الجسم على استخدام الانسولين بفاعلية أكثر وبالتالي فهو مفيد جدا لمرضى السكري إذا داوموا عليه.

6. لا داعي للعجلة والسرعة :
لا بد من اخذ الوقت عند القيام بالأعمال اليومية لتفادي التعرض لارتفاع ضغط الدم .

7. أضف نصف ملعقه صغيره من الحبه السوداء الى كوب لبن الزبادي خالي الدسم وتناول ذلك يوميا ان امكن ….

8. 3 حص يومية من الخضار والفواكه :
احرص على تناول الخضار والفواكه بمعدل 3 حص يومية فبالامكان ان تخف من خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة 70 % .

9. الثوم صيدليه عجيبه يقي من كثير من الأمراض:
الثوم من اعجب الأدويه الطبيعيه لكثير من الأمراض ولكن بعد استعماله امضغ شيئ من الخضروات الخضراء مثل البقدونس حتى تزول رائحته ونظف فمك قبل الذهاب للمسجد.

10. المر افضل مضاد حيوي:
المضادات الحيويه الكيماويه مضره جدا إذا اكثرت من استعمالها ولكن المر مفيد كمضاد
حيوي وله فوائد أخرى كثيره وليس له اي مضار فأستخدموه عند الحاجه لمضاد حيوي تجدوه عند العطارين ومحلات التداوي بالأعشاب

11. احرص على متابعة نوع الشامة على الجلد :
تشير الابحاث الى ان القدرة على ملاحظات التغيرات التي تطرأ على الشامات المختلفة على الجلد تزداد بنسبة 13% وان الحرص في ملاحظتها يجنب الاصابة بالسرطان .

12. نظافة الاسنان :
احرص على تفادي ترطيب فرشاة الاسنان بالماء قبل وضع المعجون عليها حيث ان الفرشاة الجافة تزيد من امكانية التخلص من البلاك بنسبة 67 % .

13. النوم بشكل افضل :
تناول التفاح لمكافحة الارق والنوم بشكل عميق فالنوم يساعد على مكافحة الشيخوخة المبكرة والاحتفاظ بشرة شبابية ..
14. استخدم الخل دائما :
الخل وخاصة خل ""التفاح"" من افود المواد للجسم
وفوائده لاتحصى استخدموا ملعقه صغيره مع السلطه يوميا .

15. شرب الشاي الاخضر :
ينصح بتناول كوب من الشاي الاخضر يوميا والذي يمنع التاكسد في خلايا الجسم ، ويخف من امكانية حدوث السرطان ولنتائج افضل اشربوه مركزا بدون سكر

16. تناول السمك مرة في الاسبوع :
على الرغم من ان الاختصاصين يوصون بتناول حصتين من السمك اسبوعيا ، الا ان تناول حصة واحدة يمكن ان تساعد على تحسين توازن المواد الكيميائية الدماغية ، والسمك مفيد لصحة القلب والدماغ

17. حبة تفاح كل يوم تجنبك الطبيب:
نصيحه قديمه ولكنها صحيحه فعلا التفاح مفيد جدا تعودوا على تناول تفاحه يوميا وسوف تلاحظون تحسنا في صحتكم.

. الاكثار من تناول الفاكهه :
تناول الفاكهه الطبيعية بين الوجبات حيث تساعد على الهضم وتخلص الجسم من السموم والشوائب .

19. زيت الزيتون صيدليه متكامله:
زيت الزيتون من اغرب المواد الطبيعيه التي لها فوائد لاتحصى
فحافطوا عليه يوميا شربا ودهانا.

20. تناول قطعتين من الشوكولاته يوميا :
حيث يؤكد الخبراء ان الشوكولاته تبعد عنك فقر الدم وتحسن المزاج ..

21. لا لحمل الاغراض الثقيلة :
ابتعد عن حمل اي حقائب ثقيلة كي لا تؤثر على العمود الفقري او على طريقة الوقوف والسير بشكل سلبي .

22. الانتباه للون السان :
يمكن للون السان ان يكون مؤشرا لمشكلات صحية لذا احرص على لونه واكتسابه لاي لون مختلف ، فالون الابيض يدل على ضعف في جهاز المناعة والون الاصفر يدل على الافراط في الطعام والشراب والاحمر في طرف السان يعتبر مؤشرا على الاجهاد النفسي

23. التنزه خارج المنزل :
التغير والخروج عن الروتين اليومي يساعد في رفع المعنويات والابتعاد عن التوتر والاكتئاب اذ يجب اعداد برنامج للتنزه خارج المنزل وزيارة الاهل والأقرباء والأصدقاء .

24. نظافة الجسم والملابس :
قد لا ترى بالعين المجردة ما يحمله جسمك او تحمله ملابسه من الميكروبات ولكن تغييرها ونظافتها يمنع الاصابة باي جراثيم وميكروبات خفيفة خاصة مع حرارة الطقس والنظافه من الإيمان.




تسلمين يا قمر ع المعلومات الرآآآآآآئعة




اشكرك عزيزتي تقبلي تحياتي



يسلمو على الابداع والتميز نترقب جديدك



اسعدني مرورك مفاز العراقية شكرا لك وان شاء الع نكون عند حسن الظن عندكم تقبلي تحياتي



التصنيفات
منوعات

كنت آركض وآقول يمهـﮧ بشري ! ؟؟~

.

.

.

ككنت آركض وآققول يممهـﮧ بششري !

ششوفيني طططططولت ششوي ؟

تضضمنـﮯ . . وتضحكك علـﮯ

تقققققققققول . . ألععبي دآإمكك صصصصغيرهه
آممتعينآإ يَ آمميرهه

ككنت ألبسس عبآإيهه وتححتهآإ كععوب ككبيرهه !!
ونظظرتي لـ مسستقبلي . .

كككآإنت مممثيرهه !!
ككآن تفكيري بنققآإوه آذرفف دمموع بششقآإوهه
وككآنت ترضيني الححلآوهه

. . يووهه يَ الححلآوه

ككآإن ودي .. ككل يوم بيووم آككبر ككنت آننـآآم ومَ آففكر غغير بككرآ وش بيصير .. !

وصصصآإرت الصصصصغيره " ككبيرهه "

وتبدلت ففيني آششيآإء ككثيرهه . . !!

صصصرت حسسآإسةة بزيآدهه
صصآإرت تنقصصنـﮯ الششجآعةة . .
وصصصآإر الكككون من ححوليـﮯ . .

ظظظلم . .
قههر . .
خخيآإنه . .
رححيل آإحببآب . .
ححححزن . .
وككككآآآبهه . .

وودﮯ ,,, آرجججع صصصصصصصغيرهه
يمممه مَ يصير آرجعع صغيرهه ؟!

تدرين يَ دنيآإ ..

وش آسسوي لو آرججع صصصغيرهه !
… لآ آحححرم ع " لسسسآإني "

ككلمة [ ممتى آككبر ؟! ]

.

.

.




كلمات تتراقص على نغمات رائعه لتشكل سوفونيه جميله

آآلف شكر ,, لا عدمناكـ ,,

تقبلي مروري




انســـآنة غيـــر >> منوره .. تسلمين على المرور العطر..~

=)




روعــــــــــة



روؤوؤوؤؤوووؤؤؤعه…

يســــــــــــــــلمووو…

يعطيك العاااافيه…




التصنيفات
منوعات

شلون نرجعي عروس تعالي اعلمك

غالبا مانطلق كلمه ( عروسه )تعودين عروسا عيني زوجك موضـوع على البنت الجميله الشابه التي تهتم بشكلها وطلتها ,, هل فكرت يوما انك في يوم من الايام كنت عروسا جميله تهتمين بكل تفاصيل انوثتك وتحرصين عليها امام زوجك الا ان مرور السنوات وتعودك على زوجك وتعوده عليه مع انجاب الاطفال والانشغال بالحياه وتفاصيلها جعل منك امرأه مختلفه ؟؟؟

خطر ببالك يوما انك كنت انثاه المدللـه الانيقه الرقيقه الخجوله الجميله الا ان توالي الايام والاعوام جعلك انت وهو كالاصدقاء واختفت تفاصيل العلاقه الحميمه الجميله التي كانت تجمعكما ؟؟؟

هل تتذكرين حينما كنت عروسا حتى لوكان هذا من عام واحد ,كيف كان شكلك يبدو ؟؟ كيف كانت طلتك ؟؟ماذا كنت تلبسين ؟؟ ماذا تستخدمين لجسدك من عطور وكريمات ومستحضرات ؟؟ كيف كنت تتعاملين مع زوجك ؟؟؟

هل تعود ذاكرتك لاول الايام بينك وبين ابو العيال وكيف كنت تخجلين من الاكل امامه او حتى الكلام اما الان صار كل شئ مباح وكل شئ جائز ولا تخجلين من شئ حتى بت مكشوفه لديه وخاليه من الغموض والحياء الذي جذبه لك في يوم من الايام ؟؟؟

لا اعلم ان كنت نسيت اهتمامك بملابسك وشكلك وطلتك واناقتك وشرائك كل جديد وجميل ومغري من ضمن جهاز زواجك كي تخرجي امامه باحسن صوره اما الان وبعد ان عرف كل منكما الثاني جيدا وعلى الرغم من انك لازلت انيقه الا ان هناك تفاصيل دقيقه نسيتها لانها لا تليق الا بالعرائس الجدد والصبابا الصغيرات ؟؟؟

ان كنت تريدين ان تعودي تلك العروس الجميله قلبا وقالبا من الداخل والخارج تابعي موضوعي وستعودين عروسا اكثر من السابق ولن تندمي..

بدايه عزيزتي
القي كل عبارات التذمر والشكوى من شكلك وجسدك خلفك وتذكري ان لايأس مع الحياه ولا مستحيل بالاراده والعزيمه ,, انظري للحياه بنظره ايجابيه متفائله وتخلصي من النظارات السوداء ..
مهما كان عمرك تأكدي ان داخلك تلك الانثى الرقيقه الناعمه اللينه , حاولي ان تبرزيها وتخريجها امام الاعين …

اشتري الجديد والجرئ من الملابس , واكبي الموضه امام عيني زوجك كي ترضيه وتشبعيه ,, ان كانت الزوجه الانيقه الجذابه تعاني من خيانه زوجها فما بالكن بتلك التي تهمل ملابسها واناقتها ؟؟؟

هل تتذكرين ملابسك حينما كنت عروسا ؟؟ اذهبي للسوق واشتري مثلها لانك مهما كبرت بيدك انت فقط ان تجددي شبابك وحياتك الزوجيه
هل تتذكرين الحرير والشيفون والملون والملابس التي كنت تشترينها ؟؟
اشتريها وخصصي لوقت النوم مع زوجك ليلا .. قبل ان تأوي الى فراشك البسي هذه الملابس ,, انهضي في الصباح الباكر وانت ترتدينها لانك عـــروس

انظري للبيجامات الملونه والقصيره مع اقمصه النوم الحريريه والشفافه , ما اكثرها في السوق , فقط اشتري وخصصي للوقت النوم كما كنت تفعلين وانت عروسا
هذا الامر سينعكس عليك وعلى زوجك الذي يرى انثاه الجميله الرقيقه وهي ترقد بجانبه كالاميره بملابسها المغريه المخصصه للنوم ,, حتى لوكان لا يتكلم فهو يلاحظ ويلاحظ اهتمامك بنفسك ولبسك , كما ان هذا الامر له انعكاسا عليك فهو يشعرك بالثقه ….

فانت كنت تعامليه وانت تشعرين انك انت الانثى الرقيقه الجميله الناعمه سوف تنقلين الشعور له وتبثين له رسائل بانك انت جميله وناعمه ورقيقه , اما ان كنت تكلمينه وانت تحملين بداخلك ملايين الرسائل السلبيه نحو نفسك فهي ستنتقل له ولا تلوميه ان اساء معاملتك او احتقر او جرحك فانت التي ارسلت له هذه الرسائل ..
الا ترين ان بعضهن تفتقر للجمال او الرشاقه الا ان اهتمامها بنفسها وثقتها العاليه بالنفس تجعل الرجل يراها ملكه جمال الكون بل انه يلبي لها جميع طلباتها وكأنها اوامر …
هناك مثال على مسلسل على الرغم من ان بطلته ممتلئه وقبيحه ودلعها زائد عن الحد ولا يعجبني الا ان ثقتها بنفسها عاليه على الرغم من بشاعه جسدها وثقاله دمها ,, وهذه الثقه تنعكس على حركاتها فتعكس له انها البنوته الجميله الرقيقه الناعمه , وهذا اهم الاسباب الذي يجعل كل رجل يطالع الحلقه يفتح فاهه حينما تظهر ويراها من راسها الى اخمص قديمها على الرغم من انها ليست انيقه الا انها تلبس ما يبرز مفاتنها…

هي ليست قدوه ولكن ان كانت واحده عاديه استطاعت ان تجذب اعين الرجال وحديثهم في الانترنت , فما بالك انت ؟؟ بالتأكيد تستطيعين ان تأسرين قلب رجل واحد فقط وبالحلال ….
اهتمي بملابسك اليوميه بالبيت , حاولي ان تكوني وكأنك على استعداد للخروج وانما انت في البيت , هذه النقطه تنعكس على ثقتك كما قلنا سابقا وعلى زوجك الذي يرى انثاه بالحلال تواكب الموضى وتنافس البنات المنتشرات بالمجمعات والاسواق , كوني مثلهن انما في بيتك ,, ربما في بدايه الايام سيعيقك الجينز الضيق عن الحركه الا ان المسأله مسأله تعود ,, بعد ذلك ستتعودين عليه وسيصبح رفيقك بل انك ستختارين منه كل الالوان والاشكال ….
اقتني جينزات بكافه الالوان والاشكال منها الطويل والسكيني والواسع والبرمودا والشورت القصير والبسي فوقها ما تشائين فهي عمليه وتناسب كل شئ

اضيفي لحصيله ملابسك تلك البرمودات الملونه الانثويه المريحه واجعليها من ضمن لبسك اليومي

اقتني مجموعه من التوبات المواكبه للموضه ونسقيها مع الجينزات والبرمودات , وبذلك ستكونين الاجمل والاكثر اناقه

البسي ماتشائين وماترينه مناسبا لك فهذا هو زوجك حلالك امتعيه نظره واشبعي عينيه
انا وضعت لك خيارات محدوده ولكن بيدك خيارات كثيره , بامكانك ان تشتري تنانير قصيره وتلبسيها وان كان لديك اطفال تستطيعين لبس الستيرش تحت التنوره فهو جميل ويواكب الموضه …او ارتدي توب طويل بدون جينز ..

باختصار وما اريد ان اقوله :

غيري ملابس البيت التي تلبسينها من جلابيات واقمصه نوم طويله الى ملابس كلها حيويه وانوثه وكانك ستخرجين الى مكان ما ,, كوني له مذيعه وانت في بيتك , كوني سكرتيره وانت في غرفتك , كوني بنوته وانت في مكانك , كوني كل النساء وانت تجلسين في البيت ولا احد يراك سوى عيناه ولا يلمسك سوى يداه
شكلك الجميل وطلتك المواكبه للموضه ستثبت في عقله الباطن ولن ينساها حتى لوكان من النوع الصامت فهو يعلم ان زوجته انيقه وجميله وتواكب الموضه ,, وحتى لو نظر لفتيات المجمعات الرخيصات فانت اشبعت عينيه وارتيدت مثلهن وان كان يبصبص فهذه فطره خلقت معه لانك اشبعتيه ….
لاتجعلي الوزن هو العائق ,, البسي ما تشائين بثقه ,, وانزلي وزنك , بالاخص ان كان يريد ذلك لانه اليوم يعبر لك بطرق غير مباشره عن زياده وزنك اما غدا ……. فسيقولها بطريقة سيئة ………ولا يوجد عائق لإنزال وزنك انما تحتاجين للاراده ,, وهذه الاراده تأكدي لو حصلت عليها ستفعلين كل ماتريدين والاهم امتلاك مفاتيح قلبه وعينيه

شعرك :

لاشك ان مرور السنوات وتعودكما على بعض جعلك تهملين شعرك ,, حينما كنت بنت كنت تهتمين بشعرك , تضعين عليه زيوت واقنعه , تستشوريه بانتظام , تزينيه بالكلبسات والاكسسوارات الجميله ,, اما الان مشاغل الابناء والعمل جعلتك لاتجدين الوقت لكل هذا ,, لم يا حبيبتي ؟؟؟؟؟؟؟
شعرك لن يأخذ منك الا دقائق معدوده ,, فهل انت سعيده بمنظر شعرك وانت تجمعيه على شكل كعكه ؟؟ هل يعجبك بمنظره المتقصف ؟؟
كوني امرأه متجدده فشعرك هو تاج جمالك ,, خصصي يوما على الاقل في الاسبوع للاهتمام بشعرك ,, ضعي علبه جميله وكبيره اخلطي فيها زيت الخروع وزيت الجرجير وزيت الثوم وزيت اللوز وزيت الزيتون , او اي زيت تستخدميه لشعرك وضعي الخلطه لمده ساعتين ثم اغسليه ,, سترين النتائج على المدى البعيد

شعرك جزء من جسدك اهتمي به كما تهتمين بسائر المناطق ….
بعد ان تغسلي شعرك لابد من ترطيبه بسيروم او كريم , وما اكثر الكريمات في اختاري ما يناسب شعرك وما لايناسبه

ا

ضعي مجفف الشعر في مكان ترينه واستخدميه كلما اتاحت الفرصه , انظري الى البنات المراهقات والشابات في الشارع كل واحده تفرد شعرها وكأنها ولدت وهي ذات شعر حريري … لم تهتم هي بنفسها وانت لا ؟؟ لم تفرد شعرها وتزينه وهي غير متزوجه وانت المطالبه بارضاء زوجك بالحلال تهمليه وتتركيه ؟؟؟؟
هناك خدمات كثيره تقدم منها الكيراتين الذي يعتبر علاج للشعر وينفع حتى للشعر الناعم المتموج , واليوكو والربوند ,,, الخ اختاري منها ما يناسب نوعيه شعرك بعد السؤال والتدقيق واحصلي على شعر جميل على طول ..
حينما تخرجين للسوق اشتري بعض الاكسسوارات ذات الالوان المختلفه والاطواق وزيني بها شعرك …

حافظي على رائحه شعرك واستخدمي شامبو ذو رائحه جميله ومميزه انصحك بشامبو بودي شوب رائحته جميله ويجعل الشعر ناعما ولامعا ,, عطكري شعرك بالمخمريه او البخور , اجعلي شعرك حينما يشم شعرك يستنشق عبيره وعطره الفواح ويتوق شوقا كي تستلقي بجانبه ليشم

جسدك :

هذا الجسد ليس ملكك لوحدك بل يشاركه بك انسان اخر ,, هذا الانسان يجب ان يرى جسدك في اجمل شكل وانعم ملمس ,, اهتمي بجسدك حتى لوكانت لديك بعض المناطق الغامقه بامكانك ان تفتحيها مع مرور الوقت ..
خصصي يوم في الاسبوع وقشري جسدك باي مقشر تشتريه كي تزيلي الخلايا والطبقات الميته

,, ان كنت لا تستطيعين عمل الحمام المغربي كل اسبوع ,على الاقل قومي به مره كل شهر ,, وستحصلين على نعومه رائعه , ان كنت لاتعرفين طريقته ابحثي في قوقل وستجدينها ..
حينما كنت عروس بالطبع كنت تخجلين من منظر الشعر في جسدك والان مالذي تغير ؟؟ لماذا يرى زوجك يديك وقدميك وربما منطقك الحساسه وهي مليئه بالشعر ؟؟؟
استخدمي شرائح فيت الشمعيه لها مفعول كالحلاوه تستطيع ازاله الشعر الصغير ليديك وقدميك ,, او استخدمي اله نزع الشعر لانها تنزع الشعر من جذوره..
تعودين عروسا عيني زوجك موضـوع

احرصي على ازاله الشعر اولا باول ,, حتى تصبحي ملساء وناعمه وكلما لمسك زوجك تكوني كالزبده الناعمه ,, اما ان كانت رجلك كالاشواك ويديك مشعره فهو لن يشعر انه بجانب انثى ناعمه وجميله ….
حافظي على نظافه وجهك وازيلي الشنب اولا باول على الاقل مره كل اسبوعين , لان منظر تلك الشعيرات الصغيره فوق شفتك منفر جدا ,, ان كنت تملكين شعر على جوانب وجهك لا تترددي بازالته لانك ستحصلين على وجه صافي وناعم كالقمر ..

المنطقه الحساسه افضل الطرق لازاله الشعر منها هو ازاله المنطقه العلويه بالحلاوه وازاله المنطقه السفليه ( بجانب الشفرتين ) بالموس ,, هذه افضل الطرق واريحها وهي كما نصحنا المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ,, فالمنطقه العلويه سوف تصبح صافيه ولا داعي لازالتها الا كل اسبوع او 10 ايام , اما المنطقه السفليه فكل 3 ايام , هذا ان اردت منطقه حساسه ناعمه على طول…لان زوجك حتى لو كانت لايتكلم فهو يشمئز من الشعيرات الصغيرات في تلك المنطقه لانها منطقه استمتاعه ويريد ان يراها صافيه وناعمه ,, ان كانت الساقطه تسمح لنفسها بان تزيلها بالليزر وترى الاخريات عورتها وتغضب الله كوني انت افضل منها بمرضاه الله وازيلي منطقتك اولا باول مع انني انصح بالليزر لليدين والساقين فهما افضل حل ويجعل بشرتك كالاطفال بلا شعر ,, اما المنطقه الحساسه فازيليها كما ذكرت لك سابقا …

استخدمي خلطات لمنطقتك الحساسه ان كنت تعانين من لونها ,,,, لان التقشير الاسبوعي لهذه المنطقه + الاهتمام بالخلطات + تنشيفها من الماء اولا باول + تهويتها بنزع الملابس الداخليه لبعض الاحيان + الحفاظ عليها من الجفاف باستخدام زيت اللوز اواي زيت اخر = منطقه حساسه صافيه وموحده مع لون الجسم ..
ت

استخدام الخلطات الطبيعيه افضل واضمن , بامكانك وضع علبه بها الخلطه في الحمام واستخدميها بعد كل حمام وهي عباره عن ليمونه مع زيت جلسرين وان شاء الله ستحصلين على منطقه صافيه ..
كي تحافظي على رائحه جميله وعطره في منطقك الحساسه هناك خلطه عباره عن قليل من مسك عبدالصمد القرشي المبشور + قليل من البودر (جونسون للاطفال )+ قليل من ماء الورد اخلطيها مع بعضها حتى تصبح متجانسه كالعجين وضعيها 10 دقائق على المنطقه الحساسه ثم ازيليها بالماء الفاتر ولا تنسي تنشيف المنطقه ,, وسترين الرائحه الجميله ….
لا تنسي وضع القليل من المسك بعد كل استحمام لانه يعطيك رائحه جميله وعطره ويمنع تلك الرائحه المزعجه من الظهور من المنطقه الحساسه …
لاتنسي ان تدهني جسمك باي كريم بعد كل استحمام للحفاظ على طراوته وليونته ,,
ونصيحه مني ضعي لك علبه كريم في المطبخ كي تضعي القليل منها بعد ان تغسلي الصحون , او ضعيها في الصاله او بجانب الكمبيوتر كي تضعي منها بين فتره واخرى ,, وهكذا ستملكين يدا حريريه ناعمه لانها ترطبينها اولا باول ,, كل واحده تصافحني تسالني عن سر نعومه يدي وهذا هو السر وهو انني اضع علبه كريم في المطبخ كي استخدمها بعد الغسيل واخرى على طاوله الكمبيوتر , وواحده بجانب الكوميدينه في غرفه النوم …

اشتري لجسدك اجمل الكريمات واعطرها , رطبيه بعد كل استحمام بروائح جميله , وتسجدين هذه الكريمات العطره في بودي شوب , كذلك غسول جسدك احرصي ان يكون ذو رائحه عطره ومميزه ,, اما ان تشتري كريمات وغسول مع عطرك المفضل او من بودي شوب او اي مكان تشائين .
اجعلي رائحتك تفوح من بعيد , اجعلي شذاك يتغلغل لنفس زوجك , كوني ذات رائحه خياليه , باختصار ,, كوني عطره ,, حينما تجلسين بجانب زوجك رائحتك تفوح بالعبير ,, حينما تمرين بجانبه عبق رائحتك يملأ ارجاء المكان ,, الا ترين ان السافرات والمتبرجات حينما تمر عليك احداهن تصبغك برائحتها ؟؟ تظنين ان زوجك لا يشمهن ولا يراهن ؟؟ ان مخطأه.. حتى انفه اشبعيه كي تعلقيه فيك ويعشقك .. تبخري تاره ,, وتعطري بالعطور العربيه تاره اخرى , بالفرنسيه تاره ..
انصحك بعطر لونكوم الجديد رائع جدا بالاخص

يديك :

هذه اليد التي تملكينها ينظر لها زوجك ,, ان كانت غامقه من الشمس واظافرك غير متربه بعنايه وليست لامعه فما اثر ذلك على زوجك ؟؟ ربما لا يلاحظ انما على المدى البعيد سوف تنرسم صوره يدك في دماغه تلك اليد المهمله وحينما يرى يد تلك الموظفه التي تعمل في شركه الاتصالات وهي تضغط على ازرار الكمبيوتر وكيف تعتني بها وتطلي اظافرها سيتذكر يدك القبيحه ؟؟ او حينما يكلم زميلته الموظفه التي تبحث بين الملفات لتخرج له الاوراق التي يريدها سيرى اظافرها اللامعه ويدها التي تبرق من شده الاهتمام والعنايه وحينها سيلاحظ الفرق بين يدك ويدها …
لذلك افعلي كما قلت لك ,,, ضعي الكريم في كل مكان تقع عينك عليه كي تشجعي نفسك على ترطيب يدها اولا باول , انصحك بكريم دوف او فازلين فهو يجعل اليد ناعمه جدا …

اظافرك حافظي على شكلها , ابرديها اولا باول , بالطبع نحن نصلي ولسنا مثل اللواتي يطلين اظافرهن كل دقيقه لانهن لا يصلين ولا يعرفن اتجاه القبله لذلك استخدمي المبرد الذي يعطي للاظافر لمعه مثل مبرد بودي شوب ,, فهو يجعل اظافرك وكانها مطليه بطلاء شفاف ,

في حمامك كل يوم خذي نصف ليمونه وافركي اظافرك بها حتى تشعرين انك اكتفيتي ,, ستنظرين كيف ستصبح اظافرك اقوى واجمل والمع …
ان كنت تريدين اظافر بيضاء افركيها بفرشاه اسنان قديمه وقليل من المعجون وسترين نتائج فوريه مذهله ..
باختصار حافظي على جمال يديك وان كنت من اللواتي ينبت لهن شعر فوق كف اليد اجعلي اله نزع الشعر رفيقتك الدائمه فهي تزيل الشعر من جذوره …
لاتنسي ان ترطبي اكواعك مع يديك فهي جزء مهم , وما اقبح منظر الاكواع الجافه الغامقه ,, الحل الامثل لها هو الترطيب ..

قدميك :

بالطبع ذكرنا ان ازاله الشعر من الامور المهمه ,, ولكن هل تهتمين بقاع قدمك ؟ هل هي ناعمه واذا لامست رجل زوجك يشعر انك انثى ام انها خشنه ومتشققه ؟؟
ان كنت لاتستطيعين عمل البودي كيرفي الصالون ممكن ان تعمليه بالبيت الامر سهل وكل ما تحتاجيه هو اناء به ماء ساخن مع مقشر وادوات العنايه بالقدم وانتهي الامر ,,

وجهك :

اعتني ببشره وجهك , كل يوم خصصي 5 دقائق فقط وانت تذاكرين للاولاد او تغسلي الاواني وضعي قناع مكون من الزبادي و حليب البودر على وجهك وسترين النتائج , ستحصلين على وجه مشرق وجميل مهما طالت المده , وان كنت تشعرين بالكسل من خلط الروب والحليب خذي كأس الجبن استخدمي اي نوع لديك وادهني القليل على وجهك ثم قشريه حينما يجف وهذا من اسرار المغربيات في العنايه كما قرات احدى المرات وجربتها بنفسها كانت النتيجه روعه الا ان رائحه الجبن كريهه ,, ستحصلين على وجه جميل وقمري ان استمريت كل يوم باقل جهد واقل ثمن .
بالاضافه الى انك تستطعين ان تشتري مقشر للوجه استخدميه كل اسبوع ولا تستخدميه بكثره ..
ان كنت تعانين من البثور البسيطه اشتري صابون نتروجينا ( السائل )واغسلي وجهك به وستزول باذن الله .

ان كانت الحبوب في الوجه ترهقك خذي زيت مثل عافيه او اي زيت تستخدميه وسخنيه حتى يصبح حارا جدا ثم اتركيه يبرد وحينما يصبح دافئ وفي درجه تحتملها الجسم غمسي قطنه وضعي فوق البثور على وجهك ثم اغسليه وستتخلصين منها ان شاء الله على المدى البعيد . ولكن تحتاجين لصبر ووقت ..
ان كانت بشرتك حساسه وجافه اسمعي نصيحتي واتركي الصابون فورا , اغسلي وجهك بلا صابون ولكن اغسليه جيدا , كنت اعاني من مشاكل الجفاف ببشرتي حتى نصحتني زميلتي بهذه الطريقه والحمدلله حينما داومت عليها تحسنت بشرتي بكثير وتخلصت من الجفاف الذي ارهقني لسنوات …

الرشاقه والقوام …

بعد ان تنجب المراه طفلها الاول يبدأ كرشها بالظهور قليلا مع امتلاء الارداف , وبعد الثاني يزيد الكرش قليلا وتمتلأ الارداف اكثر وهكذا الى الطفل الرابع حتى يصبح كرشها متدليا واردافها كبيره ومؤخرتها كبيره ومترهله …حينها تتأسف على حالها وتغبط اي رشيقه وتظن ان رشاقتها امر مستحيل …
اريد ان اعطيكن مثال وفي نفس الوقت دافع : كانت لدي زميله منذ ايام المدرسه , سمينه وزنها يقارب 90 كيلو جرام ,, صدرها مترهل وكرشها اما مؤخرتها فحجمها رهيب ,, زنديها واردافها ممتلئه وسمينه ,, فجاه افاقت من سباتها وبدأت تهتم بنفسها كنا وقتها في الجامعه وكانت تتلقى السخريه والتعليقات من الفتيان , مره من المرات كانت تمشي في احد الممرات وقال لها شاب : يااااااعيني على البلكونه ( مؤخرتها ) رد عليه صاحبه : لا لا مو بلكووونه هذي رف , بس رف قبيح ,, مسكينه انهارت وبكت امام الجميع ,, بعد هذه الحادثه بدأت تغير نظامها الغذائي كانت بين المحاضرات تأكل شيبس او شوكولاته ,, امتنعت عن الاكل بين المحاضرات واكتفت بوجبه واحده بين المحاضرات عباره عن شاي اخضر وبسكويت ,, كانت تخسر وزنها ولكن لا يظهر عليها بسبب سمنتها ,, جاءت الاجازه الصيفيه وحينما انتهت ولاقيناها كانت انحف بكثير ولكن ممتلئه ربما في السبعينات ,, وهكذا استمرت وهي تنقص وزنا ولكن على المدى الطويل وفي فتره طويله حتى صارت انحف مني في اخر مره رأيتها بعد التخرج , ربما وصل وزنها ل50 كيلو …
سبحان الله بعد ان نحفت انفها صار اجمل ,, ثقتها بنفسها زادت ,, صارت تلبس ما يحلو لها بثقه ويظهر عليها جميلا ,, مشيتها تغيرت وحتى نظراتها ,, اصبحت طويله مع ان طولها لم يتغير ولكن النحافه اعطتها طله طويله , تلك البقع السوداء في وجهها تحت عينيها وحول فمها اختفت تماما…
وهاهي تستعد للزواج رزق الله كل بنت بالزوج الصالح ….
لا تنتظري تعليقا من زوجك على جسدك او من الاخرين , وحتى لو كنت ممتلئه كل ما تحتاجيه هو 10 او 15 كيلو للوصول للوزن المثالي قسميها على 5 شهور اي كل شهر انحفي بمعدل 2 كيلو وكلي ما تشائين وماتريدين …

غيري نظامك الغذائي القائم على المشروبات الغازيه واستبدليها بالعصائر الطبيعيه ,, اتركي الوجبات العصرونيه او الاكلات بين الوجبات وكلي بدلا منها فاكهه او خضار ,, اتركي الاكل المشبع بالدهون والكربوهيدرات والنشويات ,, حاولي قدر الامكان الابتعاد عن الارز فهو دمار الجسم ,, قللي اكلك للخبز الى مره او مرتين باليوم ,, ان مشيت على نظام صحي ومتوازن دون حرمان ستصبحين مليكان …

لا تهملي الرياضه ابدا ,, حتى لوكنت نحيفه الرياضه لها انعكاس على نفسيتك فهي تزيد هرمون السعاده وتجعلك رايقه وسعيده وكزاجك معتدل طوال الوقت ,, اشتري جهاز للمشي وان كنت لا تستطعين حددي دائره وهميه في الغرفه امشي عليها 100 مره وزيدي العدد كل يوم الى ان تصلي الى 300 او 500 ….
ان كنت تكرهين المشي وتريدين حلا ينحفك اكثر من المشي انصحك بصعود ونزول الدرج فهو ينحت الجسم وينحف بسرعه ويحرق سعرات ,, وكذلك انصحك بالرقص الشرقي ولكن لا تستمعي للاغاني , ارقصي 10 دقائق وسترين كيف سيصبح جسمك علاوه على الرشاقه سيصبح مغريا وجذابا …
لاتنسي الشاي الاخضر اجعليه رفيقك الدائم بعد كل وجبه بساعه او ساعتين ,, فهو يحرق سعرات الطعام بشكل خيالي …
الماء اجعليه حبيبك ورفيقك لاتخلو يدك من قاروره الماء ,, اشربي من 6-8 اكواب يوميا وان استطعت اكثر ,, سترين كيف تصبح بشرتك صافيه وخاليه من الحبوب والبثور ومرويه ,,بالاضافه الى قيام جسدك بالوظائف الحيويه بسلامه تامه ,, والاحساس بالشبع بسبب مفعول الماء ..
اشربي كاسي ماء قبل الوجبه كي تشبعي بسرعه ..

المضغ الجيد للطعام من اسرار الشبع السريع ,, امضغي القمه جيدا واعطيها حقها في المضغ وستشبعين قبل اكمال طبقك …
عليك بالزبادي بالاضافه الى تزويده لك بالكالسيوم مفيد جدا بالرشاقه ..
استبدلي كل الاجبان والحليب الذي لديك من كامل الدسم الى قليل الدسم …
اتركي الشوكولاته وان كنت مدمنه مثلي قللي الى قطعه واحده في اليوم , اتركي البسكويت فهو عديم الفائده الغذائيه وان استطعت حتى ابنائك جنبيهم البسكويت لانه لا يحمل اي قيمه غذائيه ..
ساخبرك بمعلومه جميله تفرحك : كلما شعرت بالجوع هذا يعني ان جسدك يحرق سعرات حراريه وهذا يعني انك تنحفين ….
بالنسبه لصدرك البسي الستيان ذو الحشوه فهو يمنحك صدرا جميلا ومغريا وبارزا حتى لوكان مترهلا في الحقيقه …
ان كانت صدرك مترهلا انصحك بالستيانات من هذا الشكل , تجعل الصدر جميل ومرتب ومرفوع للاعلى …

في حمامك اليومي حاولي توجيه الماء البارد على صدرك كي لا يترهل اكثر مع تمرير قطعه ثلج على صدرك كي يشد للاعلى ..
قومي برياضه البطن على الاقل 5 دقائق يوميا ولن تشعري بالتعب فهي قليله , وان كنت لا تريدين امشي ويدك مرفوعه للاعلى تماما حتى تشدي بطنك وتسحبيه واتركي الجلوس الخاطئ الذي يزيد من ترهل البطن ..
هناك سر صغير يتعلق بالكرش : ان اردت التخلص منه البسي المشد في يومك ولكن استحملي الشعور بالضيق والحر وكلها ايام وستتعودين عليه , لان لبسك للمشد يشد بطنك وان كنت لاتحتمليه البسيه وقت المشي
ان كانت اردافك كبيره انصحك بتمرين المقص مجرب وخطير , استلقي على الارض على جانب واحد وارفعي رجلا واحده للاعلى واحسبي الى 50 وهكذا تدرجي الى ان تصلي الى 200 بعد اسبوعين , ستختفي اردافك البشعه وسوف تتذكريني وتدعين لي …
كلامي ليس موجها للسمينات والممتلئات بل النحيفات ايضا ..
ان كانت زوجك يفضلك ممتئله فهناك رجال يعشقون الاجسام الممتلئه حاولي ان يكون جسدك ممتلأ بجمال ,, اي حافظي على شد بطنك واردافك وكوني ممتلئه بدون ترهلات ..
اخيرا انت كنت تريديم مؤخره مغريه وبارزه امام زوجك انصحك ان تغيري طريقه وقوفك , قفي مثل عارضات الازياء وانت تسحبين بطنك للداخل وتبرزين صدرك ومؤخرتك ستجديم كيف اصبح شكل مؤخرتك جميلا ,, بالاضافه الى التمايل اثنءا المشي مثل عارضات الازياء ولكن فقط امام زوجك

اسنانك :

ما اقبح منظر الاسنان الصفراء او الغير مرتبه , تشوه شكلك وابتسامتك .. سارعي لاقرب دكتور اسنان لتقويمها ان كانت غير متساويه او مرتبه والان تم الوصول لتقويم عباره عن طقم شفاف يتم لبسه فوق الاسنان وليس شبك حديدي كالسابق …

ان كنت تملكين القدره الماديه قومي ببرنامج لتبييض اسنانك فورا , وان كنت لاتستطيعين ابتعدي عن الشاي واغسلي اسنانك 3 مرات يوميا بالاضافه الى استخدام البيكنج صودا , وهو عباره عن ماده لتنظيف الفواكه او الاواني قويه جدا وبيضاء تشبه الملح ومالحه جدا ,, ممكن ان تستخدميها قبل المناسبات او الاعياد ولا تستخدميها بكثره كي لاتتلف طبقه المينا فوق اسنانك ,, حينما تستخدمينها سيسالك الجميع عن سر بياض اسنانك , فقط خذي القليل وافركي بالفرشاه وتحملي ملوحه الطعم ثم اغسليها , انت نفسك ستدهشين من النتيجه …( تجدينها في السوبرماركت )

بعد ان تكلمت عن الشكل الخارجي و مظهرك الجميل ساتكلم الان عن علاقتك بزوجك …
اعيدي الحب والرومانسيه المفقوده لحياتك ,, ربما ابنائك يعيقك وجودهم عن القيام باي شئ لذلك خذيهم لوالدتك او اختك او اي قريبه امينه عليهم واسعدي زوجك بالطرق الاتيه التي ساذكرها ….
جهزي عشاءا رومانسيا ….

ادعي زوجك وهو بالعمل عن طريق الايميل الخاص به او المسج او الاتصال به الى العشاء معك ليلا ربما يستغرب ولكن حاولي ان تبعدي الاولاد وان تعدي عشاءا لذيذا ومبتكرا وان لم تستطيعي اطلبيه من اي مطعم وضعيه في اواني جميله وزيني طاوله الطعام ولاتنسي وضع الشموع والزهور الحمراء ,, البسي لباسا جميلا اما فستان بسيط او تنوره قصيره وتوب ناعم او قميص نوم مع روب شفاف وضعي قليلا من المكياج الذي يظهرك بشكل جميل وطبيعي وتناولي العشاء مع زوجك بدون ضجه الاولاد وازعاجهم وبالهناء والشفاء , ولانسي الكلمات الجميله التي تتبادلينها مع زوجك واخباره بانك تنتظرين الفرصه للجلوس لوحدكما كي تعبري له عن حبك وفخرك بانك زوجه لرجل مثله ( حتى لوكان العكس ولكن اكسبيه بالكلمه الحلوه والطيبه )…

جددي حياتكما الزوجيه واتركي ابنائك في البيت مع الخادمه او خذيهم لامك واخرجي بمفردك مع زوجك على الاقل مره بالشهر او الشهرين ,, تنزها مع بعضكيما ,, تعشيا , اذهبا الى السينما ,, اذهبي لاي مكان تشائين مع زوجك دون الاولاد وجددي حياتك الزوجيه وكأنك عروس ,, تجنبي الحديث عن مشاكلكما او مشاكل الاولاد اثناء الخروج والتنزه حتى يتشجع ويخرج معك في كل مره ….

في ليله جميله ورائعه حاولي ان تجهزي ادوات المساج لزوجك وهي عباره عن فوط وزيت مساج او زيت بيبي جونسون ……. …….

وبعد ان يرتاح من المساج املأي له البانيو بالماء الدافئ والزهور المجففه والشموع وحمميه كطفل صغير بنفسك ولا تنسي ان تضعي الشامبو والبلسم على شعره وان تقلمي اظافره , باختصار دلليه وحمميه كطفلك الصغير ودلليه ,, حتى لو كنت تتالمين منه ومن تصرفاته اكسبيه بهذه الحركات ولا تقابليه جفائه وبروده بالجفاف والبرود , لا تنسي ان تناوليه الروب او الفوطه فيما بعد وان تجهزي له ملابسه على السرير …

[COLOR="YellowGreen"][COLOR="YellowGreen"][COLOR="DarkRed"][I]
جهزي المكان بالشموع والاضواء الخافته والسبي لبسا ………جميلا………ودلليه واجعليه يعيش في عالم من المتعه معك
حينما يخلد اولادك للنوم جهزي طبق حلو مع الشاي او القهوه وتناوليها مع زوجك وانتما تشاهدان برنامج تلفزيوني واجلسي بجانبه …… ودلليله كطفلك الصغير
تصفحي ايميلك وحاولي ان تدعيه بجانبك كي تريه الايميلات المضحكه او القصصيه واجعليه يتفاعل معك ويضحك ويقهقه وانتما تجلسان معا بجانب شاشه الكمبيوتر …

ان كنت تريدين ان تنجحي في كل النقاط السابقه وتكسبين قلبه تذكري امرا مهما ,, وهو الا تفسدي جمالك ورومانسيتك بالكلام والثرثره لانها تهدم كل ما تفعليه ,, كوني جميله ورومانسيه وشاعريه لكن بصمت , تبادلي معه النظرات الحانيه والابتسامات ودعيه هو الذي يتكلم ويثني ويشكر ,,, لاتخسري كل ما تقومي به بالثرثره والكلام الزائد

|

جربي ان تحضري له ورده حمراء ومعها بطاقه واكتبي بها عن مشاعرك نحوه ,, حاولي ان تضعيها على الكمبيوتر او التسريحه في يوم ذهابك للتجمع في بيت والدك وان استطعت ضعيها له في سيارته , هذه الحركه البسيطه تجدد الكثير وتفعل الكثير

وهو في العمل ارسلي له مسج يدل على حبك وهيامك به ولا تنتظري الرد ,, لانه ربما لا يرد وهذا حال معظم الرجال ,, انصح بهذه النقطه للزوجه التي لا تتصل كثيرا ولاترسل مسجات , انما ان كان متعودا فلن يهتم للمسج كثيرا …

عوديه كل يوم قبل ان ينام ان تدلكي رجليه ,, اجعليها عاده بينكما حتى يفتقدها ان زعلت منه او تخاصمت معه ,, ولاتنسي ان تقبليه قبل النوم …

اذا كنت ربه بيت وكان يخرج للعمل صباحا لاتنسي قبله الصباح عوديه ان يقبلك كل يوم صباحا قبل ان يخرج لعمله حتى لوكنت نائمه فلهذه القبله اثرا كبيرا على علاقتكما ,, حتى لوكنت موظفه ايضا …

اطلبي رضاه قبل ان ينام كل يوم واساليه ان كان راض عنك ,, لهذه الحركه مفعول كبير عليكما ,, لا تناما ابدا وانتما متخاصمين لان النوم في الخصام يزيد الخلاف ويأجج من حدته ,, عودي نفسك كل ليله ان تساليه ان كان راض عنك او لا وان كنت غير راضيه عنه اخبريه بما يجول في صدرك …

حاولي ان تغيري اسمك في جوال زوجك بين فتره واخري ,, مثلا سمي نفسك : دلوعتي ,, حبيبتي , بعد عمري ,, تاج راسي ,,,,,,,,, جنتي,,,,,,,,,قرة عيني ,,,,,,قلبي,,,,,,, الخ … المهم ان تكون كلمات تنم عن الدلع والحب ..

حاولي ان تسجلي صوتك في جواله واضبطي التسجيل على شكل منبه ينبهه كل صباح كي يستقيظ ..

حاولي ان تصوري صوره جميله تظهرين بها جمالك وفتنتك واعطيه اياها وضعيها في محفظته في مكان لا يراها احد به كي تكوني معه دائما …

حينما تجلسان مع بعض عوديه ان تمسكان بيدي بعضكما دائما ,, امسكي يدك يحنان …

ضعي حصاله على التسريحه واتفقي مع زوجك ان تضعان بها المال والعملات المعدنيه كل ماسمحت لكما الفرصه وهذه الحصاله مخصصه للصدقات فقط …

جربي ان تفرشي سجادتي صلاه واحده لك والاخرى له وادعيه لتصليا ركعيتن لتطهرا قلبيكما ونفسيكما وهذه الحركه سيكون لها مردود جميل على حياتكما الروحانيه والعاطفيه …

ليليا قبل ان ينام حاولي ان تضعي يدك على رأسه وتقرأي بعض الايات القراّنيه بصوت مسموع…

اليكن اخواتي بعض هذه الافكار للفراش

الثلج

عند العلاقه الحميمه أو عند تقبيل زوجك .. ضعي بالقرب منك قوالب ثلج ..

ضعيها قليلا في فمك لإكساب فمك وشفتيك البروده ..

وبعد ذلك قبليه .. في أي جزء من الجسد..
..

عندي طريقة سهلة وجديدة
بقلم الكحل السود أكتبي اول حرف من اسم زوجك على منطقة الصدر او البطن كما استخدام الحنة او I love you
حركة حلوة وخاصة اذا كنتي بكامل انوثتك وأناقتك

نكمل حديثنا عن العطوووووووووووووور

وآآآآآه من العطور ..

وهل لحديث العطور نهايه ؟؟؟

سنتحدث عن الروائح المحببه للرجل ..

*
*

نحن نشتري العطور المكلفه بينما الرائحه التي يحبها الرجل ببلاش

رائحتك الأنثويه الطبيعيه ..

بالإضافه لذلك يفضل الرائحه الخفيييييفه التي تعطي شعور منعش

كرائحة المسك

وأفضل رائحة مسك في رأيي

عطر jovan اللي كرتونه برتقالي

التنويـــــــــــع في لمس شريكك يعطي إحساس جديد( المساج)

حاوليي كل مرة التجديد في المساج

ولو لبست تنورة قصيرة مع قميص وابعتي مسج لزوجك وهو بالبيت او اتصلت فيه وقلتي له معك فلانة المسؤولة عن غرفة المساج ارجو الحضور الان الى تلك الغرفة

هههههههههههههههههههههههههههه

طبعا انت بتكوني محضرة الغرفة بالشموع والتعتيم والروائح الزكية والفوط والزيوت واستقبليه عند الباب واجلسيه وعامليه كأنه في مكان المساج ثم ابدئي

مثل/

– التدوير أو الضغط الدائري

تضعي أصابعك الأربع أو تضعي ثلاث أو حتى 2دون الإبهام وتعملي بالضغط كشكل دائره.

العصر أو الفرك .العصر .. كأنك تمسكي جهه بأصابعك الأربع وجهة بإبهامك وتضغطي .والفرك معروف

الحركه الإهتزازيه .بأن تمسكي جزء في الجسم وتحركي يدك بسرعه وانتي ممسكه وكأنها إهتزاز

.- اللمس بالريشه.

اللمس بأطرااااااف الأصابع من جهة الأظافر صعووود للأعلى أو نزول.

اللمس كدبيب النمل .. وهي أن تضعي أصابعك وترفعيها بسرعه ليس جميعها .. بل بالتناوب ..(كأنك تلعبي على بيانو بسرعه)

الضغط بالأصابع .واضحه.

الضربات العاموديه .. ضربات خفيفه تأتي بالتناوب ويدك تكون عاموديه .. مثل طريقة السلام أي مرفوعه والضرب يكون من جهة إصبعك الصغير ((أرجو أن تكون واضحه

الضربات بطريقة الصفع.. لكن بشكل خفيف غير مؤلم..

وهذي أدوات تعطي شعور جميل عند تمريرها على الجسد

*ان شاء الله عجبكم يالله ردودكم ياغولي:sdgsdgh:




[خليجية]
*
يعطيكـ ربي ـآلف عآفيه
وـلآعدمنآ ـآلتميز وروعه ـآـلآختيــآر
كنت هنآ ||~

*
[خليجية]



يعطيكي العافية قلبي



روجينا وفرفوشة تسلمو ياغوالي



موضوع كتير حلو

بس انا لسة عروس




التصنيفات
منوعات

بعض الأفعال التي تؤثر سلباً على بزوغ ونمو المواهب لدى أطفالنا،

عفوا عزيزي الأب .. عفواً عزيزي المعلم …. لاتقتل موهبة ابنك
قد نأتي ببعض الأفعال أونسمح ببعض الأفعال التي تضر بأولادناونحن لاندري ..

فإليك بعض الأفعال التي تؤثر سلباً على بزوغ ونمو المواهب لدى أطفالنا، ومن أهمها:

1) الضرب على الوجه
يقتل 300 – 400 خلية عصبية في الدماغ
بينما المسح على الرأس يحافظ على الخلايا الدماغية

2) الألعاب الإلكترونية
تقتل الذكاء الإجتماعي والذكاء اللغوي
تسبب نزيف الدماغ لشدة التركيز
استهلاك خلايا الدماغ قبل أوانها وعندما يكبر يفتقد بعض المهارات
هناك عدد كبير من الأطفال في غيبوبة من الألعاب الإلكترونية

3) السخرية من الأم وإهانتها أمام إبنها يجعل الطفل يركن للإنطواء والخوف والتوقف عن التفكير السليم.
لأن الطفل يستمد الموهبة من أمه حسب آخر الدراسات

4) السخرية من أفكار الطفل والتعليق غير التربوي على مايقدمه من إنتاج وتقدم
وبذلك تصبح الدافعية لديه متدنية

5) غلق باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات التقاليد الخاطئة وبذلك يتم قتل الذكاء اللغوي والإجتماعي لديه
تهميش الأطفال وأمرهم بالسكوت وتعنيفهم في المناسبات مثلاً

6) الإقلال من شرب الماء وخصوصاً أثناء التعليم
الدماغ يتكون من 85٪ من الماء يجب كل خمس وأربعون دقيقة شرب كوب من الماء ( أوقنينة صغيرة )
إذا لم يشرب يصدر الجسم حركات لاإرادية ( كحة – عطس – يحرك الكرسي- يسحب الطاولة ،، يظهر للمربي أنه يفتعل الإزعاج )

7) عدم تناول وجبة الإفطار
الناس الذين لايتناولون وجبة الإفطار سوف ينخفض معدل سكر الدم لديهم هذا يقود إلى عدم وصول غذاء كاف لخلايا المخ ممايؤدي إلى إنحلالها
الحذر من الوجبات السريعة

8) التعليم بالتلقين وعدم مراعاة ميول وقدرات الطالب.

9) عدم تمكين الأطفال من عيش طفولتهم الطبيعية وإغراقهم في الأنشطة التعليمية.
الكتابة على الجدران سببها عدم التمكين من الكتابة الحرة في السنين الأولى

10) إلزام الطفل تصغير خطه في المرحلة الإبتدائية
الخط الكبير يرمز للثقة بالنفس والأمان
إذا أجبر الطفل على تصغير الخط معناه إضعاف هاتين الصفتين عنده

تفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير




الله يعطيك العافية



التصنيفات
منوعات

كيف تحصلي على أظافر قوية بعد إزالة الاظافر الصناعية؟ موضة

إذا لم تطبق أظافر الأكريليك بشكل صحيح، أو إذا لم تتقن اخصائية تركيب الاظافرعملها، فيمكن أن تترك أظافر الأكريليك أظافرك الحقيقية ضعيفة وهشة. وينصح دائما بالتوجه لاخصائية أظافر لوضع وإزالة أظافر الأكريليك للحصول على أفضل النتائج. أحيانا قد تزيل فنية الاظافر طبقة أكبر من الأظافر قبل تطبيق الأكريليك. مما يسبب ضعف قشرة الظفر بعد الإزالة. هذه النصائح ستساعد في حماية اظافرك واستعادة قوتها.

أنت بحاجة الى:
مكمل غذائي غني بالفيتامينات
قفازات بلاستيكية
طلاء لتقوية الاظافر
مرطب لليد

الارشادات:
حافظي على حمية غذائية جيدة. اشربي الكثير من الماء وتناولي اقراص الفيتامينات المتعددة بانتظام للحصول على المواد المغذية الاساسية. الكالسيوم، وفيتامين ج والحديد اساسية لدعم نمو الاظافر بشكل سليم.
إستعملي قفازات الحماية عند العمل في المنزل. أي عمل يتطلب منك نقع يديك في الماء، القيام بعمل شاق أو استخدام المواد الكيماوية يمكن أن يسبب الضر ليديك واظافرك.
إستعملي المرطب للعناية بأظافرك. وفقا لعيادة مايو الطبية ترطيب الأظافر والبشرة ضروريان في عملية تصليح الأظافر. أي مرطب جيد سيحارب الأظافر الهشة الضعيفة التي سببها الأكريليك.
إستعملي طلاء مقوي للاظفر. الاظافر المقوية تحتوي على مواد بروتينية شفافة تروج للنمو الصحي للاظفر وتحمي السطح من الخدوش




مشكورة يا قمر



التصنيفات
منوعات

التائبون هم من أحب الخلق إلى الله

التائبون .. هم من أحب الخلق إلى الله ..

والله أخبر أنه يحب التوابين ..

لكنه يبغض المعتدين الظالمين ..

وكم من عاصٍ يمسي ويصبح ضاحكاً ..

وربه من فوقه يلعنه .. والملائكة تبغضه ..

والصالحون يدعون عليه .. والنار تشتاق إليه ..

أتم الله له سمعه وبصره .. وسلم له عقله وفكره ..

فبارز ربه بالعصيان .. وصار من أنصار الشيطان ..

يعصي ولا يتوب .. ويتتبع الشهوات والذنوب ..

عجباً .. ينعم الله عليك وتعصيه بنعمه ..

هب أنك كنت مشلولاً مقعداً .. أو مريضاً مجهداً ..

أو مسلوب السمع والبصر .. فكيف يكون حالك ؟!

* * * * * * * * *

دخلت على مريض في المستشفى .. فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل قد بلغ من العمر أربعين سنة .. من أنضر الناس وجهاً .. وأحسنهم قواماً ..

لكن جسده كله مشلولٌ لا يتحرك منه ذرة .. إلا رأسه وبعض رقبته ..

دخلت غرفته .. فإذا جرس الهاتف يرن .. فصاح بي وقال : يا شيخ أدرك الهاتف قبل أن ينقطع الاتصال ..

فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها إلى أذنه ووضعت مخدة تمسكها .. وانتظرت قليلاً حتى أنهى مكالمته .. ثم قال : يا شيخ .. أرجع السماعة مكانها ..

فأرجعتها مكانها .. ثم سألته : منذ متى وأنت على هذا الحال ؟

فقال : منذ عشرين سنة .. وأنا أسير على هذا السرير ..

* * * * * * * * *

وحدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى .. فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته .. ويئن أنيناً يقطع القلوب ..

قال صاحبي : فدخلت عليه .. فإذا هو جسده مشلولٌ كله ..

وهو يحاول الالتفات فلا يستطيع ..

فسألت الممرض عن سبب صياحه .. فقال :

هذا مصاب بشلل تام .. وتلف في الأمعاء .. وبعد كل وجبة غداء أو عشاء .. يصيبه عسر هضم ..

فقلت له : لا تطعموه طعاماً ثقيلاً .. جنبوه أكل اللحم .. والرز ..

فقال الممرض : أتدري ماذا نطعمه .. والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه ..

وكل هذه الآلام .. ليهضم هذا الحليب ..

* * * * * * * * *

وحدثني ثالث أنه مرّ بغرفة مريض مشلول أيضاً .. لا يتحرك منه شيء أبداً ..

قال : فإذا المريض يصيح بالمارين .. فدخلت عليه ..

فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح .. وهذا المريض منذ ساعات .. كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما .. فإذا فرغ منهما أعادهما .. لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة .. ولم يجد أحداً يساعده ..

فلما وقفت أمامه .. قال لي : لو سمحت .. اقلب الصفحة ..

فقلبتها .. فتهلل وجهه .. ثم وجّه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ ..

فانفجرت باكياً بين يديه .. متعجباً من حرصه وغفلتنا .. وشدة مرضه وحسن صحتنا ..

* * * * * * * * *

هذا حال أولئك المرضى ..

فأنت يا سليماً من الأمراض والأسقام .. يا معافىً من الأدواء والأورام ..

يا من تتقلب في النعم .. ولا تخشى النقم ..

ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان .. بأي شيء آذاك .. أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لا تحصى ؟

أما تخاف .. أن توقف بين يدي الله غداً ..

فيقول لك .. يا عبدي ألم أصح لك في بدنك .. وأوسع عليك في رزقك ..

وأسلم لك سمعك وبصرك .. فتقول بلى .. فيسألك الجبار :

فلم عصيتني بنعمي .. وتعرضت لغضبي ونقمي ..

فعندها تنشر في الملأ عيوبك .. وتعرض عليك ذنوبك ..

فتباً للذنوب .. ما أشد شؤمها .. وأعظم خطرها ..

أولها عناء .. وأوسطها بلاء .. وآخرها فناء ..

وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب ..

وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب ..

وهل أهلك عاداً وثمود إلا الذنوب ..

وهل قلب على قوم لوط ديارهم .. وعجل لقوم شعيب عذابهم ..

وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل .. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل ..

إلا المعاصي والذنوب ..

قال الله : { فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..

* * * * * * * * *

ولا تعجب .. إذا عُذبت بذنبك في الدنيا ..

فمرضت في بدنك .. أو ابتليت في ولدك ..

أو خسرت في تجارتك .. أو ضاق عليك رزقك ..

أو كثر عليك البلاء .. ولم يستجب منك الدعاء ..

فتتابعت عليك المصائب .. وأحاطت بك المتاعب ..

قال الله : { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ } ..

فبادر إلى التوبة من ذنوبك ..

واندب زماناً سلفا سودت فيه الصحفا

ولم تزل معتكفـاً على القبيح الشنع

كم ليلة أودعتها مـآثمـاً أبدعتها

لشهوة أطعتها في مرقد ومضجع

وكم خطى حثثتها في خزية أحدثتها

وتوبة نكثتها لملعب ومرتع

وكم تجرأت على رب السماوات العلى

ولـم تراقبه ولا صدقت فيما تدعي

فالبس شعار الندم واسكب شآبيب الدم

قبل زوال القدم وقبل سوء المصرع

واخضع خضوع المعترف ولُذ ملاذ المقترف

واعص هواك وانحرف عنه انحراف المقلع

فيا خسار من بغى ومن تعدى وطغى

وشب نيران الوغى لمطعم أو مطمع ****************************** ************كانت هذه السطور من كتاب*ذكريات تائب*للشيخ : محمد بن عبد الرحمن العريفي




موضوع رائع تشكرين عليه بحق شكر الله لك جهودك المبارك



بارك الله فيكي



يعطيك العافيه



خليجية



التصنيفات
منوعات

رغد>>>انتِ لي

هذي قصة طويله و روعه و خياليه
من تاليف (قمرتنا)

بقولكم ابطال القصة:

وليد : البطل
رغد : البطله بنت عم وليد
دانه و سامر : اخوة وليد
شاكر و ندى : والدا وليد
عمار : عدو وليد
سيف : صديق وليد الحميم
نديم : صديق وليد في السجن
اروى : بنت نديم و خطيبة وليد
الخالة ليندا : ام اروى
العم الياس : خال اروى
حسام : ولد خالة رغد
نهلة : اخت حسام و صديقة رغد الحميمة

الحلقه الاولى:

(مخلوقه اقتحمت حياتى)

توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها … لتعيش يتيمة مدى الحياة .

في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها

من الآن فصاعدا .

أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى

( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .

كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !

أما والدتي فكانت متوترة و قلقة

أنا لم يعن ِ لي الأمر الكثير

أو هكذا كنت أظن !

وصل أبي أخيرا ..

قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !

سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين

" بابا بابا … أخيرا ! "

قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !

تنهدت و قلت في نفسي :

" أوه ! ها قد بدأنا ! "

أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !

في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .

" أين ستنام الطفلة ؟ "

سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .

" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "

دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، إلا أن أبي قال :

" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "

و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :

" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "

ثم التفتت إلي :

" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "

اعترض والدي :

" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "

قالت أمي :

" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "

(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !

أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !

قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .

عندما عدتُ إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدتُ الصغيرة نائمة بسلام !

لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !

أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .
***********************

نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !

إنها رغد المزعجة

خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه

" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أن أنام ! "

تأوهت أمي و قالت بضيق :

" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "

كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .

حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :

" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "

لم تجب !

حاولت أن أحملها و أهزها … فهاجمتني بأظافرها الحادة !

و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !

إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !

في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .

" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "

" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "

قاطعتهما قائلا :

" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "

أزعجت جملتي هذه والدي فقال :

" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "

و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي …

مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما

كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !

مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !

بعد أن نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .

أودعت الطفلة سريرها بهدوء .

تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ

قلت :

" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "

ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :

" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "

كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !

إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع … رائع جدا !

و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .

الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا

إنه بكاء رغد !

حاولت تجاهله لكن دون جدوى !

يا لهذه الـ رغد … ! متى تسكتيها يا أمي !

طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، إلا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ

نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !

ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما !

لم تكن والدتي موجودة معها .

اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .

و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل

لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !

يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف …

كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن …

توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي … و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .

والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .

و والدي لا ينام كفايته بسببها .

لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !

جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !

أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها !

هذه المرة استيقظت على صوت أمي !

" وليد ! ما الذي حدث ؟ "

" آه أمي ! "

ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء !

" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "

ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :

" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "

و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .

" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "

ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !

يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!

بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :

" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "

أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !

فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !

ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) …

ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .

أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !

يا لهؤلاء الأطفال !

كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !

***********

كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة … فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .

هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !

و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !

فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !

و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !

" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "

نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !

" أنا وليد ! "

لازالت تنظر إلى باستغراب !

" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "

لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟

أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :

" أين رغد ؟ "

فإنها تشير إلى نفسها .

" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "

أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :

" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !

أنت ِ رغد ، و أنا وليد !

من أنتِ ؟ "

" رغد "

" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت َ وليد ! "

كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .

و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !

" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد …

قولي : وليد … أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! "

" أنت َ لــــــــــــــــــــي " !!

كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !

( أنت َ لي ! )

للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !

فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من

( وليد ) !

ابتسمت ، و قلت مصححا :

" أنت َ وليـــــــــــــد ! "

" أنت َ لــــــــــــــــــي "

كررت جملتها ببساطة و براءة !

لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ….

و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !

و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !

سألتها مرة أخرى :

" من أنا ؟ "

" أنت َ لـــــــــــــي " !

يا لهذه الصغيرة المضحكة !

حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور …

منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ….

************************

انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .

كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !

كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !

كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !

و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) .

و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر …

في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !

لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .

تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !

انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .

لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .

" أدخل ! "

ألا أن أحدا لم يدخل .

انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر …

و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !

لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم … و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !

أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ….

" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "

انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها

مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .

هذه المرة كانت تبكي من الألم .

" أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "

لابد أنها دانة الشقية !

شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .

كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .

عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .

" دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "

لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :

" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "

" إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "

اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :

" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "

لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء !

أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .

نظرت إليها و مسحت دمعتيها .

ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !

ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة ….
****************************** **

توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال …

إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح …

أصبحت بهجة تملأ المنزل … و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا …

إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله …

و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر …

و هذا المكان كان غرفة وليد !

ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .

في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا …

كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ

و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع …

أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها

كان بكاؤها غريبا … و حزينا …

" اهدئي يا صغيرتي … هيا عودي للنوم ! "

و بين أناتها و بكاؤها قالت :

" ماما "

نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن …

ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم

" أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "

" ماما "

ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما …

جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .

تأملت وجهها البريء الجميل … و شعرت بالأسى من أجلها .

تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .

صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها …

و قد فعلت الكثير …

و الأيام …. أثبتت ذلك …
********************

ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .

أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !

كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !

" وليد ، تعال إلى هنا "

نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .

" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "

و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :

" خذ رغد لبعض الوقت ! "

" ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "

لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :

" أريد أن أسبح ! "

" هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "

أذعنت للأمر كارها … و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :

" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "

ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !

جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !

اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة

رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !

أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها …

" أوه كلا ! "

أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .

غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا

" وليد كيف تركتها تغرق ؟ "

" أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "

" ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "

غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال !

" أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "

و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .

في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي

رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .

" أرأيت ؟ "

استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي …

كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .

عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !

يا لخبث هؤلاء الأطفال !

نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :

" إنها تحبك أنت َ يا وليد ! "

قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .

" وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس "

تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !

ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !

" ماذا أمي ؟؟؟ "

" هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "

كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل …

و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !

أما جديدة لرغد !

نعم … لقد كنت أما لهذه المخلوقة …

فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !

و في الواقع …

كنت أستمتع بهذا الدور الجديد …

و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع … و أشعر بسعادة لا توصف !

هكذا ، مرت الأيام …

و كبرنا … شيئا فشيئا …

و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك … أو يدرك أحد … أصبحت تعني لي …

أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! ….

يتــــــبـــــــع………




الحلقه الثانيه

(مهوسة بك)

في كل ليلة أقرأ قصة قصيرة لصغيرتي رغد قبل النوم . و هذه هي آخر ليلة تباتها رغد في غرفتي بعد ثلاث سنوات من قدومها للمنزل .

ثلاث سنوات من الرعاية و الدلال و المحبة أوليتها جميعا لصغيرتي ، كأي أم أو أب !

إنها الآن في السادسة و قد ألحقناها بالمدرسة هذا العام و كانت في غاية السعادة !

في كل يوم عندما تعود تخبرني بعشرات الأشياء التي شاهدتها أو تعلمتها في المدرسة . و في كل يوم بعد تناولها الغذاء أتولى أنا تعليمها دروسها البسيطة

و قد كانت تلميذة نجيبة !

بعد الانتهاء من الدروس تأخذ صغيرتي دفتر التلوين الخاص بها و علبة الألوان ، و تجلس على سريرها و تبدأ بالتلوين بهدوء

تقريبا بهدوء !

" وليد لوّن معي ! "

لقد كنت شارذا و أنا أتأملها و أتخيل أنني و منذ الغد لن أجد سريرها في تلك الزاوية و أستمع إلى ( هذيانها ) و تحدثها إلى نفسها قبل النوم !

" و ليــــــــــــــــد لوّن معي ! "

هذه المرة انتبهت إلى صوتها الحاد ، نظرت إليها و ابتسمت ! لقد كنت ُ كثيرا ما ألوّن معها في هذا الدفتر أو غيره ! و هي تحلق سعادة حينما تراقبني و أنا ألون !

أطفال … فقط أطفال !

" حسنا "

قلت ذلك و هممت بالنهوض من على سريري و التوجه إليها ، و لكنها و بسرعة قفزت هي و دفترها و علبة ألوانها و هبطت فوق سريري في ثانيتين !

بدأت كالعادة تختار لي الصفحة التي تريد مني تلوينها و قد كانت رسمة لفتاة صغيرة تحمل حقيبة المدرسة !

" صغيرتي … لم لا تلونين هذه ؟ فهي تشبهك ! "

قلت لها ذلك ، فابتسمت و أخذت تقلب دفترها بحثا عن شيء ما ، ثم قالت :

" لا يوجد ولد يشبهك ! سأرسمك ! "

و أمسكت بالقلم و أخذت ( ترسمني ) في إحدى الصفحات … و كم كانت الرسمة مضحكة ، و لاحظت أنها رسمت خطا طويلا أسفل الأنف !

" ما هذا ؟؟ "

" شارب ! "

" ماذا !؟ و لكن أنا لا شارب لدي ! "

" عندما تكبر مثل أبي سيكون لديك شارب طويل هكذا لأنك طويل ! "

ضحكت ُ كثيرا كما ضحكت هي الأخرى !

إن طولي قد أزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، و يبدو أنني سأصبح أطول من والدي !

قمنا بعد ذلك بتلوين الصورتين ( رغد الصغيرة ، و وليد ذي الشارب الطويل ) !

من كان منا يتوقع … أن هاتين الصورتين ستعيشان معنا … كل ذلك العمر …؟؟؟

عندما حل الظلام ، قمت بنقل سرير رغد و أشيائها الأخرى إلى غرفتها الجديدة . و كانت صغيرة و مجاورة لغرفتي .

الصغيرة كانت مسرورة للغاية ، فقد أصبح لها غرفتها الخاصة مثل دانة و لم يعد بمقدور دانة أن ( تعيّرها ) كما كانت تفعل دائما .

العلاقة بين هاتين الفتاتين كانت سيئة !

بالنسبة لي ، كنت ُ حزينا بهذا الحدث … فأنا أرغب في أن تبقى الصغيرة معي و تحت رعايتي أكثر من ذلك … إنها تعني لي الكثير …

انتهينا أنا و أمي من ترتيب الأشياء في الغرفة ، و رغد تساعدنا . قالت أمي بعد ذلك :

" و الآن يا رغد … هاقد أصبح لديك غرفة خاصة ! اعتني بها جيدا ! "

" حسنا ماما "

و جاء صوت دانة من مكان ما قائلة :

" لكن غرفتي هي الأجمل . هذه صغيرة و وحيدة مثلك "

جميعنا استدرنا نحو دانة ، و بعين الغضب . فهي لا تترك فرصة لمضايقة رغد إلا و استغلتها .

" لكنني لست ُ وحيدة ، و لن أشعر بالخوف لأن وليد قريب مني "

" لكن وليد ليس أمك و لا أباك و لا أخاك ! إذن أنت وحيدة "

هذه المرة والدتي زجرت دانة بعنف و أمرتها بالانصراف . لقد كانت لدي رغبة في صفع هذه الفتاة الخبيثة لكنني لم أشأ أن أزيد الأمر تعقيدا .

إنني أدرك أن الأمور تزداد سوءا بين دانة و رغد ، و لا أدري إن كان الوضع سيتغير حالما تكبران …

اعتقدت أن الأمر قد انتهى في وقته ، إلا أنه لم ينته …

بينما كنت غاطا في نومي ، سمعت صوتا أيقظني من النوم بفزع …

عندما فتحت عيني رأيت خيال شخص ما يقف إلى جانبي … كان الظلام شديدا و كنت ُ بين النوم و الصحوة … استيقظت فجأة و استطاعت طبلة أذني التقاط الصوت و تمييزه …

كانت رغد !

نهضت ، و أنرت ُ المصباح المجاور ، و من خلال إنارته الخفيفة لمحت ُ ومض دموع تسيل على خد الصغيرة …

مددت ُ يدي و تحسست وجهها الصغير فبللتني الدموع …

" رغد ! ما بك عزيزتي ؟ "

قفزت رغد إلى حضني و أطلقت صرخات بكاء قوية و حزينة … إنني لم أر َ دموع غاليتي هذه منذ أمد بعيد … فكيف لي برؤيتها بهذه الحال ؟؟

" رغد … أخبريني ماذا حدث ؟ هل رأيت حلما مزعجا ؟؟ "

اندفعت و هي تقول كلماتها هذه بشكل مبعثر و مضطرب … و بمرارة و حزن عميقين :

" لماذا ليس لدي أم ؟

لماذا مات أبي ؟

هل الله لا يحبني لذلك لم يعطني أما و لا أبا ؟

هل صحيح أن هذا ليس بيتي ؟

أين بيتي إذن فأنا أريد أن يصبح لدي غرفة كبيرة و جميلة مثل غرفة دانة "

طوقت الصغيرة بذراعي و جعلت أمسح رأسها و دموعها و أهدئ من حالتها

لم أكن أتخيل أن مثل هذه التساؤلات تدور في رأس طفلة صغيرة في السادسة من العمر …

بل إنها لم تذكر لي شيئا كهذا من قبل رغم ثرثرتها التي لا تكاد تنتهي حين تبدأ …

" صغيرتي رغد ! ما هذا الكلام ! من قال لك ذلك ؟ "

" دانة دائما تقول هذا … هي لا تحبني … لا أحد يحبني "

شعرت بالغيظ من أختي الشقية ، في الغد سوف أوبخها بعنف . قلت محاولا تهدئة الصغيرة المهمومة :

" رغد يا حلوتي … دعك ِ من دانة فهي لا تعرف ما تقول ، سوف أوقفها عند حدها . أبي و أمي هما أبوك و أمك "

قاطعتني :

" غير صحيح ! لا أم و لا أب لدي و لا أحد يحبني "

" ماذا عني أنا وليد ؟ ألا أحبك ؟ اعتبريني أمك و أباك و كل شيء "

توقفت رغد عن البكاء و نظرت إلي قليلا ثم قالت :

" و لكن ليس لديك شارب ! "

ضحكت ! فأفكار هذه الصغيرة غاية في البساطة و العفوية ! أما هي فقد ابتسمت و مسحت دموعها …

قلت :

" حين أكبر قليلا بعد فسيصبح لدي شاربان طويلان كما رسمت ِ ! أ نسيت !؟ "

ابتسمت أكثر و قالت :

" و هل ستشتري لي بيتا كبيرا فيه غرفة كبيرة و جميلة تخصني ؟ "

ضحكت مجددا … و قلت :

" نعم بالتأكيد ! و تصبحين أنت سيدة المنزل ! "

الصغيرة ابتسمت برضا و عانقتني بسرور :

" أنا أحبك كثيرا يا وليد ! و حين أكبر سآخذك معي إلى بيتي الجديد ! "

****************************** ****

اللعب هو هواية الأطفال المفضلة على الإطلاق ، و لأنني ( وليد الكبير ) و لأن دانة هي ( الطرف المعادي ) فإن رغد لم تجد من تلعب معه في بيتنا هذا غير سامر !

كثيرا ما كانا يقضيان الساعات الطوال باللهو معا ، ربما كان هذا متنفسا جيدا للصغيرة .

عندما كانت رغد تسكن غرفتي ، كانت كلما بقيت ُ في الغرفة لسبب أو لآخر،أتت هي الأخرى و عكفت على دفتر تلوينها بسكون …

كنت ُ أستذكر دروسي و ألقي عليها نظرة من حين لآخر … و كان ذلك يسعدني …

بعد أن استقلت في غرفتها ، لم أعد أراها معي …

كانت كثيرا ما تقضي الوقت الآن مع سامر في اللعب !

في أحد الأيام ، عدت ُ من المدرسة ، و حين دخلت ُ البيت وجدت ُ الصغيرة تشاهد التلفاز …

" رغد ! لقد عدت ! "

و فتحت ذراعي ، فهي معتادة أن تأتي لحضني كلما عدت من المدرسة ، كأنها تعبر عن شوقها و افتقادها لي …

ابتسمت الصغيرة ثم قفزت قاصدة الحضور إلي ، و في نفس اللحظة دخل شقيقي سامر إلى نفس الغرفة و هو يقول :

" أصلحته يا رغد ! هيا بنا "

و بشكل فاجأني و لم أتوقعه ، استدارت ْ إلى سامر و ركضت نحوه ، و غادرا الغرفة سويا …

ذراعاي كانتا لا تزالان معلقتين في الهواء … بانتظار الصغيرة …

نظرت من حولي أتأكد من أن أحدا لم ير َ هذا … قد يكون موقفا عاديا لكنني شعرت ُ بغيط و خيبة لحظتها … ما الذي يشغل رغد عني ؟؟

لحقت بالاثنين ، فرأيتهما يركبان دراجة سامر التي يبدو أن خللا كان قد أصابها مؤخرا و أصلحه سامر قبل قليل …

كانت رغد في غاية السرور و هي تجلس على مقعد خلفي ، و سامر ينطلق بدراجته الهوائية مسرعا …

ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري و أخذت أفكر …

مؤخرا ، ظهرت أمور ٌ عدة تشغل الصغيرة … كالمدرسة و الواجبات المدرسية و صديقاتها الجدد … و دفاتر تلوينها الكثيرة … و اللعب مع سامر !

طردت الأفكار التي استتفهتها فورا من رأسي و انصرفت إلى أمور أخرى …

إنها السنة الأخيرة لي في المدرسة الإعدادية و والدتي تعمدت إبعاد رغد عني قدر الإمكان لأتفرغ لدراستي .

رغد … رغد … رغد !

لماذا لا أستطيع طردها الآن من رأسي ؟؟ إنها طفلة مزعجة لا تحب غير اللعب و العناية بها كانت مسؤولة كبيرة و مضجرة ألقيت على عاتقي و ها أنا حر أخيرا !

في الواقع ، ظل التفكير بهذه الصغيرة يشغلني طوال ذلك اليوم … لم أستطع التركيز في الدراسة ، و قبيل غروب الشمس قررت القيام بجولة في الشارع على الأقدام ، علني أطرد رغد من دماغي …

الجو كان لطيفا و نسماته عليلة و قد استمتعت بنزهتي الصغيرة …

التقيت في طريقي بشخص أبغضه كثيرا ! إنه عمّار …

عمار هذا هو الابن الوحيد لأحد الأثرياء ، و هو زميلي في المدرسة ، ولد بغيض مستهتر سيئ الخلق ، معروف و مشهور بين الجميع بانحرافه و فساده … و كان آخر شيء أتمنى أن ألتقي به و أنا في مزاجي العكر هذا اليوم !

" وليد ؟ تتسكع في الشوارع عوضا عن الدراسة !؟ لسوف أفضحك غدا في المدرسة "

قال لي هذا و أطلق ضحكة قوية و بغيضة ، أوليته ظهري و ابتعدت متجاهلا إياه

قال :

" انتظر ! لم لا تأت ِ معي نلهو قليلا ؟ و أعدك بأن تنجح رغم أنف الجميع ! مثلي "

استدرت إلى عمّار و قلت بغضب :

" حلّ عني أيها البغيض ! لا يشرفني التحدث إلى شخص مثلك ! أيها المنحرف الفاسد "

لا أدري ما الذي دفعني لقول ذلك ، فأنا لم أعتد توجيه مثل هذا الكلام لأي كان …

و لكني كنت مستاءا …

عمار شعر بغيظ ، و سدد نحوي لكمة قوية موجعة و تعاركنا !

منذ ذلك اليوم ، و أنا و هو في خصام مستمر ، هو لا يفتأ يستفزني كلما وجد الفرصة السانحة لذلك ، و أنا أتجاهله حينا و أتعارك معه حينا آخر …

و الأمر بيننا انتهى أسوا نهاية … كما سترون …

في طريق عودتي للبيت ، مررت بإحدى المكتبات ، و وجدت نفسي أدخلها و أفتش بين دفاتر تلوين الأطفال ، و أشتري مجموعة جديدة … من أجل رغد

إنني سأعترف ، بأنني فشلت في إزاحتها بعيدا عن تفكيري ذلك اليوم … لقد كانت المرة الأولى التي تترك فيها ذراعي ّ معلقين في الهواء … و تذهب بعيدا

حين وصلت إلى البيت ، كانت رغد في حديقة المنزل ، مع سامر و دانة ، كانوا يراقبون العصفورين الحبيسين في القفص ، و اللذين أحضرهما والدي قبل أيام …

كانت ضحكاتها تملأ الأجواء …

كم هي رائعة هذه الطفلة حين تضحك !

و كم هي مزعجة حين تبكي !

اعتقدت أنني لن أثير انتباهها فيما هي سعيدة مع شقيقي ّ و العصفورين … هممت بالدخول إلى داخل المنزل و سرت نحو الباب … و أنا ممسك بالكيس الصغير الذي يحوي دفاتر التلوين …

" وليــــــــــــــد " !

وصلني صوتها الحاد فاستدرت للخلف ، فإذا بها قادمة تركض نحوي فاتحة ذراعيها و مطلقة ضحكة كبيرة …

فتحت ذراعي و استقبلتها في حضني و حملتها بفرح و درت بها حول نفسي بضع دورات …

" صغيرتي … جلبت ُ لك ِ شيئا تحبينه ! "

نظرت إلى الكيس ثم انتزعته من يدي ، و تفقدت ما بداخله

أطلقت هتاف الفرح و طوّقت عنقي بقوة كادت تخنقني !

بعدها قالت :

" لوّن معي ! "

ابتسمت ُ برضا بل بسعادة و قلت :

" أمرك سيدتي ! "

اعتقد … بل أنا موقن جدا … بأنني أصبحت مهووسا بهذه الطفلة بشكل لم أكن لأتصوره أو أعمل له حسابا …

و سأجن … بالتأكيد … فيما لو حدث لها مكروه ٌ … لا قدّر الله ….

*******************

منقول من الدكتوره (تمرحنا)
يــــــتـــــبـــــــع……..

مينونه تاركان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مينونه تاركان

05-08-05, 10:10 pm #3
مينونه تاركان

:: عضو فضي ::

——————————————————————————–

الحين بدا الجد :'(
__________________

الحلقه الثالثه

(امنية رغد)

أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن

دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !

إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .

إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا

كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .

لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي

الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد

أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !

أما رغد الصغيرة …

فهي بين يدي … و لا أملك السيطرة على أموري معها !

و آه من رغد !

يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !

هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !

" وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! "

قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !

" وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "

إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !

نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !

" رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ "

أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :

" عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "

تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !

إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق !

و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد !

تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !

قلت :

" حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "

بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !

رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !

" إلى أين ؟؟ "

سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :

" سأريها سامر ! "

و انصرفت …

اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت …

أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟

كم أنا سخيف !

انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد …

لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني !

نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !

غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي … أو حتى … لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !

بعد ساعة ، عادت رغد …

كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .

اقتربت مني و قالت :

" وليد … أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "

تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة

هل انتهينا ؟

صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف

يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني !

" وليد … "

رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا !

لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !

قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما :

" ماذا الآن ؟ "

" هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "

يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !

تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد

أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :

" شكرا ! "

ثم ابتعدت …

ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة … و همّت بالكتابة !

أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور … لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !

" وليد … "

مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها …

" نعم ؟"

سألتني :

" كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟

نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !

أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .

تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة …

بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي …

" وليد ! "

" نعم صغيرتي ؟ "

" كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "

كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .

ثوان أخرى ثم عادت تسألني :

" وليد ! "

ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !

" ماذا أميرتي ؟ "

" كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟

كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل …

بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !

كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !

يا لها من طفلة !

رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :

" كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "

فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء …

هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !

حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش …

هل قالت ( أتزوج ) ؟؟

أتزوج !

ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !

سألتها لأتأكد :

" ماذا رغد ؟؟ "

قالت و بمنتهى البساطة :

" أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "

أنا مندهش و متفاجيء …

و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير …

أمسكت بالقلم بتردد و شرود … و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا …

انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية …

انتظرت …

و أنتظرت …

لكنها لم تتكلم

لم تسألني عن أي شيء

رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !

( عندما أكبر سوف أتزوج ((…. )) ؟؟؟ )

الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !

كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها …

كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !

رغد الصغيرة !

ما الذي تفعلينه !؟؟

الآن ، هي قادمة نحوي …

و الصندوق في يدها …

" وليد اكتب أمنيتك ! "

" ماذا صغيرتي ؟؟ "

" أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "

إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه !

نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !

فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !

أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة …؟؟

لن أخبركم !

بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !

" وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "

" أعدك بذلك ! "

ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :

" سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "

بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها

كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول …

لكني نهرت نفسي بعنف … لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا

( عندما أكبر سوف أتزوج ………. ؟؟؟ )

من يا رغد ؟؟

من ؟

من ؟؟

*****************

في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة !

أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة !

قضينا وقتا جيدا …

وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها !

طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !

و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد !

والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء

توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض …

كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض !

أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا … لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع !

" حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! "

أعترض والداي ، ألا أنني قلت :

" سأمسك بها جيدا فلا تقلقا "

اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد

أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا

لكن …

ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟

تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار

ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟

عمّار اللئيم !

" من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! "

تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا !

تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق …

عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه

كان يردد :

" ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن "

أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر !

عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي …

و قال :

( كنت أظنك أصبحت رجلا ! )

و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار

استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب

لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم …

بل و منذ فترة ليست بالقصيرة

أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟

بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء …

كانت رغد

" وليد … "

ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة :

" عودي إلى غرفتك يا رغد فورا "

نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت :

" قلت اذهبي … ألا تسمعين ؟؟ ! "

أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر !

لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد …

و كم ندمت بعدها

ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه !

ثم أبعدته في آخر لحظة !

كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه

إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته

و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة …

لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها !

و الأشياء المهولة … التي تعني أكثر من شيء … و كل شيء …

و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل …

كما سترون …

يتبع….




الحلقه الرابعه

(لاتبتعد ياوليد)

لم استطع النوم تلك الليلة

جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا

أوه يا إلهي … أنا متعب … متعب !

فلتذهب الدراسة للجحيم !

ولتذهب الحرب كذلك للجحيم !

و رغد …

رغد …

فلأذهب أنا إلى رغد !

قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة …

لابد أنها غارقة في النوم الآن … كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم !

سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها !

صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت

اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، إلا أنني لم أره

أضأت ُ المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا …

نهضت مذعورا … و تلفت من حولي … ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء … لم تكن رغد في الغرفة …

خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش … عدا غرفة والديّ

سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك …

توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي

ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟أين يمكن أن تكون ؟

القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي

طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر !

ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع :

" وليد ؟ خير يا بني ؟ "

التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت :

" هل رغد هنا ؟ "

كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به …

قولي نعم أمي … أرجوك !

" نعم ! نامت هنا "

كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها

ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد

والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق …

" وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ "

أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي …

ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة :

" قلقت حين لم أجدها في غرفتها … بل كدت أموت قلقا … "

اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت :

" هوّ ن عليك يا بني …

جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك !

كانت حزينة جدا ! "

ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد

أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد …

ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك …؟؟

" آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير "

رغد !

ما الذي تفعلينه بي !؟

نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها

عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية !

تضايقت كثيرا من هذا … هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟

" رغد ! تعالي إلي … "

لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا

ستنسى بعد قليل … إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة !

بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي !

في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا

أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها

حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع أو ثمان سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر

و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة !

رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد

تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال … لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ !

كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي و عكفت على الدراسة .

اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا .

في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم .

الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة

و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما

اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، إلا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا !

" أين رغد ؟؟ "

وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت :

" أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمعة تركتها تذهب لتبات عندهم ! "

اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا … لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟

لقد فقدت شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير …

مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها

دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة

لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف

عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي !

هل أبدو مرعبا ؟؟

ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما !

ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت :

" مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! "

لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا !

وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها :

" صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت "

" لا أريد "

كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت !

" ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! "

" سأبقى هنا "

" رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة "

لم يبد ُ أنها عازمة على النهوض .

و الآن ؟؟ ماذا أفعل مع هذه الصغيرة ؟؟

كيف يجب أن يكون التصرف السليم ؟؟

تدخلت أم حسام قائلة :

" بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا "

" لا أريد "

ثم بدأت بالبكاء …

ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما !

ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟

أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر

" غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي "

قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة :

" سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! "

يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي …

قالت خالتها مشجعة :

" هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب "

و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة

رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي

إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت …

كأنها تعاتبني على قسوتي معها … و تقول … خذلتني !

مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها

كيف لي أن أعتذر ؟

إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها …

قلت :

" ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ "

قالت :

" أريد لعبة و أريد دفترا "

قلت :

" يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! "

فابتسمت لي أخيرا …

شعرت بشيء ما يحرك بنطالي …

نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول :

" احملني ! "

نظرت إليها بدهشة و استغراب !

" رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية "

ربّاه !!

______________________________ ____

في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة … و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة إلى البوضا !

ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار !

إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا …

و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة …

كم هي رائعة !

و كم أنا متعلق بها !

كم يبدو هذا جنونا !

ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة

كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله !

ليتني أعرف … الاسم الذي تلا هذه الجملة

( عندما أكبر سوف أتزوج …. ؟ )

عندما تكبرين يا رغد …

فقط عندما تكبرين ….

فإنني …

______________________________ _____

في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل

في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم

كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث

الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك

سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها

كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر

ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين !

دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا

كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك الجمر … لا أعرف ما يكون …؟؟

ذهب والدي لإحضار شيء ما …

و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه …

و جحيمه !

إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد …

ثم شردت …

فجأة … ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت …

كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ….

تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء …

ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع …

والدتي تولول ، و دانة تصرخ … و رغد تصرخ … و سامر يتخبط مستنجدا … صارخا … من فرط الألم …

جمرة واحدة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر …

أما سامر …

فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة … مدى الحياة …

لقد كان حادثا سيئا جدا … و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى …

و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد

رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب

أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها

رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات … و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام … و تركض إلي …

و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة في غرفتي … طالبة الأمان و الطمأنينة …

" وليد أنا خائفة … النار مؤلمة … "

" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً … "

" وليد لا أريد أن أبقى وحدي … الجمر يلاحقني … "

" وليد … عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !

و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !

و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة …

لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :

( يا رب اشف سامر ) !

توالت الأيام و الشهور … و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر …

أما أنا …

فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد …

و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري …

و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا

و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا …

و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد ….

__________

في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل

في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم

كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث

الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك

سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها

كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر

ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين !

دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا

كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك الجمر … لا أعرف ما يكون …؟؟

ذهب والدي لإحضار شيء ما …

و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه …

و جحيمه !

إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد …

ثم شردت …

فجأة … ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت …

كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ….

تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء …

ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع …

والدتي تولول ، و دانة تصرخ … و رغد تصرخ … و سامر يتخبط مستنجدا … صارخا … من فرط الألم …

جمرة واحدة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر …

أما سامر …

فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة … مدى الحياة …

لقد كان حادثا سيئا جدا … و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى …

و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد

رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب

أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها

رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات … و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام … و تركض إلي …

و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة في غرفتي … طالبة الأمان و الطمأنينة …

" وليد أنا خائفة … النار مؤلمة … "

" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً … "

" وليد لا أريد أن أبقى وحدي … الجمر يلاحقني … "

" وليد … عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !

و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !

و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة …

لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :

( يا رب اشف سامر ) !

توالت الأيام و الشهور … و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر …

أما أنا …

فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد …

و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري …

و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا

و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا …

و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد ….

يـــــتـــــبــــع……..




الحلقه الخامسه

(احلام الجحيم)

*******

أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !
إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها
كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي
أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف …
مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .
الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث …
إنها أحد أحلام حياتي …
ما أكثر الأحلام !

أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟
أضفت ُ إليه حلما جديدا يقول :

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !

اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !

وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد

و ما أقرب بعد الغد !

إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم …

إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له

ادعوا لي بالتوفيق !

في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل … عاطل عن المستقبل !

خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !

تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !

أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !

لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !

و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !

و اعتقد أنكم تتوقعون أنني …

لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر …

وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !

و راقبوا ما سيحصل !

تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي …

تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية

تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي

تتنازعان

تتشاجران

تحتكمان إلي !

" وليد ! أنا وصلت قبلها "

" بل أنا يا وليد … أليس كذلك ؟ "

" وليد قل لها أن تبتعد عني "

" أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "

" كفى ! "

كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !

" حسنا … من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "

أجابت دانة :

" أنا "

قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "

و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكستين !

" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "

" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "

قالت رغد بسرعة :

" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "

قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "

أنا أولا … أنا أولا … أنا أولا …

ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !

كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة …

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان …

حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة …

" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "

و احتدم النزاع !

أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !

قلت بحدة :

" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "

المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! إلا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !

التفت إليها و قلت :

" لم الضحك ؟؟ "

قالت و هي تقهقه :

" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "

قالت دانة :

" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "

رغد :

" ماذا ؟ "

دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "

رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ

" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "

و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى أصابتاني بالصداع و التخمة !!

قلت :

" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "

و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب …

" وليد ! "

التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :

" ماذا بعد ؟؟ "

قالت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :

" عفوا ؟؟ ! "

رددت :

" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

" و لماذا ؟؟ "

ابتسمت بخبث و قالت :

" لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويـــــــــــــــــــــــــــ ـل "

ابتسمت لها بهدوء ، ثم فجأة ، مددت يدي نحوها و رفعتها عن الأرض على حين غفلة منها إلى الأعلى عند رأسي و أنا أقول :

" هكذا ؟؟ "

رغد أخذت تضحك بسعادة و بهجة لا توصف !

أتذكرون كم كانت تعشق أن أحملها !؟
لا تزال كذلك !

دخلت المنزل ، ثم المطبخ و أنا لا أزال أحملها و هي تضحك بسرور ، ثم أجلستها على أحد المقاعد و ألقيت التحية على والدتي ، و التي كانت مشغولة بتجهيز أطباق المائدة

قالت أمي :

" رغد ، هيا اذهبي و أدي صلاتك ثم اجلسي عند مائدة الطعام "

قامت رغد ، و هي تنزع الحقيبة المدرسية عن ظهرها و تنظر إلى أمي و تقول :

" بطاطا مقلية ؟ "

" نعم ! حضرتها لأجلك "

و انطلقت رغد فرحة ، و غادرت المطبخ .

للعلم ، فإن صغيرتي هذه تحب البطاطا المقلية كثيرا !

والدتي استمرت في عملها و حدثتني دون أن تنظر إلي :

" لم تعد صغيرة ! "

ركزت بصري عليها ، و قلت :

" رغد ؟ لقد كبرت قليلا ! "

" لم تعد صغيرة لتحملها على ذراعيك "

غيرت كلمات والدتي هذه مجرى ما فهمت …

إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا …؟

" و لكن … إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك … "

" إنها في التاسعة من العمر يا وليد … "

جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي …

تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين … !

آه … ( المخلوقة البكاءة ) !

يا للأيام …

من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !
من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !
يا للذكريات !

في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي …
صحيح … لقد كبرت الصغيرة !
مر الوقت سريعا …
و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر … … …

توقفت عند هذا الحد …
فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك
كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني …؟
كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟
كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟
كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا …
كيف لقلبي أن ينبض … دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟

إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل

إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس …
هل أقوى على ذلك ؟؟
لابد لي من ذلك … فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير …

المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله …

قلبت الألبوم و أنا في حيرة … أي صورة آخذها معي ؟؟
ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !
فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل …

" هذه هي ! "

أخذت الصورة ، و صورة أخرى لرغد و هي تلوّن في أحد دفاترها ، و وضعتهما في محفظة جيبي .

في المساء ، ذهبت مع أخي سامر لأحد المتاجر لاقتناء بعض الأشياء ، و وقفنا عند حقائب السفر رغبة في شراء بعضها

فيما كنا هناك ، حضر مجموعة من الشبان ، كان عمّار فيما بينهم .

عمّار نجح بصعوبة ، و تخرج ـ رغم إهماله ـ من المدرسة الثانوية ، و اعتقد أن والده ذا النفوذ الكبير قد استطاع تدبير مقعد دراسي له في إحدى الجامعات … بطريقة ( غير قانونية ! )

عندما رآني عمّار ، أقبل نحوي تسبقه ضحكته البغيضة ، و قال :

" يبدو أن وليد ينوي السفر أيها الأصحاب ! هل عثر والدك على كرسي جامعي شاغر لك !؟ أم أن حطام الجامعة قد حطّم قلبك يا مسكين ؟؟ "

و بدأ مجموعة الشبان بالضحك و القهقهة

أوليتهم ظهري فقال عمّار :

" لا تقلق ! سأطلب من والدي أن يساعدك في البحث عن جامعة ! أو … ما رأيك بالعمل عندنا ! فمصنعنا لم يحترق ! سأوصي بك خيرا ! "

سامر لم يتحمّل هذه السخرية من ذلك اللئيم ، و ثار قائلا :

" لم يبق إلا أن يعمل الأعزة عند الأذلة المنحرفين ! "

صرخ عمّار قائلا :

" اخرس أيها الأعور القبيح ! من سمح لك بالتحدث ! ألا تخجل من وجهك المفزع ؟ "

و التفت إلى أصحابه و قال :

" اهربوا يا شباب ! الأعور الدجال ! "

سيل من اللكمات العنيفة وجهتها بلا توقف و لا شعور نحو كل ما وقعت قبضتي عليه من أجساد عمّار و أصحابه …

لحظتها ، شعرت برغبة في فقء عينيه و سلخ جلده …

أخي سامر نال منهم أيضا

و احتدّ العراك و تدخّل من تدخل ، و فر من فر ، و انتهى الأمر بنا تدخل من قبل الشرطة !

في تلك الليلة و للمرة الأولى منذ الحادثة المشؤومة ، سمعت صوت بكاء أخي خلسة .

عندما أصيب بالحرق ، كان لا يزال طفلا في الحادية عشرة من العمر … ربما لم يكن شكله يشغل تفكيره و اهتمامه بمعنى الكلمة ، أما الآن … و هو فتى بالغ أعمق تفكيرا ، فإن الأمر اختلف كثيرا …

ليلتها ، قال أنه يريد أن يخضع لعملية تجميل جديدة …
لكن أوضاعنا المادية في الوقت الحالي ، لا تسمح بذلك ….

عندما أحصل على شهادتي الجامعية … و أعمل و أكسب المال ، فسوف أعرضه على أمهر جراحي التجميل ، ليعيده كما كان …

فقط عندما أحصل على شهادتي …

في اليوم التالي ، وجدت سيارتي مليئة بالخدوش المشوهة !

" إنه عمّار الوغد ! تبا له ! "

أوصلت أخوتي للمدرسة ، و شغلت نفسي ذلك الصباح بمزيد من الإعدادات للسفر المرتقب !

امتحاني سيكون يوم الغد … لذا ، قضيت معظم الوقت في قراءة مواضيع شتى من كتبي الدراسية السابقة …

و كلما قلبت صفحة جديدة من الكتاب ، قلبت صفحة من ألبوم الصور …
كيف أستطيع فراق أهلي …؟
كيف أبتعد عن رغد ؟
إنني أشعر بالضيق إذا ما مضت بضع ساعات دون أن أراها و أداعبها … و أنزعج كلما باتت في بيت خالتها بعيدا عني …

فيما أنا منهمك في أفكاري و قراءتي ، جاءتني رغد … !

طرقت الباب ، ثم دخلت الغرفة ببطء ، تاركة الباب نصف مفتوح …

" وليد … لدي تمرين صعب … ساعدني بحله "

لم يكن هناك شيء أحب إلي من تعليم صغيرتي ، ألا أنني يومها كنت مشغولا … لذا قلت :

" اطلبي من والدتي أو سامر مساعدتك ، فأنا أريد أن أذاكر ! "

لم تتحرك من مكانها !
نظرت إليها مستغربا و قلت :

" هيا رغد ! أنا آسف لا أستطيع مساعدتك اليوم ! "

و بقيت واقفة في مكانها …
إذن فهناك شيء ما !
حفظت هذا الأسلوب !

تركت الكتاب من بين يدي و نهضت ، و قدمت إليها و جثوت على ركبتي أمامها :

" رغد … ما بك ؟ "

تقوس فمها للأسفل في حزن مفاجئ و قالت :

" هل صحيح أنك ستسافر بعيدا ؟ "

فاجأني سؤالها ، إنني لم أكن أتحدث عن أمر السفر معها ، فالحديث سابق لأوانه …

قلت مازحا :

" نعم يا رغد ! إلى مكان بعيد لا يوجد فيه رغد و لا دانة و لا شجار ! و سأترك رأسي هنا ! "

لم يبد ُ أنها فهمت مزاحي أو تقبلته ، إذ أن تقوس فمها الصغير قد ازداد و بدأت عيناها تحمرّان

قالت :

" و هل ستأخذني معك ؟ "

هنا … عضضت على شفتي و جاء دور فمي أنا ليتقوس حزنا …
طردت الموجة الحزينة التي اعترتني

و قلت :

" من أخبرك بأنني سأسافر ؟؟ "

" سمعت والداي يتحدثان بهذا "

مسحت على رأسها و قلت :

" سأسافر فترة مؤقتة لأدرس ثم أعود "

" و أنا ؟؟ "

" ستبقين مع الجميع و حالما أنهي دراستي سأعود و آخذك إلى أي مكان في العالم ! "

" لا أريدك أن تذهب وليد ! من الذي سيحبني كثيرا مثلك إذا ذهبت ؟ "

شعرت بخنجر يغرس في صدري …

رغد … أيتها الفتاة الصغيرة … التي تربعت في كل خلايا جسمي ، ألا تعلمين ما يعنيه فراقك بالنسبة لي !؟؟
لا أعرف إن كانت قد أحست بالطعنة التي مزقت قلبي أم أنني أهوّل الأمر ، ألا أن دموعها سالت ببطء من مقلتيها …

دموع أميرتي التي تزلزل كياني …
مددت يدي و مسحت دموعها و أنا أحاول الابتسام :

" رغد ! عزيزتي … لا يزال معك دانة و سامر … و أمي و أبي … و نهلة و حسام و سارة ( و سارة هي الابنة الثانية لأم حسام ) مع أمهم ! و كل صديقاتك ! لن تكوني وحيدة ! أنا فقط من سيكون وحيدا ! "

قالت بسرعة :

" خذني معك ! "

ضغطت على قبضتي ، و قلت :

" يا ليت ! لا يمكنني … صغيرتي ! لكنني عندما أعود … "

و لم أكمل جملتي ، رمت رغد بكتابها جانبا و قاطعتني بسيل من الضربات الخفيفة الموجهة إلى صدري …

إلى قلبي …

إلى روحي …

إلى كل عصب حي في جسدي …

و شريان نابض …

" لا تذهب … لا تذهب … لا تذهب … "

" رغد … "

" أنت قلت أنك ستعتني بي كل يوم و دائما ! لا تذهب … لا … لا … لا .. "

و أخذت تبكي بعمق …

و كلما حاولت المسح على رأسها أبعدت يدي و ضربت صدري استنكارا …

ضرباتها لم تكن موجعة ، لو أنني لم أكن مصابا ببعض الكدمات و الرضوض في صدري ، أثر عراكي الأخير مع عمّار و أصحابه …
شعرت بالألم ، و لكنني لم أحرك ساكنا …
تركت لها حرية التعبير عن مشاعرها قدر ما تشاء …
لم أوقفها … لم أبعدها … لم أنطق بكلمة بعد …
إنها رغد التي تربت في حضني … و عانقت ذات الصدر الذي تضربه الآن …
ليتهم لم يحرقوا الجامعة …
ليتهم لم يحرقوا المصنع …
ليتهم أحرقوا شيئا آخر …
ليتهم أحرقوا عمّار !

و يبدو أن صوت رغد قد وصل إلى مسامع والدي فجاء إلى غرفتي و وقف عند فتحة الباب …

عندما رأى ولدي رغد تضربني ، غضب من تصرفها و بصوت حاد قال ، و هو واقف عند الباب :

" رغد … توقفي عن هذا "

رغد رفعت رأسها و نظرت إلى والدي ، ثم قالت :

" لا تدعه يذهب "

إلا أن أبي قال بحدة :

" خذي كتابك و عودي إلى أمك ، و دعي وليد يدرس "

لم تتحرك رغد من مكانها ، فرفع والدي صوته بغضب و قال :

" ألم تسمعي ؟ اذهبي إلى أمك و كوني فتاة عاقلة "

رغد التقطت كتابها من على الأرض ، و خرجت من الغرفة

أما قلبي أنا فكان يعتصر ألما …

بعدها ، قلت لأبي :

" لماذا يا أبي ؟ إنها ستظل تبكي لساعات ! جاءت تطلب مني تعليمها "

والدي قال بغضب :

" لقد كانت والدتك تعلّمها ، و حين جيء بذكر سفرك ، حملت كتابها و أتت إليك ، نهيناها فلم تطع "

قلت مستاءا :

" لكنك صرفتها بقسوة يا أبي "

لم تعجب جملتي والدي فقال :

" أنت تدللها أكثر من اللازم يا وليد … يجب أن تعلمها أن تحترمك لا أن ترفع يدها عليك هكذا ، تصرف سيئ "

" لكني لا أستاء من ذلك يا أبي … إنها مجرد طفلة ، كما أنني أتضايق كثيرا إذا أساء أحد إليها ، والدي … أرجوكم لا تقسوا عليها بعد غيابي … "

من يدري ماذا يحدث ؟ بعد أن أغيب …؟
هل سيسيء أحد إلى طفلتي ؟؟
إنني لا أقبل عليها كلمة واحدة …
ليتني أستطيع أخذها معي !

انتظرت حتى انصرف والدي من المنزل ، ثم فتشت عن رغد ، فوجدها في غرفتها … و كما توقعت ، كانت غارقة في الدموع …

أقبلت إليها و ناديتها :

" رغد يا صغيرتي … "

رفعت رأسها إلي ، فرأيت العالم المظلم من خلال عينيها البريئتين …
اقتربت منها و طوّقتها بذراعي ، و قلت …

" لا تبكي يا عزيزتي فدموعك غالية جدا … "

قالت :

" لا تذهب … وليد … "

قلت :

" لا بد أن أذهب … فسفري مهم جدا … "

" و أنا مهمة جدا "

" طبعا أميرتي ! أهم من في الدنيا ! "

أمسكت بيدي في رجاء و قالت :

" إذا كنت تحبني مثلما أحبك فلا تسافر "

في لحظة جنون ، كنت مستعدا للتخلي عن أي شيء ، في سبيل هذه الفتاة …
و بدأت أفكار التخلي عن حلم الدراسة تنمو في رأسي تلك اللحظة …
ليتني … أيا ليتني استمعت إليها …
يا ليتني فقدت عقلي و جننت لحظتها بالفعل …
لكنني للأسف … بقيت متشبثا بحلمي الجميل ….

" عزيزتي ، سأكون قريبا … اتصلي بي كل يوم و أخبريني عن كل أمورك ! و إذا تشاجرت معك دانة فأبلغيني حتى أعاقبها حين أعود ! "

نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت …
ما حييت يا رغد لن أنسى هذه اللحظة …

" وليد … خذلتني … لم أعد أحبك "

]]]تتمة]]]

]]]تتمة]]]

رغد لم تكلمني طوال الصباح التالي ، بل و لم تنظر إلي …
كانت حزينة و قد غابت ضحكتها الجميلة و مرحها الذي يملأ الأجواء حياة و حيوية …
الجميع لاحظ ذلك ، و استنتجوا أنه بسبب موضوع سفري و غضب والدي منها يوم الأمس …
و كالعادة ، أوصلت سامر إلى مدرسته ، ثم دانة و رغد ….
وهي تسير مبتعدة عن السيارة و متجهة نحو مدخل المدرسة ، كانت رغد مطأطئة الرأس متباطئة الخطى
جعلت أراقبها قليلا ، فألقت علي نظرة حزينة كئيبة لم أتحمل رؤيتها فابتعدت قاصدا المكان الذي سأجري فيه اختباري المصيري …

المشوار إلى هناك يستغرق قرابة الساعة ، و كنت ألقي بنظرة على الساعة بين الفينة و الأخرى خشية التأخر

أعرف أنها فرصة العمر و أي تأخير مني قد يضيعها …

حينما أوشكت على الوصول ، وردتني مكاملة هاتفية عبر هاتفي المحمول من صديقي ( سيف ) يتأكد من وشوكي على الوصول . و سيف هذا هو أقرب أصحابي ، و هو مرشح معي أيضا لدخول الامتحان .
بعد دقيقة ، عاد هاتفي يرن من جديد …
كان رقما مجهولا !

" مرحبا ! لابد أنك وليد ! "

بدا صوتا غير معروف ، سألته :

" من أنت ؟؟ "

قال :

" يا لذاكرتك الضعيفة يا مسكين ! يبدو أن الضرب الذي تلقيته من قبضتي قد أودى بقدراتك العقلية ! "

الآن استطعت تمييز المتحدث … إنه عمّار !

" عمّار ؟؟؟ !"

" أحسنت ! هكذا تعجبني ! "

استأت ، كيف حصل على رقم هاتفي الخاص و ما الذي يريده مني ؟

" ماذا تريد ؟ "

" انتبه و أنت تقود ! أخشى أن تصاب بمكروه ! "

" أجب ماذا تريد ؟؟ "

ضحك ذات الضحكة الكريهة و قال :

" لا شك أنك في طريقك للامتحان ! أليس كذلك ! إن الوقت سيستغرق منك أقل من ساعتين فيما لو قررت الذهاب إلى المطار ! "

ضقت ذرعا به ، قلت :

" هل لي أن أعرف سبب اتصالك ؟ فإما أن تقول ماذا أو أنه ِ المكالمة "

" رويدك يا صديقي ! سأمهلك ساعتين فقط ، حتى تمثل أمامي و تعتذر قبل أن أسافر بهذه الصغيرة بأي طائرة ، إلى الجحيم ! "

بعدها سمعت صرخة جعلت جسدي ينتفض فجأة و يدي ترتعشان ، و المقود يفلت من بينهما ، و السيارة تنحرف عن حط مسيرها ، حتى كدت أصطدم بما كان أمامي لو لم تتدخل العناية الربانية لإنقاذي ….

" وليد … تعال … "

لقد كان صوت رغد ….

جن جنوني …

فقدت كل معنى للقدرة على السيطرة يمكن أن يمتلكه أي إنسان … مهما ضعف

صرخت :

" رغد ! أهذه أنت رغد ؟؟ أجيبي "

فجاء صوت صراخها و بكاؤها الذي أحفظه جيدا يؤكد أن أذني لا زالتا تعملان بشكل جيد …

" رغد أين أنت ؟ رغد ردي علي ّ "

فرد عمّار قائلا :

" تجدنا في طريق المطار ! لا تتأخر فطائرتي ستقلع بعد ساعتين … إلا إن كنت لا تمانع في أن أصطحب شقيقتك معي !؟ "

صرخت :

" أيها الوغد أقسم إن أذيتها لأقتلنك … لأقتلنك يا جبان "

ضحك ، و قال :

" لا تتأخر عزيزي و لا تثر غضبي ! تذكر … طريق المطار "

ثم أنهى المكالمة …

استدرت بسيارتي بجنون ، و انطلقت بالسرعة القصوى متجها نحو المطار …

لم أكن أرى الطريق أمامي ، الشوارع و السيارات و الإشارات … اجتزتها كلها دون أن أرى شيئا منها

لم أكن أرى سوى رغد

و أتذكر كيف كانت تنظر إلي قبل ساعة …

ثم أتخيلها في مكان بين يدي عمّار

لم أعرف كيف أربط بين الأحداث أو أفكر في كيفية حدوث أي شيء …

أريد أن أصل فقط إلى حيث رغد

لا أعرف كم الوقت استغرقت …

شهر ؟

سنة ؟

قرن ؟

بدا طويلا جدا لا نهاية له …

و سرت كقارب تائه في قلب المحيط …

أو شهب منطلق في فضاء الكون …

لا يعرف إلى أين …

و متى

و كيف سيصل …

و بم سيصطدم …

أخذت هاتفي و اتصلت برقم عمّار الظاهر لدي ، أجاب مباشرة :

" لقد انقضت عشرون دقيقة ! أسرع فشقيقتك ترتجف خوفا ! "

" إياك أن تؤذها … و إلا … "

" سأفعل إن تأخرت ! "

" أيها الـ … … … دعني أتحدث إليها "

جاءني صوتها الباكي المذعور :

" وليد لا تتركني هنا "

" رغد … عزيزتي أنا قادم الآن … لا تخافي صغيرتي أنا قادم "

" أنا خائفة وليد تعال بسرعة أرجوك … آه … أرجوك … "

أي عقل تبقى لي ؟؟

لماذا لا تتحرك هذه السيارة اللعينة ؟

لماذا لم اشتر صاروخا لمثل هذه الظروف ؟

لماذا لم تحترق في الحرب يا عمّار …

ألف لعنة و لعنة عليك أيها الجبان … ويل لك مني ..

بعد ساعة و نصف ، و فيما أنا منطلق كالبرق على الشارع المؤدي إلى المطار ، إذا بي ألمح سيارة تقف جانبا ، و يقف عندها رجل

و أنا أقترب توضح لي أنه عمّار

بسرعة ، أوقفت سيارتي خلف سيارته مباشرة و نزلت منها كالقذيفة و ركضت نحوه ، في الوقت الذي فتح هو في الباب ، و أخرج رغد من السيارة …
جاءت رغد تركض نحوي فالتقطتها و رفعتها عن الأرض و أطبقت بذراعي حولها بقوة …

" رغد … رغد صغيرتي … أنا هنا … أنا هنا عزيزتي "

رغد كانت تحاول أن تتكلم لكنها لم تستطع من شدة الذعر …

كانت ترتجف بين يدي ارتجاف الزلزال المدمر … كانت تحاول النطق باسمي لكن لم تستطع النطق بأكثر من

" و … و … و "

انهمرت دموعي كالشلال و أنا أضغط عليها و هي تضغط علي و تتشبث بي بقوة و أشعر بأصابعها تكاد تخترق جسدي فيما ترفع رجليها للأعلى كأنما تتسلقني خشية أن تلامس رجلها الأرض و تفقدها الأمان …

" أنا معك عزيزتي لا تخافي … معك يا طفلتي معك … "

حاولت أن أبعد رأسها قليلا عني حتى أتمكن من رؤية عينيها و إشعارها بالأمان ، لكنها بدأت بالصراخ و تشبثت بي بقوة أكبر و أكبر كأنها تريد أن تدخل بداخلي …

" وليد ! لديك امتحان مهم ! هل ستضيّع الفرصة ؟ "

قال هذا عمّار الوغد و أطلق ضحكة كبيرة …

انتابتني رغبة في تحطيمه ألا أن رغد عادت تصرخ حينما خطوت خطوة واحدة نحوه …

" خسارة يا وليد ! جرّب حظك في مصنع والدي ! "

و ابتسم بخبث :

" دفّعتك الثمن … كما وعدت "

ثم استدار و هم بركوب سيارته …

خطوت خطرة أخرى نحوه ، فأخذت رغد تصرخ بجنون :

" لا .. لا .. لا .. لا .. لا "

انثنى عمّار ليدخل السيارة ، ثم توقف ، و استقام ، و استدار نحوي و قال :

" نسيت أن أعيد هذا ! "

و من جيب بنطاله أخرج شريطا قماشيا طويلا ، و رماه في الهواء باتجاهي

رقص الشريط كالحية في الهواء ، وأنا أراقبه ، في نفس اللحظة التي ظهرت فيها طائرة في السماء مخترقة قرص الشمس المعشية ، و دوت بصوتها في الأجواء ، فيما يتداخل صوتها مع صوت عمّار وهو يقول :

" إلى الجحيم ! "

ثم هبط الشريط المتراقص تدريجيا و بتمايل حتى استقر عند قدمي ّ …

ركزت نظري على الشريط ، لأكتشف أنه الحزام الذي تلفه رغد حول خصرها ، و التابع لزيها المدرسي الذي ترتديه الآن …

رفعت نظري ببطء و ذهول و صعق إلى وجه عمّار ، فحرك هذا الأخير زاوية فمه اليمنى بخبث إلى الأعلى في ابتسامة قضت علي ّ تماما … و دمرتني تدميرا

أبعدت وجه رغد عن كتفي و أجبرتها على النظر إلي … فيما أنا عاجز عن رؤية شيء … من عشي الشمس … و هول ما أنا فيه …

لم أر إلا دمارا و حطاما و نارا و جحيما …

لهيبا … و صراخا … و دموعا تحترق … و آمالا تتبعثر … و أحلاما تظلم …

سوادا في سواد …

عند هذه اللحظة ، نزعت رغد عني عنوة ، و دفعت بها أرضا و نظرت من حولي فإذا بي أرى صخور كبيرة قربي …

التقطت واحدة منها ، و بسرعة لا تجعل مجالا للمح البصر بإدراكها ، و قوة لا تسمح لشيء بمعاكستها ، رميتها نحو عمار و هو يهم بركوب سيارته ، فارتطمت برأسه … و صرخ … و ترنح لثوان ..

ثم هوى أرضا …

و انتفض جسده …

و انتزعت روحه …

و إلى الجحيم …

يــتــــبـــع……..




الحلقه السادسه

)لاترحل ياوليد)

وقفت جامدا في مكاني ، و أنا أراقب عمّار يترنح ، ثم يهوي ، و تسكن حركاته …
كان دوي الطائرة يزلزل طلبتي أذني … دققت النظر إليه … لم يحرّك ساكنا
رفعت قدمي بصعوبة و حثثتها على السير نحو عمّار
بصعوبة وصلت قربه فرأيت عينيه مفتوحتين ، و الدماء تسيل من أنفه ، و صدره ساكنا عن أية أنفاس …
أدركت … أنه مات … و إنني أنا … من قتله
استدرت للخلف و عيناي تفتشان عن رغد …
صغيرتي الحبيبة …
مدللتي الغالية …
مهجة قلبي …
رأيتها تقف بذعر عند سيارتي ، و تنظر إلي و دموعها تنهمر بغزارة ، فيما يستلقي حزامها القماشي على الرمال الناعمة بكل هدوء …

بتثاقل و بطء ، بانهيار و ضعف شديدين ، سرت باتجاهها …
نفذ كل ما كان في جسدي من طاقة ، فكأنما كنت أعمل على بطارية انتزعت مني و تركتني بلا طاقة و لا حراك …

في منتصف الطريق ، انهرت …

خررت على الأرض كما تخر قطعة قماش كانت متدلية كالستار المثبت إلى الحائط و ارتطمت ركبتاي بالرمال … و هبطت أنظاري برأسي نحو الأرض …
رفعت رأسي بصعوبة و نظرت إلى رغد ، و هي لا تزال واقفة في نفس الموضع و الوضع …
بصعوبة فتحت ذراعي قليلا ، و قلت بصوت مخنوق خرج من رئتي :

" تعالي … "

رغد نظرت إلي دون أن تتحرك ، فعدت أقول :

" تعالي … رغد "

الآن ، أقبلت نحوي بسرعة ، و بقوة ارتمت في حضني و كادت تلقيني أرضا …
طوّقتني بذراعيها بقوة ، و حين حاولت تطويقها أنا عجزت إلا عن رمي ذراعي المنهارتين حولها بضعف

بكيت كثيرا … و كثيرا جدا …
لما ضاع … و لما انتهى ..
و لما هو آت و محتوم …

بقينا على هذا الوضع بضع دقائق ، لا أقوى على قول أو فعل شيء … و السكون التام يسيطر على الأجواء …

كان طريقا بريا موحشا ، و لم تمر بنا أية سيارة حتى الآن …

استعدت من القوة ما أمكنني من تحريك يدي قليلا ، فجعلت أمسح على رأس طفلتي و أنا أقول بحرقة و مرارة :

" سامحيني يا رغد … سامحيني … "

رغد استردت أنفاسها التائهة ، و قالت و وجهها لا يزال مغمورا في صدري :

" دعنا نعود للبيت "

أبعدت رأسها قليلا عني و سمحت لأعيينا باللقاء … و أي لقاء ؟؟
لقاء مبلل بسيول عارمة من الدموع الدامية
لم يجد لساني ما يستطيع النطق به …
حاولت النهوض أخيرا ، و ذراعاي تجاهدان من أجل حمل الصغيرة ، ففشلت

أطلقت صيحة حسرة و ألم مريرة تمنيت لو أنها زلزلت الكون كله ، و حطمت كل الأجرام و الكواكب و من عليها … و محت الدنيا من الوجود …

و طفلتي الصغيرة تبكي على صدري مذعورة فزعة … و عدوّي الوغد جثة هامدة تقطر دما … و حلمي الكبير قد ضاع و تلاشى كغبار عصفت به ريح غادرة …
و مصيري المجهول البعيد … كما وراء الأفق … و الساحة الخالية إلا من رغد وأنا … و الشمس تشهد ما حدث و يحدث … رفعت يدي إلى السماء … و صرخت :

" يا رب …. "

استطعت أخيرا أن اشحن بالطاقة الكافية ، لأنهض و أحمل صغيرتي على ذراعي ، و أسير بها نحو السيارة …

لم أجلسها على المقعد المجاور لا ، بل أجلستها ملتصقة بي ، فأنا لا أريد لبضع بوصات أن تبعدها عني …

رن هاتفي المحمول ، و الذي كان في السيارة ، ألقيت نظرة لا مبالية على اسم المتصل الظاهر في الشاشة ، كان صديقي سيف ، أخذت الهاتف و أسكته ، و ألقيت به جانبا … فكل شيء قد انتهى …

انطلقت بالسيارة ببطء ، و أنا لا أعرف إلى أين أتجه … فكل شيء أمامي كان مبهما و مجهولا …

قطعت مسافة طويلة في اتجاهات متعددة ، و نار صدري تتأجج ، و دموعي عاجزة عن إطفاء شرارة واحدة منها …

صغيرتي ، ظلت متشبثة بي ، لا تتكلم ، و تنحدر دمعة من عينها تخترق صدري و تمزق قلمي قبل أن ينتهي بها المصير إلى ملابسها المتعطشة لمزيد من الدموع …

بعد فترة ، مررت في طريقي بحديقة عامة

و تصورا أي تصرف لا يمت لوضعي بصلة ، هو الذي بدر مني دون تفكير !

" رغد عزيزتي ، ما رأيك باللعب هنا قليلا ؟ "

رغد رفعت بصرها إلي ببراءة و شيء من الاستغراب … فحتى على طفلة صغيرة محدودة المدارك ، لا يبدو هذا تصرفا طبيعيا ..

" سأشتري بعض البوضا لنا أيضا ! هيا بنا "

و أوقفت السيارة ، و فتحت الباب ، و نزلت و أنزلتها عبر الباب ذاته .

أمسكت بيدها و حثثتها على السير معي نحو مدخل الحديقة

هناك ، كان العدد القليل جدا من الناس يتنزهون ، مع أطفالهم الصغار ، فهو نهار يوم دراسي و حار …

إنني أعرف أن صغيرتي تحب الأراجيح كثيرا ، لذا ، أخذتها إلى الأرجوحة و بدأت أؤرجحها بخفة …

تخلخل الهواء ملابسها الغارقة في الدموع ، فجففها ، و صافحت وجهها الكئيب فأنعشته …

تصوروا أنها ابتسمت لي !

عندما كانت رغد تبتسم ، فإن الدنيا كلها ترقص بفرح في عيني ّ و البهجة تجتاح فؤادي و أي غبار لأي هموم يتبعثر و يتلاشى …

أما هذه الابتسامة … فقد قتلتني …

لم أع لنفسي إلا و الدموع تقفز من عيني ّ قفزا ، و أوصالي ترتجف ارتجافا ، و قلبي يكاد يكسر ضلوعي من شدة و قوة نبضاته …

تبتسمين يا رغد ؟ بكل بساطة … و كأن شيئا لم يكن !؟

ألا يا ليتني … قتلتك يا عماّر يوم تعاركنا …

ليتني قضيت عليك منذ سنين …

ليتني أحرقتك قبل أن تحرق قلبي و تدمر ماضي و مستقبلي … و تحطّم أغلى ما لدي …

" وليد "

انتبهت على صوت رغد تناديني ، و أنا غارق في الحزن المرير …

مسحت دموعي بلا جدوى ، فالسيل منهمر و الدمعة تجر الدمعة …

" نعم غاليتي ؟ "

" هل نشتري البوضا الآن ؟ "

أغمضت عيني …

و أوقفت الأرجوحة شيئا فشيئا ، فنزلت و استدارت إلي … فأخذتها في حضني و قلت باكيا و مبتسما :

" نعم يا صغيرتي ، سنشتري البوضا و أي شيء تريدينه … و كل شيء تتمنينه …
أي شيء أيتها الحبيبة … أي شيء … أي شيء … "

و انخرطت في بكاء قوي …

رغد ، تبدلت تعابير وجهها و قالت و هي تندفع للبكاء :

" لا تبكي وليد أرجوك "

و أجهشت بكاءا هي الأخرى …

جذبتها إلى صدري و طوقتها بحنان و عاطفة ممزقة … و بكينا سوية بكاءا يعجز اللسان عن وصفه …

و القلب عن تحمله ..

و الكون عن استيعاب فيض عبره

و امتزجت دموعنا …

و لو مر أحد منا لبكى …

و لو شهدتم بكاءنا لخررتم باكيين …

ألا و حسبنا الله و نعم الوكيل ….

بعد ذلك ، مسحت دموعها و دموعي ، و ابتسمت لها :

" إلى البوضا الآن ! "

حملت الطفلة الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن الضئيلة الجسم البريئة الروح على ذراعي ، فهي تحب ذلك …

و أنا سأفعل كل ما تحبه و تريده … و لو أملك الدنيا و ما عليها لقدمتها لها فورا …

قبل الرحيل …

و هل سيعوّض ذلك شيئا …؟؟

اشترينا البوضا ، و جلسنا نتناولها قرب النافورة ، و حين فرغت من نصيبها اشتريت لها واحدا آخر …

و كذلك ، أطعمتها البطاطا المقلية فهي تحبها كثيرا !

أطعمتها بيدي هاتين …

نعم … بهاتين اليدين اللتين كثيرا ما اعتنتا بها … في كل شيء …

و اللتين قتلتا عمّار قبل قليل …

و اللتين ستكبلان بالقيود ، و تذهبان إلى حيث لا يمكنني التكهن …

جعلتها تلعب بجميع الألعاب التي تحبها ، دون قيود و دون حدود ، بل ركبت معها و للمرة الثانية في حياتها ذلك القطار السريع الذي جربنا ركوب مثيله قبل 3 سنوات …

و كم أسعدتها التجربة الثانية !

نعم … ببساطة … أسعدتها !

كأي طفلة صغيرة وجدت فرصة لتلهو … دون أن تدرك حقائق الأمور …

لهونا كثيرا … ، و حين اقترب الموعد الذي يفترض أن أكون فيه عند مدرسة رغد و دانة ، في انتظار خروجهما …

" عزيزتي ، سنذهب لأخذ دانة من المدرسة ، لا تخبريها عن أي شيء "

نظرت رغد إلي باستفهام ، أمسكت بكتفيها و قلت مؤكدا :

" لا تخبري أحدا عن أي شيء ، أنا سأخبرهم بأنك لم تشائي الذهاب للمدرسة فأخذتك معي … اتفقنا رغد ؟ عديني بذلك ؟ "

و ضغط على كتفيها و بدا الحزم في عيني … فقالت :

" حسنا "

قلت مؤكدا :

" أخبريهم فقط أنك ذهبت معي ، و نمت أثناء الطريق و لا تعلمين أي شيء آخر … لا تأتي بذكر أي شيء آخر رغد … فهمت ِ عزيزتي ؟ "

" نعم "

" عديني بذلك يا رغد … عديني "

" أعدك … وليد "

" إذا أخلفت وعدك ، فإنني سأرحل و لن أعود إليك ثانية "

توجم وجهها ، ثم أمسكت بيدي و شدّت قبضتها بقوة و اغرورقت عيناها بالدموع و تعابيرها بالفزع و قالت :

" لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني . أعدك . أعدك "

وصلنا إلى البيت أخيرا ، بدا الوضع شبه طبيعي ، إلا من سكون غريب من قبل رغد و التي يفترض بها أن تكون مرحة …

الكل عزا ذلك للحزن الذي يعتريها بسبب سفري المرتقب .

سألتني أمي :

" كيف كان الامتحان ؟ "

قلت :

" سأخبرك بعد الغذاء "

و تركت العائلة تنعم بوجبة هنيئة أخيرة …

بعد ذلك ، ذهبت إلى غرفة والدي ّ في وقت قيلولتهما الصغيرة …

" والدي … والدتي … لدي ما أخبركما به "

بدا القلق على وجهيهما ، و تلعثمت الكلمات على لساني…

أمي ، حين لاحظت حالتي المقلقة قالت :

" هل الامتحان …. ؟؟ "

قلت :

" لم أحضر الامتحان "

اندهشا و تفاجأا …

قال والدي :

" لم تحضره ؟ كيف ؟؟ لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟ "

نظرت إليهما ، و سالت دموعي … و انهرت … و طأطأت رأسي للأرض …

هتفت أمي بقلق و فزع :

" وليد ؟؟ "

أخذت نفسا عميقا … و رفعت بصري إليهما و بلسان مرتجف و جسد يرتعش و شفتين مترددتين قلت :

" لقد …. قتلت عمّار "

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

الهاتف المحمول الخاص بعمار، و الرقم الأخير الذي تم طلبه ، و الأخير الذي تم استقباله فيه ، و توقيت الاتصال ، و توقيت حدوث الوفاة ، و العراك الذي حصل مؤخرا بيني و بينه و تدخلت فيه الشرطة ، و عدم حضوري للامتحان ، كلها أمور قد قادت الشرطة إلي ّ بحيث لم يكن اعترافي ليزيدهم يقينا بأنني الفاعل …

بقي … شيء حيّرهم … تركته ساكنا في قلب الرمال …

حزام رغد

ما سر وجوده هناك … ؟؟

أنكرت أي صلة لرغد بالموضوع بتاتا ، و لدى استجوابها أخبرتهم أنها لا تعرف شيئا ، حسب اتفاقنا

سيف أيضا تم التحقيق معه ، و أكد للشرطة أنه حين اتصل بي كنت على مقربة من المبنى حيث قاعة الامتحان

و ظل السؤال الحائر :

لماذا عدت أدراجي ؟

ما الذي دفعني للذهاب إلى شارع المطار ، و الشجار مع عمّار ، و من ثم قتله

لماذا قتلت عمّار ؟؟

ما الذي أخفيه عن الجميع ؟؟

والد صديقي سيف كان محاميا تولى الدفاع عني في القضية ، باعتبار أنني قتلته دون قصد … و أثناء شجار … و بدافع كبير أصر على كتمانه …
و سأظل أكتمه في صدري ما حييت … فإن هم حكموا بإعدامي … أخبرت أمي قبل تنفيذ الحكم …
و إن عشت ، سأقتل السر في صدري إلى أن أعود … من أجل صغيرتي …

تعقدت الأمور و تشابكت … و ظلّ الغامض غامضا و المجهول مجهولا ،
و حكم علي ّ بالسجن لأمد بعيد …

" أمي … أرجوك … لا تخبري رغد بأنني ذهبت للسجن … اخبريها بأنني سافرت لأدرس … و سأعود حالما أنتهي … و قولي لها أن تنتظرني "

" أبي … أرجوك … لا تقسو على رغد أبدا … اعتنوا بها جيدا جميعكم …
فأنا لن أكون موجودا لأفعل ذلك "

كان ذلك في لقائي الأخير بوالدي ّ ، قبل أن يتم ترحيلي إلى سجن العاصمة حيث سأقضي سنوات شبابي و زهرة عمري فيه … بدلا من الدراسة في الجامعة … و أعود إن قدرت لي العودة خريج سجون بدلا من خريج جامعات … و بمستقبل أسود منته ، بدلا من بداية حياة جديدة و أمل …

هكذا ، انتهت بي الأحلام الجميلة …

هكذا ، أبعدت عن رغد … محبوبتي الصغيرة ، و لم يبق لي منها إلا صورتين كنت قد وضعتهما في محفظتي قبل أيام …

و ذكريات لا تنسى أحملها في دماغي و أحلم بها كل ليلة …

و صورتها الأخيرة مطبوعة في مخيلتي و هي تقول :

" لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني "

يتبع…………




التصنيفات
منوعات

زوجي مدمن مواقع اباحية

كثيرة هى هذه الشكوى :- زوجى مدمن شات .. زوجى يدخل المواقع الإباحية .. رباه دخلت عليه وفوجئت بما أرق علىّ حياتى .. زوجى يخوننى عبر شبكة الإنترنت ماذا افعل ؟! ..
ولأن كثير من الأسئلة فى هذا المضمار وصلت لى .. واجتهدت فى الإجابة عليها .. رأيت وشعرت بأن الأمر من الخطورة بمكان مما يحتاج إلى الحديث عنه والكتابة فيه .. فاستعنت بالله .. وأمسكت قلمى وقلت وبالله التوفيق فى رسالة أوجهها للزوجات اللاتى يعانين من مثل ذلك :-

أختي الكريمة النقطة الأولى فى كلامى .. أن لابد تهدئي من روعك .. وتحاولي أن تنظري للأمور بواقعية .. فالحياة وإن كان بها متع حتى يشعر الواحد منا أنه قد إمتلك الدنيا وما فيها وفى لحظات يشعر الواحد من شدة الضيق أنها سوداء.. ما الدنيا أختاه إلا كالبستان الذي فيه من الورود والزهور ما فيه ، إلا أنه لا يخلو أيضًا من أشواك موجعة .. ولا بد حتى نمسك الورد من وخز الشوك … ولا بد سنتألم … وألمًا ربما تنفطر منه قلوبنا ، وتخر به عزيمتنا ، إلا أن إيماننا بالله يقوينا ويثبتنا ..

وأما النقطة الثانية فزوجك بشر .. نعم بشر يصيب ويخطىء .. هكذا خلقه الله .. يعصى ويتوب .. يضعف ويقوى .. يحسن و يسيء .. يصحو ويغفل … همته تعلو و تهبط .. و إيمانه يزيد وينقص .. زوجك أختى الكريمة ليس ملك من السماء بل بشر بما تحملها الكلمة .. أختاه رغم ذنب زوجك في عادته وإدمانه على ما حرم الله عليه إلا أنه " بشر" ، يحتاج إلى من يأخذ بيده ويعينه ..

وأما النقطة الثالثة عزيزتى .. كم يحتاج إليك زوجك الآن .. نعم يحتاج إلى أن تأخذى بيده .. أتعلمين لماذا ؟! .. أقول لك :- إن زوجك يعيش لحظات ضعف .. وكم يحتاج الإنسان فى ضعفه من يحنو عليه وما أجمل أن يكون هذا الحنو من زوجه التى أحبها ويحبها .. أنت دون غيرك أيتها الزوجة ..

وأما النقطة الرابعة :- فدعيني أفكر معك بصوت عال – ما الذي ألجأ زوجك إلى ما هو فيه الآن .. أهو إهمالك لنفسك ولمظهرك ولثيابك وأذكرك أن كثير من الرجال من يغفر لزوجته عدم اهتمامها بطعامه وشرابه ولكنه لا يغفر لها تقصيرها فى مظهرها وحسن رائحتها .. وكونها متجددة راغبة فيه طوال وقتها .. أم أن جو المنزل مليء بالمشاكل والمشاحنات الزوجية … مما يدفع زوجك أن يهرب من ذلك الجحيم … إلى تلك اللقاءات المحرمة … ليشبع فيه شهوته الجنسية … و ينسى بها واقعه المرير – وليس معنى هذا إلتماس العذر لزوجك – .. أم أن زوجك صاحب رفقة كانوا سبباً أساسياً في انحراف كثير من الأزواج … فيزينون له هذا الأمر بل يساعدوه فيه ..

وأما النقطة الخامسة :- فهى قصة أهديها لك فى هذا المضمار :- والقصة تحت عنوان :- ( هل هذه من نساء الدنيا ؟! ) .. يقول الأستاذ موسى بن محمد بن هجاد الزهراني :-
قال عن نفسه ما معناه :- ( إنه ) أخذته قدماه إلى مهاوي الردى ألهبت مشاعره صور النساء في القنوات من تمايل الأعطاف والأرداف والتغنج والدلع والتفسخ والعري وافق ذلك كله برودا في إيمانه وحرارة في شهوته نسي في لحظة جمال ونضارة زوجته ! .. تجرأ .. فتنقل من موقع جنس وفحش إلى آخر عبر ( الانترنت ) لكن .!!
فجأة.. كانت الفاجعة !!..
تدخل عليه زوجته وهو في حالة غرق وذهول .. مسمرة عيناه في شاشة الكمبيوتر وجمدت يداه على لوحة المفاتيح ( الكيبورد ) ولم يستطع إغلاق الشاشة التي بها كل صور الجنس الصريح .. فما كان منه إلا أن .. يستسلم لهذه المصيبة دون ان يفتح فمه يحرف .. نظرت اليه زوجته .. ونظرت الى الشاشة .. ثم .. نظرت اليه أخرى وابتسمت ثم اشارت بيدها وسلمت عليه وانصرفت بعد ان أغلقت الباب وراءها !
قال :- فجمدت الدماء في عروقي .. ويبست الكلمات في فمي .. ولصق لساني في حلقي ! وألقيت بنفسي على كنبة المجلس .. وازدحمت الأفكار والأعذار في رأسي وأحسست أني اتنفس بصعوبة بالغة كأني اتنفس من ثقب إبرة .. تقافز الدمع من عيني ساخنا مكثت برهة كأنها سنون .
وفجأة فتح الباب في هدوء ثم طرق خفيف برفق على الباب لداخل يستأذن رفعت رأسي لأرى ونظرت بعيني محمرتين لكن هززت رأسي وفتحت عيني لا أكاد أصدق .. ماذا أرى؟!
إنها .. إنها زوجتي لكنها في هيئة غريبة أطارت كل فكرة في رأسي أنها .. إنها ترتدي ثوب زفافها الأبيض الجميل ! نعم كانت تحتفظ به في دولاب ملابسها رأيت وجهها كالقمر ليلة البدر قفزت وتسمرت في مكاني أما هي فابتسمت ابتسامة عذبة دون كلام عصفت رائحة عطرها فأرجعتني لليلة زواجي منها قبل سنوات يا الله ماذا أقول لها الآن؟ وبأي لغة اتحدث وأي عذر أجده .. رأت خجلي .. ودموعي .. فلم ترد على ان قالت ( وأشارت بيدها ) هيا .. تعال معي..
استفهمت بيدي.. ( إلى أين ) ؟!
إلى غرفة النوم ثم اتبعتها مازحة ( ليش ما أملأ عينك ) ثم رفعت يدها وبلمسة ناعمة أخذت تمسح دموعي وتنظر إلي وتبتسم !.
قال :- أقسم بالله لو رأيتني في تلك الحال لرحمتني أمشي متثاقلا أجر أقدامي وهي تمسك بيدي برفق وتتبسم الي ..
قال :- أتعلم أنها كانت بتصرفها هذا سبب رجوعي الى الله ؟!
أتعلم انها لم تفتح معي موضوع هذه الحادثة فيما بعد أبداً ؟! حتى في حالة خصامنا وغضبها مني ؟!
أخبرني أرجوك كيف اجازيها اية هدية تليق بها لقد احببتها حبا خالط دمي .. قلت :- الله أعلم

وإليك بعض الأفكار للعلاج والخروج من مأزقك :-
1- في البداية أنصحك بأن تكثري من الدعاء لله عز وجل أن يهدى الله قلب زوجك .. وأن تكثرى التعبد لله تعالى والتقرب إليه بكثرة تلاوة القرآن لأن به شفاء من كل داء ظاهري وباطني.
2- احذرى أن تكشفى سره .. واسترى فعلته .. ولا تبوحي بأمره لأحد.
3- تزينى وتطيبى وتجملى له .. وإن كنت كذلك فأكثر وأكثر.
4- اشغلى وقته بالنافع الطيب بدون عبارات فوقية ملزمة .. بل بالإشارة والترغيب والتلميح .. إعترافا بطبيعة الرجل الشرقي الذي يتحرج من نصح الزوجة له ..
5- اطبعى المقالات أو اشترى كتاب يتحدث عن خطورة ذلك وقدميه هدية له ..
6- اجتهدى أن تقومى معه بطاعة مشتركة .. مثل صلاة الفجر بالمسجد .. صلاة العشاء بالمسجد .. ركعتى قيام سوياً ..
7- احذرى أن تجرحى مشاعره بأى كلمة مهما كانت ..
8- اعلمى أن زوجك فى لحظات ضعفه فعامليه بكل رقة وحب .. يحفظ لك كل ذلك ..
9- لا تنظرى إلى فعله بنظرة سوداء بل بنظرة واقعية .. واجعلى حسناته أمام عينيك ..
10- لا تتركيه يجلس أمام الإنترنت منفرداً بأى شكل من الأشكال .
أسأل الله جل وعلا لك التوفيق والسداد .. وأن يُصلح لك زوجك .. ويغفر ذنبه .. ويرده إليك سالماً غانماً .. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..




مشكوووووره ياعسل



تسلمى يا قمر نصائح كتير حلوه



حور العيوني

خليجية




البنوتة مروة

خليجية




التصنيفات
منوعات

أين الادب يا دنيا العجب؟؟؟•°•

أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما تشاهد فتاة تكلم امها بدون ادنى احترام
وترفع صوتها عليها ولا تراعي حق امها بالاحترام والبر
عندما تعاملها وكأنها مجرد مربية او شغالة
او حتى آلة لتلبية طلباتها وتنفيذ اوامرها

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما تجد نكات
بقمة الوقاحة
عندما يتفوه الشباب والبنات بكلام
لا يليق بنا كمسلمين ولا حتى بشر

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما تشاهد فيلم امريكي
وتشاهد فيه زي بنات الليل والشوارع
وتذهب الى السوق والحدائق
لتجد بنات المسلمين يرتدون ماهو مشابه لملابسهم

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما تشاهد شباب بعمر الزهور
يقلدو موضات غربية منحرفة
هي رمز للشذوذ والشاذين
ويسيرون بالشوارع بكل فخر
لانهم على الموضة

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما يخالف الرجال تعاليم دينهم بغض البصر
ويأكلوا اي امرأة تواجههم بأعينهم
وبالمقابل يخافوا على خواتهم من الهوا الطاير

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

عندما تشاهد النساء بالاسواق
يرتدون عباءات تكشف اكثر مما تستر
من ضيقها ونوعية قماشها
تحتار هل هذه عباءة ام فستان سهرة او قميص نوم

•°•أين الادب ..يا دنيا العجب؟؟؟•°•

اللهم اصلح شباب المسلمين

منقووووووووووووووووول




السلام عليكم
يسرني ان اكون اول وحدة ترد عليك
والله معاك حق في اللي قلتيه الله يصلح شأننا



يعطيك الف عااااافيه ياعمري انتي

ويشرفني اول من يرد ع موضوعي

ياقلبي

منوره يالغلا




تشكري غلاااااتووووو ..

والله كل كلمة بمحلها

لا تحرمينا من جديدك




اللهم اصلح امور المسلمين
واجعلهم يتبعون سنةرسلك الكريم




التصنيفات
منوعات

فهذا كل ما أريد

أحبك ولكني قررت الرحيل

فاترك الذكريات تمحو هذا الحب الجميل

فيا عطر الحياة

ويا أعظم شيئا كنت أتمناه

ويا من كنت أحلم يوما بلقياه

أحبك ولكني قررت الرحيل

اليوم أمر شمس حبك بالغياب

ونور قمرك بالذهاب

وإن تتركني دون كلمة حب

أو كلمة عتاب

فاسمع لي أن أنصرف

دون أن تدفني تحت التراب

فاعفوا عني فأنا لن أتحمل هذا العقاب

أشد العقاب هو أن يكون حبك وهم سراب

ونغلق من بعده كل الأبواب

فأنا أحبك ولكني قررت الرحيل

فقد آن لثورة شوقي أن تهدأ

وحرارة حنيني أن تطفأ

وجفون عيني الساهرة أن تنام

وتكون هذه معجزة

من إحدى المعجزات العظام

نعم قلت لك أني أحبك

فما أعجز من هذا كلام

فعلا أحبك ولكني قررت الرحيل

يا حبا لم يظهر أبدا للنور

يا أجمل وهما آن له أن يثور

أحبك ولكني قررت الرحيل

أحبك ولكني عند غروب الشمس سأرحل في الأفق بعيد

تعبت فما عدت أطيق لعبة الأسياد والعبيد

أعطيتك حبي وحناني وما زلت تطالبني بالمزيد

أنا لا أطيق هذا فحبك أصبح سم بالوريد

أحبك ولكني أريد أن أرحل للأفق بعيد

أن أبقى مع أحزاني هناك وحيد

فهذا كل ما أريد

لعلنا نتقابل يوما من جديد




يعطيكِ الف الف عافيه
موضوع رائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكِ
بشوق



خليجية