التصنيفات
منوعات

وصية لقمان "تنمية بشرية " حقيقية تُعمر الأكوان، وتُدخل الجِنان

وصية لقمان.. "تنمية بشرية" حقيقية تُعمر الأكوان، وتُدخل الجِنان

أ.د. ناصر أحمد سنه / كاتب وأكاديمي من مصر

أيها الباحثون: عن سبيل "إيماني، قيمي، علمي، عملي، صحيح، صالح، مُصلح" للإنسا والحياة والكون. سبيل يربط بين العقيدة، والأخلاق (في مرجعيتها الإلهية)، بالعمل والتطبيق والتنفيذ فلا " فصام، ولا إنفصال، ولا نفاق".
أيها الباحثون:عن نسق لعالم الأفكار، وعالم الأشياء.. جناحي الطيران في عالم التحضر والنماء الرفاه.
أيها الباحثون: عما "يجدد حياتكم"، ويثري خصائصكم ومهاراتكم وقدراتكم الخلقية والنفسية والشخصية وإلإجتماعية.
أيها البحثون: عن كل ما من شأنه تطوير مساركم العلمي والتعليمي والمهني والوظيفي، فيكلله بالنجاح.
أيها الباحثون: عما يخلصكم من أفكاركم، وتصرفاتكم، وعاداتكم، و"صورتكم الذهنية" السلبية،
أيها الباحثون: عن الرؤية الإيجابية للنفس البشرية، وعن صلاح البيئة المجتمعية، وعن التوازن في قيم الحياة.. الفردية والمجتمعية والإنسانية.
أيها الباحثون: عما يعينكم علي تخطي عوائق التغيير النفسي والإجتماعي، ويزيل عنكم "بواعث قلقكم علي ذواتكم ومستقبلكم"، ويلهمكم بدء "حياة مُبهجة واعدة".
أيها الباحثون: عن "فن التغيير ومهاراته وإدارته"، وعن قصص حقيقية لشخصيات تغيرت، فأثرت في المجتمع، و"كسبت" الكثير من الأصدقاء، وحققت الكثير من النجاحات.
أيها الباحثون: عن الأس الحقة للتعارف والتواصل مع الذات، و(الآخر).. في نطاق الأسرة والمجتمع والوطن والإنسانية.
أيها الباحثون: عن أس تربية وتنشئة الأبناء وإعدادهم، وترسيخ مقومات صلاحهم، وعن تهيئة الجو الأسري/ القيمي/ المجتمعي الصالح لهم.
أيها الباحثون: عن مهنة تنمية الموارد البشرية Human Resoueses، ومهن خدمة الإعلام والإعلان والعملاء، والتطوير المؤسسي.
أيها الباحثون: الأسلوب العلمي والعملي لتطوير المجتمع وتنميته، وترقية الثقافة والذوق الإنساني الرفيع.
أيها الباحثون: عن استثمار اقتصادي حقيقي..لا ربوي، ولا إحتكاري، ولا إستغلالي، ولا "أخطبوطي عبر شركات متعددة الجنسيات".
أيها الإستراتيجيون والتربوين والمعلمون والخبراء والمحاضرون والمديرون والإستشاريون والإقتصاديون الباحثون: عن البرنامج الشامل المتوازن المتكامل للتنمية البشرية الحقيقية عليكم جميعاً بوصية لقمان في القرآن الكريم.

يقول الحق تبارك وتعالي: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ، وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِالَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الَّهُ إِنَّ الَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ، يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَل ِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"(لقمان:12-19).

لاشتمالها على قصة "لقمان الحكيم".. سُميت السورة الكريمة بهذا الأسم. وهي من السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة، وتعنى بالتركيز على الأصول الثلاثة لعقيدة الإِيمان وهي "الوحدانية، والنبوة، والبعث والنشور". ولقد أشارت "السورة" إلي فضيلة الحكمة، وتفضل الله بها، وكيفية التأمل والنظر لمعرفة الله تعالى وصفاته، وذم الشرك، والأمر بمكارم الأخلاق، والنهي عن القبائح والمنكرات. كما تضمنت وصايا ثمينة أنطقه الله بها، وكانت من الحكمة والرشاد بمكان!. وهذه خطوط عريضة عامة لعلها توضح الهدف المراد:

(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ).. لقد أعطينا لقمان الحكمة وهي الإصابة في القول، والسَّداد في الرأي، والنطق بما يوافق الحق، قال مجاهد: الحكمة: الفقه والعقل. قال القرطبي: والصحيح الذي عليه الجمهور أن "لقمان" كان حكيماً ولم يكن نبياً. كما إن الجكمة هي التوفيق والصدق في القول والعمل. ف "الحكيم" يضع الأمور في مواضعها الصحيحة، فهو صاحب "فاعلية" نحو نفسه ومجتمعه وطنه وإنسانيته، ويسعي لتهذيب نفسه، وتربيتها التربية الإيمانية الحقة، ويمضي في سبيل "كمالها"، و"كمال" كل ما يتربط به من حوله.. فيَسعد، ويُسِعد.
لا مجتمع بلا قيم, أو اتجاهات تجريدية/ عمومية، واجبة وملزمة ومُحددة لتوجه وسلوكيات أفراده نحو مختلف الموضوعات/ المواقف. فهي إحدى المؤشرات الدالة على (نوعية حياة) المجتمعات، ومستوي تحضرها، ونسق تفكيرها, وبوصلة تعديل سلوكها، واختياراتها المستقبلية. و"ماهية الإنسان/ المجتمعات" رهن بنسق تلك القيم المتبناة، والتي يحددها الدين، وما يرشد إليه من أخلاق وقيم ومعاملات وعبادات. كما تحمله وصايا الآباء والمعلمون والتربوين والمصلحون الخ. لذا فلقيم دور نفسي وتربوي وتعليمي واجتماعي وإنساني كبير في صلاح وإصلاح وتماسك ورفعة ورقي المجتمعات.

(أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ، وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ).. وقلنا له: اشكر الله على إِنعامه وإِفضاله عليك حيث خصَّك بالحكمة وجعلها على لسانك. كما أن من يشكر ربه فثواب شكره راجع لنفسه، وفائدته إنما تعود عليه، لأن الله تعالى لا ينفعه شكر من شكر، ولا يضره كفر من كفر ولهذا قال بعده (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) أي ومن جحد نعمة الله فإِنما أساء إلى نفسه، لأن الله مستغنٍ عن العباد، محمودٌ على كل حال، مستحقٌ للحمد لذاته وصفاته. إنه "سُلم قيمي" أعلاه شكر الله تعالي، ثم شكر الوالدين، وطاعتهما، وإلتزام بالعقيدة والمبدأ/ المسئولية الفردية بعيدا عن العواطف/ التقليد/ التبعية العمياء/ المحاكاة. إن أكبر عامل في زيادة الإنتاج: زرع الثقة في المرؤوسين.. والثناء علي إنجازاتهم وإثابتهم عليها.. أشكر لك، أفصح عن أشكرك. قال صلي الله عليه وسلم:(مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ الَّهَ)[1].

(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالَّهِ).. البيان الذي علَّمه الله الإنسان، ميزة بالغة الأهمية عندما توظف أصلح توظيف. فاللغة عاملٌ حيادي. والبشرية بالبيان، والحوار، والسؤال، والجواب، والتعليق، والاستيضاح.. تربية وتهذياً وتعليماً وإعلاماً ترقى إلى الواحد الديَّان، أو تهوي إلى أسفل سافلين: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ )[2]. ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لابنه: (إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ) [3]، وقال المعصوم صلي الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)[4].

ينبغي مطابفة الوعظ/ القول/ التعليم / التدريب للعمل:(َنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ الَّهُ جَهَنَّمَ)[5] فالتطبيق بلا إخلاص غير مقبول، والإخلاص من دون تطبيق لا يكون، والمؤمن يأخذ بالأسباب، ويتوكَّل على ربِّ الأرباب.

(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).. بدأ بالتحذير له من الشرك الذي هو نهاية القبح والشناعة والظلم العظيم. واذكر لقومك موعظة لقمان الحكيم لولده، حين قال له واعظاً ناصحاً مرشداً: يا بني كن عاقلاً ولا تشرك بالله أحداً، بشراً أو صنماً أو ولداًأي إِن الشرك قبيح، وظلم صارخ لأنه وضعٌ للشيء في غير موضعه، فمن سوَّى بين الخالق والمخلوق، وبين الإِله والصنم فهو -بلا شك- أحمق الناس، وأبعدهم عن منطق العقل والحكمة. ِفنهاية العلم التوحيد، ونهاية العمل التقوى، فأرقى عمل أن تطيع الله عزَّ وجل، وأرقى علم أن توَحِّد، فليس عجباً أن يكثِّف الله عزَّ وجل فحوى دعوة الأنبياء كلِّهم بالتوحيد:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِي"(الأنبياء:25). ويقول المعصوم صلي الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الإِشْرَاكُ بِالَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا، وَلا قَمَرًا، وَلا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالا لِغَيْرِ الَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً)[6]،.. (الشرك أخفى في قلب ابن آدم من دبيب النمل ة السوداء في اليلة الظلماء على الصخرة، وأدناه أن تبغض على عدلٍ ، وأن تحبَّ على جورٍ)([7].

المصاحبة بالمعروف وفي المعروف ولمعروف.. مبدأ ومقياس أساس يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقران والأوطان والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً. وفي حياة المؤمن عقائد وقضايا ومبادئ ليست خاضعةً للمساوة. كما أنه استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد ..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل، الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13). فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم.

(وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).. القدوة، والقيادة، والتواصل، و" الإنابة لله تعالي".. سبيل واضح مستقيم، لم ينقطع من لدن أبو البشر "آدم" عليه السلام، وحتي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن سار علي هديه واتبع سبيله. فالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأمهات المؤمنين والصالحين والصالحات، والمصلحين والمصلحات، وسائر القدوات وإظهار التأسي والفخر بهم، وإحترامهم وتقديرهم يملأ "الحاجة للقدوة"، ويسد "قابليات شديدة للاستهوء بنماذج سلبية"، ويحقق جدارة الانتماء، يقول الله عز وجل:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب:21). إنه لا بدّ من مرجعية وطريق صحيحة: (دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا)[8].

(يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الَّهُ إِنَّ الَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).. "محاسبة النفس" علي الصغير والكبير، و"مراقبة" الحسيب السميع البصير سبحانه وتعالي "كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"[9]. الشيء الذي ينبغي أن يُخاف منه هو أكل حقوق الآخرين، والطغيان عليهم. إن الخصائص التي خصَّ الله الإنسان بها خصائص حياديَّة يمكن أن تستخدم في الحق، ويمكن أن تستخدم في الباطل. فحينما يعلم المرء أن الله أعطاه هذه الحواس والقدرات والمهارات وسيحاسبه عليها فسيوظَّفها التوظيف الأمثل للحق وبالحق، ولتعمير الأكوان لا تدميرها. ثم "تقويم الآداء" وتفعيل المسئولية/ الحقوق والواجبات الذاتية الفردية، والتي تتبلور جميعها وتكامل لتشكل المسئولية المجتمعية. ثم لا ينفع الإنسان/ القادة/ المجتمعات/ البشرية غير الصدق. فكل شيء لا يخفي علي الله تعالي.

(يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ).. بعد أن انتهى من التوحيد انتقل للأعمال وبدأ بأهمها إقامة الصلاة. فهي الوسيلة الأساسية لصيروة استكمال "الصلة، والتواصل، والتعرف" علي الخالق سبحانه وتعالي، ثم تربية للنفس والمجتمع، ومن ثم إلزامهما بالصراط المستقيم، وآداء الحقوق والمواثيق جميعها. كما تجتمع في الصلاة كل العبادات من طهارة وزكاة (الزكاة مال، والوقت مال) وقيام وتفكر ودعاء، والمداومة على الصلاة من أكبر أسباب الرزق. وصلواتنا وعباداتنا (تغلب عليها العمل والصفة الجماعية، و"روح الفريق")، وأعمارنا موقوتة بأوقاتها، في ذلك حسن "إدارة للأوقات". لذا كانت التربية الخلقية والقيمية جوهر الإسلام وغايته: فعن مَالِك أَنَّهُ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ"، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"[10].

(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).. أمر بكل خير وفضيلة، ونهي عن كل شر ورذيلة.. أمر بالمعروف، ونهي عن منكر..يسبقهما معرفة بالمعروف والمنكر و"فقههما"، ثم رقابة وحسبة وإحتساب، ورفق بالمدعوين، و"نقد بناء"، وقوف علي "ثغور" الصلاح والإصلاح، بلا خمول أو كسل أو سلبية أو تهاون أو تهويل، فكيف إذن يستشري الفساد والإفساد..الفردي والأسري والمجتمعي والوطني والإقتصادي والإنساني؟.

(إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)..الفضائل ثمار من الله سبحانه على قدر علو الهمة، والعزم والإرادة، والرأي والمشورة. ماأجملها وأقومها من قيم / مهارات/ أدب نفسي/ سبل لتنمية بشرية إيمانية حقيقية.
يقول الشاعر: إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الراي أن تتا.
ويقول آخر: إن كنت ذا رأي فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تستبدا.

(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).. ثم الأدب مع الناس، فلا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم، قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس. ولا تمش متبختراً متكبراً. وتوسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الإِسراع والبطء، واخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل تواضع وعدم خيلاء، ثقة وحسن هندام، تبسم وإعتدال، وطموح لمواجهة التحديات، وتحمل المسؤوليات، وحسن إدارة للأوقات ولنفقات، وبراعة إنصات، وبلاغة خطاب، بلا خجل ولا انطواء، ولا عصبية أو حدة طباع، ولا رد علي السيئة بالسيئة.. أليست أنموذجاً رائعاً يُحتذي لما يسمي (مهارات والسان والعين والأذن، و"لغة" الجسد Body الخ). ومحاربة لسلوكيات وتصرفات وعادات سلبية (تخلية وتحلية).

– إنها "البيئة الإيمانية" التي تؤثر تأثيرا إيجابياً في التربية/ التعليم / التدريب..عقيدة وعبادة وسلوكا، ف"كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه"[11]. إن "المشاركة الفعالة" في تقوية الإيمان من خلال المصاحبه والاصطحاب لأداء الصلاة والفرائض الدينية، وتنمية "الوازع الديني والخلقي"، والتزام الصحبة الصالحة، ومد جسور التواصل مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، وتكثيف جرعات الثقافة الإسلامية.. وتبقي أس وفن الحياة قوامها: إشعار بأهمية حسن الخلق، وبالأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم.. أمان في المنزل، أمان علي المستقبل، أمان من مخاوف تفك الأسر. ويبقي أنه كلما زاد التعبير عن مشاعر الحب والمودة والاحترام زادت فرص التفاهم، والعدل، والنجاح والتوفيق.
– قد يتم فقدان كل شيئ في ثانيةٍ واحدة، فالبطولة ليس أن يعيش الأفراد/ الشعوب في الدنيا مرفوعي المَقَام، ولا كثيري المال؛ بل البطولة أن نلقى الله عزَّ وجل وهو راضٍ عنا. أن نعرفه في الدنيا كي نسعد بهذه المعرفة في الآخرة. ياله من أنموذج رائع "لتنمية البشرية" الحقيقية.. تنمية تُعمر الكوان وتُدخل الجنان.

المراجع:
[1] من سن الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه.
[2] سن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] النسائي عن عائشة رضي الله عنها.
[4] مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] من سن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] سن ابن ماجة عن شداد بن أوس رضي الله عنه.
[7] تخريج أحاديث الإحياء.
[8] كنز العمال عن ابن عمر رضي الله عنه.
[9] رواه الشيخان من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[10] مسند الأمام احمد، برقم:8595.
[11] في الصحيحين.




التصنيفات
منوعات

~ ¤®§ زكية تهفُو روحها قُصور الجِنان §®¤ ~ˆ°

يُخبرنا التاريخ عن نساء كثيرات .. عشن حياة الترف والنعيم .. لكن هذهِ الحياة لم تؤثر فيهن.. ولم ترخِ قوة عزائمهن فتركن

عيشة النعيم وزهدن بها فى سبيل حياة الاخرة .. منهن تلك المرأة المؤمنة..
التى كانت سيده من سيدات نساء العالم ، ولكنها لم تكن سيدة عادية كغيرها من النساء ؛ بل هى وسيدة قصر..
ضربت أروع المُثل في التضحيةِ والفداءِ والمحبةِ لله سبحانه وتعالى.. فاعتادت تزوجها حاكمٌٍ طاغي مستبد ، وارتبطت قصتها بنبي ..
من أنبياء الله عليهم السلام أيضاً.. عاشت حياة الترف والنعيم ، في أعظم القصور وأفخمها المليئة بالخدم والعبيد فاعتادت حياة الملوك ،

والأسرة الممهدة ، والفرش المنضدة .. إذ كانت تنعم .. بكل ما تتمناه الأنفس منَ بذخ ورفاهية ، وخدم وحشم ، وسلطة وجاه ، ومال ..
ولكنها وبرغم كل ملذات حياة الدنيا ومغرياتها ، خفق قلبها بالإيمان ، وانتقت بإخلاص باب الصلاح في قصرالظلم والانحراف ..
عند أعتى الحكام ، والذي كان وللأسف هو زوجها الرجل الطاغي والمستكبر في زمانه ، وهوالداعي للألوهية والتقديس ،،
فنصب نفسه إلهاُ عليهم ولاأحد سواه ( معاذ الله )..

حياتها وأهم ملامح شخصيتها..

نشأتْها وحياتها في القصورالمظلمة المملؤة بالكفر والفجور، رأَتْها قوة وجبروت الراعي ، وطاعة الرعية له ، فسئمتْ ضلال تلك الحياة .. واستظلتْ بظلال النور والإيمان ، فدعتْ ربها أن ينقذها من هذهِ الحياة ؛ بعد أن نوَّر الإيمان بالله الواحد أضاء بصيرتها ، فاستجاب ربها
دُعاءها ، وجعلها مثلاً للذين آمنوا ، ونموذجاً خلّدهُ القرآن الكريم ، فقدمت بذلك دروساً عظيمة في الصبروالإيمان والحنان ، حتى استحقت
أن تكون القدوة الحسنة التى يضرب بها المثل الأعلى على مرَ الزمان..

هكذا كانت إمرأة مؤمنة مخلصة لربها سبحانه وتعالى .. تعبده سراً ؛ فهى الأقدارالتى آلت لها .. أن تكون وهى المرأة المؤمنة بربها..
أن تكون في كنف هذا الجبارالكافر.. وإن تكون زوجة له حين خطبها من أبيها وضيق عليه الخناق ليتزوجها .. لأنها وكما قيل إنها كانت ذات
جمال باهر كما وصفت له.. فشق ذلك الطلب على أبيها ، ورفضه في بادئ الأمر ولكن الطاغي أصرعلى طلبه وساق له مهرابنتهِ وتزوجها ؛
لأنهُ ( أي أباها ) لم يستطع أن يرفض طلب الحاكم الطاغي.. فصارت زوجاً له مع فارق الدين بينهما..

كذلك هى.. ما أن يذكر اسمها حتى يترواد لنا قصتها مع نبي الله (..) عليهِ السلام .. وموقفها الخالد معهُ ، عندما رأت وجههِ المنير ..

وهو عليه السلام طفل رضيع يرقد بتابوت وضعته أمه بداخلهِ وقدفت بهِ في النهر فأخده الموج الهادىء.. إليها ، فلمح الجنود وجواري
القصر شيئا ًيسير بالنهر التقطاهُ .. ولم يقوموا بفتحه فذهبوا بهِ حيث سيدتهن وفي حسابهن أن بهِ
مالاً ، أو جواهر أوذهباً ..
فلما فتحت الملكة المؤمنة التابوث ورأت بداخلهِ غلاماً لم ترى عينيها أجمل منه ينظر إليها بابتسامة البريئة .. وجهه الذي كان يتلألأ
بتلك الأنوار النبوية ، وما إن وقع نظرها عليه حتّى أحبّته حبّاً شديداًً.. فعلم زوجها الملك بالآمر، فآمرعلى الفور بقتلهِ خشية
أن يكون من بني إسرائيل.. أي من بني عدوه .. فكما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بني إسرائيل

( بسبب رؤيا أفزعتهُ في منامهِ ، فقد رأى ذات ليلة ، كأن نارًا قد أقبلت ‏من جهة بيت المقدس ، حتى وصلت إلى بلاده ، وأحاطت بدورها
وبيوتها فأحرقتها وأحرقت ‏اقباطها وتركت بني إسرائيل دون أذى ، فلما استيقظ هالتهً هذه الرؤيا ،
لذلك جمع الكهنة ‏والسحرة والمنجمين وسألهم عن تأويل هذه الرؤيا وتفسيرها ، فقالوا له:

فإذا بها تترجاه وتطلب منه أن يبقيهِ حياً تقرعينها به ؛ ويكون فيه العوض لحرمانها من الولد ) ،

قالت : ( قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ‏)..‏ولأنها كانت سيدة عاقلة وحكيمة إستوهبته ودافعت عنهُ بقولها :
( ومَآ يدريِكَ أنهُ مْن العَدُو، ولَعلُه ينَفعثنا ويَكُون ولٌد لنَا..)
وافق الحَآكم علىَ مَض وردَّ في غلَظة وجَلآفة قاَئلاً :
( لَكِ أنَتِ ولكَن أنَا ليَس لِي حاجةً بهْ ..)

فرحَت الَزوجَة فِرحا ًشَديداً , وأمَرت لهُ بالبحَث عَن مُرضعَة للوَليِد , ولًكنهُ (..) عَليهِ السَلآم ..

جعَل كلُما أخَذتهُ امرأة منهنّ لتِرضَعُه ، لَم يَقبل علَى ثَديِها ، حتَى أشَفقت عَليهِ أنَ
يمَتنع منََ رِضآعة اللبَن فيَموُت ..
فأحَزنَها ذلَك ، حتَى هَدآهُم الله إلىَ طَريِق أمهِ .. فأرسَلُولهَا لُتحضْر فجآءت أمه ، فلما وضعته في حجرها ،

نزا ثديها فمصّه ، حتى امتلأ جنباه ريّاً‏ .‏

فرحت الأم بذلك الأمر، وأيقنت أن الله منجزوعده لها ، عندما عادهُ إلى حضنها.. لتعلم أن وعد حق.. فهكذا أكرم الله الملكة ..
ومنَ عليها عندما ساق إليها تابوته المبارك ، عليه السلام ،

الذي ألقته أمهِ في اليم خوفاً من الحاكم الطاغي .. فأحبته بكل جوارحها وأحاطته برعايتها وعنايتها .. فدافعت عنه ضد جبروت
زوجها الذي ملأ الكفر قلبه فلم يعد فيه مكان للرحمة ولا الشفقة ، خوفا على حياته ومُلكهِ..
فقد شاءت حكمة الله تعالى أن يتربى عليهِ السلام في بيت دعوهِ الحاكم المستبذ.. فنبث الله في بيته ( كليم الله ) نباتاً حسناً وحفظه ..
حتى كبر وحمل رسالة ربهِ إلى ( .. ) وقومهِ بكل صدق وأمانة ..




إيمانها وفاتها..

وعندما بلغ سيدنا (..) عليهِ السلام منصب النبوة ، آمنت بهِ ( الملكة ) وبدينهِ ، لكنها اخفت إيمانها عن زوجها.. حتى اُفشي الآمرفي
نهاية المطاف فحل الجنون على زوجها المتعسف ، وحاول منعها من الإيمان بالله ، ولكنها تمسكت بكل وسيلة لبلوغ هذا القصد..
فكان يهددها تارة ومرة آخرى .. يقدم لها ويغريها بالوعود الجذابة .. لكن لم تنفع معها تهديداتهِ ولا وعودهِ ؛ لأنها كانت قد مُنحت قلبها

لله الواحد عزَوجلَ.. سأل الحاكم الناس عن رأيهم في مولاتهم (..) ؟؟ فأثنوا عليها كثيراً وقالوا:

( أنَ لآ مَثيلُ لهَا فيْ هذآ العَآلم الوآسَع ) ،

وما أن أخبرهم بأنها اتبعت دين (..) عليهِ السلام حتى طلبوا منهُ .. بأن يقتلها ، فما كان منهُ إلا أن امر بربط يديها ، ورجليها
بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس ، حيث الحروأشَعة الشمَس الحَارقة وأمرأن يضعوا صخرةً كبيرةً ( رحى ) ( أي حجَر المِطحنثة)..
علَى ظَهُرها.. فعلَوا بِها ذلك .. فعلَوا بهَا ذلَك .. فكَان إِذا أذآها حرّ الشمَس أظلتها الملائكة بأجنحتها..
ومع ذلك كانت ثباتة على دينها ثبات الجبِالُ الروآسي ، صآبِرة على أشَد العذاَب طمعاً بلقاءِ

الله عز وجل ، فقد كان يقينها القوي بأن الله..لا يضيع آجر الصآبرين .. وقَبل أنَ تَزهق رُوحها الطَاهِرة وإحساسُها بِدنَو أجَلهُا ،

رَفعت ناظِريها إلى السمَاء ، ودعَت المُولى عزَوجل وهَى تبتسَم بأَن يتقبلُها فِي فسَيح جَناته وأنْ يَبني لهَا بيتاً في الجنَة..
هي لحظات وقال : المفسُريِن..

( أرآها الله عزَ وجَل بيتها فْي الجنَة قبل أنَ تَصل الصَخرُة شَاهدت قصَرُها فيْ الجنَة ؛ ليَطمئُن قلبهُا ولتسَكُن نفَسها ،
ولتبقَى فيْ هُدوئها ، وسَكيِنتهُا .. وقبلَ أنْ تصَل الصَخرُة إليها قبَض الله رُوحها الطآَهِرة..)

هذهِ هى صاحبة السيرة العطرة للملكة المؤمنة هل عرفتموها …؟؟

أنها الملكة المؤمنة ..

خليجية

التى عاشت بين زوجها الملك الطاغي ..

[IMG]خليجية[/IMG]

أعتى أهل الأرض فساداً.. وبين نبي وكليم الله ..

هى التى عاشت في نعيم بين خدم يخدمون، وأهل يكرمون ومع ذلك .. تركت كل تلك الحياة المنعمة ..
وطلبت من ربها أن يبني لها بيتاً في الجنة ؛ لانها تعلم أن قصور الدنيا لا تعطي السعادة ، والذى تمنته هوجنات النعيم ..
فاشتاقت لمجاورة ربها.. وكرهت مجاورة فرعون .. فأنزل فيها ربها سبحانه وتعالى قُران يتلى الى يوم الدين..

قال تعالى :

وقد استحقت أن يضعها رسولنا الكريم مع النساء اللاتي كملن..
روي عن ابن عباس ..أن رسول الله خط أربعةُ خطوط في الأرض وقال: ( أتدرون ما هذا )..؟؟
قًلنا الله ورسولهً أعلَم فقال : أفضل نساء الجنة أربع..
خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون )..
هذهِ هى المرأة المؤمنة الصابرة وهذا هو نموذج اخلاص للمراة المضحية بزينة الدنيا ومباهجها فى سَبيل الله ..
وجعلت توجهها لله سبحانه وتعالى هدفاً وغاية .. فأثابها الله تعالى وخُلّد ذكرها في كتابهِ العزيز ..
فجعلها مثالاً يُحتذى بهِ.. وهذا هو نموذج المراة الصابرة .. التى تحملت العذاب فى سبيل الله سبحانه وتعالى..
الصادقة التى صَدقت الله ، فصَدقها .. ودَعت ربَها ليبدلُها نَعيم الجنة بعذاب الدنيا..)

إذاً أين نَحُن فىْ هذا الزمَن منَ هذهِ المرة..؟؟

أسأل الله جل وعلآ أنَ يجمعُنا بها فيَ جنَة الفَردوس عَرضُها السَماوآت والأَرض..




خليجية