أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة تملأ العرش وما حواه وتدوم بدوام ملك الله وتحول بيننا وبين الشر ومن نواه وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما في علم الله
إخوتي في الله
أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة ، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله
رواه الطبراني – وقال الألباني : صحيح بمجموع طرقه – السلسلة الصحيحة 1358
إخوة الإيمان
إنّ كثرة المشاغل اليومية جعلت من المرء اما ساهيا عن وقت الصلاة فيدركها وهو مسبوق من الجماعة واما يدركها في وقتها ولم يفرغ راسه من المشاغل اليومية فيسهو أثناءها وإما يكون ساهيا في صلاته لجهله بالحكم الشرعي
وسنحاول معا معرفة الصفة الشرعية التي تخول لنا اصلاح صلاتنا راجين من الله غز وجل الأجر والثواب لسعينا وعزيمتنا الصادقة على التعلم
سجود السهو
السهو في الشيء: تركه من غير علم، والسهو عن الشيء: تركه مع العلم به
والفرق بين الناسي والساهي: أن الناسي إذا ذكرته تذكر، بخلاف الساهي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثا, أم أربعا, فليطْرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلّم, فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان" رواه مسلم
وشرع سجود السهو جبرا لنقص الصلاة، تفاديا عن إعادتها، بسبب ترك أمر غير أساسي فيها أو زيادة شيء فيها
ولا يشرع سجود السهو في حالة العمد لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سها أحدكم فليسجد .. " فعلق السجود على السهو، ولأنه يشرع جبرانا للنقص أو الزيادة، والعامد لا يعذر، فلا ينجبر خلل صلاته بسجوده، بخلاف الساهي
مشروعية سجود السهو وحكمه
سجود السهو سنة مؤكدة للإمام والمنفرد. أما المأموم حال القدوة فلا سجود عليه بزيادة أو نقص لسنة مؤكدة أو سنتين خفيفتين، لأن الإمام يتحمله عنه. فلو سها فيما يقضيه بعد سلام الإمام، سجد لنفسه
وأما المسبوق الذي أدرك ركعة مع إمامه، فيسجد مع إمامه السجود القَبلي المترتب على الإمام، قبل قضاء ما عليه ، إن سجد الإمام، وإن لم يسجد الإمام، وتركه، سجد المأموم لنفسه، قبل قضاء ما عليه، وأخّر السجود البعدي الذي ترتب على إمامه، ويسجده بعد سلامه، فإن قدمه بطلت صلاته
أسباب سجود السهو
أسباب سجود السهو: ثلاثة: نقص فقط، وزيادة فقط، ونقص وزيادة
النقص:
فهو ترك سنة مؤكدة داخلة في الصلاة سهوا أو عمدا, كالسورة إذا تركها عن محلها سهوا, أو سنتين خفيفتين فأكثر كتكبيرتين من تكبيرات الصلاة سوى تكبيرة الإحرام، أو ترك تسميعتين أو تكبيرة وتسميعة. ومن أمثلة ترك سنة أيضا : ترك جهر بفاتحة فقط ولو مرة، أو بسورة فقط في الركعتين بفرض كالصبح، لا نفل كالوتر والعيدين، مع اقتصار على حركة اللسان الذي هو أدنى السر، وترك تشهد ولو مرة لأنه سنة خفيفة. ويسجد للنقصان قبل السلامفإن نقص ركنا عمدا بطلت صلاته، وإن نقصه سهوا أجبره ما لم يفت محله، فإن فات ألغى الركعة وقضاها
الزيادة:فهي زيادة فعل غير كثير ليس من الصلاة أو من جنسها. مثال الأول: كلام خفيف سهوا. ومثال الثاني: زيادة ركن فعلي من أركان الصلاة كالركوع والسجود، أو زيادة بعض من الصلاة كركعة أو ركعتين، أو أن يسلم من اثنتين. ويسجد للزيادة بعد السلام
أما زيادة القول سهوا: فإن كان من الصلاة فمغتفر، وإن كان من غيرها سجد له
وأما الزيادة والنقص معا:فهو نقص سنة ولو غير مؤكدة، وزيادة ما تقدم في السبب الثاني، كأن ترك الجهر بالسورة وزاد ركعة في الصلاة سهوا, فقد اجتمع له نقص وزيادة. ويسجد للزيادة والنقصان قبل السلام،ترجيحا لجانب النقص على الزيادة
ومن قام إلى ركعة زائدة في الفريضة، رجع متى ذكر، وسجد بعد السلام، وكذلك يسجد إن لم يذكر حتى سلم
أما المأموم: فإن اتبع الإمام عالما عامدا بالزيادة، بطلت صلاته. وإن اتبعه ساهيا أو شاكا, صحت صلاته. ومن لم يتبعه وجلس، صحت صلاته
ومن قام إلى ثالثة في النافلة: فإن تذكر قبل الركوع، رجع وسجد بعد السلام. وإن تذكر بعد الرفع من الركوع، أضاف إليها ركعة وسلم من أربع، وسجد بعد السلام لزيادة الركعتين
ومن ترك الجلسة الوسطى: فإن ذكر قبل أن يفارق الأرض بيديه أمر بالرجوع إلى الجلوس، فإن رجع فلا سجود عليه، لخفته، وإن لم يرجع سجد. وإن ذكر بعد مفارقته الأرض بيديه، لم يرجع. وإن ذكر بعد أن استقل قائما، لم يرجع وسجد للسهو، فإن رجع فقد أساء، ولا تبطل صلاته
ومن شك في صلاته، هل صلى ركعة أو اثنتين، فإنه يبني على الأقل، ويأتي بما شك فيه، ويسجد بعد السلام
المسبوق من الجماعة
من هو المسبوق ؟
المسبوق هو المأموم الذي جاء إلى الصلاة وقد سبقه بركعة أو أكثر
ما هي القاعدة في حكم المسبوق ؟
هي إن يصلي المسبوق بعد سلام الإمام ما فاته فيكون قاضيا للأقوال وبانيا للأفعال يصليها كما صلاها الإمام حتى يتم له ركن الاقتداء بالإمام
بماذا تفوت الركعة ؟
تفوت الركعة برفع الإمام من ركوعها واستوائه معتدلا
دخل المسبوق المسجد ووجد المصلين بصدد الصلاة وجب عليه الدخول مع الإمام في الصلاة المعينة والاقتداء بالإمام ثم يكبر تكبيرة الإحرام ويدخل مباشرة مع الجماعة في الصلاة
مسبوق وجد إمامه راكعا فكبر من قيام وفي أثناء انحطاطه للركوع كان الإمام قد بدأ في الرفع من الركوع ولكنه لم يعتدل قائما تعتبر ركعته صحيحة ويعتدّ بها والمسبوق يحتسبها في صلاته
مسبوق أتى الصلاة ووجد إمامه قد رفع رأسه من الركوع واعتدل قائما أو وجده في السجود في الركعة الأولى وجب عليه الدخول مع الإمام في أي حالة وجده عليها وبعد سلام الإمام يقف المسبوق ولا يسلم ويأتي بالركعة الأولى التي سبقه الإمام فيها فيقرأ بالفاتحة سرا في الصلاة السرية وجهرا في الصلاة الجهرية
من شك هل ركع قبل اعتدال الإمام أو بعده فانه يرفع من الركوع ويتابع الإمام وبعد سلام الإمام يقضي ركعة في موضعها لأنه لا بد أن يبني على اليقين
متى يقوم المسبوق مكبرا بعد سلام الإمام ؟
إذا أدرك مع الإمام ركعتين أو أدرك اقل من ركعة بان أدرك الإمام في الركعة الأخيرة بعدما فاته ركوعها ويقوم المسبوق في هاتين الحالتين مكبرا وفي غيرها منة الحالات يقوم دون تكبير
ما حكم المسبوق بركعة واحدة ، بصفة عامة ؟
بعد سلام الإمام يقوم المسبوق دون تكبير ويأتي بركعة جهرية أو سرية حسب الصلاة ثم يتشهد ويسلم
ما حكم المسبوق بركعتين في صلاة الظهر أو العصر أو العشاء ؟
بعد سلام الإمام يقف مكبرا ويأتي بالركعتين اللتين فاتته سرية أو جهرية حسب الصلاة
ما حكم المسبوق بثلاث ركعات في صلاة الظهر أو العصر أو العشاء ؟
بعد سلام الإمام يقف ويأتي بركعة الفاتحة والسورة سرية أو جهرية حسب الصلاة ثم يجلس للتشهيد الأول ثم يقف ويأتي بركعة ثالثة بالفاتحة والسورة كسابقتها من حيث السر والجهر ثم رابعة سرية بالفاتحة فقط
من أدرك مع الإمام ركعتين في صلاة المغرب وفاته ركعة واحدة وجب عليه بعد سلام الإمام الوقوف لقضاء الركعة الناقصة بالفاتحة والسورة جهرا ثم يتشهد ويسلم
من أدرك الركعة الثالثة مع الإمام في صلاة المغرب وجب عليه بعد أن يسلم أن يقوم دون تكبير ويأتي بركعة ثالثة بالفاتحة والسورة جهرا ثم يركع ويسجد ويتشهد ثم يأتي بركعة ثالثة بالفاتحة والسورة جهرا ثم يركع ويسجد ويتشهد ويسلم
من أدرك اقل من ركعة مع الإمام أو أدركه في التشهد الأخير وجب عليه بعد سلام الإمام أن يقف ويأتي صلاته كاملة
وبصفة عامة إذا أدرك المسبوق مع إمامه اقل من ركعة أي أدركه بعد الرفع من ركوع الركعة الأخيرة أو أدركه في سجودها أو في التشهد الأخير وجب عليه بعد سلام الإمام الوقوف مكبرا ويأتي بصلاته كاملة وليس له ثواب الجماعة وإنما له ثواب السعي لها
من أدرك مع الإمام اقل من ركعة وترتب على الإمام سجود قبلي أو بعدي فلا يجب عليه أن يتبع الإمام لا في القبلي ولا في ألبعدي ويجلس منتظرا وحين يسلم الإمام يقوم المسبوق مكبرا ويأتي بصلاته كاملة ولا سجود عليه
من دخل الجامع فوجد المصلين يستعدون لصلاة العصر وهو لم يصل الظهر
إن كان يعلم انه يمكن أن يخرج من المسجد ويصلي الظهر ثم يرجع ويدرك الإمام ولو في الركعة الأخيرة فله ذلك
وله أن يصلي مع الجماعة العصر ناويا النافلة وبعد الانتهاء من الصلاة معهم يصلي الظهر والعصر منفردا
وله أيضا أن يصلي الصلاة الصورية وذلك أن ينسجم مع الصف ويتبع الإمام في حركاته ولكنه ينوي صلاة الظهر ويقرأ الفاتحة والسورة سرا ويكبر دون أن يشعر من حوله وبعد الفراغ يصلي العصر وهذا لم يتحصل على ثواب الجماعة وله ثواب السعي لها
مصل مطالب بصلاة المغرب ودخل فوجد المصلين يستعدون لصلاة العشاء التي أقيمت
إما أن يصلي مع الجماعة العشاء وينويها نافلة ثم بعد الفراغ يصلي المغرب والعشاء
إما أن يخرج من المسجد ويصلي المغرب ثم يرجع ويدخل مع الجماعة في صلاة العشاء إن طمع ولو في إدراك الإمام في الركعة الأخيرة ولا يصلي المغرب قرب الجماعة لان انعزاله عن الجماعة بهذه الصفة يعتبر قدحا في الإمام وهذا غير مرغوب فيه
إذا ترتب على الإمام سجود قبلي فماذا يفعل ؟
إذا أدرك المسبوق ركعة صحيحة أو أكثر مع الإمام وترتب على الإمام سجود قبلي سجده معه وبعد سلام الإمام يقوم ليتم ما فاته من الركعات
إذا ترتب على الإمام سجود بعدي فماذا يفعل ؟
يجلس المسبوق بعد سلام الإمام ينتظر ولا يتبعه في السجود وحين يسلم الإمام يقف المسبوق ويتم صلاته ويسلم ثم يأتي بالسجود ألبعدي الذي لم يتبع الإمام فيه
إذا سجد المسبوق السجود ألبعدي مع الإمام عامدا أو جاهلا بطلت صلاته لأنه ادخل عليها ما ليس منها وعليه إعادتها
إذا سجد المسبوق السجود ألبعدي مع الإمام ساهيا فصلاته صحيحة وعليه سجود بعدي آخر بعد السلام
ما حكم المسبوق الذي قام يقضي ما عليه بعد سلام الإمام فحصل عنده سهو في صلاته ؟
حكمه انه صار كمن يصلي وحده فيسجد للزيادة بعد السلام وللنقصان قبل السلام ولهما معا قبل السلام
من أدرك الإمام في صلاة الجمعة في الركعة الثانية وجب عليه بعد سلام الإمام أن يقوم ويأتي بركعة أخرى كما فاته ويسلم
من أدرك الإمام بعد فوات الركعة الثانية من الجمعة وجب عليه بعد سلام الإمام أن يقف مكبرا ويأتي بأربع ركعات ينويها ظهرا
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حمّلته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين