التصنيفات
منوعات

و تواصوا بالصبر – ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾. (سورة فصلت الآية:34).

﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ (سورة فصلت الآية:35).

يتعرض الكثير منا للظلم من بعض الناس, و يكون رد فعله هو الانتقام ممن ظلمه, و في بعض الأحيان, رد الظلم بظلم اكبر منه, و لكن ما هو رد الفعل المناسب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تتحدث هذه الآية الكريمة عن الحل السحري لدفع الأذى:

﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

و كلمة أحسن هنا اسم تفضيل، أي:

· إذا كان هناك مائة أسلوب حسن لردِّ هذه السيئة، عليك أن تختار أحسن هذه الأساليب.

· ليس المطلوب هنا الصبر فقط, و لكن رد الإساءة بالإحسان العظيم.

إذا كان ردك أن هذا الحل خيالي و غير قابل للتطبيق, فاقرأ معي القصة التالية:

فهذا عمير بن وهب قصَّته معروفة، انطلق من مكَّة المكرَّمة إلى المدينة ليقتل النبي عليه الصلاة والسلام، واتفق مع صفوان بن أميِّة إذ قال له: " والله لولا ديونٌ ركبتني وأطفالٌ صغار أخشى عليهم العنت لذهب وقتلت محمداً، ولأرحتكم منه ".

فانتهزها صفوان عدو الله فرصةً، وقال له: " أما ديونك فهي علي بلغت ما بلغت، وأما أولادك فهم أولادي ما امتدَّ بهم العمر، اذهب لما أردت وأنا معك ".
سقى سيفه سُمًّا وهيَّأ راحلته وانطلق إلى المدينة ليقتل النبي عليه الصلاة والسلام غدراً، وحجَّته أن ابنه أسيرٌ عند النبي ذهب ليأخذه، رآه سيدنا عمر رضي الله عنه فقال: " هذا عدوُّ الله عمير جاء يريد شرَّاً " قيَّده بحمَّالة سيفه وساقه إلى النبي.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: يا عمر, أطلق سراحه.

قال: يا عمير، ادنُ مني، فدنا منه.

قال: يا عمير، ما الذي جاء بك إلينا ؟

قال: جئت أفدي ابني.

قال: وهذا السيف الذي على عاتقك لمَ جئت به ؟

قال: " قاتلها الله من سيوف، وهل نفعتنا يوم بدر ؟

قال: ألم تقل لصفوان: لولا ديونٌ ركبتني، وأطفالٌ صغار أخشى عليهم العنت لذهبت وقتلت محمداً، ولأرحتكم منه ؟

وقف عمير، وقال: أشهد أنك رسول الله، لأن هذا الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحد إلا الله، وأنت رسوله، وأسلم من تَوِّهِ.

رجل جاء يقتل النبي عليه الصلاة والسلام , فلم يقتله, و لم يعذبه, بل, دفع بالتي هي أحسن, و السيرة النبوية بها العديد من القصص التي أحسن فيها النبي إلى أعداءه, فما كان منهم إلا أن اسلموا, أو على الأقل كفوا الأذى عن الرسول الكريم.

الخلاصة:

إذا دفعت بالتي هي أحسن

حولت عدوك إلى صديق

انتصرت على شهوة الانتقام

جزاء لن تعرفه الآن, جزاء قال عنه رب العزة: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾

المصدر: حلقات تفسير القران الكريم – للدكتور محمد راتب النابلسي




بارك الله فيكي



خليجية



خليجية



بارك الله فيك و جزاك الجنه