القول المنار في حكم الإزار
كتب احد الفضلاء جزاه الله خيرا عن هذا الموضوع و اردت ان انقله لكم للفائدة على لسانه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الإزار
لقد لاحظت أختلاف الناس كثيرا في هذه المسألة فأردت أن أجمع كل ما استطعته عن هذا الموضوع و اناقشكم به مناقشة منطقية للتوصل للحل الأرجح و إليكم هاكم …و أرجو أن أكون أصبت :
أولا :
لقد قال النبي "صل الله عليه و سلم" :
((ما أسفل من الكعبين من الأزار ففي النار))
….فما معنى هذا الكلام؟
ربما لو أقتصر الرجل من العامة على حديث واحد فقط مثل هذا الحديث في موضوع الإزار من بين عشرات الأحاديث فمن المؤكد أنه سيكون له خلفية صغيرة جدا عن الموضوع و سيؤدي قلة فهمه للموضوع إلى اللجوء للإجتهاد "في حال وجود نصوص أخرى غير مقروئة لا يعلمها و هذا لجهله بالموضوع من نواي عـدّة منه" ..
. و سيؤدي ذلك بالتالي للجوء لحكم شرعي مبني على فهم خاطئ لقلة العلم عن الموضوع .
فمثلا :
في الحديث الذي رواه البخاري :
((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))
فهو في هذا الحديث جاء بتخصيص اللفظ على الذي يطول ثيابه
"يقصد للخيلاء فقط"
…و لذلك شاهد و هو حديث :
((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة))
…ففي الحديث الأول أختلف العلماء في معناه :
هل هو بالخصوص للكبر فقط أم بالعموم لمنع إطالة الثياب أبدا ؟
فـمَــن فسر أنه يقصد بخصوص الكبر فقط فسر الحديث ((ما اسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)) بالحديث
:
((من جر ثوبه خيلاء…))
….فلما فسروه بهذا الحديث ظنوا أن هذا قصده لأنه في نظرهم وضّـح المقصود من حديثه الأول في الثاني …
و لكن هذا لا يكفي …
. فكما قلنا :
الأحاديث في موضوع الإزار كثيرة جدا لا يتسع المجال لذكرها …
و أقول لك إن جمعت كل معانيها إلى جنب بعض ستفهم الموضوع بذلك بشكل كُـلّــي و بالتالي ستفهم الموضوع بشكل صحيح موسوعي
…
و أنا أقول لك :
أنا فعلت ذلك فوجدت أن الصحيح هو أن اللفظ بالعموم لا بالخصوص …
و ها أنا أورد دليل واحد فقط من بين الأدلة التي تقوي مذهب العلماء القائلين بأن هذا النص بعموم اللفظ
"عدم الإطالة نهائيا"
و ليس بخصوص اللفظ
"عدم الإطالة عند الكبر فقط" …
و أقول :
أي نعم ربما الإمام النووي و غيره من بعض العلماء "غفر الله لهم" فهموا اللفظ بالخصوص لأنهم لم يتنبهوا من كل الأحاديث الواردة في الإزار ….
فأعلم أن كل مَـن لم يُدقق في أحاديث هذا الموضوع فضلا عن عدم معرفته بكافة أحاديثه …
لم يفهم موضوع الإزار إلا بشكل صغير و غير موسوعي و بالتالي سيقول أن قصد الحديث الخصوص على الكبر فقط لا العموم …
و أعود مرة أخرى و أقول :
سأذكر دليل واحد من بين الأدلة التي تقول بأن مقصود الحديث بالعموم ،ليتضح لك أن كل مَـن قال بالخصوص فهو قد غفل عن نقاط هامة جدا :
أنه صل الله عليه و سلم كما قال
((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))
فقد قال أيضا
((أزرة المسلم إلى نصف الساق ،و لا حرج فيما بينه و بين الكعبين و ما كان أسفل الكعبين فهو في النار))
رواه أبو داوُد …
و السؤال :
لماذا في هذا الحديث الأخير حدد أماكن مواضع الإزار ؟ !!
مع أننا لو أخذنا بقول الذين يقولون بالخصوص إلى جانب هذا الحديث ….
فكيف سيستوي قول هؤلاء مع هذا الحديث ؟
اليس المعنى الآن واضح ؟ فلو كان بخصوص الكبر فقط …
لكان النبي ص قال :
ما اسفل من الكعبين من الإزار ففي النار …
و خلاص خلصنا بس
….
يعني كان المفروض كان
"
متعبش نفسه"
و طـوّل في الكلام بإسهاب في الحديث الثاني و حدد أماكن الإزار ….
يعني ليه حدد مواضع الإزار لو كان المقصود خصوص الكبر فقط ؟؟ اليس من الواضح الآن أن المقصود هو على عموم اللفظ ؟
و لقد قرأت جملة جميلة لأحد العلماء و يُسمى ابو الحسن السندي
فيها ملخص الحكم على موضوع الإزار حيث قال في تعليقه على أحاديث الإزار :
((و الظاهر أن هذا هو التحديد ،و إن لم يكن هناك خيلاء .
نعم أذا انضم إلى الخيلاء اشتد الأمر و بدونه الأمر أخف)) .
اي ان مسبل الإزار آثم و لو لم يكن خيلاء …
و لو كان بخيلاء أشتد الإثم .
و أعيد و أقول :
الأدلة على أن قولي هذا كثيرة جدا …
و لقد جئت بدليل واحد فقط لأن فيه الحجة و البرهان كله ،فلم أحتاج بذلك إلى سرد باقي الادلة و إن أردت معرفتها فأرجع للسلسة الصحيحة للألباني ،الجزء السادس ،القسم الأول منه حديث رقم2682 ،فيه الشرح المفصل الكامل لموضوع الإزار .
و اضيف شئ آخر متعلق بالموضوع … ملخصا : انه في أحد الروايات الصحيحة التي صححها الألباني أن النبي رأى رجل مسبل إزاره فقال له : لماذا انت مسبل إزارك ؟
فقال : لأن ساقيّ شكلهما يعيبني
فقال له ص كل خلق الله حسن فأرفع ازارك
فلم يرى هذا الرجل مسبل ازاره الى ان مات و كان يرى منذ ذلك الحين رافع ازاره للنصف حتى مات
و في رواية اخرى و هو حديث (عمرو بن زرارة الأنصاري) …. أخذ النبي ص على ساقي عمرو هذا و جعل يحدد له اماكن الإزار …. يا عمرو هذا موضع الإزار … إلخ الحديث راجع الحديثين من السلسلة الصحيحة للألباني بشكل مفصل
هو حدد ليه ؟
ثم إننا لم نتسائل ….لماذا حدد النبي ص في أحاديث صحيحة مكان الإزار (من النصف للكعب) ؟ فلو كان التحريم للمتكبر فقط لكان النبي ص لم يحدد مكان الإزار ،و قال لنا و أراحنا أن المتكبر فقط لا يرخي إزاره …و لو كان يجوز للذي لا يتكبر –أي في أي حالة غير التكبُر- أن يرخي إزاره لكان النبي ص لم يحدد لنا الموضع من كذا و كذا ….أم أنه يقول كلام بلا فائدة و في الهواء ؟؟!!!!
أنه لمّا رأى النبي ص الرجل في ساقيه عيب …و مع ذلك أمره بأن يرفع إزاره !!!إذن فلا يجوز إطالة الإزار حتى و لو بدون كبر و لا فخر …فلو كان يجوز الإطالة في عدم وجود للكبر ….لَلم يأمر النبي ص الرجل بذلك …لأنه امره بذلك حتى مع وجود عيبا في ساقيه !!!
فلو كان التحريم للكبر فقط لكان النبي ص أمر الرجل –في حال عيب ساقيه- بأن لا يرفع إزاره …لكنه أمره بأن يرفع إزاره حتى مع وجود عيب فدل على النهي المطلق ليس الخاص .
ففي الرواية الأولى المذكورة :
لو كان تحريم الإسبال لخصوص الكبر فقط فلماذا امره برفع الإزار مع وجود عيب في ساقيه ! ؟؟
و لماذا امره برفع الإزار بــــ الذات لمنطقة وسط الساق ؟ لماذا التحديد هنا ايضا ؟
و في الرواية الثانية المذكورة :
لماذا حدد النبي مواضع الإزار لإبن زرارة لو كان التحريم للخصوص ؟
و ربما يكون كلامي عن الحديثين مبهمين بعض الشئ .. اي انني لم اذكر الحديثين بكاملهما بل بشرح مبسط سريع و الأفضل الرجوع للكتاب كما ذكرت لتقرأ الحديثين بنفسك
و كما قلت لك : في الكتاب كثيييير من الأحاديث عن الإزار … التي ذكرناها و أكثر منها ايضا
و ثانيا ::
ربما يقول أحدنا
((ليه التحــــريـم هنا …ايه السبب)) ؟؟ !!
اقول :
لقد قال الله تعالى في بداية سورة الأحزاب :
(يآ أيها النبي أتق الله و لا تطع الكافرين و المنافقين إن الله كان عليما حكيما
و اتبع ما يُوحى إليك من ربك) …إلخ الآيات
اتعرف ما معنى
(تــبــع)
معناها أي السمع و الطاعة بفعل الشئ المطلوب بدون النظر و لا التفكير في سبب ذلك أو حتى سؤال الآمر :
لماذا تأمرني بهذا …
و هذا النوع من الطاعة
الإتباع
من أسمى أنواعها بل أعظمها منزلةً .
.و بما أنها أسمى انواع طاعة الأوامر فقد أمر الله
تبارك و تعالى بها نبينا محمد
لأنه أسمى و أعلى الأنبياء منزلةً عند الله تعالى …
فمن اسمى الأدب عند الأبن مثلا أنه عندما يأمره ابوه بشئ
..
فيفعله الأبن فورا بدون طلب مبرر …
و إن طلب المبرر سيغضب منه والده بمجرد سؤاله هذا …
و سيكون في عين والده الأبن الغير مطيع ،و هي مذمة بذلك للأبن …
لكن تكون شرف و منزلة عليا جدا للأبن لما يُعرف عنه أنه يطيع والده بدون إتعابه و عدم إحترامه بالإسئلة و لماذا تأمرني بهذا
..
؟إلخ
هكذا أمر الله تعالى نبينا محمدا
…
و المُراد الأن :
لو أن الله تعالى قد خطب النبي
و أمره بــ ( الإتباع)
"أي طاعة بدون نظر في الأسباب و عدم السؤال عنها"
!! ؟؟ إذا كان الأنبياء نفسيهم مُلزمين بالإتباع ؟؟!!
…. فما بالك بينا نحنا الأقل شأنا من النبي
فلذلك لا يكون أبدا لأي أحد من المسلمين أن
((يُــقــِل أدبه))
مع ربنا فيقول :
لماذا ربنا أمرنا بكذا و ما الفائدة و كيف و لماذا ؟؟ !!!
فإنك لن تعرف أبدا مدى حكمة الله تعالى في أوامره …
فأنت مُلزم بإتباعها بدون النظر في سبب تشريعها و كيف و لماذا ….
فالله المشرع لك و هــ(ــو العلي الكبير)
و اما أنت فخلقت من :
(من ماء مهين)
..فكيف لهذا المخلوق المهين من معرفة أسباب أحكام العلي الكبير
؟؟ !!
فلـيَـسـلـم لـيـس عـلـيـه أن يـنـظـر في شريعة الله و يدقق فيها فهو اصلا لن يستطيع بلوغ اسباب تشريعه …
و هي اصلا لا تحتاج لـمُـشـكـك و مفحّص فهي مِن علي حكيم ….
فليس عليه ليسلم إلا الإتباع و فعل الأوامر بدون تفكير في
(لماذا)؟؟
و لأقرب المعنى بإختصار و سهولة …
كلنا يعلم أن الأبن عندما يكون صغيرا ….
و يريد الحلوى مثلا بل و يبكي إن لم يأخذها "في حال قلّة عقليته و صغره و عدم فهمه الكامل لمصلحته أن هذه الحلوى ستضر أسنانه"
….لكن مع هذا الطفل رجل كبير العقل يريد مصلحته فيبعد الحلوى عن الطفل لكي لا يأكلها
"لأن الأب عقله أكبر و أحكم فعلم مصلحة ابنه الصغير الأقل عقلا "
و حتى و لو كانت محزنة للطفل .
..إلا انها عادت بنفع كبير على صحة و جسد الطفل بعدم تناوله الحوى بأمر أبيه …
و الفضل يرجع لأبيه الذي يفهم أكثر من أبنه …
و أخيرا :
فنحن لا نعلم ما سبب تشاريع ربنا مثل :
لماذا عورة كلها إلا الوجه و الكفين ؟
لماذا عدد الصلوات خمس صلوات مفروضات في اليوم و الليلة ؟
لماذا في كل ركعة من الصلاة سجدتين ؟
لماذا نهى النبي
عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس؟ و نهى عن الصلاة ايضا في الفترة ما بين ما بعد العصر إلى غروب الشمس؟
لماذا نهى النبي
عن الإنتعال قائما ؟
لماذا أمرنا بأننا عندما نلبس النعل نلبسهما جميعا أو نحفهما جميعا و لا نلبس واحدة دون الأخرى ؟
و لماذا أمرنا بعدم مجاوزة الثياب ما بعد الكعبين؟
و هذا ما نتكلم عنه الأن ….
و موفقنا أمام كل هذه التساؤولات و معها خبرنا هذا
…
فهو كما ذكرت أن
(و اتبع ما يوحى إليك من ربك)
بدون نظر في الأسباب.
. و لا نسأل عما لا يليق لنا سؤاله ..
.فسؤاله الحقيقي المعرفي هو الإتباع …
فلا تقل لي :
لماذا ممنوع تطويل بعد الكعبين الثياب …
و لكن أقول لك :
تطويل بعد الكعبين الثياب ،تسأله لماذا ؟
و كلنا يعرف الجواب :
لأننا بعُدنا عن سنة نبينا
و نسينا التعامل السليم و الوقير مع سنته صل الله عليه و سلم
:التي تتعامل مع الله بـــ
(سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير)
و هذه صفات المؤمنون
…اما اليهود فلقد وصفهم ربهم فقال
(سمعنا و عصينا)
و لذلك فقد حرفوا في كتبهم لأنهم فكروا في لماذية أسبابه التشريعية فلم يعجبهم كلام ربهم فحرفوه فلذلك قالوا (و عصينا)
لأن أهوائهم غلبت على شريعتهم في نفوسهم
شوف يا اخي ….سيبك من الليلة ديه كلها حتى !! و مش تحتاج لأنك تعرف هل هذا فرض و لا سنة … فأنت المفروض اول ما تعرف بشئ النبي قاله فعليك فعله لنيل الثواب …. بماذا ستخسر لو عملت السنة و الفرض ؟ !!
لا اقصد انه يختلف في الإزار هل هو سنة او فرض !!
لكني اقصد عندما يُختلف في مسألة شرعية معينة فعلينا أن نأخذ بالأحوط … و حتى بدون هذه الكلمة فالحق واضح الآن …فلو كان النهي للتخصيص بالكبر …فما فائدة التحديد لمواضع الإزار في الحديث ؟
فمن كان لديه الجواب فليجبني …
ثالثا :
المراة
أما عن المراة فيجب ستر قدميها جميعا حتى لا يُـرى منها شئ
…و لا بقعة صغيرة حتى ….
فإن الحكمة ليست بتغطية الكثير و القليل من أي جزء في …
و لكن الحكمة في التغطية لكي لا تقع الفتنة فيراها الأجانب
…
فقد أمرت أن تُغطّـى لكي لا يُـــ
(ــعرفن فيؤذيــن) …
و لم تؤمر لتغطي الكثير و القليل ..لا
فمثلا لو رأى أجنبي قطعة صغيرة من ساق امرأة كأنه تماما شاف كل ساقها …
لأنه في الحالتين رأى فأشتهى هذه ….
لأنه لما رأى القطعة الصغيرة تخيلها جميعا في مخه فأشتهاها
..كأنه تماما رأى كاملها !!
،و يجب عليها أن تستر جميع بدنها كما ذكرنا إلا الوجه و الكفين فيختلف العلماء في حكمهما ،و لكن الأوسط المقبول لأي بني ءادم أن ستر الوجه و الكفين زيادة مستحبة يؤجر فاعلها لأستعفافه و حياءه و حبه في ربه ، و ليس على تاركها إثم ،لكن إن كانت في موضع حرج مثلا
:
بين شباب تدرسهم في المدرسة ،أو أضرت للخروج وسط الرجال لحاجة مـاسة لا يوجد رجل يقوم بدالها كما في قصة أبنتي شعيب أو غير ذلك
..
.إلخ فعليها أن تغطي وجهها و كفيها وجوبا لخشية وقوع نظر الرجل اليها و لمنع الفتنة عنها …
فربما تكون زوجة حضرتك أو أم حضرتك
"و لا مؤاخذة"
أو ابنتك فائقة الجمال ..
فتخيل لو استأذنتك و قالت لك أنا رايحة أتسوق مثلا أو كذا
"لوحدها" …
فوجب عليها في هذه الحالة تغطية كل جسدها كاملا بالوجه بالكفين لخشية وقوع الفتنة لها أو معاكستها أو نظر الرجال إليها ..
فمَـن ذا الرجل الذي لا يرى أمرأة حسناء إلا شُغف بها ؟
… و يكون والله خنزيرا مَن لا يغير على امرأته فيأمرها بهذا في موقف كهذا !!! …
فغير أنها أفعال مستحبة و عبادية …
فإنها من أفعال المروءة و الرجال…
و كما قلنا
:
إن أرادت أن تكسي وجهها و كفيها فجزاها الله خيرا فذلك فضيلة تزيد من وقار صاحبته …
و حتى و إن لم تلبسي النقاب و القفّازين …
فأنتي محتشمة بإلتزامك بزي نساء النبي ….الزي الفضفاض الواسع جدا بحيث لا يصف جزءا واحدا تحته ،المتصل حجابا من الرأس إلى ما بعد الصدر يحجب كل شعرها و رأسها إلا ما بين ذقنها إلى منبت شعرها فجعل السواد من ثياب جسمها على وجهها شكلا و كأنها القمر المدور وسط سواد ليلة القدر ..
.جآرة لثيابها من طوله كأنها تجر النجوم ورائ عقبيها ،لكي لا تُرى قدميها أمام الأجانب لأنها عورة من عورات المراة…
و لذلك أمر سيدنا محمد "ص"سيدتنا أم سلمة بأن تستر قدميها لما سألته عن ذلك …
و انا احيي أهل العراق الشقيق والله على ألتزام نسائهم حتى الآن بسنة زوجات نبيهم"ص"و كلنا يعرف الزي العراقي النسائي.. و لم يفعلن كما فعل نساء باقي الدول المجاورة
..فأنا أحييهم بقوة تحية الشغوف بحبيبه …
و احيي أهل الصعيد المصري فكلنا يعرفهم و يعرف تدينهم و حشمة نسائهم الغنيّة عن التعريف
…
و سنة الثياب في النساء فهي موجودة في خبر أم سلمة لما ذهبت إلى النبي و ….أتركك مع العلامة الألباني ليذكر لك بنفسه هذا الحديث و شرحه و صحته من المجلد الرابع من سلسلته الصحيحة ،حديث رقم1864 :
عن أم سلمة عن النبي عليه الصلاة و السلام قال : ذيل شبر .
فقالت أم سلمة : إذن تخرج قدماها؟ فقال صل الله عليه و سلم : فذراع لا يزدن عليه
أخرجه الدارامي279/2
و البيهقي 233/2
و احمد جـ6 ،295 و 309
و ابو يعلى قــ 1/319 عن محمد بن اسحاق عن نافع عن صفية بنت ابي عبيد عن ام سلمة عن النبي صل الله عليه و سلم .
و هذا اسناد رجاله ثقات لولا عنعنة ابن اسحاق لكنه قد توبع فقال مالك في الموطأ 105/3 : عن ابي بكر بن نافع عن ابيه نافع مولى ابن عمر : …الحديث .
و من طريق مالك اخرجه ابو داود 184/2 و ابن حبان1451 .
و ابوبكر بن نافع ثقة من رجال مسلم فالإسناد صحيح على شرطه .
و تابعهما ايوب بن موسى و هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن نافع به .
اخرجه النسائي جــ2 ،299-300 و ابو يعلى قـــ1/315 .
و هذا اسناد صحيح على شرط الشيخين .
و خالفهم عبيد الله بن عمر فقال: عن نافع عن سليمان بن يسار عن ام سلمة : ….الحديث .
اخرجه ابو داود184/2 و النسائي300/2 و ابن ماجه373/2 و احمد315/6 و ابو يعلى .
و رجح الدارامي هذا الوجه فقال عقب الوجه الاول :
_الناس يقولون عن نافع عن سليمان بن يسار_ !!
قلت : ان صح هذا القول فلا مناص من تصحيح الوجه الاول ايضا ،لإتفاق ثلاثة ثقات عليه كما تقدم ،فيكون لنافع فيه اسنادان عن ام سلمة .
و خالفهم يحيى بن ابي كثير فقال : عن نافع عن ام سلمة به .
اخرجه النسائي .
و هذا شاذ مخالف لرواية الجماعة .
و للحديث طريق اخرى عن ام الحسن عن ام سلمة :
ان النبي شبر لفاطمة شبرا من نطاقها
اخرجه الترمذي(تحفة47/3) و ابو يعلى قــ1/315 من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ام الحسن . و قال الترمذي :
و رواه بعضهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن امه عن ام سلمة .
قلت : و علي بن زيد هو ابن جدعان و هو ضعيف .
و رواه جمع عن حماد بن سلمة عن ابي المهزم عن ابي هريرة :
ان النبي قال لفاطمة او لام سلمة : ذيلك ذراع
اخرجه ابن ماجه 373/2 و احمد جــ2 ،263 و 416 .
و خالفه حبيب المعلم فقال : عن ابي المهزم عن ابي هريرة عن عائشة : …الحديث .
اخرجه ابن ماجه و احمدجــ6 ،123و 75 .
و ابو المهزم متروك .
و له شاهد من حديث ابن عمر :
إن ازواج النبي رخص لهن في الذيل ذراعا فكن ياتينا فنذرع لهن بالقصب ذراعا
اخرجه ابو داود و ابن ماجه و أحمد 18/2 عن زيد العمي عن ابي الصديق الناجي عنه .
و زيد العمي ضعيف .
لكن له طريق اخرى يرويه ايوب عن نافع عن ابن عمر : ….الحديث .
أخرجه النسائي و البيهقي بسند صحيح .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا و شكرا لكم و جزاكم الله خيرا…..ارجو ان اسمع بيان رأي حضراتكم في موضوعي هذا
و خلاصة القول :
1-ما أسفل من الكعبين من النار ففي النار، إن لم يكن إسباله هذا تكبرا أو خيلاء.
2- أما إن كان تكبر أو خيلاء: فيدخل في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب).
والله أعلم
و لماذا يُعلّق البعض على هذا الأمر و غيره من أمور الدين !! ….هل سيتعب هذا الذي يجادل كثيرا عندما يقصّر ثيابه إلى ما بين انصاف الساق إلى الكعبين ؟ !!! هل سيتعب لو ربّى لحيته !؟؟ هل سيموت لو قص أو احفى شاربه ؟! هل سيُيَتم لو صلّى السُنن مع الفروض !! و يُقال له ((ثكلتك أمك)) !!! ؟؟؟
تعجبت والله من هؤلاء الذين لا يعجبون من الشورت الذي للركبة !! بل و يلبسونه و هو من لبس الكفار الملحدين الأمريكان !!
و يعجبون اشد العجب من الجلابية او الملابس العادية التي تكون عند الكعبين او فوقه و لا يلبسونه و هو من زي النبي محمد صل الله عليه و سلم
اين همتك يا مسلم اين عزيمتك اين اخلاصك اين دليل حبك للنبي اين اجتهادك لتحصل به حب النبي ؟
و حتى عند اختلاف العلماء اخي في الله …. ابن اخذك بالأحوط عند اختلاف العلماء اين اتباعك للأحوط فربما يكون فيها نجاتك … اين الإيمان الحق ؟ اين حبك للنبي ص عندما تعرف سنته الشريف … اين اتباعك له و لأفعاله ؟
و لكني اطنبت طويلا في الموضوع ليكون بحثا كاملا لمن اراد معرفة اي شئ عن الموضوع او ليفهم الموضوع بشكل مفصل و موسوعي
و ارجو ان اكون اصبت
و جزاكم الله خيرا
و السلام
هذا ما نقلته عن اخي بارك الله فيه من احد المواقع