الساعات تمر بطء قاتل .. فجأة تشعر الراقصة هالة الصافى بالإشمئزاز من بدلة الرقص التى ارتدتها أكثر من عشرين عاماً جابت خلالها مدنا عربية واجنبية وعاشت حياة النجوم ولكن فجأه لم تتمالك نفسها وسقطت على الأرض وسط ذهول الجميع .. دخلت غرفتها وبكت، كما لم تبك من قبل وقف بكاؤها مع صوت المؤذن فشعرت بإحساس غريب لم تشعربه من قبل وتذكرت وقتها الحلم الذى تراه كل ليلة .
ماذا حلمت هالة الصافى وكيف تحولت من حياة الرقص والسهر إلى الحجاب ؟ تروى السيدة سهير حسن عابدين أم كريم رحلتها مع عالم الإيمان؟
– تقول السيدة سهير حلم غريب ظل يطاردنى حتى أستيقظت على الحقيقة المرة .. فقد حلمت بأنى أسير شبة عارية وسط أناس كثيرين جداً وأجد الجميع رجالاً ونساء يدخلون المسجد وسط الزحام وشىء داخلى يدفعنى لأن أدخل المسجد وكلما هممت بذلك نظرت إلى نفسى وإلى جسدى العارى فأخجل من الدخول إلى المسجد ولكنى ألمح وسط الناس شيخا طاعنا فى السن يرتدى جلبابا أبيض ومعه سيدة ترتدى أيضا أبيض فأجد نفسى أنجذب إليهما وأنسى انى عارية وأدخل المسجد .. وتحول حلمى بعد ذلك إلى رغبة فى زيارة بيت الله الحرام وأقف على باب رسوله الكريم وابكى دموع الندم لعل الله يغفر لى الماضى الكئيب الذى عشت فيه بعيده عن ربى وفعلاً بدأت أحضر أوراقى للحج .. وعندما جاء موعد سفرى لدرجة انى كنت فى الطائرة لم أصدق وأنا فى طريقى إلى الله وسأرى بيته الكريم وأقف على باب رسوله .. وتذكرت شريط حياتى ماذا فعلت فأجد دموعى تسيل رغما عنى إنها دموع الندم .. فأنا أعترف أن حياتى الماضية كلها ذنوب فلقد أخطأت فى حق نفس وفى حق دينى وشعرت لأول مرة إنى إنسانه نظيفة لى قيمة فقد تبد الظلام بالنور .. الحمد لله أعتزلت قبل فوات الآوان .
………………………… .؟
– هاله الصافى مات منذ أن إعتزلت الرقص كلما أتذكر الماضى أشعر بالقرف مما كنت فيه، لم يكن لى هدف محدد ولا أعرف كيف سرق منى الشيطان عمرى طيلة هذه السنوات .. أما الآن فأشعر أن حياتى لها معنى وقيمة حيث أعيش مع أولادى .. أربيهم التربية الإسلامية الصحيحة وأؤدى واجبى تجاه ربى وأعيش عالما جديداً .
………………………… .؟
-لأسف عندما أعلنت إعتزالى الرقص بدأت المطاردات من أصحاب الملاهى .. يعرضون على عشرات أضعاف ماكنت أتقاضاه من أجر من أجل أن أعود إلى الرقص أيضا زميلاتى الراقصات بدأن يسخرن منى ويقلن الشيخة هالة اتحجبت ويرسلن لى خطابات ساخرة .. ولكن أقول لهن أفعلن ما شئتن فقد طردت الشيطان من حياتى بعد أن سرق منى عمرى ولن أعود إليه مهما كانت الإغراءات اسخرن كما شئتن ولكنى ذقت حياة الإيمان ذقت حلاوة القرب من الله .. ان هذه السعادة تستحق أن أموت من أجلها .
………………………… .؟
– بعد أن هدانى الله وسلكت طريقه المستقيم وعشت فى رحابه وبعدت عن حياة السهر حاولت أن أدعو بعض زميلاتى اللاتى كنت أحبهن فسروا كلامى بمعان كثيرة ولكنى أقول لهن لقد كنت زميلة لكن .. رقصت وسهرت وعشت كما تعيشون وكنت أظن أنها السعادة ولكن الحياة تعشنها كلها قلق وخوف وشك .. أما الحياة الهادئة البعيدة عن معصية الله فيها الأمان والطمأنينه والسعادة .. أما الذى تعشنه الآن أوهام.
………………………..؟
– لقد سألت أكثر من رجل دين وقمت بتوزيع هذه الأموال في وجوه الخير ، وهذا شىء بينى وبين الله سبحانه وتعالى ..
……………………….؟
– يومى كان قبل الإعتزال يبدأ فى الساعة الواحدة بعد الظهر .. حيث استيقظ من نومى واتناول الإفطار وأقضى بقية اليوم أمام التليفزيون والفيديو .. ثم أخرج فى المساء وأظل أتنقل بين الملاهى والفنادق حتى الصباح فأعود إلى البيت لأنام ..أما الآن فيبدأ يومى من الساعة السادسة صباحاً حيث أتوضأ وأصلى وأعيش كأى إنسانه لها زوج وأولاد تعرف حقوقهم وتعمل على تربيتهم تربية إسلامية صحيحة .. كما احرص على الذهاب إلى المساجد لتلقى الدروس الدينية .
……………………..؟
– بصراحة .. هناك أشخاص كثيرون حاولوا إقناعى بالإعتزال من زمن ولكن كنت أسخر منهم إلى أن جاءت إرادة الله سبحانه وتعالى بالهداية ولكن لم يكن هناك شخص معين وراء حجابى وإعتزالى الفن .. وأحب أن أؤكد إنى أعيش الآن أجمل أيام حياتى.
يعطيكٍـٍ العآفية..