التصنيفات
منوعات

إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس

في قضاء الحوائج عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل. والحديث حسنه الألباني -رحمه الله-

خليجية


الأصل في المسلم أنه يسعى لنفع الناس لا أنه يمنع النفع عنهم.
وتجد بعض النفوس أحيانا تمتنع عن الإقدام على أعمال لا تضرها ، مع أن فيها نفعا لغيرها،اقتصارا على مصالحها الشخصية في حدود ذواتها واهتماماتها، وليس هذا من شأن المسلم، ولذلك عنف عمر بن الخطاب رضي الله عنه محمد بن مسلمة لما منع الضحاك بن مسلمة ، فقال عمر : لم تمنع أخاك ما ينفعه، وهو لك نافع، تسقي به أولا وآخرا، وهو لا يضرك…والله ليَمُرَّنَّ به ولو على بطنك".

المبادرة بتقديم النفع قبل طلبه
إن الأصل في المسلم أنه يسعى إلى تقديم الخدمة لمن يحتاجها ، والنصيحة لمن يجهلها ، والمنفعة إلى من هو أهل لها، بمبادرة منه وحرص من طرفه، وكان من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي برزة حين جاءه يقول: يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله تبارك وتعالى به ، قال له :" انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم".

الحرص على نفع الأقربين
ونفع الأقربين أكثر وجوبا وأعظم أجرا. قال أبو قلابة : وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار؛ يُعفّهم أو ينفعهم الله به، ويعينهم الله به ويغنيهم!" وهذا الاهتمام بالأقارب كسب لقلوبهم، وصلة رحم، ورمز و فاء ، وعنوان محبة ، ودليل رحمة ، خاصة حين يكون فيهم أطفال صغار ، يفتقدون الرعاية والحنان وأهم الحاجات البشرية.

قال أبو العتاهية:
اقض الحوائج ما استطعـت*** وكن لهمِ أخيك فارج
فــــلخـــــــير أيام الفــــــتى *** يوم قضى فيه الحوائج

ونقل عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه قال :
إن في قضاء حوائج الناس لذة … لا يعرفها إلا من جربها

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
مَن نَفَّسَ عن مسلمٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدنيا
نفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ،
ومَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ،
ومَن ستَرَ على مسلمٍ سَتَرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ،
واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يقول جابر رضي الله عنه: (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: لا ) أخرجه البخاري في صحيحه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .
ويقول ابن القيم رحمه الله: "كان شيخ الإسلام رحمه الله يسعى سعيًا شديدًا لقضاء حوائج الناس". بهذا جاء الدين ، علمٌ وعمل ، عبادةٌ ومعاملة.
ويقول الشافعي رحمه الله :

الناس بالناس ما دام الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات

وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات

لا تمنعن يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدرا فالسعد تارات

واشكر فضائل صنع الله إذ جعل
إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

قال ابن القيم رحمه الله:
*من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به،
* ومن رحمهم رحمه،
* ومن أحسن إليهم أحسن إليه،
* ومن جاد عليهم جاد الله عليه،
*ومن نفعهم نفعه،
*ومن سترهم ستره،
*ومن منعهم خيره منعه خيره،
*ومن عامل خلقه بصفةٍ ..

لتكون دائما ممن جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، وعندئذ بشراك الجنة كما في الحديث:" …فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.