التصنيفات
منوعات

الانترنت والخيانة الزوجية

الانترنت والخيانة الزوجية..ساحة جديدة لتبادل المشاعر وتنفيس الكبت
تعرف الخيانة بأنها «إقامة علاقة خارج إطار الزواج»، والقصص المرتبطة بتسهيل وسائل الإعلام والإنترنت للخيانة الزوجية لا تنتهي… فمع تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات، كان للخيانة الزوجية نصيب من هذا التطور.. ومع ظهور الإنترنت لم تتوقع أي امرأة أن تتحوّل هذه الوسيلة الإلكترونية إلى أداة سلبية في أيدي أزواجهن الذين حوّلوا الإنترنت إلى وسيلة للخيانة؛ مما أدى إلى إثارة غيرة زوجاتهم.

فجلوس الرجال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة المواقع الإباحية، أو الدخول في دردشة مشبوهة.. يثير حفيظة الزوجات، وبالتالي تتحول الإنترنت بالنسبة لهن إلى عدو خطر يهدد حياتهن الزوجية.. وليس الزوج وحده المتهم بممارسة الخيانة الإلكترونية.. لكن الزوجة أيضاً في قفص الاتهام. والمشكلة أن هذه الخيانة تتحوّل إلى نوع من الإدمان كما أن العديد ممن يستخدمون هذه الوسيلة يظنون أنها ليست خيانة بالمعنى الحرفي للخيانة.

هذا ما حصل لريم- 27عاماً، حين اكتشف زوجها خيانتها له مع أحد الأشخاص عن طريق النت، فما كان منه إلا أن طلقها..
تقول ريم: كانت حياتي الزوجية في بدايتها رائعة ومستقرة، إلى أن بدأ عمل زوجي يزيد، فلم أعد أراه إلا في آخر اليوم.. كان يعود من عمله منهك القوى يأكل وينام، بدأت أشعر بالملل وحينها بدأت بالتسلية على ألعاب الكمبيوتر، بعدها مللت من الألعاب وبدأت أدخل على النت لأقرأ الأبراج وغيرها، وعدت للملل وفي يوم تشاجرت مع زوجي، فدخلت أحد مواقع الدردشة، هناك بدأت تنهال عليّ دعوات المحادثة وكنت لا أستطيع الرد عليها كلها، لم أرد الحديث مع أحد ولكنني تكلمت مع شخص تقرّب مني كثيراً، سألني عن مشاكلي وتحدثت معه وقدم لي النصح، وهو بدوره تكلم عن مشاكله وخلافاته مع زوجته، شعرت أن بيننا قاسماً مشتركاً، وأن مشكلتنا واحدة، وهكذا أعطيته بريدي الشخصي.. كنت كلما دخلت وجدته متصلاً إلى أن بدأت أعتاد على وجوده في حياتي، وأشعر بالحزن إذا لم أجده.. وهكذا تطورت علاقتنا، إلى أن أتى يوم وعلم زوجي بالأمر واعتذرت منه، لكنه اعتبر ما حصل خيانة له، وطلقني رغم وجود طفلي الذي لم يتجاوز عمره السنتين ولكن هذا لم يشفع لي.

جهينة- هبة صبحي المصري:

خيانات لا تنتهي..
تقول »بريجيت ويرا» مستشارة الزواج في إحدى الجمعيات الأميركية، في كتاب لها: «إن الخيانة عبر الإنترنت تبدأ غالباً مثل لعبة أو مغامرة صغيرة، فالمتزوجون نادراً ما يسعون وراء علاقة واحدة أو عميقة، ولكن لا مانع لديهم من تكوين علاقات متعددة غير محدودة وعابرة، ويمكن أن يدمنوا هذا النوع من العلاقات، خاصة إذا انعدمت مساحات الحوار والحلم في حياتهم مع زوجاتهم الحقيقيات، ولكن النتائج غالباً ما تكون سيئة بسبب هذه اللعبة الطائشة والحوارات العابثة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة».
ومنها قصة «رنا» التي عادت ذات ليلة إلى بيتها بعد زيارة أسرتها لتجد امرأة أخرى مع زوجها، وعندما طلبت منه تفسيراً لوجودها في البيت، اعترف لها أنه تعرف عليها منذ عدة أشهر من خلال أحد مواقع الدردشة على الإنترنت، فلم تتحمل ما حصل وانتهى الأمر بالطلاق.

أما «علا» التي اكتشفت أن زوجها مدمن إنترنت، وأنه يقضي ساعات طويلة أمام الحاسب الآلي، فتقول: عندما اكتشفت أن زوجي يدخل النت باستمرار ولساعات طويلة شككت بالموضوع وقمت بإنشاء عنوان لبريد وهمي على اعتباري فتاة تريد التعرف إليه، وبدأت بمراسلته وما أثار غيرتي أنه كان يتجاوب مع هذه الفتاة التي قمت بأداء دورها، حتى أنه لم يذكر لها أنه مرتبط، كنت أحدثه على النت وهو في مكتبه على اعتباري تلك الفتاة المعجبة وأتصل به على هاتفه، فيقول لي مشغول سأتكلم معك فيما بعد، جنّ جنوني وواجهته بكل شيء وصارحته بذلك فلم ينكر، ولكنه عاهدني بعدم العودة إلى ذلك مرة أخرى، والإخلاص لي!.

وهنا يحكي لنا «خالد» قصته بعد أن أصبح من مدمني المحادثات المشبوهة، فيقول: إن أول مرة استخدمت فيها الإنترنت لم أكن أدخل فيها إلى مواقع الدردشة بل كنت أستخدمه في مراسلاتي وعملي فقط، كنت أعلم بوجود مواقع الدردشة وأستخف بالذي يدخل إليها ويضيّع وقته فيها، وفي أحد الأيام قررت الدخول بدافع الفضول فقط وليس بهدف التعرف على فتيات، ولكنني للأسف أصبحت مدمناً عليها حتى أني أدخلها كل ليلة، حاولت وإلى الآن ما أزال أحاول ترك هذه العادة ولكني لا أستطيع ذلك.!!
ويضيف: «إن عدم استخدام الدردشة كل ليلة بالنسبة لي يعني افتقاد شيء مسل ورائع في حياتي، رغم أنني متزوج وأعيش حياة سعيدة مع زوجتي!».
وسيلة لتسهيل الخيانة
يقول المرشد الاجتماعي علي محمد: أصبح الإنترنت ملاذاً سهلاً وميسراً لأصحاب البيوت المتوترة، الذين غالباً ما يفضّلون الهروب من مشاكلهم بدلاً من مواجهتها، فمثلاً الزوج الذي لا يحسن التحدث إلى زوجته في ساعة اضطراب العلاقة بينهما، تجده سرعان ما يتوّجه إلى شاشة الكمبيوتر ليبحث عمن يحدثها من اللواتي لا يظهر الإنترنت إلا محاسنهن، وربما كانت مساوئهن أضعاف مساوئ زوجاتهم! وقد تجلس الزوجة لساعات طويلة أمام شاشة الإنترنت تاركة أطفالها وأسرتها للخادمة، فيمرض الأطفال، أو يتهدم أحد أركان الأسرة أو كافة الأسرة، كل هذا لتبحث الزوجة عمن يشبع نهم عاطفتها أو غريزتها بالعلاقات المحرمة بسبب غياب الزوج، أو سفره، أو هواياته، وتدفع الأسرة غالباً فاتورة الخيانة الإلكترونية بالانفصال أو الطلاق.
ويضيف قائلاً: أما عن أسباب خيانة الرجال لنسائهم، فهي حبهم للمغامرة والتجربة، أو بسبب الصحبة السيئة التي تدفعهم دائماً للمنكرات، أو بسبب تحقيق مظاهر الرجولة وعودة الشباب، خاصة إذا كان الرجل كبيراً في السن، أو عنده ملل من حياته الزوجية، أما المرأة فتخون زوجها، بهدف الانتقام منه ومن خيانته لها، أو بسبب حرمانها العاطفي، فتريد أن تشبع عاطفتها من آخر، أو قد تكون منهزمة نفسياً، ولديها إحباط زوجي فتلجأ للخيانة هروباً من الواقع، أو أنها لا تريد الطلاق وتحرص على اسم «متزوجة»، لكنها غير سعيدة مع زوجها، وكلا الطرفين يشتركان في سبب واحد وهو انعدام الوازع الديني وقلة الخوف من الله، وهذا ما نعاني منه كثيراً في زماننا هذا.
أعراض الخيانة الإلكترونية

هناك بعض المظاهر التي تدعوك للشك في أن زوجك يخونك مع شريك إلكتروني، وهذه الشكوك قد لا تؤكد ذلك، ولكن كلما كثر وجودها في الزوج كلما استدعى الأمر تدخلاً عاجلاً منك للحفاظ على أسرتكما، والحكمة هنا أساس كل شيء، وهذه دعوة لعدم التعجل والحكم على الأمور من منطلق التثبت، فكم أفسد الشك من أسر وهدم من بيوت..

ومن هذه المظاهر:
زيادة ساعات استخدام النت بشكل مفاجئ.

مكوث الزوج ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر.
استخدامه للإنترنت في أوقات نومك.
الرغبة في الوحدة عند استخدام الشبكة.
طلب الزوج لاشتراك إنترنت خاص به.
تملك الزوج لعناوين بريد إلكترونية كثيرة.
الاهتمام المفاجئ بشراء كاميرا أو ميكروفون خاص بالحاسب الآلي.
الاهتمام بالمظهر أكثر من ذي قبل، خاصة عند الخروج أو عند استخدام كاميرا الإنترنت.
قلة اهتمام الزوج بالحديث إليك على عكس عادته، وانشغاله الدائم بالإنترنت.
ظهور ملامح التوتر إذا قررت الجلوس بجانبه أثناء عمله على الحاسب.
وعن الجانب العلاجي الذي يمكن بواسطته التخلص من الآثار السلبية والسيئة لاستعمال الإنترنت فيما يسيء إلى الحياة الزوجية:
استخدام الحيلة: كإرسال رسائل بريدية إلى الزوج من عنوان مجهول تحتوي على قصص عن الخيانات الزوجية وآثارها على المستقبل الوظيفي والعائلي والاجتماعي والديني، كذلك إرسال قصص تكشف الخداع في العلاقات الإلكترونية.
المصارحة الوجدانية والعاطفية لا الجدلية: وهذه تعتمد على طبيعة العلاقة قبل ذلك، وقد تكون قاسية على البعض ولكنها ضرورية في مرحلة ما. وخلاصة الأمر أن يحدد الطرفان ما إذا كانا يريدان الاستمرار في العلاقة بينهما، ثم يحددان ما الذي ينقصهما من احتياجات.
العمل على إشباع الحاجات العاطفية المفقودة: يجب إعادة الحرارة للعلاقة الزوجية الأسرية بإعادة خطوط الاتصال القلبية والوجدانية بين الزوج وزوجته والأب وعائلته، وعدم الانسياق في هاوية الأنانية على حساب وقت الأسرة والأبناء.
نقنع أنفسنا بأننا لا نخطئ

يرى الدكتور »مروان .ح» اختصاصي نفسي- أنه في مجتمعنا أول ما نخشاه هو الوقوع في فضيحة، أو أننا نحاول إقناع أنفسنا بأننا لانفعل الغلط ولا نخون وهنا تأتي الإنترنت لتوهم الزوجة نفسها بأنها لم تخرج من منزلها ولم تقابل أحداً أو تقيم معه علاقة جنسية غير شرعية، وتقول لنفسها إن كل ما تفعله هو الجلوس أمام شاشة صماء محاولة تبرير فعلتها..

دوافع الخيانة

ويضيف د. مروان إن كل تصرف يقدم الإنسان على فعله يكون نتيجة دوافع معينة، وهذا يندرج مع فعل الخيانة، فمن أهم أسباب إقدام الشخص الخائن إلكترونياً على مثل هذا الفعل هو إما هروب أو انتقام..!! لأن الخيانة هنا لا تتعدى الفضاء وليست بحثاً عن الزنا بالمعنى الحرفي.
الهروب من شيء ما: مثل فشل عاطفي أو ضغوط في المنزل أو العمل أو الملل والفراغ والفتور في العلاقة الزوجية وغياب الأنشطة المشبعة للعواطف، وتكون الخيانة هنا لمحاولة تعويض النقص أو الخلل.
الانتقام والمنتقمة.. وفيه تخون المرأة رداً على ما يفعله زوجها بها من إهمال، أو رداً على علاقاته التي يقيمها وتعلم هي بها أو تتوقعها!!. وهي تتغافل أن خيانتها هي انتقام أو إضرار بنفسها قبل كل شيء، وأنها وهي تقيم علاقة بآخر إنما تخون نفسها، وتهين كرامتها، وهي غالباً ما تكون من نوعية الشخصيات العاجزة عن المواجهة، أو فشلت في الحصول على احترام زوجها ومحبته واهتمامه، ويئست من المحاولات معه فقررت أن تنتقم على هذا النحو البائس.

لماذا كثرت الخيانة بالإنترنت.. ؟!!
ويؤكد الدكتور مروان أن الحوار عبر الإنترنت يتميز بأمور تسهّل الخيانة، ومنها: «اللاإسمية» حيث لا يعرف طرفا العلاقة (إن أرادا ذلك) اسم أو عنوان أو جنس أي منهما، وهذا يعطي مساحة هائلة من الحرية في التعبير عن الذات دون اعتبار لأي عوامل اجتماعية أو أخلاقية، كما تتميز بحرية الدخول والخروج، فلا إلزام بوقت أو مطالب، وهذه الحرية ربما تكون غير متاحة في العلاقات العادية، وكذلك يتميز الحوار عبر الإنترنت بإنسانية العلاقة، حيث يتحرر الطرفان من أي التزامات دينية أو اجتماعية ويجدان نفسيهما في حوار ثنائي إنساني حر، بعيداً عن كل الضغوط والالتزامات السابقة، وهذا يجعل التواصل أكثر إنسانية وأكثر تجاوزاً للخلافات والاختلافات.
كما يعتقد د.مروان أن «الخونة» لديهم أسبابهم طبعاً، فهم منسحبون أحياناً من مواجهة زوجة مسترجلة لا تترك لزوجها مساحة إلا واقتحمتها بالضجيج أو بالتدخل، وقد تكون نواياها حسنة، وتحاول مساعدته وتخفيف العبء عنه، ولكن بطريقتها وليس بما يناسبه أو يناسب العلاقة بينهما.
ويضيف: من «الخونة» نوع تكون خيانته بتقصيره.. مجرد رد فعل مباشر على تقصير الزوجة، أو سوء أخلاقها أو إهمالها لنفسها أو بيتها أو أولادها، ولا يخلو بشر من عيوب، فإذا به يرد على عيوبها بالهجر والتقصير أو بالبحث عن علاقات خارج إطار الزواج، وينسى أن أساس درجة القوامة أنه مكلف شرعاً بأن ينفق عليها ويتسع قلبه لها، ويحتوي مطالبها ويقوم بحاجاتها، ولو لم تنهض هي بما عليها أو ما هو منتظر منها.

أخيراً نقول: الأزواج يلجؤون إلى الإنترنت للبحث عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية كالرومانسية والإثارة مع إيهام نفسهم أن هذه هي مجرد محادثة على كمبيوتر ولا تندرج تحت اسم الخيانة، وطبعاً هذا غير صحيح وهو بداية للهاوية وتدمير للأسرة والمجتمع.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.