يتساءل الكثير عن ماهية دور العصب البصري كجزء من العين في حاسة البصر وللإجابة على هذه التساؤلات يجب فهم فسيولوجية الرؤيةأولا. فتبدأ الرؤية عندما تسقط أشعة الضوء المنكسرة من الجسم المرئي فتتكون صورة على شبكية العين، والتي تقوم خلاياها بتحويل هذه الصورة إلى موجات أو إشارات عصبية تنقل عن طريق عصب العين – والذي يحتوي على حوالي مليون ليف عصبي- إلى القشرة الدماغية (مركزالنظر) الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ؛ حيث يقوم هذا المركز بتحويل هذه الإشارات مرة أخرى إلى صورة تعكس تماما الجسم المرئي بكل تفاصيله الدقيقة، وتتم هذه العمليةخلال أجزاء من الألف من الثانية.
والسؤال: هل من الممكن فقدان وظيفة العصبا لبصري وكيف؟
يتم فقدان وظيفة العصب البصري أو جزء منها نتيجةً لاعتلالات العصب البصري المختلفة
تختلف اعتلالات العصب البصري بحدتها و شدتها وطرق علاجها بحسب مسبباتها و موعد اكتشافها فمنها ما يكون اعتلالا وراثيا، ومنها مايكون مكتسبا نتيجة لحدوث الالتهابات أو التسمم بمختلف أنواعها أو نقص في التروية الشريانية أو نتيجة لفقدان مباشر لألياف العصب بسبب ضغط مباشر من أورام وغيرها أو غير مباشر نتيجة لارتفاع ضغط الدماغ أو الماء الأزرق(الجلوكوما) وقد يكون الاعتلال نتيجة لقطع مباشرللعصب أثناء العمليات الجراحية أو حوادث السير الخطيرة والتي ينجم عنها حدوث إصابات للرأس. ويتم علاج العصب بحسب سبب اعتلاله وعادة ما يكون هدف العلاج هو الحد من تفاقم إصابة العصب حيث إن ما يُفقد من ألياف العصب لا يمكن استرجاعه بسبب عدم قابلية الألياف العصبية على النمو من جديد بعد فقدانها؛ لذا يستوجب زيارة الطبيب المختص بأسرع وقتممكن عند حدوث أعراض اعتلال العصب، وذلك للتقليل من نسبة فقدان الألياف العصبية.
وتتلخص الأعراض فيما يلي:
نقص حاد أو مزمن في النظر، خلل في رؤية الألوان، نقص في حساسية رؤية أو بهت الألوان البراقة كاللون الأحمر، ظهور بقع عمياء في المجال البصري بالإضافة إلى أعراض مصاحبة يعتمد وجودها من عدمه على اختلاف المسبب؛ كالصداع والآلام المصاحبة لحركة العين والتنميل أو الخدر ونقص الوزن.
وعند الإحساس بأي من هذه الأعراض يجب زيارة الطبيب المختص للتأكد من وجود العلة من عدمها لكي يتم الوصول للتشخيص الصحيح والحصول على العلاج المناسب للحد من خسارة أكبر عدد ممكن من الألياف العصبية.
منقول