وهو المسؤول عن فقدان الوزن في الأسابيع الأولى للحمل، وهو غالباً ما يزول بعد الشهر الثالث، غير ان بعض الحوامل يلازمهن الغثيان كظلهن حتى موعد الولادة.
والغثيان عادة يحل بثقله على صاحبته في الصباح الباكر، ويظل ملازماً لها لثوان معدودات وقد ينتهي بالتقيؤ، وبعدها يزول لتصبح الحامل طبيعية كأن شيئاً لم يحدث. وطبعاً يمكن ان يشاهد الغثيان في
أوقات أخرى من النهار.
وقد يكون الغثيان، وما يليه من تقيؤ، سبباً لوقوع مشاكل نفسية وصحية للأم، لما ينتج منهما من كره للغذاء وضياع للشهية. وعلى رغم الضجة المزعجة التي ترافق الغثيان والتقيؤ، فإن الجنين، ولحسن الحظ، لا يتأثر لا من قريب ولا من بعيد بهما، بل على العكس فإن وجودهما يشير الى ان الحمل يسير على ما يرام. فقط واحد في المئة من النساء الحوامل قد يؤدي الغثيان والتقيؤ عندهن الى الاصابة بالجفاف وفقدان الوزن، وهنا لا مفر من ادخالهن المستشفى للعلاج والرعاية.
ما هي اسباب الغثيان الحملي؟
حتى اللحظة لا أحد يعرف بالضبط الاسباب الفعلية التي تقود الى المعاناة من الغثيان الحملي، هناك فرضيات عدة قيلت، ولكن أياً منها لم يحمل الجواب الشافي، الا ان الفرضية الأكثر قرباً من الواقع هي تلك التي توجه أصابع الاتهام صوب هورمونات الحمل، وما يدعم هذه الفرضية هو توقف الغثيان فور وضع الأم لوليدها. وهناك من يعتقد بأن الاضطرابات الهضمية والنفسية المرافقة لفترة الحمل الأولى هي السبب. وقد ذهب بعضهم الى القول بوجود رابط بين دوخة السفر والغثيان الحملي، ولكن التحريات الميدانية لم تحمل معها ما يثبت وجود هذا الرابط، خصوصاً ان هناك حوامل عانين الغثيان الحملي من دون ان يشكين سابقاً من مشكلة دوار السفر. ولاحظ عدد من العلماء ان الغثيان الحملي يطاول في شكل أكبر النساء الشابات، والبدينات، والحاملات لأكثر من جنين واحد، ومع ذلك فإن السر الذي يفسر وقوع الغثيان الحملي ما زال حتى الآن قيد المجهول.
ما العمل للتغلب على الغثيان والتقيؤ الحملي؟ اليك بعض النصائح والتدابير التي من شأنها ان تمنع أو تخف وطأة العارضين المذكورين:
– الأكل مراراً وتكراراً وبكميات قليلة. على الحامل ان تضع نظام الثلاث وجبات جانباً، لأن المعدة الخاوية تشعل فتيل المشكلة. ويجب الحذر من دك المعدة فوق طاقتها.
على الحامل ان تشرع بالأكل متى أحست بالشهية على الطعام، فالمعروف ان المعدة تفرز الكثير من الحوامض خلال الحمل ولهذا فمن الضروري تناول الطعام كي تلتهي به.
– الابتعاد عن أكل المقالي والدهنيات لأنها صعبة الهضم وتظل في المعدة مدة طويلة ما يجعلها مثيرة للغثيان.
– التخفيف من أكل الحلويات والسكريات لأن المبالغة في تناولها تحرض على الغثيان. واذا كانت الاغذية الصلبة تسبب فورة في الغثيان فيمكن استبدالها بأغذية سائلة مصنوعة في المنزل او تشترى جاهزة من الصيدلية.
– اذا حدث الشعور بالغثيان باكراً في الصباح، فعلى الحامل ان تمضغ بعض البسكويت الهش قبل النهوض من السرير. اما اذا حصل الغثيان متأخراً خلال النهار فيجب اخذ شيء من الطعام فوراً، فهذا من شأنه ان يساعد في زوال اللعيان.
– شرب ما يكفي من السوائل لكن خارج أوقات الطعام وبطء وبجرعات قليلة.
– شرب مغلي الزهورات، مثل المليسة والبابونج، فهو مفيد في لجم الغثيان والتقيؤ.
– تناول خلاصة الزنجبيل، فالابحاث السريرية كشفت فائدته في علاج الغثيان الحملي.
– الحذر من الروائح (خصوصاً روائح المطبخ) التي يمكن ان تثير الغثيان، كما يجب تفادي التهوئة السيئة.
– عدم الاستلقاء مباشرة بعد التهام الطعام، فهذا قد يعرقل من حسن سير عملية الهضم، وبالتالي قد يؤهب لحدوث الغثيان. يجب الوقوف او الجلوس لمدة نصف ساعة قبل الاضطجاع.
– الابتعاد عن الأطعمة التي تشعر الحامل بأنها مثيرة للغثيان، والعمل على أخذ ما هو قريب من تكوينها.
– الحذر من المشروبات المنبهة، فهي غالباً ما تحرض على الغثيان.
– ماذا عن الأدوية؟
طبعاً هناك أدوية تساعد في قمع الغثيان ولكن يجب عدم اللجوء اليها الا كحل أخير، وعندما يكون الغثيان شديداً لا يطاق، والمهم عدم الانجرار وراء تلك الادوية بدافع ذاتي، بل لا بد من استشارة الطبيب في شأنها من أجل وصف عقاقير آمنة لا تشكل خطراً على الجنين.
أتمنى أن أكون أفدت الجميع