هناك عاملان رئيسيان يساهمان في تكوين الجلطات في تلك الأوردة، أولهما هو ركود الدم في الأوردة السفلى. فإن انقباض عضلات سمانة الساق كلما مشيت يساعد على دفع الدم في أوردة الساق وعودته إلى القلب. ولكن الراحة في الفراش لفترات طويلة أو الجراحات الطويلة أو حتى ركوب الطائرة في رحلة طويلة يمنع حدوث هذه العملية الطبيعية.
من العوامل الأخرى التي تبطئ تدفق الدم في أوردة الساق: نقص القدرة الانقباضية للقلب (نتيجة لهبوط القلب الاحتقاني).
تجلط الأوردة العميقة يمكن أن يحدث أيضاً إذا كان الدم له قابلية فوق العادية لتكوين الجلطات. يمكن أن تكون هذه الحالة موروثة أو قد تنجم عن التلوث أو السرطان أو أمراض النسيج الضام. كما يمكن أن تنتج عن تناول الأقراص الفمية لمنع الحمل. فضلاً عن هذا فإن الإصابة أو الجراحة تميل إلى زيادة مستوى عوامل التجلط في الدم بدرجة كبيرة.
الأعراض
يمكن أن تنشأ جلطات الأوردة العميقة دون التسبب في ظهور أعراض. إذا أصاب التجلط الأوردة الكبيرة في الفخذ، فإن الساق تبدأ في التورم. وعندما يحدث التجلط في منطقة السمانة من الساق، فإنه يسبب الألم فيها .
وصحيح أن جلطات الأوردة العميقة بالساق يمكن أن تحدث دون أية أعراض على الإطلاق. ولكن إذا انفصلت إحدى هذه الجلطات من مكانها، فإنها يمكن أن ترحل مع تيار الدم حتى تصل إلى الرئتين وتسد شريانا رئويا . وهذه تسمى السدادة الشريانية الرئوية أو القذائف الرئوية. ويمكن أن تسبب ألما حادا بالصدر، وقصر الأنفس، والإغماء، وحتى الوفاة.
خيارات العلاج
من الصعب على طبيبك أن يشخص جلطات الساق ببساطة بمجرد فحص ساقك. فإذا كان ثمة تورم أو ألم عند الضغط على الساق، فقد يحولك الطبيب لإجراء الاختبارات التشخيصية المختلفة عليك.
وفى الغالب فإن أول اختبار هو الموجات فوق الصوتية لأوردة ساقك، والتي يمكنها إظهار الجلطات وقياس سرعة تدفق الدم في أوردتك.
إذا كانت الموجات فوق الصوتية غير مؤكدة النتيجة، فقد تكون في حاجة إلى تصوير الأوردة بالأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي . ويشمل تصوير الأوردة حقن صبغة في الأوردة لرؤية الانسدادات بالأشعة.
أما التصوير بالرنين المغناطيسي فلا يحمل أية خطورة، وله ميزة إظهار الأوردة عند المستويات العليا من الساق وفي الحوض حيث يمكن أن تتكون الجلطات. من المتوقع أن يحل بالكامل محل تصوير الأوردة في المستقبل القريب. مع ذلك فهو أكثر تكلفة وأكثر صعوبة في تطبيقه في الحالات الطارئة من التصوير بالموجات فوق الصوتية.
إذا أظهرت الاختبارات التشخيصية أن جلطات الساق تقتصر فقط على أوردة منطقة السمانة، فقد تكرر الاختبارات عدة مرات على مدى الأسابيع القليلة التالية للتأكد من أن الحالة لم تنتشر إلى الأوردة التي فوق مستوى الركبة حيث يكون احتمال حدوث سدادة رئوية أكبر. وبدلاً من ذلك فإن طبيبك قد يقرر علاج جلطات السمانة في الحال.
يحتاج العلاج التقليدي لجلطات الساقين إلى المكوث في المستشفى لمدة خمسة إلى سبعة أيام يتم خلالها إعطاء علاج مستمر في الوريد باستخدام مسيل للدم يسمى الهيبارين غير المجزأ مع اختبارات متكررة للدم للتأكد من أن جرعة الهيبارين كانت صحيحة.
واليوم توجد صيغة جديدة من العقار تسمى الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي وتعطى على شكل حقن تحت الجلد مرة أو مرتين يومياً دون الحاجة إلى اختبارات كثيرة للدم. وهذه الطريقة الجديدة تجعل من الممكن أن يتم علاجك في منزلك. (ومع ذلك فإذا أصبت بسدادة رئوية بسبب الجلطة، فإن أغلب الأطباء ينصحون بإدخالك المستشفى لبضعة أيام).
بالإضافة إلى الهيبارين الذي يسيل الدم في الحال، فإنك تعطى عقارا آخر مسيلا للدم هو الوارفارين، على شكل أقراص تحتاج إلى عدة أيام لتظهر فاعليتها وتوصف غالبا لمدة 12 أسبوعا إلى ستة أشهر على حسب شدة حالتك، وما إذا كنت أصبت بجلطات سابقة وما إذا كانت لديك حالة مسببة تجعلك عرضة بصفة خاصة للإصابة بجلطات الساق مرة أخرى.
في الحالات الشديدة من جلطات الساقين يمكن إعطاء عقاقير مذيبة للجلطات للقضاء عليها نهائيا. وتحقن بشكل مباشر بإيصالها إلى مكان الجلطة عن طريق قسطرة. ومع ذلك فإن هذه الطريقة تكون فعالة فقط إذا تم إجراؤها في خلال أسبوعين فقط من تكون الجلطة.
بعد علاج حالة التجلط، سوف يصف لك الطبيب جوارب طبية مرنة ومحكمة لتلبسها بصفة يومية. ورغم أنها غير مريحة، فإنها مهمة إذ تقلل بمقدار النصف الشعور بالألم عند المشي، والذي يتبع غالبا حدوث جلطات الساقين. وهذه الجوارب تساعد أيضا على منع تورم الساق وتهتك الجلد وتلوثه.