اليوم نقلت لكم قصة تدوين وحفظ القران الكريم
كانت جهود الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مركزة أول الأمر الى حفظ القرآن الكريم والعناية بتلاوته ولكن ذلك لم يمنعهم من كتابة المصحف حسب الامكانيات المتاحة , فكانوا يكتبون المصحف على جريد النخل , وعلى الحجارة الرقيقة , وعلى قطع الجلود , وعظام الأكتاف والأضلاع , وكان الكتاب من خيرة الصحابة , مثل " أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلى , ومعاوية , وخالدبن الوليد , وزيد بن ثابت .
وانتقل النبى الى الرفيق الأعلى والقرآن محفوظ فى الصدور , ومكتوب فى السطور , ومتعبد به فى المساجد , وكان جبريل ينزل على النبى عليه الصلاة والسلام فيراجع معه القرآن فى كل سنة مرة واحدة , وراجعه بالقرآن فى العام الأخير من حياته مرتين .
وقد حضر زيد بن ثابت هذه المرة الأخيرة , أى تلاوة جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم وتلاوةالنبى صلى الله عليه وسلم ومراجعة جبريل . وكان زيد بن ثابت رئيس اللجنة التى كتبت المصحف فى عهد سيدنا "أبو بكر الصديق" وكان أيضا رئيس اللجنة التى كتبت المصحف فى عهد سيدنا "عثمان بن عفان" .
ففى عهد "أبو بكر الصديق" رضى الله عنه توجهت جموع من المسلمين الى حروب الردة , فاستشهد فى هذه الحروب عدد من الصحابة خصوصآ فى معركة اليمامة التى قتل فيها مسيلمة الكذاب , واستشهد فيها من المسلمين ألف ومائتان منهم تسعة وثلاثون من كبار الصحابة , وسبعون من حفاظ القرآن .
وحزن المسلمون لموت قرآء القرآن وخافوا أن يضيع شء من القرآن بموت حملته , فاقترحوا على أبى بكر جمع القرآن فى مصحف واحد موثقآ بلجنة من كبار القراء , الذين تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد ذكر البخارى فى صحيحه أن عمر بن الخطاب قال لأبى بكر : ان القتل قد اشتد يوم اليمامة بالناس , وانى أخشى أن يضيع شىء من القرآن بموت القراء , وانى أرى أن تجمع القرآن فى كتاب واحد .
وكان القرآن وقتها مكتوبا فى رقاع مختلفة , فتم جمع القرآن فى مصحف واحد , وذلك تحت اشراف زيد بن ثابت , وحفظ المصحف فى بيت أبى بكر كوثائق العقود التى تحفظ للحاجة والمستقبل , وليس فى العالم كتاب غير القرآن ظل أكثر من أربعة عشرة قرنا كاملا سليمآ محفوظآ لأن الله تكفل بحفظه .
فلم يجمع المصحف فى كتاب واحد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم , لوجوده بينهم ولاستمرار نزول الوحى , ولكن المصحف جمع فى كتاب واحد فى عهد أبى بكر , وبعد موت أبى بكر انتقل المصحف الى عمر ولما مات عمر حفظ المصحف عند حفصة بنت عمر , وهى أم المؤمنين وزوجة النبى صلى الله عليه وسلم.
وفى عهد عثمان بن عفان فتحت البلدان المتعددة واجتمع الناس فى شتى مواطن الغزو والجهاد وكل امام يقرأ بالقراءة التى حفظ بها فكانت القراءة بلهجات مختلفة , فكتبوا بذلك للخليفة عثمان بن عفان, فأمر بكتابة القرآن الكريم بلغة واحدة هى لغة قريش , وهى اللغة الفصحى , ونسخ عدة نسخ من المصحف العثمانى وأرسلها الى كافة البلدان , وتلقت الأمة الاسلامية مصحف عثمان بالقبول , وكانت كتابته من أسباب وحدة الأمة . قال تعالى : "وان هذه أمتكم أمة واحدة " وقال سبحانه :"انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون"
وكان فى العرب الشيخ الكبير , و المسنة , ومن لايستطيع أن ينطق القرأن بالعربية الفصحى , فيسر الله لهذه الأمة تلاوة القرأن بحسب ماتطاوعهم به ألسنتهم , ولهجات قبائلهم , وسمح رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس أن يقرءوا القرأن ببعض لهجاتهم وقال صلى الله عليه وسلم "ان هذا القرأن أنزل على حرف واحد , فقلت يارب خفف عن أمتى فأنزل على حرفين , فقلت يارب خفف عن أمتى فما زال يخفف عن أمتى حتى أنزل على سبعة أحرف كلها كاف شاف "