التصنيفات
منوعات

في المشاكل فتّش عن المرأة !!

وراء كل رجل عظيم امرأة".. مقولة تتردّد منذ الأزل ونسمعها دائمًا، وفي المقابل فإنّنا إذا وجدنا رجلاً ناجحًا، وعظيم الشأن؛ هبط من مكانه وهوى من القمة إلى القاع، ومن النجاح إلى الفشل, ففي هذه الحالة يرددون قول نيتشه الشهير: "فتّش عن المرأة!!"
وحول آلية صناعة المشاكل في الأسرة, والاتهامات المتبادلة بين الرجال والنساء؛ بوقوف كل واحد منهم خلف المشاكل الأسرية, قمنا بتوجيه هذه الأسئلة للأزواج.
أزواج وزوجات
لو الرجل فشل في عمله فزوجته هي المسئولة، ولو الأبناء تخلفوا في المدرسة فالزوجة هي المسئولة، ولو زمام البيت فَلت، فالزوجة أيضًا هي المسئولة..
وهذه الآراء هي رأي الأزواج؛ فالأستاذ أحمد عبد البر (موظف)، يرى أن زوجته هي سبب أي نكد يحدث في البيت، بينما لا يرى أنّه قد يكون جزءًا من هذا النكد، ويقول: "زوجتي دائمًا تشعرني بأهميتها، وأنّه لولا وجودها في البيت لانقلب الحال، وانفلت العيال وضاع أبو العيال، رغم أنها تُسبب مشاكل لا حصر لها، وتريد أن تُسيطر على الأبناء بمفردها".
ويتّهم محمود خليل (المهندس) زوجته بأنها السبب وراء تدهور حال أبنائه في المدرسة ويقول: "زوجتي لا تتابع دروس الأبناء وتعتمد على المدرسين، وكثيرة الكلام في التليفون، ولا تنتبه لبيتها وأبنائها إلا في وقت فراغها، وكلما نبهتها لهذا الموضوع لا يعجبها، وتعتبرني بعدل عليها وتزيد المشكلة". وفي رأي خليل فإنّ المسئول عن حدوث المشاكل في البيت: "المرأة, فهي دائمًا تزيد من هموم الرجل، لأنها تستعجل الأمور وليس لديها صبر، ودائمًا رغم أنها في قراراتها خاطئة، لكنها تصر على أنها هي الصح".
أما عم سالم (بائع بقالة)، فقد اشتكى لي حاله من زوجته وقال: "لم أستمر في وظيفتي بسبب أم العيال، التي كانت تتعجل الربح, فتركت العمل وافتتحت كشك صغير لبيع البقالة, ورغم أنّه يكسب بشكل أفضل من الوظيفة، ولكنه نادم على تركه لوظيفته، التي كان يراها وجهة مشرفة له ولأبنائه، ومستوى أرقى مما هو فيه الآن ويتهم زوجته بأنّها السبب".
وحول السبب في صناعة المشاكل الأسرية يقول عم سالم: "الرجل يتحمل الكثير من المسئولية في امتصاص هذه المشاكل، الّتي غالبًا ما تتسبب بها المرأة، لأنها لا تستوعب حجم المسئولية التي يتحملها الرجل للحفاظ على هذا البيت, وهناك للأسف بعض النساء ممن يبتكرون المشاكل في المنزل، لكي يشغلوا أزواجهن عن المزيد من النجاحات".
أما الزوجات فلهم آراء متناقضة تمامًا، بل ويرون أنّ مشاكل البيت ورائها آدم ليست حواء، فتقول الأستاذة سميرة (موظفة وربة منزل): "للأسف زوجي يعلق كل مشاكل البيت ومسئولية الأبناء على عاتقي، وكلما كلمته في أمر من أمور البيت أو المعيشة يقول لي: لا تكلميني في مشاكل أنا مرهق وكفاية مشاكل الشغل، زوجي أناني لأنّه يعيش سلبية مطلقة في البيت، وحجته أنه بيعمل وبيتعب في عمله، ونسى أني أيضًا أعمل مثله، ولكني أفصل بين مشاكل عملي وبيتي، ولا أتجاهل مشاكل بيتي وأبنائي، بسبب أني زوجة عاملة، بل أتدخل في كل كبيرة وصغيرة".
وتوافقها الرأي السيدة سماح, الّتي أظهرت سخطها على زوجها, بل على كل الرجال, وترى أن "الزوجة تُضّحي من أجل أبنائها، وسعادة زوجها، واستقرار أسرتها، ولا تشتكي ولا تكل ولا تمل؛ بينما في المقابل ترى أن الرجال يظلمون المرأة، وينتظرون منها المزيد من التعب والتضحيات، وفي النهاية لا يعجبهم شيء ويرونها مقصرة، بل ويتهمونها بأنها سبب أي مشكلة تحدث في البيت".
وقفة أيها الأزواج
ولأنّ كلا الطرفين يلقي بالمسئولية عن حدوث أي مشكلة في البيت على الطرف الآخر، ويرى نفسه بريء من هذه المشاكل، قالت الدكتورة "أمينة عبد الهادي" أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إنّ "أساس أي مشكلة تحدث في البيت هي مسئولية الزوجين، كما أن أساس السعادة الأسرية مسئولية مشتركة أيضًا للزوجين معًا"، وتنصح د. أمينة الزوج أن يوفّر السكون والسكينة لزوجته، حتى ينعم بالراحة والهدوء والمودة في بيته.
وتقول د. أمينة: "أخي الزوج عليك أنّ تشاور زوجتك وتشاركها الرأي، وأن تستشيرها في كل أمور البيت، وتحترم رأيها ولا تتعصب لرأيك، فالزوجة تحب ألا تتجاهلها، وأن تهتم بمشاعرها ورأيها".
وتوّجه د. أمينة كلامها للزوجات قائلة: "أمّا أنت أيتها الزوجة الرقيقة الحنونة؛ لا تنسي أن الشريعة الإسلامية شدّدت على احترامك لزوجك، لدرجة أن رسولنا الكريم ـ صلوات الله عليه ـ قال: "لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا"، وهذا أكبر دليل على أهمية احترام الزوج وطاعته، واحترام الزوج أي احترامك لشخصه ولعمله، واحترامك لوالديه وأقاربه وكل من يمتّ إليه بصلة, فإنّ احترام هؤلاء هو احترام غير مباشر للزوج. كما أنّ أذى هؤلاء يعدّ أذىً للزوج، فعليك الحفاظ على أسراره وعدم إفشائها للغير، ولا تنسي أن توفري له السكن المريح، وفكري في أمره حينما يعود من العمل بعد عناء يوم شاق وطويل؛ فعليك أن تجتهدي في تحقيق جو من السعادة، ولا أن ترهقيه بكثرة طلباتك، وكثرة مشاكلك مع الأولاد.
وجعل بينكم مودّة ورحمة
ويرى الشيخ خالد الجندي (داعية إسلامي) أنّ الحياة الزوجية لابد أن تكون مبنية على التعاون والتسامح بين الزوجين، وتتطلب الصبر من الاثنين معًا، والذي يجمع بين الزوجين العشرة، الّتي لابد أن يرخها طرف إذا شدها الأخر، ولابد أن يشدها طرف إذا أرخى الأخر.
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، فعلى الزوج أن يكون رءوفًا بزوجته وحنونًا عليها, وأن يتعامل معها بالكلمة الطيبة حتَّى يجني ثمار هذه المعاملة الطيبة الحسنة بهدوء في بيته وسعادة ترفرف عليهما، وبالمقابل لو أردت معاقبتها، عليك أن تعاقبها بما يحكم الشرع، قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء: 34).
وليس الضرب هنا المقصود به الضرب المؤلم الموجع، بل خافوا الله في نسائكم وعظوهم بالتي هي أحسن وأقوَم.
أما الزوجة فهي خُلقت لتكون جنة للرجل، مِعطاءة وحنونة ورقيقة وهادئة, والزوج في حاجة لإنسانة تحبه وتقدره وتحترمه وتطيعه؛ فعلى الزوجة أن توفر لزوجها السكن المريح ليكون له جنة لا نار، عليها لو ضايقها شيء في زوجها أن تهمس له في أذنه، لا أن ترفع صوتها على زوجها، وعليها أن تحفظ سر بيتها وزوجها؛ لتهنأ بحياة أسرية طيبة.



خليجية

لكي احلى باقة ورد يالغلا
مواضيعك دائما مميزه تسلمين




شكرلكم



خليجية




شكرلكم



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.