قلب .. صعوبات في تشخيص أمراضه وعلاجه مقارنة بالرجل
هل يهم الفرق بين الجنسين؟ طرح المعهد الوطني للطب هذا التساؤل حول صحة الإنسان.
وكانت الإجابة، بالطبع، هي: نعم. ولا تكون الفروق بين الرجل و واضحة أكثر من غيرها، إلا في واحد من الجوانب العديدة لها: وهو قلباهما.
قلب
إن قلب ينمو من المخطط الأصلي نفسه الذي ينمو منه قلب الرجل، وهو يضخ الدم على طول الدورة (الدموية) نفسها، إلا أن اختلافات صغيرة في تفاعلات التشريح والفسلجة، مع اختلافات في السلوك والثقافة، تعني أن أمراض القلب لدى النساء لا يتم تشخيصها دائما، أو معالجتها بالسرعة أو العناية الكبيرة نفسها، وتدعم الدراسات الجديدة هذا التفاوت في التوجهات.
آلام الصدر الغامضة
النساء، أكثر من الرجال في الغالب، يدخلن إلى المستشفى بسبب ظهور آلام الصدر التي لا يمكن أن تعزى إلى سبب محدد.
وقد رصد أحد المستشفيات عام 2022 خروج عدد من النساء يزيد بـ100 ألف امرأة عن عدد الرجال الخارجين منها، بعد أن تم تشخيص حالتهن بإصابتهن بـ«آلام صدر غير محددة».
تأخير الإسعافات
نقلت فرق الإسعاف التي استجابت لطلبات النجدة الصحية في مقاطعة دالاس في ولاية تكساس، النساء اللاتي كن يعانين من آلام في الصدر، وكذلك الرجال الذين يعانون من الحالات نفسها، في الفترة الزمنية نفسها تقريبا. إلا أن النساء كن من أكثرية المرضى في 11 في المائة من الحالات التي كانت الفترة الزمنية فيها أطول من الفترة المتوسطة.
وربما نجمت هذه التأخيرات عن قلة الاعتقاد بأن قلب كان مهددا، أو لأن تقييم الحالة تطلب وقتا طويلا، أو لأن الحالة لم تبد لطاقم الإسعاف أنها حالة مستعجلة.
النوبة القلبية وإزالة ضيق الشرايين
جمعت كلية طب القلب الأميركية بيانات حول كيفية علاج القلب في شتى المستشفيات في أرجاء الولايات المتحدة.
وأظهرت البيانات أن النساء، في أغلب الاحتمالات، يتعرضن لمضاعفات أكثر بسبب النوبة القلبية (مثل الصدمة أو عجز القلب)، وكذلك من عمليات إزالة ضيق الشرايين المستخدمة لوقف النوبة القلبية، مقارنة بالرجال.
كما أنهن غالبا ما يخرجن من المستشفى بعد تزويدهن بوصفة من الأسبرين، أو من دواء آخر مضاد للتخثر يسمى «كلوبيدوجريل» clopidogrel («بلافيكس» Plavix)، أو أدوية الستاتين الواقية للشرايين.
وأظهر استطلاع آخر للرجال والنساء الذين (اللاتي) خضعوا (خضعن) للعلاج من النوبة القلبية في 420 مستشفى أميركي، أن الفترة الزمنية اللازمة للنساء المحتاجات لإجراء عملية لإزالة ضيق الشرايين لوقف النوبة القلبية، كانت أطول.
جنس الطبيب
في دراسة من ألمانيا، كانت الطبيبات يقمن على الأغلب، أكثر من زملائهن من الأطباء، بوصف علاج طبي مستند إلى البراهين للأشخاص المصابين بعجز القلب.
فقد وصفت الطبيبات حاصرات بيتا beta blockers، ومثبطات إنزيم الأنجيوتنسين ACE inhibitors، بالمعدلات نفسها للرجال والنساء، بينما وصف الأطباء عددا أقل من هذه الأدوية وبجرعات أقل للنساء.
وكان المريض الذكر يحصل على أفضل عناية طبية من الطبيبة، على الأقل من حيث وصف الدواء، بينما حصلت المريضة على عناية أسوأ من الطبيب.
عناية طبية أفضل
هناك خيط رفيع من الفضة في مثل هذه النتائج، وهو الذي يرسم إطار المشكلة التي ظلت غير معروفة عندما اعتبر مرض القلب، خطأ، «مرضا رجاليا»، إلا أننا نعرف الآن أنه مرض يصيب الجنسين، ولذلك فإن الخطوة التالية تتمثل في أن نوفر المساواة في علاجه.
إلا أن هذا يحتاج إلى بذل الجهود، فإننا لا نزال بحاجة إلى معرفة الكيفية التي يختلف فيها قلب عن قلب الرجل، ومعرفة كيف يشيخ القلب، وكيف يستجيب إلى الغذاء، والرياضة، والهرمونات، والتوتر، والمؤثرات الأخرى.
وسوف يساعدنا في ذلك، الجيل الجديد من الأطباء الذين يعلمون جيدا أن الرجال والنساء مختلفون عندما يأتي الحديث عن القلوب.
وفي الوقت الراهن، فإن علينا أن نتذكر أن النساء لا تظهر عليهن دوما العلامات «القياسية» للنوبة القلبية، كما أن من المهم البحث عن أفضل الرعاية لهن، ولذا فعلى النساء البحث عن طبيب يستمع بانتباه ويفكر بجدية ولا يقول لهن إن مشكلاتهن البدنية ناجمة عن «توتر» عابر.
أعراض النوبة القلبية.. قد تختلف لدى النساء
قد تظهر لدى النساء كل، أو بعض أعراض النوبة القلبية «القياسية»، بل وقد لا يظهر أي منها، ويدقق الأطباء عادة في هذه الأعراض.
ولدى النساء، كما لدى الرجال، فإن أكثر الأعراض شيوعا للنوبة القلبية هي نوع من الألم، والضغط، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر.
إلا أن هناك أعراضا لا ترتبط بآلام الصدر تظهر في الغالب لدى النساء أكثر من الرجال، مثل:
– ضيق التنفس.
– الضعف.
– الإجهاد غير المعتاد.
– العرق البارد.
– الدوخة.
– الغثيان وعسر الهضم.
– الأوجاع، والثقل، أو الضعف في إحدى الذراعين أو في كلتيهما.
– الهبّات في الوجه.
– التسارع في دقات القلب.
دمتم فى حفظ الله