والحزن وطنا تعيش فيه !!
كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكني لم أكن اتصور أن الحزن
يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته,,,!!!
تمر علينا ذكرى المجزرة المذبحة والمحرقة التي لم يشهدها اليهود في حقبة النازية؟!
تمر علينا وما زالت الأعين ترقب نهارا قريبا ؟!!
بعد ليل احلولك دهرا طويلا؟!
عيون بريئة تناظر هؤلاء الذين ما فتئوا الا "……." ولكم خيار الاكمال؟1
حين يصبح الانسان بلا مأوى في خيمة
لا تغني في برد قارص ولا تسمن من صيف خانق؟!
حين يصبح طفل بلا عائلة كان يحمل اسمها يكحل عينيه برؤيتها
ثم لم يبقى له منهم الا الذكرى؟!
حين تصبح الكلمة أسرا واليتم اسما والطفولة شهدا مر المذاق؟!
حين يتغنى بالحرية في زمن قد تكون فيه شيئا من المحال؟!
حين أجسادهم الغضة تلاعب الرصاص,,
فلا يدرون الا بتر قدم أو فقد عين أو شل جسد أو فقد حياة!!
حين يعامل الطفل معاملة الكبار ويحمل هموم كهموم الكبار
ولا فرق بينه وبين الكبير الا أرقام " عمره او تاريخ ميلاده"!!!
حين يسجن الاكثر من مليون ونصف في سجن مفتوح بلا دواء أو حتى غذاء؟
؟" الا بنفق كل يوم عليه قصف ورصاص"
لا أبالغ ولكنها حقيقة مرة لمن عايش المرارة وذاق؟!
كلنا نذكر جميلة بلا ساقان؟
ولؤي بلا عينان,,
وألماضة بلا ام أو أخوات هزت بشموخها كل من شاهدها على القنوات!
ودلال بلا عائلة " لا أم لا أخ ولا أخت"
ما بقي لها الا بقايا صور تلم بها الشتات؟
ودمعات ناشدت بها من بقي لهم ضمير في تاريخ الانسانية!!!
عائلة السموني وعائلة عزبة عبد ربه كم فقدت من العشرات؟!
نذكر مدرسة الفاخورة والتي ارتقى فيها 40 طفلا شهيدا!!
حين تستيقظ على قصف ,, نيران,, مدافع وطائرات ,,
صرخات تمزق صمت الليل؟1
لتثكل وترمل وتيتم؟!!
نذكر الشهيد البطل " د. نزار ريان " والذي استشهد حاملا كتاب الله في يده ويستشهد هو وعائلته الستة عشر؟؟
نذكر الشهيد الوزير سعيد صيام وكلمته
وبعدها وبعد كل ذلك بعد حرب ما عرفت للإنساية اية معنى !
ما زال الحصار قائما ,,والألم يعتصر قلوبا ,,,
والبراءة تحصد اجراما والطفولة تغدوا بين قذيفة مدفع وطلقة رصاص!!
وطفل يتمنى الموت وطفل يذرف المر ؟؟؟!!!!!
لكن
كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود
ولا عن طفل يبحث عن والديه,, عن طفولة غيبها الظلم!!
فالدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولاتجترح المعجزات !!
فلنشمر الأيدي ولنجمع أكبر قدر من المال والذي تجود به النفس لاعمار غزة يكفينا تسويفا ؟!
كم من طفل بحاجة الى بسمة لنزرعها فيه بعد ان عاش احداث مرعبة لاحقته في نومه ويقظته؟؟
أحلام وكوابيس القتل وجثث الموتى" الشهداء" والدماء والرصاص وقنابل الفسفور؟؟
قد يكون من السهل نقل الانسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه ;;
فكل الناس لهم وطن يعيشون فيه الا نحن لنا وطن يعيش فينا!!
يحسبونا شوكة لو داسوا عليها تنكسر… و لكننا قنبلة لو داسوا عليها تنفجر
الضربة التي لا تقتلنا تزيدنا قوة ونحن خرجنا من الحرب أقوى!!
,,,,,,,,,,