متي يبدأ إدراك الطفل للصواب والخطأ؟
فى السنوات الأولي من عمر الطفل نجده دائماً يلهو هنا وهناك حتى تسود الفوضي فى جميع أرجاء البيت ,وتبدأ شكوى الآباء من الشقاوة والإزعاج وفقد كل ما هو ثمين فى المنزل
وهنا يكون السؤال متي يبدأ إدراك الطفل للصواب والخطأ؟
وفي أي مرحلة عمرية يمكن للوالدين تهذيب الطفل؟ وما هو الاسلوب التربوي الذي يتبعه الأبوان في تهذيب طفلهما؟
هذه التساؤلات كانت مصار اهتمام ثلاث جدات أمريكيات شهيرات, جمعن حصيلة تجاربهن مع أطفالهن كأمهات وجدات في مؤلفهن الشهير موسوعة الأم والطفل الذي يعد من أكثر الكتب مبيعا في أمريكا والعالم.. والذي يقدم مجموعة من الإرشادات للأمهات في كيفية التعامل السليم مع الطفل في أثناء نموه شهرا بشهر والتي قامت بترجمتها الدكتورة فاطمة نصر ،
ومن النصائح المفيدة في هذا المجال ما يأتي:
– بدءا من الشهر العاشر من عمر الطفل يمكن للوالدين البدء في تنظيم سلوكه, رغم أنه لن يعي الادراك الكامل لمفهوم الصواب والخطأ, إلا أنه عليهما البدء في غرس بذور التحكم في النفس لديه وتعليمه احترام حقوق الآخرين كي يتخطي مرحلة التركيز علي الذات ، كما ذكرت جريدة "الأهرام".
- لا يجوز أن يكون صغر سن الطفل مبررا لفعله أي شيء.. لذا علي الأبوين تعليمه التعايش في ظل حدود وضوابط منذ السنوات الأولي ، لأن ذلك يقلل من الاضطراب والفوضي الشديدة التي يحدثها الطفل في السنوات الأولي من حياته, ولاعداده مستقبلا للتعامل مع مجتمع المدرسة الملئ بالضوابط
عدم مغالاة الوالدين في توسيع نطاق الضوابط التي يقررانها لطفلهما وأن تعتمد فقط علي أولويات الأسرة, فمثلا عدم الأكل في غرفة المعيشة, وعدم الوقوف علي الأريكة بالحذاء,قد تكون أمور مهمة لدي بعض الأسر, وقد تري أسر أخري أن الابتعاد عن مكتب الوالد أو الوالدة له الأهمية الأولي.
- حاولي استخدام الكياسة والخطاب المهذب مع الطفل مثل من فضلك, شكرا واحترام مشاعره يساعده في المحافظة علي هذه الضوابط واتباعها.
- قد يري البعض أنه من السهل الحديث عن إرساء حدود للأطفال إلا أن تطبيقها ليس سهلا, ولذلك فعلي الأب والأم عدم الاستسلام سريعا للطفل الصغير المبتسم الحساس الذي ينفجر باكيا لدي تأنيبه وسماعه لفظ لا.. وألا يضعفا أمامه وأن يتذكرا دائما صالح الطفل, لأنه إذا لم يتعلم الآن الضوابط فسيكون من الصعب عليه أن يتعلمها فيما بعد. ورغم الصعوبة التي سيواجهها الوالدان في البداية فإن طفلهما بالمثابرة وعدم الضعف منهما سيستقبل تلك الحدود والضوابط وينفذها تدريجيا.
– يجب أن يتذكر الوالدان أن الطفل الذي يحدث المشاكل ليس شريرا لأن صغار الأطفال ومن هم أكبر قليلا لايعرفون الخطأ والصواب, لذا لا يمكن اعتبار ما يرتكبونه من حماقات وإفساد أعمالا شريرة, والطفل يتعلم من محيطه بالتجربة وهو قادر علي ملاحظة الاسباب والنتائج.. وفي هذه الاثناء يختبر أيضا الكبار من حوله من خلال عدة تساؤلات يطرحها علي نفسه مثل ماذا سيحدث حينما أقلب كوب العصير؟ وماذا يوجد في أدراج المكتب؟.. وكيف ستستجيب أمي؟
– على الوالدين أن يحذرا من نعت الطفل بالسوء والشر.. فهذا قد يدمر ذاته ويؤثر في ثقته في نفسه, والصحيح أن يوجها النقد إلي ما فعله الطفل وليس للطفل نفسه, كأن يقال له مثلا: إن العض سييء.. وليس أنك سييء.
في حالة منع الطفل من فعل شيء خطأ كالوقوف علي الأريكة بالحذاء مثلا, فلا نسمح له به غدا.. فالمتابعة ضرورية, فإذا نهرت الأم طفلها علي اللعب بأسلاك التليفزيون أو الريموت فلا تنهره مرة ثم تتركه أخري ليلعب بها.. لأنه إذا لم تتحدث الأفعال كما تتحدث الأقوال فلا جدوي من التأنيب. وإذا لم يؤثر في الطفل النهر فعلي الأم حمل طفلها الي غرفة أخري بعيدة عن التليفزيون وأسلاكه.. ثم تحويل اهتمامه إلي لعبة أخري مفضلة. فالأطفال ينسون مالا يرونه سريعا إلا أن الكثير منهم يعود إلي موضع الجريمة.. وفي هذه الحالة فعلينا سد الطرق أمامه حتي لا يمكنه العودة مرة أخري إلي الغرفة.
– الطفل الصغير له ذاكرة محدودة، فلا نتوقع أن يتعلم الدرس من المرة الأولي, ويجب تكرار ما تم منعه عنه, وأن نتحلي بالصبر, ونكرر الحظر والمنع يوميا لمدة أسابيع عديدة حتي يستقر في ذاكرته.
– الافراط في اللاءات يفقدها فاعليتها، وأيضا فإن كثرة اللاءات تعمل علي إحباط الطفل.
- التصويب والثواب أجدي من العقاب وليحاول الأبوان امتداح طفلهما لفعله الصائب, فذلك يبني ثقته في نفسه ويدعم الحسن من السلوك.. ومن أساليب المعالجة المثمرة الأخري التي تعلمه الأفعال وعواقبها, وتجعل الفاعل يقوم بتصحيح نتائج ما فعله, فمثلا تجفيف ما سكبه من لبن, أو يناولك الكتاب الذي اوقعه لوضعه علي الرف, وياحبذا لو أضاف الأبوان إني أحبك فيتعلم الطفل أننا نغضب أحيانا من إناس نحبهم.. وأن هذا مقبول..
كما أن الحوادث غير المقصودة تتطلب معالجة مختلفة, فحينما تقلب ابنتك كوب اللبن بدون قصد خاطبيها قائلة: آه.. لقد سكبت اللبن.. حاولي أن تكوني أكثر حرصا ياحبيبتي, أما إن فعلت ذلك عمدا فقولي لها اللبن يشرب ولا يسكب.. إن سكبه يجعل المكان قذرا.. انظري.. لا يوجد لبن.. وفي كلتا الحالتين يمكنك إعطاءها منشفة ورقية واطلبي منها تنظيف ما سكبته.
- عاملي طفلك باحترام كأي شخص آخر وكوني مهذبة في حديثك معه واستعملي من فضلك وشكرا واشرحي له الامور حتي ولو لم يفهم حينما تحظري عليه فعل شيء ما, وتجنبي إرباكه وإشعاره بالخجل بأن تنهريه أمام الأغراب مثلا.
ومن أجل صحة طفلك النفسية دعيه أحيانا يمارس بعض التحكم وكما يريد.. حيث إنه ليس باستطاعته دائما فرض إرادته واعطه فرصة للاختيار: البسكوتة أم قطعة الخبز.. الأرجوحة.. أم لعبة أخري؟
دمتم فى حفظ الله