بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وسيدنا محمد ابن عبد الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين أفضل الصلاة وأتم التسليم أحمد الله عز وجل أيها الإخوة الكرام أن يسر هذا اللقاء معكم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم جميعاً خير الجزاء على حضوركم واجتماعكم أنا أعلم أنه ما جاء أحدكم لأجل دنيا يصيبها، أو وضيفة يبحث عنها، أو مال يجمعه، إنما جاء طلباً للخير وطلباً للفائدة، فأسأل الله أن لا يردكم خائبين وأسأل الله تعالى أن يجعل اجتماعانا هذا اجتماعاً مرحوما وأسأل الله تعالى أن لا يجعل من بيننا من يبحث عن وضيفة إلا رزقه الله وضيفة وأسأل الله أن لا يجعل من بيننا من عليه دين إلا يسر الله له قضاء دينه ولا من له والدان إلا أعانه الله على برهما، ولا من يحتاج إلى سيارة إلى رزقه الله سيارة ولا من يحتاج إلى دراسة إلا يسر الله له دراسته وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير آمين، أسأل الله أن لا يجعل من يحتاج إلى زواج إلا يسر الله تعالى له زوجة صالحة، تقية ،نقية ،ملتزمة بإذن الله تعالى حتى رب العالمين يوفقه هو وإياها.
أنا سأقف معكم خلال هذه الأربعين دقيقة على حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النبي عليه الصلاة والسلام كان أحيانا بعض الصحابة يأتي إليهم ويطلب منه وصية مثل عندما تشاهد أنت مثلا طالب علم، أو شيخ، أو عالم، أو رجلاً كبيراً في السن ،فتقول له أوصني أنت رجل صاحب تجربة في الحياة، أوصني فيقول لك عدداً من الوصايا كان بعض الصحابة يأتي إلى حبيبنا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له: يا رسول الله أوصني فيختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم نوعاً من الوصايا تصلح له، يقول له مثلا: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله أو يقول له أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها، أو أحب الأعمال إلى الله الجهاد في سبيل الله، يختار النبي عليه الصلاة والسلام لكل واحد منهم وصيةٌ تصلح له.
وأحياناً النبي عليه الصلاة والسلام بدون أن يطلب الصحابي منه وصية هو بنفسه يأتي إليه ويقول: أنا عندي لك وصية سأعطيها لك مثل ما قال صلى الله عليه وآله وسلم يوماً لعبد الله ابن عباس قال له: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله… إلى آخر الحديث)
وفي يوم آخر يلتفت النبي عليه الصلاة والسلام فيجد معه معاذ بن جبل فيقول له يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ فيقول الله ورسوله أعلم فيقول : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا) إذا كان الصحابة أحيانا يقولون أوصني وأحيانا هو بنفسه يعطيهم الوصية. تعالوا اليوم نقف على حديثٍ عجيب ذكر فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وصايا سأذكر هذه الخمسة خلال هذه الأربعين دقيقة كل وصية منها نقف معها 8 دقائق، يقول أبو هريرة رضي الله تعالى عنه حديث أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وهو حديث حسن (قال أبو هريرة جلسنا يوما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فقال لنا من يأخذ عني هؤلاء الخمسة كلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن "يقول أنا سأعطيكم خمسة كلمات أريد أحد منكم حفظها فإذا حفظها، هو نفسه يعمل بها أو يُعلم من يعمل بها" قال أبو هريرة فقلت أنا يا رسول الله قال فبسط النبي صلى الله عليه وسلم إِليَّ يده فوضعت يدي في يده فجعل يعدهن بيده، قال وهو يده في يد أبي هريرة، قال: اتقِ المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ).
أولا: قال اتق المحارم تكن أعبد الناس النبي عليه الصلاة والسلام أيها الشباب لما مد يده وضع أبو هريرة يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم فالسؤال/ ألم يكن النبي عليه الصلاة والسلام قادراً لما أراد يعطيه الوصايا أن يقول من غير أن يمسك يد أبي هريرة؟! اتق المحارم إلى آخره لماذا أمسكها لأن هذا المسك ليد أبي هريرة يكون أكثر تأثيرا.
لذلك الشاب الذي دخل قال يا رسول الله (ائذن لي بالزنا قال ترضاه لأمك ترضاه لأختك ترضاه لعمتك ترضاه لخالتك والشاب يقول لا لا لا حتى إذا انتهى الشاب من النقاش قال له النبي صلى الله عليه وسلم فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم ولا لأخواتهم أحب للناس ما تحب لنفسك وأبغض للناس ما تبغض لنفسك فقال الشاب يا رسول الله ادعُ الله أن يطهر قلبي، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هل قال اللهم طهر قلبه؟ قال تعال فأقبل إليه حتى وضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدر الشاب ثم قال: ( اللهم طهر قلبه، وحصن فرجه،واغفر ذنبه فخرج الشاب وهو يقول والله لقد دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شيء أحب إلي من الزنا وخرجت من عنده وما شيء أبغض إِلَيَ من الزنا) كذلك أنت لما تريد تقدم نصيحة لأحد أفرض مررت مثلا وجدت شخص في البقالة يبيع دخان فقلت له طيب بارك الله فيك في أمان الله فلما وضع يده في يدك قلت له والله إني لك ناصح، والله إني أحب لك الخير، يا أخي لا يجوز الكسب الحرام والله تعالى يقول : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [سورة الأعراف]وهذا الدخان محرم ولا يجوز. فإن قدمت له النصيحة بهذا الأسلوب تجد مسكك ليده يكون أعظم تأثيراً.
يا أخي ماذا قال عبد الله بن عمر وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي يعني على كتفي ثم قال: ( يا عبد الله ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) لماذا وضع يده على كتفه لأن لها تأثيراً.
يا أخي عندما تنصح أخاك الصغير ذو السنتين، أو ثلاثة سنوات وسمعته يسب أو يلعن أو يقول كلام فاحش، قلت له تعال فلما جاء ،وضعته على حجرك أو وضعت يدك كتفه ثم قلت له هذا الكلام محرم ولا يجوز والله تعالى يقول : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [سورة البقرة] بدأت توجهه وقد وضعت يدك على كتفه أو أمسكت بيده هذا يكون أعظم تأثيرا.
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد يوجه/ مد يده ووضع أبو هريرة يده في يد النبي عليه الصلاة والسلام ثم بدأ يعدها 1-اتق المحارم تكن أعبد الناس.
المحارم جمع محرّم.
ليست القضية يا إخواني في العبادة أني أقول" أنا عبد لله"
نقول ما شاء الله فما هي علامة عبوديتك؟ تقول علامات عبوديتي أني الحمد لله أصلي الصلوات الخمس وأبر والدَيّ، نقول فكيف أنت عندما تجلس أمام الانترنت وتجد موقع كله صور عراة ما هو وضعك؟
فتقول نفسي تغلبني صراحةً وأبقى أتابع وأحمل وأخزن وأحفظ في الفلاش الذي معي، نقول إذاً أنت لست أعبد الناس لأنه عندما تيسر لك المحرم هجمت عليه فوراً.
كيف وضعك عندما تذهب إلى السوق وترى نساءً متكشفات تفوح منهم العطورات؟!
قال والله يا شيخ أني أشغل البلوتوث أسأل الله أن يتوب علي وأبدأ أرسل وأستقبل. فنقول أين اتق المحارم تكن أعبد الناس؟؟!!
كيف وضعك عندما يغتابون واحد بينك وبينه عداوة فتستلمه اغتياب وتقول والله لست مقصراً فيه أبداً.
فنقول أين اتقي المحارم تكن أعبد الناس؟؟!!
إخوتي في الله العبادة لله ليست فقط صلاة ،وصوم، العبادة عندما تعرض أمامك شهوة من الشهوات فتستطيع أنك تنصرف عنها،هنا تكن أعبد الناس حقيقةً.
ألقيت يوماً محاضرة في إحدى دول الخليج فلما انتهيت من المحاضرة كانت المحاضرة في السوق والسوق تعلمون يجمع الناس جميعا، فلما انتهيت من المحاضرة تكلمت عن هذه المسائل وقلت لهم من عنده موقف يشهد لما ذكرنا "اتقِ المحارم تكن أعبد الناس"
فقام احد الشباب قال أنا يا شيخ عندي موقف حصل لي شخصياً ،قال: يا شيخ أنا قبل فترة مجموعة من الشباب قالوا لي تعال نسافر إلى البلد الفلاني يقول هذا البلد بلد مسلم وعربي لكن يكثر فيه الخمور والمراقص.
قلت يا شباب حرام ولا يجوز، نحن نذهب إلى مراقص، قالوا هل نحن قلنا لك تذهب للمراقص!! لا تذهب المراقص أبداً نذهب إلى المطاعم نذهب نشتري من الأسواق، ونستمتع قليلاً ونرجع.
فقلت يا شباب ألا يوجد أمور محرمة؟ قالوا أبداً.
يقول ذهبت معهم فلما مضى يوم أو يومين جاءت الليلة الثالثة فإذا بالشباب متوجهين إلى مرقص! قلت يا شباب هذا مكان أناس يشربون خمر، وصوراً محرمة ، قالوا تعال معنا وعش شبابك قلت يعني لا أعيش إلا بمعصية؟! هذا أنا عايش شبابي ومبسوط يعني لازم أزني وأشرب حتى أعيش شبابي؟! يا شباب محرم قالوا المهم نحن سنذهب تريد تأتي معنا حياك الله وإلا فدبر نفسك.
يقول فتوجهت إلى الشقة ودخلت لغرفتي فإذا بعد نصف ساعة أو ساعة أسمع باب الشقة يُفتح وإذا بأصحابي جاءوا وأسمع معهم أصوات نساء فعلمت أنهم جاءوا بالبغايا، جاءوا بهم إلى الشقة، فقمت وأقفلت باب غرفتي يقول مضى تقريباً عشرة دقائق فإذا باب غرفتي يُضرب، افتح اطلع يا رجل و وسع صدرك قلت الحمد لله صدري وسيع من غير زنا ولا شرب خمر، الحمد لله أنا صدري وسيع، ومبسوط، ومرتاح، قالوا يا أخي أخرج وشبابك؟! قلت شبابي ما فات علي والحمد لله ،هل لابد أن أزني حتى أعيش شبابي؟! يقول فذهبوا بعد ربع ساعة ضرب أحدهم الباب افتح، قلت لن أفتح، قال افتح أعطني شاحن الجوال الذي عندك، ألتفت فإذا عندي شاحن جوال ففصلت الشاحن من الكهرباء، وأذهب أفتح له الباب لأعطيه الشاحن يقول فيدفع الباب بالقوة ويدفع فتاة إلى الداخل وأنا لم أعلم كيف أتصرف، ثم يأخذ مباشرة مفتاح الباب ويقفل علي الباب من الخارج، يا شباب يا ابن الكذا افتح يا كذا وأبدأ أشتم وألعن وأصرخ ،وهم يضحكون في الخارج يضنون أنهم أوقعوني بالمأزق، يقول قلت لها حرام عليك وابتعدي عني واتقِ الله وأنا مسلم بعيد عن هذه الأمور، يقول صحيح يا شيخ أنا لست ملتزم، وأنا عندي معاصي، و أنا لست جيد في الصلاة، لكن يا شيخ لا يعني ذلك أني أزني وأقع في كبائر بدأت تحاول أنها تغريه ،لأنهم جعلوا لها جائزة إن حصلت مني الفاحشة بدأت أقول حرام ابتعدي، يقول فلما تسلط علي الشيطان بدأ يوسوس. ثم أردت أن أبعدها عني قلت لها ابتعدي عني، ابتعدي عني، أنا عندي ايدز ابتعدي إذا اقتربتي مني يصيبك ايدز، ابتعدي لا تلمسيني يقول لم تخف قالت لا يهم عندك ايدز؟ قلت عندي مرض الإيدز قالت منذ متى عندك الإيدز؟ قلت من سنة كاملة عندي ايدز لا تقتربي قالت لا يهم و أنا عندي الإيدز من سنتين.
يقول لما قالت ذلك قلت في نفسي الحمد لله أن ربي أنقذني وبدأت أصرخ للشباب يا شباب ايدز يا شباب يا شباب وأضرب في الباب ايدز ايدز يقول فتحوا الباب وطردوا اللاتي عندهم، وخلصني الله منها.
قلت له والله انك مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقِ المحارم تكن أعبد الناس، كلما كان المحرّم قريباً من الإنسان ، واستطاع أنه يحجب نفسه عنه، نقول له اتقِ المحارم تكن أعبد الناس.
الشاب الذي عنده في البيت خادمة وربما كانت في أوائل شبابها وربما كانت خادمة حسنة الصورة، وجميلة الوجه، ومع ذلك يبتعد عنها ويستعيذ بالله من شرها، وإذا كان أهله يذهبون يذهب معهم أو يذهب مع أحد زملائه ولا يخلو معها في البيت، مع قدرته ربما على الوقوع في الفاحشة. نقول له فعلاً بيض الله وجهك أنت أعبد الناس اتقِ المحارم تكن أعبد الناس.
الشاب الذي تجده إذا جلس مع زملائه ثم كل واحد منهم بدأ يمسك الجوال ويقول هل أُطلعكم على المقاطع التي عندي؟
يا فلان شغل جوالك ويبدأ يرسل له المقاطع ،فيقول والله لن أشغل جوالي ولا بلوتوثي وأتركه مقفل ولا أريد هذه المقاطع منكم.
قالوا له لماذا أنت لست رجل؟ أليس عندك شهوة مثلنا؟ أليس عندك غريزة؟ يا أخي هذه عشرين مقطع والله لن تجدها إلى أن تموت،،،
"اتق المحارم تكن أعبد الناس"، يقول أنا أقوى غريزة منك وذاكرة الجوال لدي تتسع ليس لعشرين تسع مائتين مقطع لكن : (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) [سورة الأنعام]
اتقِ المحارم تكن أعبد الناس. كل ما صارت المعصية بين يديك وقريبة منك واستطعت أنك تمنع نفسك منها هذا يدل على "وجود الإيمان في قلبك"
يا أخي يوسف عليه السلام تتعرض له امرأة العزيز امرأة حسناء وغلقت الأبواب ،وهو شاب جميل وخادم عندها وهي التي تدعوه، ومع ذلك يهرب من بين يديها ويغلق الأبواب وتمزق ثيابه وتقول له إما الفاحشة أو السجن فيختار السجن، ويجلس في السجن أكثر من سبع سنوات، ثم يخرج من السجن بِجَرّتْ قَلَمْ . ومع ذلك اتقِ المحارم تكن أعبد الناس.
كل ما كانت المعصية متيسرة للإنسان، بين يديه وهو يبتعد عنها، هذا هو أعبد الناس.
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح قال (يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر) أتعلم ما هو معنى القابض على الجمر؟
جمرة تمسكها أنت بيدك تجد أنك وأنت ماسك الجمرة يدك تقول لك يكفي ارمي الجمرة من يدك ، مالذي يصبرك عليها؟!
الناس كلهم بدون جمر، يا أخي ارمي الجمرة من يدك وتجد أنك وأنت قابض على هذه الجمرة نفسك تحدثك ،خلاص يكفي ارمِ الجمرة لماذا تمسكها أنت اتعبت نفسك، قدرتك على أنك تمسك دينك في آخر الزمان يدل على إيمان في قلبك اتقِ المحارم تكن أعبد الناس عندما قال عليه الصلاة والسلام للعامل منهم "يعني في آخر الزمان" للعامل منهم أجر خمسين منكم، قال الصحابة يا رسول الله منا أو منهم ""يعني مضاعفة العمل الصحابي لما يتصدق بصدقة أو لما يصلي صلاة يكون لي أنا ولك في آخر الزمان أجر خمسين مرة مثله"" قال نعم منكم قال الصحابة لمَ يا رسول الله؟ لماذا الناس الذين في آخر الزمان أعمالهم مضاعفة أكثر منا لمَ يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام (لأنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا) يعني الصحابة عندما يريد يصلي فهو كل المجتمع يصلي، إن أراد أن يغض بصره كل المجتمع يغض بصره، يريد يمتنع عن الربا كل المجتمع ممتنع عن الربا، عندما يريد أن يمتنع عن الخمر المجتمع يشجعك، كل المجتمع ممتنع عن الخمر. لكن يا أخي عندما تأتي إلى زمان ربما لو أراد الإنسان الفاحشة لا يفصل بينه وبينها إلا مسافة يسيرة أو ربما كانت متيسرة له، ومع ذلك يبتعد عنها ليس خوفا من مرض ولا خوف من شرطة ولا خوف من هيئة ولا خوف من مباحث إنما : إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)[سورة الأنعام] هنا نقول اتقِ المحارم تكن أعبد الناس لكن إذا كان الإنسان كلما عَرُضَتْ له معصية هجم عليها نقول يا أخي أين الإيمان الذي في قلبك.
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) لو أنه عنده إيمان لما زنا، كان منعه الإيمان من المعصية.
قال(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) لو عنده إيمان لكان عندما يرى الخمر يقول أعوذ بالله أم الخبائث (من مات مدمن خمر لقي الله كعابد وثن)
يوماً أحد طلابي في الجامعة كنت أدرسهم المادة، هذا الكلام قبل سنوات، واحد من الطلاب والله يا جماعة كأني أراه الآن بعيني، هو جالس رجع قليلا على الكرسي تأخر قليلاً أنا ضننته نائم، وأنا أشرح قلت لأحد الطلاب نبهه ليصحى، وقل له قم واغسل وجهك، حركه فلم يتحرك ،حركه مرة أخرى فلم يتحرك، بدأ الطالب رجليه تنشد وظهره كذلك، قلت أمسك الطالب لا يسقط من الكرسي، أمسكه وفعلاً الولد بدأ وكأنه مصروع، أقبلت عليه وأنزلناه من على الكرسي وبدأ يُصرع ويصرخ قلت لواحد من الطلاب اقفل الباب فقط حتى لا تجتمع الجامعة علينا. اقفل الباب و وضعت يدي عليه بدأت أقرأ عليه أنا لا أقرأ عموماً ولست من الرقاة لكن أحياناً لا يوجد عندك يقرأ عليه يعني يصبح الأمر ملزوماً ليس هناك أحداً إلا أنت، بدأت أقرأ عليه بدأ الطالب يتصرع ويصرخ ، فهدّيناه وقرئنا في ماء ، و صببنا عليه حتى فاق وأجلسناه على الكرسي وكان موقف مُحرج له فصرفت كل الطلاب قلت اليوم انصرفوا مبكرين وتعال معي أنت ، أخذته معي في سيارتي فقلت هل أوصلك للبيت أم معك سيارة؟ قال أريدك يا شيخ تنزلني عند سيارتي، قلت ما مشكلتك بالضبط؟ قال الخمر الله يقطعها، قلت كيف الخمر؟ هل تشرب خمر عندنا؟ قال لا ذهبت يا شيخ مع شخص من زملائي إلى أحد البلدان القريبة يقول فسكرت لمّا سكِرت وجئت لأنام أصابني مثل هذا الصرع يقول أنا لا أعلم لكن قال لي رفيقي، يقول ولما بدأ يصيبني هذا الصرع سبحان الله انظر الشياطين كيف تتسلط على الإنسان : فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) [سورة الأعراف] مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام عندما سمى الخمر وقال (إنه من شربها كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة، قالوا وما طينة الخبال؟ قال عصارة أهل النار) الذي يسيل من عرقهم وبكائهم ودمائهم وقيحهم وصديدهم وفروجهم يشربه في النار. أعوذ بالله هذا جزاء شربه للخمر.
يقول يا شيخ و أعود في السيارة مع صاحبي وأنا معه وأصرع مراراً يقول وصلنا ورماني في البيت، والآن ما يمضي وقت إلا يصيبني مثل هذا الصرع.
فأنا أقول يا جماعة "اتقِ المحارم تكن أعبد الناس" أحياناً بعض زملائك ربما يكون هو من المحارم التي لابد أن تتقيها، يا جماعة ترى شارب الخمر لم يخرج من بطن أمه ومعه زجاجة خمر، لكن يقول تعرفت على مجموعة من الشباب يا شيخ وبعد ذلك دلوني على الخمر وأدمنت عليها. شارب الدخان لم يخرج من بطن أمه ومعه علبة دخان لكن لما تعرف على مجموعة من الشباب أوقعوه فيه الإنسان الذي يقع في الفاحشة لم يخرج من بطن أمه وهو على هذا الحال لكن في كثير من الأحيان مثل ما قال الله عز وجل :وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ – أصحاب – فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ – لاحظ كيف يزينون أحيانا المعصية – فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ [سورة فصلت]
لاحظ كيف بعضهم يُزين.
أذكر يوماً أرسل لي احد الشباب رسالة يقول يا شيخ/ ما هو حكم القتل؟ عادةً تأتيني رسائل ما هو حكم الانتحار وكذا، أو آخر عنده مشكلة أو كذا وتحلها له في دقيقتين فقط يكون شعور نفسي، لكن واحد سيقتل!! فاتصلت به قلت له يا ولدي رد علي شاب أنا لم أكن أعلم هو بنت أم ولد الذي أرسل ، فاتصلت وجدته شاب قلت له ما هي القصة يا ابني؟ قال لي يا شيخ في واحد من زملائي أريد أقتله، لماذا تقتله ما هي القصة وما الذي حاصل؟ قال يا شيخ هذا قليل الأدب وو،، قلت له حسناً لماذا تقتله أخبرني وأولاً لا يصح تقتله ولو قتلته لا يجوز القتل، وغير ذلك سيُقطع رأسك ،إذا شخص قتل الآخر يوجد عقوبة، وعندك شرع لكن لماذا تقتله؟ وبعدين هذا صاحبك ونهايتها القتل؟!
قال لي يا شيخ هذا واحد من زملائي قال لي مارأيك نذهب إلى بلد كذا وسما أحد البلدان القريبة نستمتع ونتمشى يقول ذهبنا إلى ذلك البلد وسكرنا و ما عندنا أموال نحن يا شيخ طلاب وبصعوبة نجد المصروف، فاستأجرنا غرفة واحدة يقول فلما كان في منتصف الليل تفاجأت به فإذا هو يفعل الفاحشة، يفعل الفاحشة في صاحبنا هذا يقول أنا لم أنتبه أنا كنت سكران وعقله ليس معه، (كيف يسعى في جنونٍ من عقل) يقول لم أنتبه إلا بعد ما فعل وانتهى قمت الصباح وقد فعلت بي الفاحشة وأنا متورط يقول فعدنا وأنا لا أعلم ماذا أفعل هل أقتله؟ هل انتحر؟ أنا لا أعلم ماذا أفعل يقول فرجعت وبدأت أحاول على الأقل أني أخرب سمعته عند أصدقائنا في المكان الذي نجتمع فيه في الاستراحة أقول لهم انتبهوا يا شباب هذا ساحر وسيسحركم وأركب عليه قصص، وأنه سحر العائلة الفلانية أريدهم يطردونه يقول فطردوه فعلاً، وبعد أسبوعين تبين لهم أني كاذب فنادوه ذبحوا له ذبيحتين ليراضونه ، وطردوني أنا والآن يا شيخ لا يزال الذل في وجهي كلما رأيته، ما الحكم أني أقتله وأرتاح؟
قلت يا ولدي ليس الحل أنك تقتله الحل أنك تقتل الشيطان الذي عرفك عليه، وتقتل الشهوة التي جرتك إلى ذلك المنكر، وتقتل الشهوة التي جعلتك تشرب خمر، وتقتل ضعف الإيمان الذي جرك إلى شرب الخمر. لماذا ما وقع هذا لإنسان تقي نقي، لماذا ما وقع إلا لما تمكن منك إبليس وذهب بك إلى بلد الفجور، ثم ذهب بك إلى مكان تشرب فيه الخمر، ثم شربت الخمر، ثم بعد ذلك تقول لماذا فُعلت فيك الفاحشة!
فأنا أقول يا جماعة "اتق المحارم تكن أعبد الناس" المحارم قد تكون صحبة سيئة فانتبه يا ولدي منها، المحارم قد تكون أحيانا فواحش المحارم تكون نظراً لمحرم، المحارم تكون كلاما باللسان، المحارم يكون أحيانا مال يكتسبه الإنسان أو ينفقه، اتق المحارم تكن أعبد الناس" والله ما أجمل يا إخوتي لو الواحد عنده مقاطع محرمة في جواله يدخل مباشرة الآن في المحاضرة يدخل على الإستديوا ثم يبدأ يذهب للمقاطع هذه أو كانت مخبئة يمين ويسار ويبدأ يمسح ويرفع يديه ويقول اللهم إنك تعلم أني أريد أنها تبقى وأني أستمتع بها لكني مسحتها لأجلك أنت يا رب العالمين لأني أحبك يا رب العالمين مسحتها، أو عنده في الكمبيوتر محرمات أو عنده هار ديسك ويبدأ يمسح في اللاب توب أو الكمبيوتر ويقول يا ربِ إنك تعلم أني أريد أنها تبقى وأني أستمتع بها لكني تركتها من أجلك أنت يا رب العالمين ، لأني أحبك يا رب العالمين، فعلاً هنا "اتق المحارم تكن أعبد الناس"
يا أخي أن يراك الله تعالى وأنت تترك الأمر المحبوب إليك الذي تشتهيه نفسك وتلذ له عينك ،ويشتاق له قلبك ،ومع ذلك تمسحه وتلغيه ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، هذه مرتبة عظيمة من مراتب الإيمان تدل أنك مؤمن، وأنك تحب رب العالمين وأن محبتك لله ليست مجرد ادعاء، محبة حقيقية، تترك المحرم لأجل الله "اتق المحارم تكن أعبد الناس"
يا أخي أنت مثل ما تعامل الله، الله يُعاملك يقول الله عز وجل : فَاذْكُرُونِي – طيب إذا ذكرناك ماذا يكون – أَذْكُرْكُمْ – ويقول الله تعالى : إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً – وماذا فعلت لهم يا ربي – وَأكِيدُ كَيْداً) ويقول الله عز وجل : نَسُواْ الَلهَ – فماذا فعلت بهم – فَنَسِيَهُمْ . مثل ما تعامل أنت رب العالمين رب العالمين يعاملك – يُحِبُهُمْ – طيب هم ماذا فعلوا حتى أحبهم – وَيُحِبُونَهُ – لأنهم أحبوه أحبهم لأنه يسمع الأذان لصلاة الفجر يقوم يصلي أحبه رب العالمين، لأنه يترك لذائذ يريدها لنفسه ويتركها لوجه الله كما أنه لا يرضى على أخته أن أحد يغتصبها أو يتعرض لها كذلك لا يرضاها على بنت الناس هذا "اتق المحارم تكن أعبد الناس"
قال( وارضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) يقول الله سبحانه وتعالى : وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) [سورة طه]الإنسان إذا رضي بما قسم الله له يكن أغنى الناس ذكر الإمام الذهبي في ترجمة العالم أبي قلابة ذكر أن رجلا اسمه عبد الله ابن محمد قال كان يمشي في صحراء فوقف على خباء قديم على خيمة قديمة نظر في هذه الخيمة فإذا فيها رجل جالس على الأرض ويداه مقطوعتان وكانوا في السابق إذا أصاب الواحد مرض غرغرينا أو غيره يقطعون اليد مباشرة أو الرجل لم يكن عندهم علاجات متطورة وإذا يداه مقطوعتان ، وإذا هو أعمى وجالس في هذه الخيمة ويقول (الحمد لله الذي فضلني على كثيرٍ من عباده تفضيلا) يقول جعلت أنظر إليه وأقول في نفسي فضلك بماذا؟! اليدين مقطوعتان وأعمى البصر وفقير فقرا مُدقع في خيمة قديمة ولوحدك فكيف فضلك وبماذا؟ يقول فدخلت عليه قلت السلام عليكم، قال: وعليكم السلام، قلت أنا رجل عابر سبيل وسمعتك تقول: الحمد لله الذي فضلني على كثيرٍ من عباده تفضيلا أنا أسألك فقط الله فضلك بماذا؟! يدان مقطعتان وأعمى وحالك بهذا المكان وفقر، فضلك بماذا؟ يقول فقال لي أنا سأجيبك لكن لي إليك حاجة هل تقضيها؟ قلت سأقضي حاجتك لكن بعد أن تجيبني على سؤالي فضلك بماذا؟ يقول فقال لي "فضلني على كثيرٍ من عباده تفضيلا" قلت فضلك بماذا؟ قال أليس الله تعالى قد أعطاني عقلاً؟ قلت بلى قال كم يوجد من الناس مجانين؟ قلت كثير قال الحمد لله الذي فضلني على كل هذا الكثيرٍ تفضيلا ، أليس الله تعالى قد أعطاني سمعا أسمع به أسمع القرآن وأعرف أحاديث الناس حولي؟ قلت بلى قال كم يوجد من الناس صم لا يسمعون قلت كثير قال الحمد لله الذي فضلني على كل هذا الكثيرٍ تفضيلا أليس الله تعالى قد أعطاني لسانا أبين به حاجتي وأتحدث به مع الناس قلت بلى قال كم يوجد من الناس بكم لا يتكلمون قلت كثير قال الحمد لله الذي فضلني على كل هذا الكثيرٍ تفضيلا ،أليس الله تعالى قد جعلني مسلما؟ قلت بلى قال كم يوجد من الناس من يعبد الأصنام والأوثان والأحجار والأبقار قلت كثير قال الحمد لله الذي فضلني على كل هذا الكثيرٍ تفضيلا ، أرأيتم العقل يا أخي هذا ما نظر إلى الجزء الفارغ من الكأس لا بل نظر إلى الجزء المملوء ما هو؟ مثل واحد فرضا يصيبه حادث ويُصاب بشلل ويكون كئيب طوال حياته، غير متفائل كل ما قلنا له يا أخي لماذا لا تعيش حياتك لماذا لا تستمع ولماذا لا تضحك؟ قال يا أخي أنا مشلول وأنا أرى الناس يلعبون الكرة ، ويذهبون للملاهي ويركضون ويفعلون ما يشاءون، نقول لكن إن الله ترك لك يدين وترك لك رأس وترك لك عينين، فالله أخذ منك نعمة وترك عندك مائة نعمة عش حياتك يا أخي، أو واحد نقول له أنت لماذا مكتئب دائماً؟ قال يا أخي زميلي متخرج معي من الثانوية نسبته 76 وأنا نسبتي 95 وها هو مقبول وسيتخرج غداً ضابط وأنا لم أقبل، نقول طيب أرضى بما قسم الله لك هذه قسمة الله ، قال لي لأن عنده واسطة ، نقول هذه قسمة رب العالمين أرضى بما قسم الله لك، غيرك لم يتخرج حتى من الثانوي ولا متوسط وليس معه حتى ابتدائي أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس يقول الله تعالى :وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ [سورة طه]
لا ينبغي للإنسان أنه يزدري نعمة الله عليه يقول النبي عليه الصلاة والسلام( أنظروا إلى من هو دونكم في أمر الدنيا ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أحرى َألا تزدروا نعمة الله عليكم) عندي واحد من طلابي في الجامعة غاب أسبوع ،المهم جئت يوماً فإذا بالطالب حاضر سلمت عليه ولحقني قال لي يا دكتور أريدك تكلم فلان وفلان من الزملاء زملائي الدكاترة، أنا تغيبت وغيبوني وأخاف يطلع علي حرمان في المادة، قلت طيب لماذا أنت غائب أسبوع كامل ؟ قال والله كان عندي ظروف قلت فما هي هذه الظروف؟ أكلم لك دكاترة يحذفون عنك الحرمان لكن ما هو الظرف الذي عندك؟ قال والله يا شيخ ولدي كان مريض قلت أسأل الله أن يشفيه ويعافيه وإن شاء الله أنه مرض بسيط ويُشفى قال يا شيخ الولد عنده تليث في الكبد أدى إلى تسمم في الدم والآن بدأ عنده تسمم في الدماغ ، قلت أسأل الله أنه يشفيه وإن كان قبضه الله إليه أو توفي فأسأل الله أنه يكون شافع لك يوم القيامة، قال لي يا شيخ كيف شافع ولدي يا شيخ ليس صغير لتقول يشفع ،ولدي عمره سبعة عشر سنة حافظ القرآن ثاني ثانوي في المعهد العلمي، قلت أسأل الله أن يبارك لك في إخوانه فقال لي يا شيخ ليس عنده إخوان ما عندي إلا هذا الولد فقط : فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [سورة الصافات] عندما صار الولد رجل، ويقود السيارة ، ويسترجل أمام الناس، ويصب القهوة ،ويستقبل الضيوف، ويوكله على أموره ، ولدي أصبح رجل وبدأ الرجل ينظر إلى ولده من عمر 15 16 17 لذة الأب بابنه ،فلما بلغ هذا المبلغ فإذا بالولد يحصل له ما حصل أمام عينيه "أرضى بما قسم الله لك" ، قلت احمد ربك أنت على الأقل يأتيك أولاد غيرك ما يأتيه أولاد أبدأ احمد ربك أنت على الأقل تتحرك وتتزوج غيرك مشلول، بدأت أذكره بنعم عنده محروم منها غيره، بدأ يقول الحمد لله اللهم لك الحمد لا والله يا شيخ أنا ذاكر الله وشاكر الله ،والحمد لله على كل حال "أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" انتبه يا أخي وانتبه يا ولدي لا ينظر الله إلى قلبك فيراك مبتئس من وظيفتك، تقول يا أخي وظيفتي راتبي فقط 2500 غيري يا أخي يستلم على عشرة آلاف، نقول هناك غيرك لا يستلم ولا ريال ويوجد غيرك قضى الله وقدر عليه أنه يولد في بنغلادش ولا يجد له أي وظيفة ويأتي يكنس الشارع 300 ريال، احمد ربك يا أخي، وغيرك في بنغلادش لا يجد أكل ويموت جوعاً، هل يعتبر أحسن حالا منه
لو شاء ربك كنت أيضا مثله *فالقلب بين أصابع الرحمن.
لو شاء ربك كنت أيضا مثله* فاشكر لربك واهب الإحسان
انتبه أن ينظر الله إليك ولا يراك شاكرا، بل قل الحمد لله رب العالمين. مر إبراهيم ابن أدهم يوما على رجل يشتكي الفقر ويشتكي البؤس ويقول أنا بئيس أنا لم أستمتع بحياتي، الناس كلهم بخير إلا أنا، فوقف عليه إبراهيم ابن أدهم قال أنت ليس عندك شيء؟! قال أنا فقير وكل الناس مستمتعين إلا أنا وأنا وأنا،، فقال له إبراهيم انتظر قال: نعم.
قال أيسرك أن آخذ يديك بمائة ألف دينار؟بمعنى أقطع يديك وأعطيك مائة ألف دينار موافق؟ يقول فقال لي: يدي تقطعهم و تعطيني مائة ألف دينار؟ قال نعم قال لا والله لا والله أترك يدي عندي، قال حسناً أيسرك برجليك مائة ألف دينار ذهب الآن؟ قال لا والله قال أيسرك بلسانك نقطع لسانك ومائة ألف دينار؟ قال لا قال: أيسرك بأذنيك نأخذ سمعك الآن فلا تسمع وهذه مائة ألف دينار؟ قال لا والله قال: أيسرك بعينيك نأخذ عينيك الآن ونعطيك مائة ألف دينار؟ قال لا والله لا يسرني ،قال: سبحان الله أراك تملك مئات الآلاف من الدنانير وتشتكي البؤس والفقر؟!!
" أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" والدنيا يا أحبتي في الله تذهب وتأتي، كنت أسمع قبل أيام مقابلة مع الشيخ سليمان الراجحي حفظه الله "التاجر المعروف" يقول كنت أشتغل في البداية أجمع بقايا الرماد الذي عند الناس في البيوت، الناس يشعلون الحطب ويبقى الرماد، نجمع الرماد نبيعه، يقول فأضرب البيوت أجمع الرماد ، فيقولون لي لا نعطيك الرماد حتى تدخل وتكنس البيت كله، وتنظف المطبخ، ونسمح لك أن تأخذ الرماد مع أنه رماد يُرمى، يقول فأدخل أكنس بيتهم، وأنظف مطبخهم لأخرج بقليل من الرماد.
يقول وذهبنا يوماً مع أبي هم كانوا يسكنون في البكيرية يقول ذهبنا أظن قال إلى عنيزه أو بريده، يقول وكنا في النهار نجلس تحت الشجرة أنا وإخواني وأبي وأمي، انظر سبحان الله هكذا الدنيا، ثم الآن أنظر إذا ذكرت المال، إذا ذكرت التجارة، إذا ذكرت القدرة على الإدارة القوية، إذا ذكرت الأفكار، إذا ذكرت أيضاً الدين، والعمل الصالح، وذكرت الوقف الخيري والبذل في المساجد تذكر الشيخ /سليمان الراجحي "فارضى بما قسم الله لك" ربما الله تعالى اليوم يمنعك وغداً يعطيك وكم عرفنا أقوام كانوا في تجارة وأموال، ثم ذهبت عنهم في طرفة عين، وكم عرفنا أقوام كانوا في فقر وفي حاجة فإذا بالدنيا تهجم عليهم، "اتق المحارم تكن أعبد الناس وارضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس"
ثم قال عليه الصلاة والسلام (و أحسن إلى جارك تكن مؤمنا)
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله؟! قال من يبيت شبعان وجاره جائع ، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله؟ قال: من لا يَأَمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه)
من لا يأمن جَارُهُ بَوَائِقَه/ البوائق: هي المضار والأذى، جمع بائقة
بمعنى مثلاً أنا لا آمن جاري، أخرج أجد كسروا أولاده سيارتي، إن خرجت أصلي لقيتهم خدشوا السيارة بالمسامير، إذا خرج واحد من أولادي ضربوه أبناء جاري، أخرج أجد أبناء جاري قد رموا قمامة في فناء بيتي، يا أخي كل يوم مشكلة مع هذا الجار!!
إن خرجت من بيتي تعرضوا لبناتي وأبناءه ينظرون لبيتي، أو ربما أيضاً يؤذيني يتنصت على هاتفي.
من لا يأمن جَارُهُ بَوَائِقَه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الآخر يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) أي يدخله من ضمن الورثة، مثل ما قضى الله تعالى أن الورثة (الأم والأب والإخوان) ظن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة الوصية بالجار أن الجار يدخل من ضمن الورثة وقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر( قال يا أبا ذر قال لبيك يا رسول الله قال إذا طبخت مرقة "إذا طبخت قطعة لحم" فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)
أعطي جيرانك من المرق هدية، وقال عليه الصلاة والسلام (يا معشر نساء الأنصار لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاة) فرسن الشاة هو المِحفر، حافر الشاه الذي تطأ به على الأرض، يقول إذا أنت يا جارة لم تعطي جارتك لحم أو كتف أعطيها على الأقل الحوافر أعطيها إياها هدية قال "ولو فرسن شاة."
*عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كان عنده غلام يذبح شاة فقال له عبد الله ابن عمر: إذا انتهيت فأهدي لجارنا اليهودي منها، جار يهودي يقول عُزيز ابن الله، ويقول إن الله فقير ونحن أغنياء ، ويقول يد الله مغلولة ، وكافرٌ فاجر، ومع ذلك يقول له أعط جارنا اليهودي يقول ثم انشغل عبد الله ابن عمر يتحدث مع الذي عنده، فالتفت على الغلام قال انتهيت؟ قال لا قال: لا تنسى جارنا اليهودي بعد ذلك طلع ابن عمر يصلي بعد ما رجع فإذا بالغلام يقطع سينتهي فقال له لا تنسى جارنا اليهودي ثلاث مرات، ما وصى لأحد من الصحابة بل يوصيه باليهودي.لأنه يعلم أنه ربما الغلام يهدي للصحابة الصالحين ويترك ذلك اليهودي ويقول هذا اليهودي له حق، لا تنسى جارنا اليهودي مثل ما قال الله تعالى: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ [سورة النساء] الإحسان إلى الجار من أعظم الطاعات.
ما أجمل يا جماعة واللهِ لو مثلاً ذهبت اشتريت لأهلك برتقال أو تفاح أو موز وبعد ما رجعت قلت لأخوك أو ابنك أو لزوجتك وقلت ضعوا لي صحن فيه مجموعة فاكهة وظنوا أنه سيأتي ضيف ، قلت لا أعطوني صحن فجاءوا وعبئوا لي الصحن فاكهة، ثم أعطيته واحد من أولادي قلت اذهب به إلى جارنا أبو عبد الله طرق عليهم الباب وأعطاهم الفاكهة تجد أبا عبد الله هذا إذا جلس على الأكل ورأى الفاكهة قال لأولاده من أين هذه الفواكه؟ قالت زوجته هذه من جارنا أبو خالد قال الله يجازيه خير، إنه كريم حقاً ولطيف، وإذا خرج يصلي رأى جاره أبو خالد "السلام عليكم" أبو خالد كيف حالك، وتجد أنها تحدث في القلب محبة، مع أنه يمكن كمية هذه الفاكهة كلها لا تساوي تقريباً ولا 15 ريال، ما تأتي إلا ثلاثة تفاحات وأربع برتقالات وغيرها ومع ذلك تحدث في القلب محبة.
يا إخوتي أحياناً أجلس على الأكل أو على القهوة وأجد تمر ،تمر أنا أعلم أني لم اشتريه، فأقول لأولادي التمر هذا من أين؟
قالوا والله جارنا أبو محمد أعطانا اليوم، أنا أعلم أن هذا التمر ربما لا يساوي 5 ريال ليس كيلو بـ 40و50 ريال ، ومع ذلك يحدث في قلبي من الحب له والإجلال و الإقرار بالإحسان ، شيء كثير
مع أنه لا يكلف .
ما أجمل أن يكون الإنسان محسناً إلى جاره ، "وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا" ثم قال عليه الصلاة والسلام (وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما) أنا أحب لنفسي أني أصلي، ينبغي أني أحبه للناس، أنا أحب لنفسي إني مثلا أدعوا إلى الله، أحب هذا للناس أقول لهم لماذا لا تدعون إلى الله؟ لماذا لا تصلحون الناس؟ لماذا لا تصلون في المسجد؟ لماذا تفعلون كذا؟
أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ثم قال عليه الصلاة والسلام (ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) الإسلام يا أحبه دين بشاشة، دين فرح، دين الأنس، دين سعة صدر،دين الضحك وسرور وتبسم، يا أخي يكفيك أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعطيك حسنات على الابتسامة، بمعنى عندما أبدأ المحاضرة
فأقول مثلا /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "هذه حسنة" لماذا؟
لأنك ابتسمت فقط، تبسمك في وجه أخيك صدقة، مجرد ابتسامتك بحسنات، يا أخي دين الفرح (وأنه هو أضحك وأبكى)
ليس فقط الفرح لا بل كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يكتفي بالفرح كان صلى الله عليه وآله وسلم يجامل الناس الذين يريدون يُضحكونه يقول عمر رضي الله تعالى عنه يقول انظر هذا الموقف العجيب (كنا نجلس في المسجد بعد الفجر يقول و رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معنا يعني يجلس جانبا ،مسجد كبير مجموعتين ثلاثة أربعة
النبي عليه الصلاة والسلام يجلس بعد صلاة الفجر يسبح ويهلل ويذكر الله يقول: ونحن نجلس ربما تحدثنا أحيانا بشيء من أمر الجاهلية الذي كنا نفعله "أشياء في الجاهلية" يقول فنقول أشياء نضحك منها، يعني مثلا يقول لهم عمر أنا كنت في الجاهلية وهذه حقيقة قالها عمر مرة (يقول كنت في الجاهلية أريد أني أعبد صنم وليس عندي مال أشتري صنماً يقول فجئت إلى تمر عندي فأخذت التمر وعجنته وصنعت منه صنما) أتى بهذا التمر و وضع له قائم و وضع له رجلين و وضع له يدين و وضع له رأس وصلى عَبِدَهُ في الضحى، يقول فلما جعت بعد الظهر أكلته أكل ربه إلى يعبده في الضحى يقول( اغفر لي واشفي مريضي ورد غائبي) حتى بعد الظهر أكل ربه يقول فنضحك طيب ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هل تتوقع أنه كان يلتفت عليهم ويقول تضحكون في المسجد أنتم متجمعين هنا من أجل تضحكون في المسجد أذكر الله فقط وسبح وهلل وأخرج!!
هل كان يقول هكذا لا،،،، يقول فكان يلتفت إلينا ويتبسم يفرح أنهم مبسوطين، يلتفت إلينا ويتبسم، يا أخي نحن ديننا دين الفرح دين السرور. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت يُعذب ببكاء أهله عليه "البكاء الدمع" هذا لا بأس، لكن العويل والصياح على الميت حرام لا يريدك الدين أن تحزن، (لعن الله النائحة والحالقة والشاقة) النائحة هي التي تصيح بأعلى صوتها إذا مات الميت أو التي تشق جيبها الشاقة أو التي تحلق رأسها و شعرها الدين لا يريد أن يكون حالنا مكتئب، ولا أن يكون حالنا حزين ولا ،ولا، ولا ،الدين الذي يريد السرور والفرح والضحك ، لكن مع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويضحك معهم وربما يعني استحدث المزح معهم صلى الله عليه وآله وسلم ويمزح مع هذا وذاك، عندما رأى صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه وهو في المسجد متكئاً نائم والتراب في يده قال قم يا أبا تراب يلاطفه بهذه الكلمة، وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه وإذا واحد منهم ضاحكه كان يضحك ليكون مسرور ، أضحك ما دام تريدني أضحك فسأضحك من أجلك.
هذا مثالاً: لما عمر رضي الله عنه يقول كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول إلى المدينة، يعني ساكنين خارج المدينة فيوم الأنصاري ينزل إلى المدينة يصلي مع الناس ويقضي حاجاته من السوق وكذا ويرجع وعمر يبقى يحفظ الإبل والبقر، ويحفظ الزرع ،واليوم الثاني عمر ينزل إلى المدينة والأنصاري يجلس يحفظ الأموال، يقول فنزل الأنصاري يوماً، وأنا جلست أحفظ المتاع، فتأخر الأنصاري ما رجع يقول فلما كان في الليل فإذا بي أسمع الباب يطرق وقائل يقول أثم عمر؟ أثم عمر؟ أين عمر؟ أين عمر؟
يقول فخرجت إليه فزعاً في نصف الليل، قال الأنصاري حدث بالمدينة اليوم أمرٌ عظيم، قل ما هو هل جاء الغساسنة؟
"الغساسنة قوم من نصارى العرب كانوا يسكنون في شمال الجزيرة "يقول كنا نتحدث أنهم سيغزوننا، لما قال حدث أمر عظيم قلت مؤكد الغساسنة جاءوا ونحن لم نستعد، قال لا لكن حدث أمرٌ أأعظم وأطم، قلت ما هو؟ قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه.
عمر طبعاً له علاقة في الموضوع لأن بنته حفصة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فهي من نسائه هو داخل في الموضوع ، يقول فنزلت أصلي الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم،
النبي عليه الصلاة والسلام من العادة يصلي يجلس بعد الصلاة هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ المرة هذه صلى وقام وخرج لم يدخل إلى بيوته دخل إلى غرفة منفردة وجعل عند الباب حارساً لا يريد أن يكلم أحداً ولا أن يقابل أحداً، عمر سأل الناس يا ناس مالذي حصل؟
بدأ الناس يبكون يقولون والله لا نعلم ، قام عمر جاء إلى الحارس استأذن لعمر أريد أدخل، جاء الحارس يا رسول الله هذا عمر عند الباب يدخل؟ لم يرد عليه، يا رسول الله عمر جاء أيدخل أم لا؟ فلم يرد عليه، يا رسول الله عمر؟! لم يرد عليه، واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد أن يقابل أحداً، خرج قال يا عمر أنا استأذنت ثلاثاً ولم يأذن، رجع عمر وجلس في المسجد إلى متى؟ إلى الظهر نبكي؟ قام استأذن الحارس لعمر يا رسول الله هذا عمر فلم يرد عليه، رسول الله عمر جاء مرتين فلم يرد عليه ، يا رسول الله عمر عند الباب يدخل أم لا؟
لم يرد عليه خرج الحارس قال يا أخي استأذنته ثلاثا ولم يأذن، لا يريد أن يقابل أحد دخل عمر على ابنته حفصة فإذا هي تبكي قال طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت لا أدري هو ذا جالس في المَشْرُبَة جالس في الغرفة ولا أعلم وهي تبكي، رجع استأذن لعمر دخل الحارس يا رسول الله هذا عمر يدخل أم لا؟ فلم يرد عليه يا رسول الله جاء مرتين كذلك لم يرد، يا رسول الله ما رد عليه، خرج قال يا عمر استأذنت ثلاثا ولم يأذن، خرج عمر ماشياً فقال النبي صلى الله عليه وسلم أإذن له ،رجع الحارس فقال يا عمر تعال، تعال قد أذن، رجع عمر ودخل" انظر الآن لهذا الموقف العجيب" الآن يا إخوة النبي صلى الله عليه وسلم ضائق الصدر متغير، لا يريد يكلم أحد، بينه وبين زوجاته مشكلة في النفقة زد لنا في النفقة ليس عندنا أموال زدنا، مشكلة زوجية عادية، ثم أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً وجلس لوحده في غرفة، فعمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فقلت السلام عليكم، النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع رأسه لعمر حتى رفعة رأس ما رفعها ،ضائق صدره، يقول وإذا هو متكأ صلى الله عليه وسلم على حصير ، وعلى وسادة من جلد حشوها من ليف النخل، يقول عمر فقلت في نفسي لأضحكن رسول الله صلى الله عليه وسلم،طيب بالله هذا وقته الآن النبي صلى الله عليه وسلم ضائق صدره و لا يريد أن يكلم أحد وتريد أن تضحكه!
نعم عمر يعرف طبيعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه إنسان لطيف يعلم النبي صلى الله عليه وسلم لطيف ويقبل الكلام، يا أخي أنا أحيانا في القاعة عندي أدرس طلابي أقول لهم مثلاً وأنا أشرح فقه أقول لهم شباب طيب لو الإمام قام إلى ركعة خامسة ينبغي أن ينبهه المأمومون طيب لو قام إلى ركعة خامسة وسادسة وسابعة ولا احد نبهه ، واحد من الطلاب يستخف دمه قال شكله ماسك خط، نكته تافهه ما تضحك، لكن مع ذلك ما دام قصدك تضحكني أضحك ،أتركك تنبسط فإذا قال أوو شكله ماسك خط، أقول له هههه يا والله إنك صادق، وأكمل الشرح اجعله يفرح يا أخي أدخل السرور على قلبه يعني أحيانا نكته أنت تعرفها قبل ما تولده أمه وفرحان بها اتركه ينبسط ، أحيانا بعضهم يرسل لك نكته ومستخف دمه أرسل له هههه يعني نكتتك حلوة، أدخل السرور إلى قلبه يعني أشعره فعلاً إني معك.
فعمر هنا يقول لما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الحال قلت لأضحكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله ويدري أن المشكلة بينه وبين نسائه قلت يا رسول الله قال نعم قلت إنا كنا في مكة إذا طلبت امرأة أحدنا منه شيئا ،قام إليها ووجع عنقها قام وكسر رقبتها يقول فلما جئنا إلى المدينة، فإذا قوم تغلبهم نسائهم ، فصارت نسائنا تتعلم من نسائهم، فاليوم لو طلبت أنا من امرأتي شيئا قامت إلي ووجعت عنقي، يقول فالنبي صلى الله عليه وسلم رفع بصره إلي وتبسم يضحك. ما دام يا عمر قصدك تضحكني أضحك من أجلك يا أخي قدرة الإنسان يا جماعة على أنه يلاطف الناس ويجاملهم هذا من الدين هذا أجر.
أحب الأعمال إلى الله أن تدخل على قلب أخيك المسلم سرورا، يا أخي إذا هو يُسرّ لما أضحك إضحك، دين فرح.
لكن في هذه الوصية النبوية قال (ولا تكثر الضحك) ليست القضية لا تضحك بل لا تكثر، أن يصبح لا أدخل مواقع الانترنت إلا ضحك، ما أقرأ كتب إلا ضحك، ما أرسل لأصدقائي إلا ضحك ما أشغل الراديو إلا على ضحك، لا أشغل على التلفزيون إلا الذي يضحكني ، لا هذا سيُقسي قلبك، تصبح لا تخشع في صلاتك ،ولا تخشع في قراءة القرآن، لكن إذا كان عند الإنسان موازنة بين هذا وهذا يُوَفق.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا أسأل الله يا إخوة أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن ييسر لنا ولكم.