التصنيفات
منوعات

من قصص ليلة الدخلة

لم يخطر على باله صعوبة المهمة و لا مشقتها فمن يجرب المجرب حتما سوف ينجح و علامته 10 / 10 …
هكذا بدأ يقص حكايته لي …
فهو بعد طلاقه لم يمكث طويلا بلا زواج (( فسارع لإكمال نصفه الذي قوّضه بيده و ربما بيدها و على الرغم من قربي له فلا أستطيع الحكم على الاثنين إلا أني اعرفه مهمل و هي على شاكلته )) مداخلة للإيضاح حتى لا يأتي آت و يسأل سائل أو يبحث عن عذر فربما هذه الجملة وضحت شيئا في اللاشعور مخفي …
على أي حال انتهت مراسيم الزفاف و هدأ الدبك و توابعه من ألوان الفرح و أنصرف المباركون …
و لكن من بقي يا ترى !!!
بقي حسب تصنيفي لهم الفضوليون الثرثارون و الذين عليهم أن يسدوا أفواه أخوانهم في الأخلاق و السلوك حتى لا يقعوا فريسة ألسنتهم اللاتي سلّطوها عليهم … و الآن جاء الدور عليهم !!!
و إلى مخدع الحب أُدخلا و الروائح الزكية أنهكت الغرفة و الألوان الخضراء و الحمراء مكيّجت جدران الغرفة كما زيّنت العروس و العروسة و أشبعتهم من روائحها الزكية …
و خلف الباب ينتظر المنتظرون لرفع الراية …
و أي راية راية الشرف الرفيع و العفاف المنيع …
في انتظار صك البراءة …
في انتظار الختم الشريف للدم الطاهر العفيف …
ليختم به شهادة حسن السيرة و السلوك في حق ابنتهم كدلالة على عفتها و طهارتها و حسن تربيتها !!!
و أما المسكينة فعليها اجتياز الامتحان التي هي على يقين أنها ليست بحاجة إليه … و لكن من باب حكم القوي على الضعيف و من باب سد الألسن و الأفواه التي تتحين الفرص للقيل و القال الذي لا ينتهي أبد الآبدين …
فمن كثر التهويل و الخوف و ما هو مطلوب منها في هذه الليلة !!! بدأ الشك يساورها !!!
ماذا لو لم يسل الدم الشريف و يجري كما يجري النهر الفائض و يغرق الخرقة و ما تحت الخرقة بسبعة أخرق من تخوم التخت إلى أن يخرق الأرض و يعلو إلى سماء الغرفة كأنه نافورة و يشاهدوه بأم أعينهم و هو يجري كنبع متفجر من صم الصياخيد !!!
ماذا ستفعل بعفتها !!!
ماذا ستقول لأمها و أخواتها الكبار و الصغار !!!
أبوها ينتظر و يترقب و أخوتها القابضون على السكاكين بأيدهم (( كالقابض على الجمر )) و هي متعددة الاستخدام من نحر الخراف إلى نحرها لو لم يتم الذي في بالهم !!!
ضغوط وأفكار ارتسمت على وجهها و شبح الخوف قلب حمرة ماكياجها إلى أصفر يراقان يتبعه أرق و نصب و تعب من شدة هول المطلوب !!!
وقعت بين ناريين نار الحياء و نار الخوف … فنار الحياء من زوجها و نار الخوف من الذي ينتظرها بالخارج !!!
إنْ طلبت منه فماذا سوف يقول عنها !!!
عديمة حياء !!!
و هي تعلم أنه مجرب و ذو خبرة !!!
رجحت الخوف من الآتي على الحياء …
و جمعت شتات صبرها و خلعت ثوب حيائها و بادرته بابتسامات يعلم مغزاها و يجيد ترجمتها جيدا !!!
هيا سارعت له و الحياء يغشّيها !!!
لاحظ خوفها و حيائها !!!
هدأ من روعها و لكن !!!
هيهات أن يهدأ الروع و ينجلي الخوف ما لم تجتاز العقبة الكؤود !!!
بكل ثقة التي كانت مالئة نفسه …
زئر كالهزبر الضرغام و الليث الهمام عازم بدأ الغزوة الكبرى ليعيد أمجاده و يقدم على فتح الفتوح و اقتلاع الحصون المنيعة !!!
الخوف غشيها و الحياء ركبها … فمناعته و هي التي رغبّته !!!
حاول الكرة تلو الكرة و الخوف و الهلع سيد الموقف !!!
فهما بين ناريين !!!
حتى انكسرت عزيمة فارسنا الأشم و لذا بالفرار عن اقتحام الحصن و كأنه مصاب بعنّة سبقته لعمره !!!
ذهلت لهول الحدث ففحل الفحول عجز عن تأدية المطلوب و انجاز الموعود …
طلبته كرة أخرى و أخرى و لكن …
مضت ليلته على هذه الحال …
و خابت ظنون المنتظرون وأن الغارة باءت بالفشل و أنّ الهزبر و الليث صار نعجة فترت همته و خارت قواه و لم يعود بالراية و النصر المكلل بالعفة لابنتهم …
و أذن الديك وأسفر الصبح عن محياه بلا نتيجة !!!
رن الجوال يطمئن على و لكن بلا جواب يشفي الغليل و يرفع الرأس إلى عنان السماء فحقه أن يضل منكس مطأطأ في تخوم الأرض حتى يأتي الفرج أو يأتي المدد أو يدخلون في المعرة الكبرى و عليهم تطهير أدرانهم و رجسهم الشيطاني الذي لاحقهم !!!
مضى على حاله و فشله أيام !!!
و هي تعاني من الضغوط من أمها و من ورائها من عائلة عليها إثبات المثبت !!!
استعان بأهل الخبرة …
كل يوم فشل نفسي و ألم جسدي !!!
استشار أهل الخبرة و ما أكثر الآراء !!!
إلى قال له شيخ مجرب لا عليك اعرض يومين اثنين أو اتبعه بثلاث …
و استجمع بعدها قواك و هم بخيالك في استجلاب فحولتك و تذكر ذكورتك جيدا حال الاقتراب و أعطل قلبك و رومانسيتك جمدها جانبا …
و أوصاه بقراءة شيئا من الذكر الحكيم ليطمئن به الفؤاد و يثبت به القلب !!!
نفذ الوصية بحذافيرها بدون أي إخلال بها لا في صغيرة ولا في كبيرة …
و بعد ثلاثة أيام بلياليها وجد التغير المنشود في نفسيته…
و كعادته لما خيّم الظلام و تحت ستر أجنحته و غادر الكل و تفرد بها لم يطيل الكلام و لا التمتمة و أسدل ستائر الغرفة و اخمد أنوارها الحمراء و ما تحتها و ما فوقها …
و شذ من عزمه على الغزوة الكبرى …
فالليلة يكون أو لا يكون …
لم يرحم و لم يعطف و كان أسدا و فحلا و اقتلع الحصون و كسر السدود …
حتى جرى الدم إلى ما ابعد مما هو مطلوب …
و استخرج شهادتين بفتحة …
شهادة بفحولته وأخرى بعفتها و براءة ذمتها …
و ما أن سال الدم و مع كل آلمها و أنينها رفعت سماعة الهاتف لتبشرهم بما طال انتظاره !!!
و جاءت الأم و باقي بناتها لاستلام شهادة حسن السيرة و السلوك من وراء الباب !!!
و علت الزغاريد من الأم …
و تبسم الأب من بعد طول تهجم …
و رفع الأخ الأكبر رأسه عاليا بعد ما تأكدت سلامة شرفه…
و وزعت الأخت الكبرى الحلوى …
و أذن للإخوة بذبح الخراف و أسيلت دمائها كما أسيل دم البنت !!!
ولا أعلم هل أخذت الخرقة الملطخة بدم الشرف و قطعت أوصالا أوصلا و لفت بها الحلوى حين وزعت!!! ((حلوى الطهر و العفاف بعيدا عن أي ثمن و أي معاناة )) …
أو !!!
هل قطعت تلك الخرقة إلى أجزاء و علقت على أسطح منازل العائلة دلالة على علو شرفها و حسن سيرة و سلوك ابنتها !!!
أو!!!
هل حُملت تلك الخرقة و طِيف بها على أهل الضيعة ليتبركوا به بطهرها الخالي من كل دنس أو عار !!!
و لا يهم بعد ذلك استمر العروسين برغد الحياة أو سارعا إلى أروقة المحاكم !!!!!!!!!!!!!!



وييييييييين الردوود يااا بنااااااات



مشكوره ياعسل



حبيبتي حور

العفو ياااا قمراااية

سعدت بتواجدك




ول عليهم سراحه اعوووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووذ بالله



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.