إهدي هذا الموضوع .. إلى ذلك الرجل الصنديد .. والذي يظن أن ضرب رأي سديد .. وأن عضلاته كالحديد .. وأنه الذي يملك العلم المفيد .. ويكتب ظناً منه أنه كاتب فريد .. يناضل من أجل أن يكسر كبرياء تلك الضعيفه .. إهديك هذا الموضوع .. فتقبل أرق تحياتي ..
" الى الموضوع "
يسارع … ذلك الرجل إلى أن يطلب ود أمرأة .. فيتقدم إلى أبيها وهو كله أماني بأن توافق عليه .. ويبدأ في ذكر مزاياه الطيبة لأبيها سعياً منه في إقناع تلك العائلة بأنه الرجل المناسب لإبنتهم .. ( يتمسمس) .. ويتحمس في أن يكون طرازن عصره .. وفيلسوف زمانه .. يُظهر لهم بأنه الرجل الأديب .. ويشتري بعض الحلوى لإطفالهم ليقول ( تراني حبيب ) … يُذكر أن رجلاً أتى ليخطب أحدى البنات وعندما سأله أبيها من تكون ؟؟ .. ( حدثني عن نفسك) ..؟ , قال : ( تصدق أني ماأحب أنام إلا تحت لمبه سهّاريه .. وخدوده قد تودجت أحمراراً ـ يقاله مستحي ـ ) .. لقد أراد أن يضغط على وتر الحساس .. لأن تبحث عن الرجل الذي يمنحها حبه … تبحث عن الرجل الذي يمنحها الحنان .. ويحسسها بأنها معه بأمان .. إنها تبحث عن قلب ذلك الرجل الذي أصبح فارساً خيالياً لكل أمرأة .. ترسمه رومانسياً .. رقيقاً .. يجيد فن التعامل .. يجيد فن سلب لب تلك .. ( حظ ونصيب ) ..!!
يطلب ذلك الرجل شروطاً فيما بعد (تعجيزية .. وذلك من باب أنني صادق معها) وهذا مبدأه في إظهار الصدق عند الخطوبة فيما أنه يظهر على حقيقته بعد الزواج فتتفاجأ بأنه يطلب منها شروطاً أخرى ( ياترى هل هو يطلب تعجيزها .. والتنكيل بها ) ..
يقال أن الرجل ( إذا تمكن من تمسكن ) .. وهذه حقيقة مع الأسف حتى وإن كنت رجلاً .. الرجل يبحث عن طموح فإذا حقق ذلك الطموح وتأكد من تحقيقه فإنه بعد ذلك يرسم لطموح آخر ( وهذا من حقه .. ولكن بشروط ) .. يرسم لشئ جديد يملك عليه أحساسه ( حتى ولو كان ذلك الأحساس مملوك ومشبع ) .. ( لذا يحق لنا أن نقول بأن الرجل هو في الحقيقة ـ ذاتي ـ أي محب لذاته أكثر من حبه لأي شخص آخر ) .. تبدأ تلك المسكينه ( لا يدخل في ذلك شواذ النساء ) في منح ذلك الرجل أحساسها بل تبدأ في منحه جميع أمكانياتها .. ولكنها بالطبع تتفاجأ بأن ذلك الرجل يقول ( هل من مزيد ..!! ) .. ( لا يرضيه العجب ولا الصيام في رجب ) ..سبحان الله …
يبحث الرجل في شريكة حياته عن صفات ومتطلبات تحكمها ظروف خاصة ( بيئية , أجتماعية ) .. وحينما تتوفر له تلك المواصفات يبدأ في البحث عن الصفات الناقصة ( وجل من لاينقص ) .. ومعلوم أن كل أنسان بغض النظر عن جنسه يملك حسنات وسيئات والفاضل من تكون حسناته أكثر من سيئاته ..
يتسلط بعض الرجال على بالضرب ليعاقب على خطأ معين اقترفته تلك مستدلاً بأن الشريعة أحلت له ضربها .. ونسي ذلك الرجل أو تناسى بأن الشرع لم يحل له أن يشطب وجهها ( فهل تشطيب الوجه ضرب غير مبرح ) .. مهما كان الذنب فإن ذلك لن يكون العقاب .. تناسى ذلك الرجل بأن الضرب وُ ضِع في المرتبة الثالثة بعد النصح .. والهجر .. تناسى ذلك الرجل بأن أجمل مافي أعوجاجها .. ومتى ماحاول الرجل تعديله فهو حتماً يريد كسرها ( وكسرها الطلاق ) .. تناسى ذلك الرجل بأن مجموعة من العواطف .. مجموعة من الأحاسيس تملكها بكلمة حب واحدة ( فتعطيك ماتملك ) .. وتخسرها بصفعة واحدة ايضاً ( لإنها عوجاء كما ذكرنا ) .. ومن هذا المنطلق يسرني أن أبدأ الحديث عن ..
ـ ( الضرب والعنف مع ) ـ
قبل أن أبدأ في هذه النقطة فأنا حتماً سأقول أن هذا الحل حل وضعه القرآن وبيّن شروطه .. ولكن هل أنت أيُها الرجل .. قوي وعضلاتك كالحديد .. أم حكيم تملك الرأي السديد .. أم عالم تجمع العلم المفيد .. أو كاتب تناصح بقلم فريد .. أو عاتي صنديد ..
أن كنت قوي وعضلاتك كالحديد :
فإي قوة تلك التي تحب ان تراها على إمرأة ضعيفة تنتظر منك حمايتها .. فإذا أنت تنتهك حرماتها ( إذاً أنت ضعيف ومسكين ) ( كدت أن أقول جرّب عضلاتك على زووول في الخط السريع ) ..
وإن كنت تملك الرأي السديد :
فأي رأي في تشطيب الوجوه .. و( تعفيط الخشش ) فأنت ( ضائع الرأي ويجدر بك أن تبحث عنه وتضع له أعلاناً في أحدى الصحف ) ..
وإن كنت عالم تجمع العلم المفيد :
فماذا تقول في تشوية الجسد بالضرب المهين والذي قد يصل بعض الأحيان لفقأ العين( أنت جاهل مستبد .. تظن أنك عالم وأنت في الحقيقة حالم ) …
وإن كنت كاتب تناصح بقلم فريد :
فإين تلك المناصحة في بيتك الذي هو أحوج إليك مما سواه .. أين أنت منه .. ؟؟ أم أنك تريد أن تقول هذا منهجك .. ( والخواص لا يمكن تعميمها على العوام ) .. وهذا شئ خاص بك ..!!
( إذاً فنحن لا نريد من قلمك المزيد ) ..
أما أنت كنت عاتي صنديد :
( فحظها أقشر ) ( ولا شرهه عليك ) ( واسمح لي اقول أنت من الصعيد ) ..
بطبيعة الحال عاطفية وعندما جعل الله العصمة بيد الرجل جعلها لسببين أولاً أن الرجل يحّكم عقله في حل المصاعب التي تواجهه .. ولأنه يستطيع أن يملك أعصابه عند الغضب … فجعل العصمة بيده ليحافظ على عش الزوجية ويرعاها .. لا لكي تكون ورقة ضغط وتهديد .. ولو لم تفعلي ذلك لوصلتك ورقة طلاقك في عقر دار أبيك .. فعندما أباح القرآن ضرب أباحه بضوابط ومسببات .. عندما تكون مقصرة في رعاية بيتها .. وإهمال أبناءها .. والناشز على زوجها .. والمتمردة على بعلها .. وجعل ذلك الضرب آخر الحلول بعد أن تتم مناصحة المراة وتبين مصلحتها .. ومن ثم هجرها لتجلس مع نفسها وتراجع حساباتها .. وعندما يفقد تلك الوسيلتين ثمارهما اباح ضربها .. ولكن ..!! .. ضرباً تحس فيه بخطأها لا ضرباً مشوهاً أو ضرباً يعيق أحد أعضاء الجسم عن ممارسة عمله .. هنا نقطة الخلاف ..
هل جربت عزيزي الزوج أن تطلب من أمرأتك أن تحضر لك الشاي بكلمات حلوه ( ممكن عيوني تصلحين لنا بيديك الحلوة أحلى بيالة شاهي بذوقها ) .. هنا أنظر ماذا سيكون جهد وفرحها بهذا الطلب .. أيهما وقول ( هييييييه تراني ماجبتس إلا عشان تخدميني .. يالله صلحوا لي شاهي ) .. أمر مقزز فعلاً لي كرجل أن أرى من يتعامل مع زوجته بهذا الأسلوب فكيف بمرأة مسكينه كانت تنتظر كلمة ( الله يعافيك ) ..
عزيزي الرجل : تذكر بأنك ملك البيت تصدر قراراتك وماعلى الشعب أو الوزراء سوى التنفيذ فأتق الله فيمن تعول .. !!
ـ ( همسة في إذن أمرأة ) ـ
أحببتك لإعوجاجك .. أحببتك لتغنجك .. أحببتك لمشاعرك .. أحببتك لأن الحب سعادة كل بيت .. أحببتك لأنك ملك قلبي ومشاعر كياني ..أحببتك لأنك راقصة على أوتار قلبي المدندنة بحبك .. فكوني لي غانية مائلة متمايلة .. كوني لي رفيقة متفانية .. كوني لي حبيبة عاشقة .. كوني لي صديقة واعية .. كوني لي أكثر من هذا كله ..
ـ ( تذكر أيها الرجل) ـ
بأن ضربك لإمرأتك هو نقص في نفسك .. وضعف في كيانك .. وجبروت تريد أن تفرضة على ضعيفه وضعتها الاقدار بين يديك .. وأنصحك بأن تعالج نفسك .. وتراجع حساباتك ..!!