الـولادة
ان المخاض لحظة فارقة فى حياة كل أنثى وآلامها وأوجاعها هى المقدمة لأجمل حدث تنتظره كل امرأة.
والولادة هى النهاية السعيدة للحمل الذى استمر شهوراً ولذا فإن الاستعداد لها أثناء الحمل هو الخطوة الأولى. وحساب موعد الولادة يعتمد على حساب اليوم الأول فى آخر دورة شهرية حيث يوجد الكثير من الوسائل لحسابه ولكن أسهلها هو حساب أول يوم فى آخر دورة وإضافة تسعة أشهر إلى الشهور وسبعة أيام ، ثم يأتى بعد ذلك متابعة تقدم الحمل بواسطة الطبيب المعالج وباستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية الذى يشخص بدقة عمر الجنين فى الأسابيع المختلفة وتناسق أعضاء جسم الجنين وأيضاً اكتشاف أى عوارض متعلقة بحجم الجنين أو السائل الأمينوسى المحيط بالجنين وكذلك المشيمة التى تغذى الجنين بالمواد الضرورية اللازمة لنموه ومع قرب موعد الولادة قد يلجأ بعض الأطباء لقياس حجم الحوض عند المرأة الحامل باستخدام الأشعة للتنبؤ بطريقة الولادة.
تمارين رياضية
وينصح أطباء التوليد السيدات الحوامل طوال فترة الحمل ببعض التمارين الرياضية المعروفة التى تساعد على تحسين الدورة الدموية والتنفس وتصلح من استقامة الجسد وأيضاً تشد وتقوى عضلات الأرداف التى تدعم أسفل الظهر وينطبق نفس الشئ على عضلات الحوض التى يجب تقويتها وكذلك تعلم استرخائها.
وسوف تلاحظ السيدة الحامل بعض التغيرات التى تطرأ عليها قبل أسبوعين من الولادة قبل هبوط أعلى الرحم نتيجة دخول رأس الجنين فى الحوض وما يصاحبه من تحسن فى بعض الأعراض مثل الحموضة وآلام أسفل القفص الصدرى ولكن تظهر أعراض جديدة مثل كثرة التبول نتيجة ضغط رأس الجنين على المثانة. وتطرأ زيادة فى الإفرازات المهبلية غير المصحوبة بتغير فى اللون أو الحكة أو الحرقان . وتشكو بعض السيدات من الشعور بوخز مؤلم فى أسفل الرحم ويزيد عدد وقوة التقلصات الرحمية التى تحدث على مدار الحمل.
ويعتبر يوم الولادة هو يوم الحصاد الذى انتظرته الأم وأعدت له شهورا طويلة وتستعد له باختيار الطبيب والمكان المناسب للولادة.
ينقسم المخاض إلى ثلاث مراحل واضحة تشعر بها السيدة كل على حدة وهى:
المرحلة الأولى : هى بداية المخاض التى يجب أن تميزها الحامل وتبدأ بخروج مخاط عنق الرحم المختلط بعروق من الدم نتيجة اتساع عنق الرحم يتبعها تدفق الماء المحيط بالجنين أو ما يسمى بانفجار كيس ماء الجنين ودائماً لا يكون مسبوقاً بأى أعراض ويكون لونه غالباً رائقاً وليست له رائحة ويعقب ذلك بداية تقلصات قوية بالرحم تتكرر على فترات قريبة وتزيد فى الفترة بمرور الوقت وتطول فترة الانقباض.
ان المرحلة الأولى تختلف من سيدة إلى أخرى وتستغرق فى المرأة البكرية من 8-14 ساعة وأما إذا سبق لها الولادة فتستغرق من 2-8 ساعات وفى خلال هذه الفترة ينصح بشرب السوائل، ويقوم الطبيب بإعطائها بعض المحاليل ليمدها بالطاقة التى تحتاجها لدفع الجنين إلى خارج الجسم.
وأيضاً ينصح بعدم تناول أطعمة حتى لا يحدث ارتجاع لمحتويات المعدة مما يؤدى إلى القئ أثناء الولادة.
وفى هذه المرحلة يجب أن تنصح السيدة بالراحة والاستلقاء على الظهر أو الجانب الأيسر مع عمل تمارين للتنفس حيث تتنفس السيدة ببطء وبعمق ويقوم الطبيب بفحص السيدة لدراسة مدى اتساع عنق الرحم وكذلك وضع الطفل ونزوله بالرأس أو بالمقعدة ثم يتم تركيب جهاز دراسة انقباضات الرحم ( التخطيط) وقلب الجنين أثناء تقدم الولادة وفى هذه المرحلة يتسع عنق الرحم بالتدريج حتى يسمح للطفل بالخروج.
أما المرحلة الثانية فهى مرحلة الولادة وعندما يتم اتساع عنق الرحم تماماً حيث تقوم السيدة بالتنسيق مع الطبيب فى دفع الطفل خارج الرحم ويكون دائماً وضع السيدة إما وضع القرفصاء أو الجلوس والظهر مسنوداً وتساعد تلك الأوضاع على دفع الطفل إلى خارج الجسم وتستغرق تلك المرحلة فى السيدة التى سبق لها الولادة حوالى الساعة وحوالى ساعتين فى البكرية وتنتهى بولادة الطفل مع شق العجان وإصلاحه بواسطة الطبيب المعالج وتحت مخدر موضعى حتى لا تشعر السيدة بأى ألم.
أما المرحلة الثالثة فهى ما تسمى بمرحلة ولادة المشيمة والتى تستغرق حوالى عشرين دقيقة ولا يطلب من السيدة الحامل أى شئ فى هذه المرحلة حيث يتم اعطاؤها بعض الإبر والمواد التى تساعد على إنقباض الرحم وخروج المشيمة.
وقد يلجأ الطبيب فى بعض الحالات إلى التدخل بالعملية القيصرية لتوليد السيدة الحامل لأسباب متعلقة بالأم مثل ضيق الحوض أو وجود أمراض مصاحبة للحمل مثل سكر الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو لأسباب متعلقة بالجنين مثل كبر حجم الجنين أو الحمل المتعدد أو النزول بوضع غير طبيعى مثل المقعدة ومع تقدم الإمكانيات الطبية أصبح إجراء هذه العمليات ميسوراً ويعطى نتائج مرضية.
ولكى نطمئن السيدات الحوامل فإن هناك الكثير من الوسائل التى تستعمل لإزالة الرهبة والاحساس بالألم أثناء مراحل الولادة المختلفة مثل استعمال بعض المهدئات وغاز النثونوكس الذى تستنشقه السيدة وكذلك إبر الظهر أو ما تسمى بالإبيديورال حيث يتم حقن عقار مخدر بين أسفل فقرات العمود الفقرى وخارج الغشاء المحيط بالحبل العصبى بمعرفة طبيب التخدير حيث تعطى المريضة جرعات قليلة متتالية تؤدى إلى إزالة الألم تماماً بمنطقة أسفل البطن وتعتبر طريقة مثالية فى الولادة الطبيعية وكذلك إذا احتاج الطبيب إلى إجراء جراحة قيصرية فهى الحل الأمثل دون شك