بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
( الم * َأحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ )
الم : الحروف فى بدايات السور
وسبق شرحها فى سور عديدة
وهل يظن الناس أنهم يتركون ليعلنوا إيمانهم بدون أن يتعرضوا للفتن والإختبارات بحسب ما عندهم من إيمان
وفى الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان فى دينه صلابة زيد له فى البلاء " .
ولقد اختبرنا الذين من قبل ليعلم الله الصادقون فى إيمانهم من الكاذبين
ولا يظن الذين لم يؤمنوا أنهم يتخلصون من هذه الإبتلاءات ولكن ما يقع بهم من عقوبة هو أشد وأغلظ ، فبئس ما يظنون .
الآيات 5 ـ 7
( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ )
من كان يريد لقاء الله ورحمته فى الدار الآخرة فليعمل الصالحات لأنه لا محالة سيلقى الله ويجازيه على حسن عمله ويثاب عليه ، فالله يسمع ويعلم كل أعمال العباد .
وعليه بمجاهدة نفسه فإن جهاده له خير ويعود عليه وحده بالجزاء الحسن ، فالله غنى عن أفعال العباد .
فالذين يخشون الله ويعملون الأعمال الصالحة يكفر الله عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ويجازيهم بأفضل الأعمال التى عملوها فى الدنيا .
الآيات 8 ـ 9
( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ، وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ، إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ )
يوصى الله ببر الوالدين والإحسان لهما
ولكن مع التمسك بتوحيد الله وطاعة أوامره وإن كانا مشركين فلا طاعة لهما فى ترك توحيد الله ولكن لهم حق الصبر عليهما وعلى إيذائهما فى سبيل ذلك
ويوم القيامة يرجع الخلق إلى الله ليذكرهم بما فعلوا ويحاسبهم عليه
ومن آمن وأصلح فهو من مجموع الصالحين الذين يرضى عنهم الله ويثيبهم بأحسن أعمالهم ، وليس من زمرة الأهل لو كانوا مشركين .
الآيات 10 ، 11
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ، أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ * وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ )
من الناس من يدعون الإيمان بألسنتهم فقط ولم يتمكن الإيمان من قلوبهم
فإذا أوذى بسبب دينه وعقيدته فإنه يرتد عنه ، ولو جاء المسلمين نصر من الله وغنائم كثيرة يقول أنا كنت معكم ومؤمن مثلكم ولى حق فى الغنائم
ولكن الله يعلم ما تخفى الصدور والضمائر
ويعلم الله المؤمنين ويعلم المنافقين فيختبرهم بالخير والشر ليميز بينهم وتكون أفعالهم حجة عليهم .
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
قال الكفار للمؤمنين دعوكم من محمد واتبعوا ديننا ونحن نحمل آثامكم فى ذلك وفى رقابنا
إنهم كاذبون فلن يحملوا وزرهم لأن يوم القيامة كل إنسان يحمل وزره ونتيجة خطاياه والكافرون يحملون أوزار أنفسهم وأوزار من أضلوا من الناس
ويوم القيامة يسألهم الله ويحاسبهم بما افتروا على الله الكذب .
الآيات 14 ـ 15
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ )
فلا تحزن يا محمد ، فإن نوحا قضى ألف سنة إلا خمسين سنة ، ومع ذلك عندما أصروا على الكفر أهلكناهم بالطوفان عقابا على ظلمهم .
ونجينا نوحا ومن آمنوا معه فى السفينة
وكانت عبرة للإنس والجن .
الآيات 16 ـ 18
( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ )
وكذلك إبراهيم عندما قال لقومه اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شئ آخر وإن فى ذلك خير لكم .
فإن ما تعبدون من دونه أصناما وكذب مفترى على الله ، ولا يملكون لكم ضرا ولا نفعا ولا رزق .
اطلبوا الرزق من الله وحده ولا تعبدوا إلا الله واشكروه على ما رزقكم لأنكم سترجعون إليه يوم القيامة ليحاسبكم على ما فعلتم .
ولو كذبتم يا كفار قريش فقد كذبت أقوام من قبلكم وأهلكهم الله بذنوبهم ، وليس على الرسول إلا الإبلاغ للتوضيح
وهذا إنذار لكم .
( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ * وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
قال إبراهيم : ألم ير المكذبون كيف أن الله خلقهم من لا شئ فهو قادر على إعادتهم وسهل عليه ذلك .
قل يا محمد للكفار انظروا قدرة الله فى كل شئ فى الأرض كيف أن الله خلق الأشياء كلها من لاشئ فهو قادر أن يعيد الخلق كما بدأه فالله على كل شئ قدير .
إنكم تعودون إليه فيعذب من يشاء ويغفر لمن شاء .
إنكم لن تعجزوا الله هربا فى الأرض أو فى السماء ولن تجدوا من ينقذكم من عذاب الله ولا ينصركم .
إن الذين يكفرون بالله وقدرته ويوم القيامة ، لن تنالهم رحمة من الله ولهم العذاب المؤلم .
الآيات 24 ـ 25
( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )
وكان رد فعل قومه على ما قال لهم إبراهيم أن قالوا احرقوه أو اقتلوه
ولكن الله أنقذه من النار التى قذفوا به فيها وأمر النار أن تكون بردا وسلاما عليه
وهذه لتكون عبرة لمن كان لديه عقل ليؤمن بالله وقدرته .
قال لهم إبراهيم : إنكم عبدتم أصناما من غير الله وتوددتم لها فى الدنيا ولكن يوم القيامة ستلعنوها ويلعنوكم ويلعن الأتباع المتبوعين ، وإنكم جميعا فى نار جهنم ولن ينقذكم أحد .
الآيات 26 ـ 27
( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )
وسمع لوط ابن أخ إبراهيم لدعوة إبراهيم فآمن معه بأن لا إله إلا الله وقال إنى سأهاجر من بلدتى إلى أهل سدوم للدعوة إلى الله
فالله عزيز قوى لا يغالب له العزة ولرسوله وللمؤمنين ، وحكيم فى أقواله وأفعاله وأحكامه الشرعية .
ولما فارق إبراهيم قومه وهبنا له ذرية صالحة هما إسحاق ويعقوب ومن قبلهم اسماعيل
وجعلناهم أنبياء ومن ذريتهم أنبياء وصالحين
وأنزلنا معه الكتاب وجميع الأنبياء من بعد إبراهيم هم من سلالته .
وجمعنا له السعادة فى الدنيا بالرزق الوفير من الأموال والزوجة الصالحة والأولاد الصالحين والمنزل الواسع والذكر الحسن وحلاوة الإيمان ، والسعادة فى الآخرة الدائمة .
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ )
كان قوم لوط يأتون الفاحشة ويأتون الذكران بدلا من الإناث ، وهذا فعل قبيح لم يكن أحدا يفعله من قبلهم ، فعاتبهم لوط ونهاهم عن فعل ذلك .
كما أنهم كانوا يقطعون الطريق ويقتلون الناس ويستولون على أشياءهم وأموالهم .
وكانوا فى مجالسهم التى يجتمعون فيها يفعلون المنكرات من إتيان بعضهم على الملأ ، والضحك المقزز ، والقمار والألعاب التى يناطحون فيها الكباش ومناقرة الديوك ، وغيرها من الأفعال المنكرة .
ولم يكن جواب قومه إلا أن كذبوه كما فعلت غيرهم من الأقوام وقالوا لو كنت صادقا إئت لنا بعذاب من السماء
وهذا من مزيد الكفر والعناد والمكابرة والعتو .
فدعا لوطا ربه وقال اللهم انصرنى على هؤلاء القوم المفسدين .
الآيات 31 ـ 35
( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
فعندما جاءت رسل الله من الملائكة يبشرون إبراهيم بإسحاق فى صورة ضيوف وقدم لهم عجل من مزيد كرمه بهم وهو لا يعرفهم ، خاف منهم إذ أنهم لا يريدون أن يأكلوا ، فقالوا له إنهم ملائكة جاؤا ليبشروه بالولد الصالح وقد كان شيخا وإمرأته عاقر ، وقالوا له أن الله أرسلهم ليوقعوا العذاب بقوم لوط لكفرهم وعنادهم ويدمروا قريتهم .
فقال إبراهيم خوفا على ابن أخيه لوط ، إن فيها لوطا من المؤمنين
قالوا له : نحن أعلم منك بمن فيها من المؤمنين ومنجوهم من الهلاك هو وأهله إلا زوجته فقد كانت مثل قومها وتخبرهم إذا أقبل على زوجها ضيف فيفتكوا به ويفعلوا به الفاحشة فهى من المهلكين .
فذهبوا إلى لوط فلما أراد القوم الفتك بهم خاف لوط من فعل القوم بضيوفه ، فعرفوه بأنهم ملائكة وأمروا لوطا أن يخرج فى الصباح مع أهله ويترك زوجته ولا ينظروا خلفهم حتى لا تأخذهم رأفة بما يصيبهم من عذاب
ثم اقتلع جبريل مدينتهم من الأرض بما عليها من ناس ودواب وزروع ورفعها إلى السماء وقلبها عليهم
وأرسل الله جنودا وحجارة من جهنم عليها أسماء من تسقط عليهم فأبادهم جميعا ، وأهلكهم بذنوبهم
وتركهم آية واضحة بقية منهم لمن يعقل ليرى ويعتبر .
( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
وأهل مدين باليمن ، قال لهم شعيبا لا تفسدوا واعبدوا الله وحده لا شريك له وخافوا يوم القيامة ، فكذبوه
فأهلكهم الله بزلزال شديد وصيحة أخذت أرواحهم وعذاب يوم الظلة كما سبق شرحه فى سور سابقة فأصبحوا أجساد هامدة بلا أرواح
الآيات 38 ـ 40
( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
وكذلك قوم عاد وقوم ثمود التى تتضح لكم من مساكنهم المهجورة وجميعا زين لهم الشيطان أعمالهم ومنعهم طريق الله الحق وكانت العرب تعرف مساكنهم جيدا .
وقارون وفرعون وهامان وزيره الذين جاءتهم الآيات والدلائل مع موسى ولكنهم استكبروا وعتوا فى الأرض .
فكلا من هؤلاء عذبنا بذنبه
منهم من أرسلنا عليه الحصباء من جهنم ، ومنهم من أهلكناه بالصيحة أزهقت أرواحهم ، ومنهم من خسفنا به الأرض ، ومنهم من أغرقنا فى البحر ، ولم يكن الله ليظلمهم وإنما هم الذين ظلموا أنفسهم بعنادهم .
الآيات 41 ـ 43
( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ )
إن مثل المشركين فى تمسكهم بشركاء مع الله يعبدونهم ويرجون منهم النفع ، كمثل من يتمسك ببيت عنكبوت وهو أضعف البيوت لا يمكن التمسك به ولا الإحتماء فيه لضعفه
فهم لا يعلمون أنهم لا يتمسكون بشئ .
فالله يعلم مايتمسكون به ويعبدون من غيره وسيجازيهم بسوء عملهم فالله هو القوى المتين الذى لا يغالب الحكيم فى شرائعه وأوامره ونواهيه .
والله يضرب للناس الأمثال ليفهموا ويعقلوا
ولن يعقلها إلا العالمون بها .
الآيات 44 ، 45
( خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ * اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
خلق الله السموات والأرض بالحق وليس عبثا ولا لهوا ـــــــ وفى خلقهم آية وعبرة للمؤمنين بأن الله هو المتفرد بالخلق والتدبير .
إقرأ يا محمد وامر المؤمنين بتلاوة القرآن وإبلاغه للناس
وأقم الصلوات الخمس فى مواقيتها وأدى خشوعها ، فالصلاة تنهى النفس عن إتيان الفواحش والمنكرات وتطهر النفس .
وذكر الله له الأثر الأكبر فى تطهير النفس
وقال بعض العلماء : إن ذكر الله لعباده أكبر من ذكرهم ربهم
والله يعلم أفعالكم وأقوالكم .