هذا، وقد قام الباحثون بمساعدة بعض المشاركين، بعرض عشرين صورة لكائنات مختلفة في نفس الوقت أمام كل من المشاركين، وطلب منهم إيجاد صورة كائن معين من ضمن العشرين صورة المعروضة، مرة دون كلام، ومرة أخرى أثناء ترديد اسم الكائن المطلوب بصوت مرتفع، فوجد الباحثون أن الوقت اللازم لإيجاد الصورة عندما كرر المشاركين اسم الكائن بصوت مرتفع، كانت أقل بكثير من الوقت الذي استلزمه أيجادها وهم صامتون.
كذلك تابع الباحثون إثبات ذلك من خلال مرافقة المشاركين إلى السوبر ماركت، و الطلب منهم احضار سلع معينة من الرفوف، فوجدوا أيضاً أن تكرار المشاركين لاسم السلعة بصوت مرتفع، جعلهم يجدونها بسرعة أكبر من بحثهم عنها دون كلام.
قد يكون تفسير ذلك هو إشراك أكثر من حاسة من الحواس في إملاء الأمر المطلوب على الدماغ، مما يزيد سرعة استجابته وإدراكه للأمر، و بالتالي سرعة التنفيذ، و هذا يؤكد جدوى الحديث إلى النفس من أجل تحليل أي حدث، و إيجاد ردة الفعل والحكم المناسب.
الحديث مع النفس ينشط الذاكرة
في الوقت ذاته، أكدت دراسة بريطانية أن التحدث بصوت مرتفع مع النفس في حالة فقدان الشخص اشياء ما تخصه حصلوا على الأشياء التي فقدوها بسرعة أكثر من الشخص الصامت، وأرجعوا الأمر إلى أن اللغة تساعد المخ في التعرف على الأشياء التي تحيط بالشخص.
ليس بجنون
وفي هذا الإطار يقول الخبير النفسي الدكتور محمد عبد العليم خطاب "بدلاً من الاستياء المكتوم، وعدم القدرة على إبداء الرأي أو الإحساس بالغربة وسط الناس، يجب على المرء التفريج عن نفسه طالبا الهدوء النفسي لاستمرار القدرة على الحب والعطاء، فالتحدث والفضفضة مع النفس يساعدان على تجنب التهور، والاندفاع الطائش" .
إلى ذلك أثبتت النظريات النفسية الحديثة أن الحديث مع النفس لا يدل على جنون، لكنه يجعل المرأة أقوى وأكثر ثقة وصموداً، ويساعد على حل مشاكلها خاصة عندما تخوض مواقف صعبة، فإن تحدثت مع نفسها وضعت المزايا والمساوئ أمامها ونظرت إليها من عدة زوايا، واختارت الأفضل، فالصوت الداخلي هو صوت العقل الذي يُوقظ الضمير النائم بداخلها، يوجه النقد لها هو الحديث بلا تلوين وتجميل.