التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

خطورة القالب الجاهز في عقولنا عند التعامل مع شريك حياتنا

خطورة القالب الجاهز في عقولنا عند التعامل مع شريك حياتنا

أحمد وليلى تزوجا منذ عام، ومنذ اليوم الأول وهما في خلافات لا تتوقف، وعند سؤالهما عن الأسباب فهما يخجلان من قولها للناس لأنها تافهة ولا تستحق الذكر، لكنها بكل بساطة لا توافق المتوقع.

فعلى سبيل المثال؛ عندما يخرجان إلى المطعم يضع أحمد يده خلف رأسه للحظات وهذا شيء لا يناسب ليلى التي توقعت أن يكون أحمد مراعي للبرستيج أكثر في الخارج، في حين أن أحمد توقع أن تكون زوجته أكثر اهتماماً بالأخبار السياسية من خلال ما رآه منها من عقل راجح أثناء فترة الخطوبة، وهو بات يشعر بالإنزعاج مع كل نشرة إخبارية يشاهدها، لأن عقله كان يتوقع بأن تلك اللحظات ستكون لحظات نقاش بينهما على ما يجري، ولكن الواقع أنها تنصرف إلى عمل شيء أخر حتى تنتهي النشرة.

كما هو ملاحظ من القصة السابقة فإن ما يفعله أحمد لا يضر الزواج ولا يضر ليلى، وما تفعله ليلى لا يهدد الزواج ولا يؤثر سلبياً على أحمد، لكن الاعتقاد بأن القالب الجاهز في عقولنا هو النموذج الصحيح والطبيعي جعل أي شيء يخالفه يؤدي إلى توتر فخلاف وصراع بين الاثنين، وكلما اختليا بأنفسهما شعرا بأن المسائل يتم تضخيمها لكنهم يترفعون عن الاعتراف أو المرونة في التعامل.

في دراسة أجريت في هونغ كونغ قبل عامين تبين أن أسباب الطلاق في مدينة معينة لا أذكر اسمها تعود إلى أسباب تافهة بنسبة 70%، وهذه الأسباب كانت "الشرب بكأس ماء كبير كل مرة" أو "عدم تنظيف الأسنان بعد كل وجبة" إلى ما غير ذلك، وهي تماماً تصب في خانة "القالب الجاهز" الذي نتفاجآ بأنه غير موجود في الواقع لأنه صنيعة عقلنا لا نتاج واقعنا.

يجب على الواحد فينا التفكير بما يزعجه من شريكه مرتين، وليتخيل نفسه قادراً على التعايش مع المسألة وأنه قبلها وليتشجع على تخيل ذلك لدقائق، كأن تتخيل ليلى أنها في المطعم وأحمد يضع يده خلف رأسه وهي تبتسم، فهذا التخيل مهم جداً لأنه قادر على توضيح وكشف مسألة تضخيمنا للأمور، وأنها لا تتعدى قالباً جاهزاً في عقولنا وأن المسألة غير حاسمة وقابلة للتعايش…..




يسلموووووو



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.