عامر بن عبدالله بن الزبير
فلقد كان على فراش الموت ..يعُدّ انفاس الحياة و أهله حوله يبكون ،
فبينما هو يصارع الموت ، سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ..
و نفسُهُ تُحشرج في حلقه و قد اشتد نزعه و عظم كربه ..
فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي!!..قالوا : الى اين؟
قال : الى المسجد
قالوا : وانت على هذه الحال؟
قال : سبحان الله !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه؟!!
خذوا بيدي ..
فحملوه بين رجلين ..فصلى ركعة مع الامام ثم مات في سجوده ..نعم !
مات وهو ساجد …فمن اقام الصلاة و صبر على طاعة مولاه..ختم له برضاه
فيؤذن المؤذن ويقيم الصلاة و تذهب الصلاة ..و نحن في غفلة عنها !!
فاين نحن منهم؟
عبد الرحمن بن الاسود
وعندما احتضر عبد الرحمن بن الاسود الموت ، فبكى
فقيل له : ما يبكيك؟؟..و انت انت ؟
_ يقصدون وانت في العبادة والخشوع والزهد و الخضوع _
فقال : أبكي والله آسفا على الصلاة والصوم
ثم نزل يتلو القران حتى مات ..
كانوا يتحسرون عند الممات ..
على فراق الاعمال الصالحات ..
و يودون لو طالت بهم الحياة للتزود و رفع الدرجات
و تكثير الحسنات و تكفير السيئات
فعلام نتحسر؟
وعلام نبكي؟
عبد الملك بن مروان
فانه لما نزل به الموت و جعل يتغشاه الكرب و يضيق عليه النَفَس ..
فامر بنوافذ غرفته فُتحت
فالتفت فرأى غسّالا فقيرا في دكانه
فلما رآه عبد الملك بكى ثم قال : يا ليتني كنت غسالا ياليتني
كنت نجارا يا ليتني كنت حمالا يا ليتني لم آلى من امر المؤمنين شيئا
ثم مات
نعم انتقلوا الى دور ليس فيها خدم يخدمون و لا اهل يكرمون و لا وزراء ينادون
انتقلوا الى دور تجالسهم فيها اعمالهم وتخاصمهم فيها صحائفهم
و ما ربك بظلام للعبيد
فمهما كان موقعك في هذه الحياة ومهما كان ملك
تذكر .. انك ستنزل القبر يوما .. ليس بعيد .. من الممكن أن يكون (قريب)
و سيتولاك منكر و نكير
فلا تظلم احدا
تذكر!
ان الشخص الذي مات قبل لحظة!
قد ظن مثل ظنك و قال لنفسه! ((عندي وقت))
أو ((أنا لسة في العشرينات))
((ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون))
سورة المنافقون اية 11