تخيل هذا الله ينظر إليك وأنت تعصيه وآه إن أنزل عليك سخطه فهذا والله لعذاب شديداللهم ارضى عنا ولا تسخط علينا أبداوهل هناك عذاب أشد من الوحشة التى يجدها العاصى فى صدره !وحشة البعد عن الله وعن طاعة الله عز و جل ويا له من عذاب وهل هناك عذاب أشد من مرض القلب وأحيانا موته !اللهم عافنا و أحيى قلوبنافلا يتأثر القلب بموعظة ولا يتأثر بالقرآن بل قد يتأثر بأغنية ولا يتأثر بآيات الله المحكمات إياك أن تظن أن هناك عاصى سعيد !لا والله تنقص سعادته على قدر معصيتهإ ياك أن تظن أن هناك معصية تسعد فاعلها ان شعر وقتها بشئ ظنه سعادةفما هو بسعادة حقيقيةبل هو كعطشان يشرب من ماء البحرهل يرتوى ؟إن السعادة الحقيقية سعادة القلب بطاعة الرب ورضوانه واقرأ معى كلام شيخنا ابن القيم رحمه الله :ولا تحسب أن قوله تعالى : "إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " [ سورة الانفطار : 13 – 14 ]
مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثة كذلك – أعني دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار –فهؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ،وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟وهل العذاب إلا عذاب القلب ؟وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن ،وضيق الصدر ،وإعراضه عن الله والدار الآخرة ،وتعلقه بغير الله ،وانقطاعه عن الله ،بكل واد منه شعبة ؟أسأل الله أن يجعلنى وإياكم من سعداء الدارين وأن يجنبنى وإياكم المعاصىو أن يرزقنى وإياكم طاعته على أحسن وجه لما يحبه ويرضاه وأن يرضى عنا رضا لا سخط بعده أبدا
جزاك الله خيرا