فجأة ضرب ناقوس الخطر، وأدرك الكل أن المياه بدأت تتسرب إلى السفينة، فأنزلوا قوارب النجاة، وحملوا ما استطاعوا من الطعام، وانطلقوا إلى جزيرة قريبة جدًا منهم.
اجتمع الكل في الجزيرة التي لم يكن يسكنها أحد، وعرفوا أنهم صاروا في عزلة عن العالم كله، فقد امتلأت السفينة بمياه المحيط وغطست إلى الأعماق.
قرروا أن يبدءوا بحرث الأرض وزراعتها ببذر بعض الحبوب التي أُنقذوها. وبالفعل بدءوا بذلك.
لم يمضِ يومان حتى جاء أحدهم يصرخ متهللًا:
– لا تحزنوا..سأقدم لكم نبأ خطيرًا.
نحن في جزيرة مملوءة بمناجم غنية بالذهب.
سنصير أغنياء جدًا!
فرح الكل، وتركوا الزراعة، وانشغل الكل باستخراج الذهب.. وصاروا يملكون الكثير.
نفذ الطعام وحلّ فصل الشتاء ولم يجدوا طعامًا. وهنا بدءوا يتفطنون ماذا يفعلون بكل هذا الذهب وهم لا يجدون طعامًا!
صاروا في حيرة.. لكن قد ضاع وقت البذر والحصاد. لقد بدأوا يخورون الواحد وراء الآخر، وأخيرًا ماتوا من الجوع، وانطرحت جثثهم وسط أكوام الذهب التي لم تقدر أن تخلصهم!
العبرة _____
هذه قصة الكثيرين منا، حيث يرفضون السير فى طريق اللَّه الذي يُشبع أنفسهم مقدمين أعذارًا واهية أنهم مشغولون بالأمور الزمنية والحياة والمشاكل .. لكن تأتي ساعة يكتشفون أن كل ما جمعوه لا يشبع نفوسهم؛ وأن الفرصة قد ضاعت، وفقدوا حياتهم الأبدية!
الله يعطيك العافية.