يكفي قراءة ماقال الله عز وجل في كتابه الكريم . .
{ ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم }
قال ابن عباس: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة .
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت : وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ، لأن أكل لحم المسلم محظور ،
ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ، فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
قوله (( فكرهتموه )) قال الفراء : أي فقد بغِّض إليكم .
وقال الزجاج : والمعنى كما تكرهون أكل لحم ميتاً ، فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
وما قال نبينا صلى الله عليه وسلم .
( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم
فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟
قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )
وقال صلى الله عليه وسلم:
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا ) .
قال ابن القيم: قولها: ( إنما نحن بك ) أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ،
ولهذا قالت ( فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ) .
والغيبة في الاصطلاح : قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( أتدرون ما الغيبة؟ )) قالوا: الله ورسوله أعلم . قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) .