الكذب من السلوكيات الخطيرة، التي تدمر الثقة بين أي شخصين. وهذه المشكلة منتشرة عند الأطفال على مستوى واسع، وهي ظاهرة يجب التعامل معها من قبل الآباء والأمهات. فما أسباب لجوء الأطفال إلى الكذب؟ وكيف يتعامل الآباء مع هذه المشكلة، ومتى يجب أن يلجأوا إلى العقاب؟.
كذب الأطفال بحسب العمر
الطفل من عمر السنتين إلى ثلاث سنوات قد ينكر أنه فعل شيئاً أو يكذب للحصول على شيء، فهو لا يدرك بعد أن الكذب خطأ، لذا لا تعاقبوه، تجنبوا مواجهته وإتهامه حتى لا يصر على الكذب. أمّا الأطفال من سنّ ثلاث إلى خمس سنوات يعيشون فى عالم من الخيال، ويتحدثون عنهم مُصرّين أنهم حقيقة، وطالما أنّ هذا الخيال لا يؤثر على علاقات الطفل الحقيقية فلا يوجد مشكلة. وبالنسبة للطفل من سنّ خمس إلى ثمان سنوات قد يكذب ليفيد غيره أو ينقذهم من العقاب أو يتجنب جرح مشاعرهم، وهذا مؤشر على تطور حساسيته الاجتماعية، كذلك قد يكذب أحياناً لخوفه من العقاب أو من مضايقة الكبار. والطفل من سن تسع سنوات يستطيع التفرقة بين الحقيقة والكذب، ربما لا يخبر والديه ببعض الأمور، وهذا طبيعي ودليل على أنه بدأ ينضج ويطور إستقلالية.
الكذب القهري
الكذب بالطريقة التي وصفناها أعلاه ليس مشكلة بل سلوكاً سيئاً يمكن للوالدين تعديله، ولكن متى يكون الكذب قهرياً؟. يظهر هذا النوع عندما يكذب الولد طوال الوقت فى كل شيء تقريباً مهما كان تافهاً. وقد لا يوجد سبب واضح وراء كذبه، ولكنه يكذب لأنه إعتاد على ذلك لا ليخدع الآخرين أو ينجو من العقاب. كما لا يبدو عليه الشعور بالتوتر أو عدم الراحة عندما يكذب. ويكذب الطفل احيانًا للفت الانتباه، وتعزيز ثقته بنفسه.
معاقبة الطفل
إجعلوا العقاب الخيار الأخير الذى تلجأوا له، وفي الأحوال التى يكون فيها الكذب مؤشراً لمشكلة أكثر خطورة كما أشرنا أعلاه، يجب تدخل إستشاري متخصص يستطيع أن يمدّ الأبوين بفهم أعمق للمشكلة وإرشادات للتعامل مع الطفل، كما يحصل الطفل على علاج مناسب لسنه. كما يجب أن يُعطى الطفل مساحة للتعبير عن نفسه دون الخوف من العقاب أو النهر، لذا من الافضل إتّباع أسلوب المناقشة والحوار. وحاولوا دائماً أن تكونوا القدوة من خلال قول الكلمة الصادقة ولو مهما كان طفلكم صغيراً.