يحتار العلماء كل عام عند بزوغ فجر الربيع المريخي وسطوع الشمس فوق القطب الجنوبي للكوب الأحمر بظهور بقع قاتمة تشبه العناكب على القلنسوة الجليدية في القطب الجنوبي للمريخ ويقدر حجمها بين 50 و150 قدماً يفصل بينها بضع مئات من الأقدام,
تستمر بضعة أشهر ثم تختفي, لتظهر ثانية بنفس التوقيت من العام التالي.
بداية خمنها العلماء بقعاً من الأرض المريخية العارية ذاب الجليد عنها, لكن مراقبتها بواسطة المسبار الفضائي الذي يدور حول المريخ كشف أن تلك البقع على نفس درجة برودة ثاني أوكسيد الكربون المتجمد أي /98/ درجة فهرنهايت تحت الصفر.
من خلال ذلك أعيد البحث بهذه الظاهرة فتبين أن هناك نوافير قوية جداً من غاز ثاني أوكسيد الكربون تتفجر مخترقة الطبقة الجليدية العليا على سطح المريخ وسط الهواء البارد حاملة معها الرمال والأتربة وتندفع مئات الأمتار ثم تتوضع حول النافورة كبقع بشكل عناكب.
فهي ليست سوى طبقة رقيقة من مادة داكنة تستقر فوق طبقة الجليد الذي بدوره يحافظ على برودتها, وتظهر هذه الحالة عندما ترتفع درجة حرارة الشمس نصف درجة فقط وبقي الأمر المحير هو أصل (العناكب) فهي عبارة عن أخاديد حدثت نتيجة للحت تحت الطبقة الجليدية, وتندمج فيما بينها عند نقط تقع مباشرة تحت البقع.
واستطاع العلماء معرفة الحقيقة بالتفكير عبر نموذج فيزيائي لما كان يحدث, والأصل أن الحدوث يبدأ عند الشتاء القطبي عندما تنخفض الحرارة الى ما دون المئة تحت الصفر فهرنهايت مما يجمد الهواء المريخي -95% منه غاز ثاني أوكسيد الكربون ويتراكم عليه طبقة جليدية في عملية تسمى (التلدف) فترسب جزيئات الرمال والغبار المختلطة بالجليد بطء وعند حلول الربيع وارتفاع الحرارة يتحول الجليد من الحالة الصلبة الى الغازية ثم تصبح المنطقة خزاناً غازياً مضغوطاً ينفجر بشكل نوافير مكوناً العناكب المريخية.
وهذا لغز ما يسمى عناكب المريخ.
م/ن
سبحانك الهي
شكرا جزيلا عل طرح الجميل