أولا :يجهر المرء بالحق طاعة لله القائل: "وقل الحق من ربكم" والقائل أيضا: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" وامتثالا لسنة قدوته وأسوته بتغيير المنكر باللسان وتلك مرتبة معتبرة من مراتب الإيمان حري بالمرء أن يحرص عليها إن لم يكن قد اختار المرتبة الأضعف وهي الإنكار بالقلب
ثانيا يصدع الصادعون بالحق ابتغاء الأجر العظيم ذلك الذي نبأنا به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهو القائل: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وجعل من مات بسببها سيدا للشهداء جنبا إلى جنب مع عمه حمزة رضي الله عنه
ثالثا : أن يبقى الحق حقا وألا يطمس خلف سحائب الباطل أو يصير غورا تحت طبقات الزبد المتراكمة وألا يشرعن بفتاوى علماء السلاطين وسدنة المستبدين فتلك والله = فائدة عظيمة وقيمة جليلة
رابعا: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون
فبتلك القيمة أيضا خلد ذكر أولئك الناهين عن السوء في قصة أصحاب السبت
أولئك الذين حاول المثبطون تخذيلهم وإبطاء حركتهم الدعوية الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر متحججين بهلاك الناس لا محالة ومدعين أنه لا سبيل لهدايتهم ولا قيمة لوعظهم ودعوتهم فقالوا: "لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا"..
فكان الرد حاسما ساطعا براقا: " قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ".
فالمرء يصدع معذرة لربه وإبراء لذمته وما يدريه لعلهم يكونوا من أهل آخر الآية "ولعلهم يتقون"
خامسا: احترام المرء لنفسه واتساقه مع مبادئه التي طالما تكلم بها ودعى الناس إليها ولكي لا يفتن هؤلاء الناس فتزل قدم بعد ثبوتها بفقدان الثقة والاحترام لأهل الحق الذين لم يطابق قولهم فعلهم ولم يكونوا أهلا لما كانوا يحدثون الخلق عنه ذلك اعتبار مهم حرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم يتبين من قوله: "لا يقولون محمدا يقتل أصحابه"
تلك خمسة فوائد مهمة لقول الحق والصدع به وقد تختلف الوسائل والآليات لكن ينبغي أن تظل القيمة وفوائدها ماثلة أمام الأعين في النفوس وهناك فوائد أخرى لعلنا نوفق لمزيد سرد لها