ماذا عساي أن أقول عن فلسطين؟؟ وهل أثبت التاريخ, الأقوال, في استعادة الحقوق المسلوبة, والكرامات المهدورة ؟؟ و هل حكا لنا التاريخ, منذ أن بدا الناس بتدوينه و دراسته, عن حرية وهبها الغاصب للمغصوب ؟؟ أو هو حق أسلمه معتد ظالم إلى أهله و ذويه ؟؟ أن شي من هذا القبيح لم يحدث و لن يحدث , و الحريات و الكرامات إنما تنتزع انتزاعا , وحتى تحصل الأمم على حقوقها المسلوبة , قد تتهاوى الجموع , و تسيل البطاح بدماء الشهداء , وقد بذلوا أرواحهم و و دمائهم رخيصة في سبيل حماية معتقداتهم وأوطانه..
هذه حقيقة ثابتة لا تتغير دائما .. ولأمرها إستهل الشاعر قصيدته لممدوحه المنتصر فيقول:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد و العب
وهذا حق!! فالسيف دائما صادق القول , قصير اللهجة و فلسطيننا العزيزة ذهبت ضحية اطماع و احقاد الصهاينة يدنسون ترابه …
إنها إحدى صور مآسي الامة , التي لا تزال وطننا يعانيها , و من ويلات استعمار ظالم يجثم على الكواهل ليجتني خير الوطن و يستذل أبناؤة ،أوذيولا ، وحواشي لذالك الإستعمار تحمل فكره و تترسم خطاه.
وما حدث في فلسطين العزيزة، ليس سوى النهاية الطبيعية، التي قدرها المستعمرون، اعملوا من أجلها..
و لئن كنا نفكر في استعادة الوطن السليب, فلنفكر-قبل ذالك- في تقوية الصلة بالله تعالى, تلك الصلة الكريمة,التي ترتفع بالمسلم عن مهاوي الضلال,ومتاهات الزيغ و الإنحراف, وتنتمي فيه شعوره بكرامته ، وحقه الطبيعي في حياة عزيزة كريمة . وبعدها فليكن واضحاً ، إن جولة الإسلام مع أعدائه ، ولابد من وقوعها، ومن الحمق أن تنتظر من أعدائنا ، تفهماً لواقعنا ، أو دافعاً عن قضايانا ، والدلائل القائمة تحكي لنا إنعكاس هذه المفاهيم والقيم . وليعلم كل مسلم ، أنه مطالب بحماية دين الله.
وهل تقرب المسلم إلى ربه ، بعد توحيده له ، بإعظام من الجهاد في سبيله ، لتكون كلمة الله هي العليا ؟!
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله [ التوبة : 111].
و ما الذي يبقى مع المسلم, ليضعف من عزيمته, أو يشل إقدامه ؟!!
وبعد ، فلن يستعيد المسلمون فلسطين ، و لا غيرها ، إلا بالجهاد المقدس ، تزحف به جموع مؤمنة تقاتل, لتكون كلمة هي العليا, لا أحسب فينا من سيحجم عن إجابة مثل هذا النداء المؤمن ، و صدق الله العظيم حيث قال (و كان حقاً علينا نصر المؤمنين [ الروم : 47 ] .
..لسلام عليكم و رحمه اله و بركاته..