التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

أثر الصوم على أمراض العين

أثر الصوم على أمراض العين:

هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسنا ملموسابالصوم. وهذه من حكمة الله أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان ومن أهم الأمراض التي تتحسنبالصوم الجلوكوما المزمنة البسيطة.

يحدث هذا المرض في العقد السادس من العمرويصيب الرجال والنساء بنفس النسبة. ويتميز بالعلاقات المرضية الآتية: ارتفاع في ضغطالعين، انكماش في المجال البصري (ميدان النظر)، تكوب حليمة العصب البصري مما يؤدي فيالنهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري الأمر الذي ينتج عنه كف البصر (العمى).

الحقيقة الثابتة، أنه وجد أن هذا المرضيتحسن تحسنا ملحوظا بالصوم ولا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان بالإضافة إلىصوم النافلة ويمكن تفسير ذلك، بأنه أثناء الصيام يزيد تركيز الدم أي تقل نسبة الماءالموجودة فيه، وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم.

ولهذا نجد أن زوائد الجسم الهدبي بالعينالمسئولة عن إفراز السائل المائي تتأثر بنفس! (الميكانيزم) مما يؤدي إلى انخفاض معدلإفراز السائل المائي المسئول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا.

اما عن دورة السائل المائي، فهو يفرز عنطريق زوائد الجسم الهدبي ويصب في الخزانة (الغرفة) الخلفية للعين ثم يمر خلال حدقةالعين إلى الغرفة (الخزانة) الأمامية، ثم إلى زاوية الخزانة الأمامية، ثم يسلك طريقهخلال الدروب الغربالية وقناة شليم إلى أن يصل إلى الأوعية الدموية الموجودة على السطحالصلب.

ولكي نحافظ على بقاء ضغط العين الداخلىفي المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 12- 22مليمتر زئبقي، فمن الضروري أن يحدث توازنبين معدل إفراز السائل المائي بواسطة زاوية الجسم الهدبي ومعدل تصريفه من جهة أخرىعبر المسالك المخصصة لذلك.

وهكذا نجد أن الصوم يؤدي إلى انخفاض فيمعدل إفراز السائل المائي وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفسالمفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيطنشاط زوائد الجسم الهدبي مثل عقار الدايموكس الذي يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو عن طريقالحقن.

الجلوكوما الحادة الاحتقانية.

وهذا النوع من الجلوكوما يحدث في العقدالخامس من العمر ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 3 : 1 كما أن الشخص العاطفي حادالطبع عصبي المزاج يكون أكثر تعرضا للمرض من الشخص العاطفي الذي لا يتفاعل تفاعلا خاطئامع المشكلات التي تواجهه. بالإضافة إلى أن هذا النوع يحدث بنسبة كبيرة لدى الأشخاصالذين يعانون من طول النظر حيث تتميز عيونهم بصغر حجمها والخزانة الأمامية تكون ضحلةوزاويتها تكون ضيقة.

اعتلالات الشبكية

والدور الذي يؤديه الصوم في مثل هذه الحالاتيعتبر أساسا دورا وقائيا إذ أن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدموتصلب الشرايين والسكري مما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ومنع تفاقمها في هذهالحالات الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات إلى حد كبير.

ومن أهم هذه المضاعفات حدوث اعتلالات الشبكيةالتي تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى. أما في حالات اعتلالات الشبكية الموجودةبالفعل فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعدم تفاقم حدتها وهذا يعتبر في حد ذاتهعاملا مهما والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي مرض من أمراض العين يزيد حدوثه أو يتأخرشفاؤه أو يتفاقم حدته بسبب الصيام لأنه طالما يستعمل المريض العلاجات الموضعية للعينالخاصة بهذه الحالات بصفة منتظمة ليلا ونهارا، حيث إن جميع العلاجات الموضعية للعينلا تفطر وبالتالي لا تتأثر الحالة المرضية للعين بسبب الصيام.

الصيام وجراحة العين

يختلف الوضع حسب نوع العملية الجراحية التيأجريت للمريض في عينيه وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين نجد أنها تنقسم إلىقسمين أساسيين:

1- العمليات الصغرى.

مثل عمليات الشعرة والكيس الدهني وإزالةحبيبات التراكوما (عملية الفصد) وعمليات الظفر واللحمية وتسليك مجرى، الدموع وإزالةجسم غريب من على سطح القرنية بالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى، فعليه أن يصوموليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام، لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقا على الصيامبأي شكل.

وإذا احتاج المريض إلى علاج بالفم مثل المضاداتالحيوية فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول يتعاطاها في الفترة بينالمغرب والفجر أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام،حيث إن الحقن لا تفطر من الناحية الشرعية، كما أفتى بذلك أهل العلم، ما عدا حقن الجلوكوزلأنها تعتبر غذاء.

2- العمليات الكبرى:

مثل عمليات الماء الأبيض (الكتاركت) والماءالأزرق (الجلوكولما) وترقيع القرنية والانفصال الشبكي وعمليات إزالة أورام العين وعملياتالحجاج.. ألخ. وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه، له أن يفطر، ولاحرج عليه.

العين البشرية جوهرة، وهي أداة النظر التيتمكننا من رؤية الأشياء حولنا، إنها هبة من الخالق العظيم لا يمكن تقديرها بثمن. وتعتبرحاسة البصر من أهم الحواس الخمس؛ لأنها المسئولة عن تلقي 50% من الإشارات التي تدخلإلى الدماغ مما يحيط بالإنسان من أحداث. والحقيقة أن هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسناملموسا بالصوم.. وهذا من حكمة الله جل وعلا أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان، وهذامصداق لقوله تعالى في محكم التنزيل {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} (البقرة:184).

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عاموانتم بخير




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.