{ ألم ترَ إلى الذي حاجّ ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت ، قال أنا أحيي وأميت، قال ابراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين} البقرة 258
ابراهيم عليه الصلاة والسلام يقول للذي حاجّه {ربي الذي يُحيي ويُميت….} فأجابه الكافر {أنا أُحيي وأميت…}
تخيل أن هذا الكافر يحاجج أحدنا ونحن نقول له ان الله يُحيي ويميت ، فيجيبنا الكافر أنه هو يحيي ويميت ماذا سنُجيب؟؟!
سنندفع بالرد قائلين (بل الله يحيي ويميت) وسنحضر له البراهين على بطلان وسفاهة قوله ، ونحاول جاهدين اثبات أن الحياة والموت بيد الله…
إن النفس البشرية عنيدة ، ولا تتنازل عن رأيها حتى لو اقتنعت ببطلانه فستظل تجادل… لذا بردّة فعلنا هذه سيصيرُ النقاش عقيما .. هدفه أن يُثبت كلّ رأيه…
ولكن ابراهيم عليه السلام يسعى لإظهار الحقيقة ، لا لكسب النقاش…
فتَرَك الرجل يقول {أنا أحيي وأميت} لم يجادله في هذا.. ولم يدع النقاش يستحيل إلى قضية كسب جدل وإثبات رأي وفقط..
وانتقل إلى قضية وحدانية جديدة فقال {قال إبراهيمُ فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق ، فأتِ بها من المغرب…}
فماذا كانت ردة فعل الرجل؟؟
{فبُهِت الذي كفر}
بُهِت : أي غُلب وتحير 😮 ولم تعد لديه حجة بالنقاش..
عليك من الله سلام يا ابراهيم ، والله أشعر أني أمام شخصية قد أبحرت في علم النفس البشري ، فخبُرت طبع الكفار المجادلين ، وعرفت كيف تُدحض حجتهم ، وتُثبت الحق دون الدخول في جدل تافه ، عليك من الله سلام يا ابراهيم…
*********
انتظرر أيها القارئ لا تذهب.. هذا المنشور ليس الهدف من كتابته ان تضع لايك وتمضي… بل المطلوب ان تفكّر في طريقتك في النقاش وتقارنها بطريقة ابراهيم عليه السلام وتحاول تصحيحها…
********
وهدانا الله واياكم وارجو ان يكون فهمي للآية سليما واسألكم الدعاء بالهداية…
الله يهدينا جميعا